SlideShare a Scribd company logo
1 of 32
Download to read offline
‫نال�شعر المغربي‬
‫�إعداد وتقديم: �إدري�س علو�ش‬

‫ما ي�شبه التقديم حيث ال تبرير...‬
‫لي�س �سهالً في �شيء كتابة مقدمة لعمل �أنطولوجي �أيا ً كان، وفي اعتقادي �أن كتابة هذه المقدمة كان �أ�صعب من‬
‫ِ‬
‫اختيار الن�صو�ص الم�ساهمة في هذه الأنطولوجيا، وفي اعتقادي �أي�ضا �أني رغم هذا الجهد المثابر لم �أوف ال�شعر‬
‫المغربي حقه، فهو �أرخبيالت متعددة ومتنوعة من المتون الن�صية. وعلى الرغم من كل التراكمات والتجارب‬
‫والعقود والأجيال، فال�شعر المغربي ال يزال قارة مجهولة، هكذا �أعتقد...‬
‫ال�شعر المغربي مكتوب ب�أكثر من لغة، وهذا معطى مو�ضوعي ولي�س مجاالً للإدعاء، فهو مكتوب بالأمازيغية،‬
‫والعربية، والدارجة، والإ�سبانية، والفرن�سية وربما مكتوب بلغات �أخرى... لكننا في هذا العمل ارت�أينا االنت�صار‬
‫�إلى الن�ص ال�شعري العربي المكتوب بالف�صحى معنى ومبنى. لكن من داخل هذه العربية الف�صحى هناك تجارب‬
‫متعددة ومختلفة ومتنوعة من حيث الر�ؤى والمتخيل والمعايير والتجارب والأ�شكال. �سي�ستطيع قارئ هذه‬
‫الأنطولوجيا �إدراك هذه الخ�صو�صية، وهي لي�ست خ�صو�صية مغربية �صرفة، �إنها تالزم ال�شعر العربي في كل‬
‫مكان و�أنى وجد، حتى ال ندعي االحتكار. فالتجارب عادة �أقوى من الأهداف المحددة �سالفا ً.‬
‫وقد حاولنا في حدود ما �سمحت به عملية تجميع هذه الن�صو�ص �أن نراعي الح�ضور المكثف والوازن لهذا التعدد‬
‫واالختالف والتنوع، وهي مكونات �أغنت الم�شهد ال�شعري المغربي، ومكنته من التميز والفرادة.‬
‫فالق�صيدة المغربية ق�صيدة �إ�شكالية تف�سح المجال والأفق معا ً لتعدد الأ�سئلة حول راهنها، ما�ضيها �أي�ضا‬
‫و�أفق انتظارها. ق�صيدة منفلتة ومغايرة تجد لها جذورا في الأفق الوجودي الذي يعي�ش قلقه الإن�سان المعا�صر،‬
‫وتجدها �أحيانا ً موغلة في التجريد والال معنى، وفي �أحيان �أخرى غارقة في الرومان�سية، بما فيها الرومان�سية‬
‫الثورية.‬
‫�صحيح �أن الق�صيدة تتفاوت من �شاعر لآخر، ح�سب ر�ؤية هذا الأخير للكون والعالم والتفا�صيل، لكنها تظل دوما ً‬
‫تنت�سب لنف�س التربة و�إن تعددت ذراتها، والتجربة ال�شعرية المغربية الحديثة في ظل ما راكمته من ن�صو�ص كما ً‬
‫ْ‬
‫وكيفا ً ت�ستحق الكثير من االنتباه والمتابعة والمواكبة، و�أهم ما في هذه التجارب هو ما تخلقه كخال�صة روحية:‬
‫وهي �أن ال�شعر المغربي الآن حداثي في �أ�سا�سه و�إن�ساني بامتياز في م�ضامينه ور�ؤاه.‬
‫ال �أريد �أن �أجد لي تبريراً ما، �أبرر به وعبره ما اعتراني من �أخطاء و�أنا ب�صدد هذا العمل، وان كان الجوهر �أن من‬
‫�سيقف من بعدي على هذه الأخطاء �سيكون �أمام انطولوجيا جديدة، �ستنتابه بال�ضرورة �أخطاء �أخرى لتبقى دوما ً‬
‫م�شروعا ً مفتوحا ً على الفعل والعمل والجهد والمثابرة. م�شروعا ً مفتوحا ً على الم�ستقبل ولي�س على الذي م�ضى‬
‫وولى وانتهى.‬
‫لي�س هناك عمل كامل، دائما ً ت�ؤخذ الأمور بن�سبيتها على م�ستوى النتائج. لذا من باب تح�صيل الحا�صل �أن ال‬
‫�أدعي لعملي هذا الكمال.. لكنني �أعتقد جازما ً �أنه �سيظل دوما ً عمالً قابال لبلورة محتوياته، وهذا هو الأهم والأهم‬
‫�أقوى جدارة من المهم.‬
‫ثمة من �ساعدني في هذا العمل، ومد لي يد المحبة العالية، ويد العون والم�ساعدة والن�صح والت�شجيع، �أذكر‬
‫و�أ�ستح�ضر تحديدا ً: الناقد وال�شاعر عبد ال�سالم الم�ساوي، وال�شاعر والمترجم المهدي �أخريف، لذا �أعتبر �أقل ما‬
‫يمكن من الواجب هو �أن �أ�شكرهما وبكل حب على م�ساعدتي لإنجاز هذه الأنطولوجيا / المختارات.‬
‫ويبقى دوما على حد قول «هولدرلين»: ما تبقى ي�ؤ�س�سه ال�شعراء.‬

‫‬

‫�إدري�س علو�ش‬

‫)�أ�صيلة: 21 �أكتوبر7002(‬

‫عادل �سيوي‬

‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫تواكب هذا العدد �أعمالٌ مختارة لنُخبة من الفنانين الت�شكيليين العرب‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫منتقاة من مجموعات ال�سيد �صالح بركات – كاليري �أجيال – بيروت.‬
‫وهم:‬
‫محمد القا�سمي، �سامية حلبي، �سعدي الكعبي، �سمير ال�صايغ، �سمير‬
‫خداج، �ضياء العزاوي، عبداهلل بن عنتر، ناظم الجعفري، محمود جالل، محمد‬
‫عبلة، �آرام، منيرة القا�ضي، ميلود بو كر�ش، فاتح المدر�س، �شعيبية تالّل،‬
‫عارف الري�س، عبدالقادر الر�سام، ف�ؤاد الفتيح، عادل ال�سيوي، خالد‬

‫الجادر، فائق ح�سن، جورج مرعب و يحي التركي.‬
‫�سنعتمد العملَ بهذا التقليد في المختارات الت�شكيلية لمواكبة ن�شر كل‬
‫َ ُ‬
‫ّ‬
‫الأجزاء التي ي�ضمها «ديوان ال�شعر العربي في الربع الأخير من القرن‬
‫الع�شرين».‬
‫�إنطالقا ً من العالقة الم�شتبكة �أفقيا ً وعموديا ً بين الن�ص والت�شكيل الفني‬
‫في الم�ساحة المت�سعة �أكثر و�أكثر للتجريد في ال�شعر والر�سم الحديث‬
‫و�سعيا ً وراء تعبير �أعمق و�أغنى لعالقة اللغة العربية بالر�سم عبر فن الخط‬

‫3‬

‫والحرف التي �شاعت في الأداء الحديث للفنانين العرب ف�إن «كتاب في‬
‫جريدة» يحاول من خالل �إ�شراك �أكبر عدد من الفنانين الت�شكيليين �إلى‬
‫جانب ال�شعراء تكثيف االداء ال�شعري منظوراً ومقروءا ً بكل �أدواته ورموزه‬
‫ِّ َ‬
‫و�إيحاءاته.‬
‫�شوقي عبدالأمير‬

‫‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫اقر�أوا «كتاب في جريدة» الأربعاء الأول من كل �شهر على‬
‫‪www.kitabfijarida.com‬‬

‫برعاية كل من م�ؤ�س�سة ‪ MBI Al Jaber Foundation‬ومنظمة اليون�سكو ‪ Unesco‬وبم�شاركة كبريات ال�صحف‬
‫اليومية العربية ونخبةٍ رائدةٍ من الأدباء والمفكرين، يتوا�صل �أكبر م�شروع ثقافي م�شترك «كتاب في جريدة»‬
‫من �أجل ن�شر المعرفة وتعميم القراءة و�إعادة و�شائج الإت�صال بين عموم النا�س ونخبة الفكر والإبداع في‬
‫المجتمع العربي ليقدم هديته كل �شهر ب�أكثر من مليوني ن�سخةٍ لكتاب من روائع الأدب والفكر قديمه‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وحديثه.‬

‫�سعادة ال�سيد كوي�شيرو مات�سورا ‪ Koïchiro Matsuura‬مدير عام اليون�سكو ومعالي ال�شيخ‬
‫محمد بن عي�سى الجابر ‪MBI Al Jaber‬‬

‫ال�صفحة الرئي�سية للموقع االلكترونيل«كتاب في جريدة» .‬

‫2‬
‫المهدي �أخريف‬

‫�شاعر له العديد من الكتب في ال�شعر والنثر والترجمة منها «ب��اب البحر»‬

‫)3891(,‬

‫«�سماء‬

‫خفي�ضة» )9891(, «ترانيم لت�سلية البحر» )2991(، «�شم�س �أولى» )5991(,«قبر هيلين» )8991(‬

‫«�ضو�ضاء نب�ش في حوا�شي الفجر» )8991(، و«في الثلث الخالي من البيا�ض» )2002(.. ومن‬

‫ترجماته «مختارات من �شعر فرناندو بي�سوا»، «اللهب ال��م��زدوج»، لأوكتافيو ب��اث، و«راع��ي‬
‫القطيع» لألبيرتو كاييرو.‬

‫من �صفحة لأُخرى‬
‫ِْ َ ْ ٍَ ْ َ‬

‫�أ ْنت‬
‫َ‬
‫ال ُتريد‬
‫ُ‬
‫�أن تك ُتب‬
‫ْ ْ َ‬
‫ما كَ َت ْبت؟!‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ح�سناً!‬
‫َ َ‬

‫ِ‬
‫�إن‬
‫َ َ ََ‬
‫ا َّتك�أت على يدي‬
‫�سقَط الر ِنين‬
‫َ َ َّ ُ‬
‫من ج ُيوب خاوية‬
‫ِ ْ ُ ٍ َ ْ‬
‫ْ ِ ْ ُ ُ َ ِّ َ ِ َّ ْ ِ‬
‫ فلتلتقطه بمكبرات ال�صمت -‬‫َ‬
‫�إن ا َّتك�أت على ال َّنا ِفذة‬
‫ِ َ َ َ‬
‫قطفت غُ ُيوما‬
‫ً‬
‫ْ َ‬
‫ِ َ َ ُ َ َّ‬
‫هي ذَا ُتها المعل َبة في‬
‫القوا ِفي‬
‫َ‬
‫َ ََ ُ‬
‫ما العمل ؟‬
‫الحرب طويلة‬
‫َ ْ ُ َ ٌَ‬
‫ِ َ ِ َ ِ‬
‫ولأن تكون ِفي عداد المفقُودين‬
‫ْ ُ َ‬
‫�أهون‬
‫ْ َ ُ‬
‫من �أن تبقَى الأ�سير الأبدِ‬
‫ِ‬
‫َ َ ي‬
‫َّ‬
‫ِ ْ ْ ْ‬
‫ِلك ِلما ِتي.‬
‫َ َ‬
‫ِللحقيقة‬
‫ْ َ ِ ْ‬
‫�أريد و�صفة جديدة‬
‫ُ َ ْ ً َ ِ َْ‬
‫ِلمحوِ ما كَ تبت‬
‫َ ْ َ ْ ُ‬
‫مر َت ْين‬
‫َ َّ‬
‫و�أكْ ُتب‬
‫َ ُ‬
‫َ ِّ ُ ِ َ َ ِ ْ َ ْ َ ٍ‬
‫�أبدل المزاج من �صفحة‬
‫لأخرى‬
‫ْ َ‬
‫�أبدل ال َّنظرة‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫�أبدل ال َّنظرة �إ َلى ال�سقف‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫َ ْ ِ‬
‫�أبدل ال َّنظرة �إلى الخلف‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫ما وراء ال َّنظرة‬
‫َ ََ َ ْ َ‬
‫�أ ْند�س‬
‫َ ُّ‬
‫ُ ِ‬
‫ِفي �شقُوق َن ْيزك رماد‬
‫َ ََ ْ‬

‫م ْنها‬
‫ِ َ‬
‫�أن ال�سقف ت�شقق‬
‫َّ َّ َ َ َ‬
‫مرات، من عقم دوا ِتي،‬
‫َ َّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ‬
‫ح َّتى ِفي ال َّنوم...‬
‫ِْ‬
‫َ‬

‫و�أكْ ُتب‬
‫ُ‬
‫�أحتك بيدِ‬
‫ْ ُّ َ ي البعيدة ..‬
‫َ َْ‬
‫معا نغو�ص ِفي ال�سراب ..‬
‫َّ َ ْ‬
‫َ ً ُ ُ‬
‫وها �أ َنا �أمرن الل�سان‬
‫َ َ‬
‫َ ِّ ُ ِّ َ‬
‫على ز َبدٍ‬
‫ََ َ‬
‫تخثر ِفي خ َيا ِلي‬
‫َ‬
‫َ‬

‫وم ْنها‬
‫َِ َ‬
‫َّ َ َ‬
‫�أن الحا ِئط‬
‫�أ�ضحى ِف ْنجانا َيقر�أ‬
‫ْ َ‬
‫َ ً َْ‬
‫ملهاتِ‬
‫َ ْ َ ي بالجهرِ‬
‫َ ْ‬

‫ُ َ ُ ْ ِ ٍْ‬
‫�سهاد ِن�صف قرن‬
‫�شاب ِفي الق َنا ِني‬
‫َ‬
‫َ َ‬

‫وم ْنها...‬
‫َِ َ‬

‫�شاب ِفي القنا ِني‬
‫َ َ‬
‫َّ َ ِ‬
‫و َلم َي�شف ِفي الدواة‬
‫َ ْ ِ َّ‬
‫َيا �إلهِ ي!‬

‫ِفي و�سع حرو ِفي‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫�أن تلعب دور ال�شاهدِ‬
‫ِ‬
‫�ضد ْي َنا‬
‫ِ َّ‬
‫ْ َْ َ َ ْ َ‬
‫ �أي �ضد ال َّن�ص و�ضدي -‬‫ْ ِ َّ ِّ َ ِ ِّ‬
‫من غَ ْيرِ ِق َناع‬
‫ٍ‬
‫ِ ْ‬
‫ْ ْ ُ‬
‫ِفي و�سع حرو ِفي �أن ت�شكو ِني‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ِلـ«ع َيارِ ال�شعرِ » – �إذا مت –‬
‫ُ ُّ‬
‫ِّ ْ‬
‫و َل ْيت بو�سعي �أن �أتبحر ِفي المطلق‬
‫ُ َْْ‬
‫َ َ ُ ْ ِ ْ َ َّ َ‬
‫َِ ٍ ْ َ ُ َ ِ‬
‫بومي�ض َيقطع �أ ْنفا�سي.‬

‫بين بَيَا�ض ْينِ‬
‫َ َ‬

‫ِفي و�سع رفُو ِفي‬
‫ُ ْ ِ ُ‬
‫ْ َ َ َ َ َّ َّ ْ َ‬
‫�أن ت ْنهار علي اللحظة‬
‫َ‬
‫ال �شيء �س َيحدث.‬
‫َ َْ َ ْ ُ ُ‬
‫ماذا َبعد ؟‬
‫ُْ‬
‫َ‬
‫�أثمة �شيء َيحدث بالفعل‬
‫َّ َ َ ْ ٌ ْ ُ ُ ِ ْ ِ‬
‫ه َنا‬
‫ُ‬
‫ح ْيث َيد َتمحو �أ ْنف ِ‬
‫َ ُ ٌ ْ ُ َ ا�سي‬
‫ِفي َب ْيت البحر‬
‫ِ َ ْ‬

‫لكن َبيا�ضات �أعلى من‬
‫َّ‬
‫ٍ َْ ِ ْ‬
‫ِّ َ ْ ِ ُ َ ِ‬
‫كَ ِلما ِتي في ال َّن�ص ُتجرجر �أ ْنفا�سي‬
‫َ‬
‫ِفي الجهة الأخرى‬
‫ِ َِ ْ َ‬
‫ِ ْ َِ‬
‫من هذي ال�صفحة – �إق ِل ْبها –‬
‫َّ ْ َ ِ ْ َ‬
‫تظهر واوات ال ت�ش ِبه واوا ِتي‬
‫ْ َُ َ َ ٌ‬
‫ْ ُ َ َ‬
‫تظهر‬
‫ْ َُ‬
‫�أظفار‬
‫ْ َ ٌ‬
‫ت�صلح‬
‫ْ ُُ‬
‫ْ ِ‬
‫َّ ْ ِ َ َ‬
‫للر�سم على القُ�ض َبان‬
‫وتمرق � َّأيام م ْنثوره‬
‫َ ْ ُ ٌ َ َْ‬
‫من َتحت الحذْ ف الفاغِ‬
‫ِ ْ ْ ِ َ ِ َ رِ فَاه‬
‫ُ‬
‫ُ ِّ ِ ٍ‬
‫ِبكل �س َياق‬
‫َ ِ ْ ْ َ ِ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫و�أ َنا من َل�سعات الح ْبرِ ال َّنا�شف‬
‫َ ِْ‬
‫ِفي حلقي‬
‫َتطلع �أ َّنات و ِنداءات َتطلع‬
‫َُْ ٌ َ َ َ ٌ َُْ‬
‫من قَعرِ ر�ؤَاي‬
‫ِ ْ ْ ُ َ‬

‫َ َ ُ ِ‬
‫وح ْيث َيدي المثلى‬
‫ُ‬
‫ِفي َلوح و�أ َنا ِفي َلوح‬
‫ْ ٍ‬
‫ْ ٍ َ‬
‫ِ‬
‫�أبحث عن َن�صي الغا ِئب‬
‫ْ َ ُ َ ْ ِّ‬
‫ال فَرق �إذن َب ْين َب َيا�ض ْين‬
‫ْ َ ْ َ َ‬
‫ُ َ ِ‬
‫هما غَ دي المح ُتوم‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ ُ‬
‫�أ َنا قدو ِتي الحا ِئط‬
‫ْ َ‬
‫َ َ ُ‬
‫والحا ِئط بالذات‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫وليت بو�سع �سطورِ ي‬
‫�أن َتك ُتم ما ال َيحدث‬
‫ْ ُ ُ‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫ِفي الوا ِقع ثمة �أ�ش َياء‬
‫َ ِ َّ ْ ٌ‬
‫َتحدث بالفعل ولكن‬
‫ْ ُ ُ ِِْ ِ ْ‬
‫َل ْي�س تماماً...‬
‫َ َ‬

‫�س َت ْت َبع ِني ح َّتى ِق َيام الداب ِة‬
‫َ ُ َ‬
‫ِ َّ َّ‬
‫ْ ُّ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ‬
‫َتل َتف علي «براوِ ل» من �ص ْنعة‬
‫َّ‬
‫قُدام الماي ِة‬
‫َّ ِ َ َ‬
‫َيلتف علي َنعيب البوم‬
‫ْ ُّ َ َ َّ ِ ُ ُ ِ‬

‫َ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ِلمن َتقرع �أجرا�سك‬
‫َ ِ‬
‫ُ ِ ْ ُ َِ‬
‫َيا هو ْلدرلين ِبهذي الحا َنة؟!‬
‫ِفي و�سعي �أن �أع ِلن‬
‫ُ ِْ ْ ْ َ‬
‫كُ را�سي هذا قفطانا لل َّنثرِ الم ْنظوم‬
‫َّ ِ َ ْ َ ً‬
‫َ ُ ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ف�أ َنا ال �أم ِلك‬
‫�إاله‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫هذا الب ْيت وهذا الكرا�س‬
‫َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫وما من �شي ٍء َيحدث‬
‫ََ ِ ْ َ ْ ْ ُ ُ‬
‫ِفي غُ رفَة �أحالم حدا ِثي فَات زما ُنه.‬
‫ْ ِ ْ ِ َ َ ٍّ َ َ َ ْ‬
‫ُ ُ ِ‬
‫م ْنذ �س ِنين و�أ َنا ِبالع َت َبة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ ٌ َ ِ‬
‫هلْ �أحد بالباب؟ ِل َيدخلْ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ َ ْ ٌ َ ِ‬
‫َلو حرف بالبال كَ ذ ِلك، د ْند َنة،‬
‫َ َ َ ٌ‬
‫دقة م�سمارٍ في َنع�ش فلتدخلْ‬
‫ْ ٍ‬
‫َ َّ ُ‬
‫ْ ُ‬
‫َ ْ َّ ْ َ ِ‬
‫مرحى ِفي ظهر ال�صفحة.. ال فرق‬
‫َْ َ‬
‫رجاء‬
‫َ َ ً‬
‫ح َّتى الأ ْلفاظ ال�شاقة مرحى..‬
‫َ ُ َّ َّ ُ‬
‫َْ َ‬
‫ْ ٌ َ َ‬
‫فَردة ت ْنوين..�أ�سالك �شا ِئكة ح َّتى‬
‫َْ‬
‫ٌ َ‬
‫ِ‬
‫من معطف كاواباطا �أو من م�صح ِ‬
‫ِ ْ ِْ َ ِ‬
‫ْ ُ ْ َف‬
‫َ ٍ‬
‫�إ ْن�شاد المو َتى، �ص ْيحات ِفي واد‬
‫َ َ ٌ‬
‫َ ِ َ ْ‬
‫فلتدخلْ . ال فَرق فقط فلتدخلْ‬
‫ْ َ ْ ْ‬
‫ْ ْ‬
‫ولتترك َباب ال�صفحة مف ُتوحا‬
‫َ ُ ْ َ َّ ْ َ ِ َ ْ ً‬
‫ِل ِندا ِء الغرقَى‬
‫َ َْ‬
‫من �أمثا ِلي‬
‫ِ ْ ْ‬
‫ْ ُّ ُ َ ِ‬
‫ِفي َبحرِ الظلمات‬
‫�أ َنا بالع َت َبة‬
‫َ ْ‬
‫َّ ْ ُ َ َ َ ِ‬
‫َبددت الخطوات‬
‫ُّ ُ ِ‬
‫ورا ِئي الطرقات الأر َبع‬
‫ْ ِ‬
‫ََ‬
‫و�أمامِ‬
‫َ ي‬
‫ِب�ضع نقاط ا�ستِ‬
‫ْ ُ ِ ْ فهام‬
‫َ ٍ‬
‫تج َنح ِللحذْ ف وحو ِلي ال ُّنون‬
‫ُ‬
‫ْ ُ ْ َ ِ َ َ ْ‬
‫ال ُّنون ال ُّنون وال �سطح‬
‫َ ْ ٌ‬
‫فدعو ِني من َبعد‬
‫ِ ْ ُْ‬
‫َ ُ‬
‫َ‬
‫طريحا‬
‫ً‬
‫ِفي بئر ذوا ِتي‬
‫ْ َ‬

‫ْ ُ ْ َ‬
‫�أنظر �إي�ضاحَ اتِي فِي ن�ص خا�ص لم ين�شر بَعْ د ولم يُكتب،‬
‫ُ ََْ َ ْ‬
‫َ ٍّ َ ٍّ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫ِ َِ ََ َ ِ َِ‬
‫ْ ُ‬
‫عُ نوَانهُ: دَع الكتابة، �ضع القناعَ !‬

‫5‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫ت�صميم و �إخراج‬

‫الراعي‬

‫محمد بن عي�سى الجابر‬

‫‪Mind the gap, Beirut‬‬

‫‪MBI AL JABER FOUNDATION‬‬

‫الإ�ست�شارات الفنية‬

‫الم�ؤ�س�س‬

‫�شوقي عبد الأمير‬

‫�صالح بركات‬
‫غاليري �أجيال، بيروت.‬

‫المدير التنفيذي‬

‫المطبعة‬

‫ندى دالّل دوغان‬

‫پول نا�سيميان‬

‫�سكرتاريا وطباعة‬

‫الإ�ست�شارات القانونية‬

‫المحرر الأدبي‬
‫ّ‬

‫المتابعة والتن�سيق‬

‫هناء عيد‬

‫محمد مظلوم‬

‫«القوتلي وم�شاركوه ـ محامون»‬
‫محمد ق�شمر‬

‫عبد اهلل بن عنتر‬

‫المقر‬
‫َ َّ‬

‫بيروت، لبنان‬
‫ي�صدر بالتعاون‬
‫مع وزارة الثقافة‬

‫الهيئة اال�ست�شارية‬

‫�أدوني�س‬
‫�أحمد ال�صياد‬
‫ّ‬
‫�أحمد بن عثمان التويجري‬
‫�أحمد ولد عبد القادر‬
‫جابر ع�صفور‬
‫جودت فخر الدين‬
‫�سيد يا�سين‬
‫عبد اهلل الغذامي‬
‫عبد اهلل يتيم‬
‫عبد العزيز المقالح‬
‫عبد الغفار ح�سين‬
‫عبد الوهاب بو حديبة‬
‫فريال غزول‬
‫محمد ربيع‬
‫مهدي الحافظ‬
‫نا�صر الظاهري‬
‫نا�صر العثمان‬
‫نهاد ابراهيم با�شا‬
‫ّ‬
‫ه�شام ن�شابة‬
‫يمنى العيد‬

‫ال�صحف ال�شريكة‬

‫الأحداث الخرطوم‬
‫الأيام رام اهلل‬
‫الأيام المنامة‬
‫ت�شرين دم�شق‬
‫الثورة �صنعاء‬
‫الخليج الإمارات‬
‫الد�ستور عمان‬
‫ّ‬
‫الر�أي عمان‬
‫ّ‬
‫الراية الدوحة‬
‫الريا�ض الريا�ض‬
‫ال�شعب الجزائر‬
‫ال�شعب نواك�شوط‬
‫ال�صباح بغداد‬
‫العرب تون�س، طرابل�س الغرب ولندن‬
‫مجلة العربي الكويت‬
‫القاهرة القاهرة‬
‫القد�س العربي لندن‬
‫النهار بيروت‬
‫الوطن م�سقط‬

‫�شعيبية تالّل‬

‫كتاب في جريدة‬
‫عدد رقم 211‬
‫)5 كانون الأول 7002)‬
‫الطابق ال�ساد�س، �سنتر دلفن،‬
‫�شارع �شوران، الرو�شة‬
‫بيروت، لبنان‬
‫تلفون/ فاك�س 538 868 )1-169+(‬
‫تلفون 912 033 )3-169+(‬
‫‪kitabfj@cyberia.net.lb‬‬

‫‪kitabfijarida@hotmail.com‬‬

‫خ�ضع ترتيب �أ�سماء الهيئة الإ�ست�شارية وال�صحف للت�سل�سل‬
‫الألفبائي ح�سب اال�سم الأول‬

‫�صورة الغالف الخارجي: للفنان محمد القا�سمي‬

‫4‬
‫محمد الأ�شعري‬

‫من مواليد مدينة زرهون‬

‫«مكنا�س»1591 �شاعر وكاتب ي�شغل من�صب وزير الثقافة منذ 8991.‬

‫�صدر له في ال�شعر: «�صهيل الخيل الجريحة»، )8791(، «عينان ب�سعة الحلم» )1891(، «يومية‬
‫النار وال�سفر» )3891(، «�سيرة المطر» )8891(، «مائيات» )4991(، «حكايات �صخرية» )0002(،‬

‫«ق�صائد نائية» )6002(. وفي النثر: «يوم �صعب»، ق�ص�ص )0991(، «جنوب الروح»، رواية )6991(.‬

‫ج�سد خارج حقلها‬
‫�إلى محمد القا�سمي‬

‫ِ‬
‫ٌ‬
‫رجل في اللوحة يبدو مترنحا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫�أو مندفعا نحو �سقوط و�شيك‬
‫ً َ‬
‫�أو متردداً يم�شي،‬
‫ِّ‬
‫و ال يم�شي‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫فوق ر�أ�سه تماما مربع مو�صول بزاوية‬
‫َ‬
‫ً ُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫تنزل حتى �أ�سفل ج�سد ِه‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫هلْ هي م�شنقة،‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫�أم مجرد �سقف واطئ ؟!‬
‫ٍ‬
‫َّ ُ‬
‫ْ‬
‫ُ ٍ‬
‫ِ‬
‫خلفه في العمق لمعان مر�آة مهملة،‬
‫ُ‬
‫ُْ‬
‫ثم بقعة خ�ضراء بال معنى‬
‫َّ ٌ‬
‫ُ‬
‫�سوى التماعة �ضوئها الأخاذ‬
‫ويميناً، �إلى �أق�صى البيا�ض‬
‫َ‬
‫تنمو زهرة بال لون‬
‫تكاد �أوراقها ت�صير معطفا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وفي المعطف طيف امر�أة‬
‫ُ‬
‫ِ َّ ٍ‬
‫ال يظهر منها �سوى خطوط قبعة‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بال لون هي الأخرى‬
‫ثم ي�ساراً تعود الزهرة نف�سها‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ َّ ٍ‬
‫ب�أوراق مبتلة‬
‫ونفهم من ذلك �أن المر�أة تبكي‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫و�أن الرجل المتر َّنح‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ربما‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫�سقط‬
‫ٍ‬
‫من �شرفة‬
‫ٍ‬
‫بعيدة‬
‫ِ‬
‫وخارج اللوحة‬
‫َ‬
‫هنا حيث �أجل�س الآن‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُيوجد رجل �آخر‬
‫ُ‬
‫ٌ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫يت�أمل اللوحة‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وفي �أق�صى ج�سد ِه‬
‫ُبقعة خ�ضراء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫بال معنى‬
‫ِ‬
‫�سوى خفقها المكتوم‬
‫ِ‬

‫قطْ عة �سماء‬
‫ُ َ‬

‫انْف�صـــــال‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫َ‬
‫ال يوجد �شيء في العلبة التي �أفتحها‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أعرف ذلك‬
‫ولكنني �أخطو ب�أمل فا ِترٍ في الفراغ‬
‫الذي‬
‫تمنحه لي‬
‫ْ‬
‫وعندما �أهم بالتراجع مك�سوراً‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫�ألمح وجهي في العلبة‬
‫ُ‬
‫ف�أطبق عليهِ‬
‫ب�إحكام‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫و�أم�ضي‬
‫ٍ‬
‫بال وجه‬
‫ٍ‬
‫وال علبة‬

‫لم �أعد �أحلم بالبحرِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫فيما م�ضى كنت �أحلم �أن تكون لي‬
‫ُ ْ‬
‫ُ‬
‫َ ْ‬
‫قطعة بحرٍ‬
‫ُ‬
‫كما كان دائما لعائلتي قطعة �أر�ض بها‬
‫ً‬
‫ُ ِ‬
‫َ‬
‫كروم‬
‫ٌ‬
‫و�أ�شجار تين وزيتون..‬
‫ُ ٍ‬
‫لم �أكن �أحب الأر�ض..‬
‫َ‬
‫ِ ّ ُّ‬
‫كنت �أحب الأ�شجار، و�أبغ�ض الأر�ض‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫الأر�ض ثقيلة جداً، ثخينة... مليئة...‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫�صامتة‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫كنت �أقول لنف�سي‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أما �أنا ف�إن �أر�ضي لن تكون �سوى قطعة‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫بحرٍ زرقاء‬
‫َ‬
‫خفيفة، �شفافة، �صافية‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫�أبني عليها زورقا كبيراً بنوافذ عاليةٍ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫و�أن�شر ب�صري على �صفحتها الالمعة‬
‫ُ ُ‬
‫ِّ‬
‫مبتهجا بكون �أ�شجاري كلها تحت‬
‫َ‬
‫الماء‬
‫وقطعاني �أي�ضا‬
‫ً‬
‫وم�سافاتي المت�شابكة‬
‫فيما م�ضى كنت �أحلم بالبحرِ هكذا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ثم غيرت �أحالمي‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫لأن �شيئا ما حدث لي‬
‫َّ ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أوحدث للبحر‬
‫َ‬
‫ف�صرت �أحلم بقطعة �سما ٍء زرقاء‬
‫ُ‬
‫ِ َ‬
‫ُ‬

‫يَدك في يَد الريح‬
‫ُ‬
‫ِّ‬

‫�أن تكون عاديا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َب�شر َا عاديا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫تعمل، وتنام‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫وت�أخذ �أوالدك من المدر�سة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وتدخن‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وتدفع �أق�ساط بيتك الجديد‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬

‫�أن تكون هام�شيا‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫َ َ‬
‫و�ض ْيعا‬
‫َ ِ ً‬
‫و�أرخ�ص من فل�س‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫�أن تكون مرتع�شاً، مطف�أً متقل�صا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫�أو تكون بهيا متدفقا �شر�سا والمعا‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫َ ً‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬
‫�أن تكون �شاعراً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أو حتى ناقداً‬
‫�أو �سكيراً �أو �شاذاً‬
‫�أو مغروراً بنف�سك‬
‫�سعيدا ب�أنك �أنت ول�ست �أحداً غيرك‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫باطل وقب�ض رِ ْيح‬
‫ٌ َ ُ ٍ‬
‫ً‬
‫�أن تكون رجال‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أو امر�أة‬
‫ِ‬
‫�أو كلبا �صغيراً تربيه امر�أة‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫�أو رجال يربيه كلب‬
‫ً ِ ٌ‬
‫ُ‬
‫�أو حماراً تع�سا يحمل �أغرا�ض النا�س‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أو حتى حماراً �سعيداً‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬
‫�أنت لن تكون �شيئا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫�إال �إذا و�ضعت َيدك في يدِ‬
‫َ َ َ‬
‫الريح..‬
‫ِ‬
‫و َتال�شيت.‬

‫�أن تكون عا�شقا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫م�ضطربا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫تجري وراء امر�أة بعينها‬
‫َ‬
‫معتقدا �أنها الج َّنة التي وعدت بها‬
‫ُ‬
‫ُ ْ َ‬
‫ُ َ‬
‫و�أنها يوم تكون لك‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�ستنبت عند قدميك غمامة زرقاء‬
‫ٌ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫وينهمر مطر حولك، وتلعب‬
‫ُ‬
‫ُ ٌ‬
‫َ‬
‫ال�سحابات في راحتك‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح.‬
‫ُ‬
‫ٍ‬

‫ْ‬
‫فقط قطعة �سما ٍء زرقاء‬
‫ُ‬
‫تكون لي وحدي،‬
‫ُ ْ‬
‫�أنثر فيها ري�شي‬
‫ُ‬
‫و�أحلق عاليا بعيداً‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫كما يليق ب�شخ�ص يملك ال�سماء...‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ُ َّ َ‬

‫َ َ ً‬
‫�أن تكون َبطال‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تحملك الأكتاف للأعالي‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وينب�ض ا�سمك في الأنا�شيد‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫وتذعن لك الأعناق والقامات‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫وتفتح لك المدن �أبوابها، و�أهازيج‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ن�سا ِئها‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح.‬
‫ُ ٍ‬

‫7‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عزيز �أزغاي‬

‫من مواليد 4 نوفمبر 5691 بالدار البي�ضاء. حا�صل على الإجازة في التاريخ القديم �سنة 0991.‬

‫�شاعر وم�ست�شار �صحفي، يقيم بالرباط. ا�شتغل م�س�ؤوالً عن الق�سم الثقافي ب�أ�سبوعية «الن�شرة»‬
‫لمدة �سبع �سنوات. �صدرت له مجموعة �شعرية «ال �أحد في النافذة» )8991(.‬

‫عارف الري�س‬
‫ّ‬

‫رجل يتخيل الخيبة‬
‫ربما �س�أكون، بعد قليل،‬
‫ُ‬
‫َ ٍ‬
‫ٍ‬
‫في مكان �آخر،‬
‫�أدخن �سجائر وطنية‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫و�أ�شتم العالم من ثقوب العائلة،‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ربما �س�أنازع خيالي الفحل‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫كلما فرت مني الن�ساء.‬
‫َّ ْ‬
‫وربما، �أي�ضاً، فكرت،‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫و�أنا �أح�سب العمر بالأخطاءِ‬
‫،‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫�أنني لم �أكذب بما فيه الكفاية،‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ولم �أدع الغيمة البنية‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫تنام في �سريري.‬
‫ُ‬
‫هذا يليق ب�سائح في �صحراء عالقات،‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫مع �إ�ضافة لقطة على الم�شهد:‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ َ‬
‫�أن يتخيل الرجل الخيبة‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫في بيجامةٍ‬
‫للعجزة.‬
‫�أَ�سود.. �أ�سود‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫لم يقلْ لي �أي �أحدٍ‬
‫:‬
‫ْ ُّ‬
‫لماذا الأ�سود دائما في حداد؟‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫لماذا هو حزين‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫في يقين اللغة؟‬
‫ِ‬
‫ربما كان في الأمرِ حكمة �أخرى‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫غير ما تراه العين.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫�أنا ال �أ�شك في اهلل‬
‫و�أمريكا‬

‫َ‬
‫ويوفرون الخيول الطرية‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫لمناديل الم�سل�سالت.‬
‫ِ‬

‫ودالي.‬
‫لكني �أرى الأ�سود وجوداً �آخر‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في قمي�ص �أبي�ض،‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وفي الحليب المكدرِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫برتو�ش خفيفة.‬
‫ٍ‬

‫«�أحبيبي في القمر»‬
‫ُ‬
‫(يقول ال�سيناريو)‬
‫َ‬
‫لكن العقل في الأبناك.‬
‫َّ‬

‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫هكذا �أتذكر، في �صورة قاتمة،‬
‫ُ‬
‫�ضحكة «مارتن لوتر كينغ» مثالً،‬
‫و�أن�سى بيا�ض الر�صا�ص.‬
‫َ َّ‬

‫تعلم – ما �أمكن – من الأفالم‬
‫ْ‬
‫َّ ْ‬
‫ثم انتبه الآن،‬
‫َّ ِ َ‬
‫�سن�صور الكارثة.‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫في �أموا�س الحالقة‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫�أنظر �إلى الخلف،‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وحدها الأ�سفار والعطل والقهقهات‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تتقدم الأرباح‬
‫َّ ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫مثل جي�ش بال �أمجاد.‬
‫ٍ‬

‫كبريت بال مقابل‬
‫ٌ‬
‫ال تنحن �أمام الكهرباء‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫تعلم – ما �أمكن –‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫من عمود العا�صفةِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫و�أترك العظام تتجمد‬
‫َّ ُ‬
‫َ‬
‫ْ ِ‬
‫من فرط الإعجاز.‬
‫الحدة كبريت بال مقابل‬
‫َّ ُ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وال �أحد يفنى‬
‫َ‬
‫من فائ�ض البيا�ض.‬
‫ِ‬

‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫لكل لقطة تفا�صيلها في �أموا�س‬
‫ِ‬
‫الحالقة،‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫مثلما لكل حديث ن�صيبه‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫في اجترارِ الرغوة.‬

‫ما الذي �سيخ�سره المهرج‬
‫ُُ‬
‫ِّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ب�سبب القَهقَهات؟‬
‫ال �شيء – من جانبي –‬
‫َ‬
‫ي�ستحق المفاج�أة.‬
‫ُّ‬

‫مثل دفترِ تمارين،‬
‫َ‬
‫�أعيد ال�سعادة نف�سها بماكياج �أخف،‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫َ َ‬
‫حين ُي�صبح للأخطا ِء القدرة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫على امتالك الحق.‬
‫ِّ‬

‫ُِ‬
‫لكلٍّ �سريره في ُنزل العاطفة.‬
‫ُ‬
‫الكذابون يبيعون اليان�صيب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في رهان العائلةِ‬
‫ِ‬
‫،‬

‫الجلو�س �إلى الت�أمل‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫كان افترا�ضا وا�ضحا‬
‫ً‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الكت�شاف الحرائق في الليل،‬

‫6‬

‫كان تمرينا لحيوان الكنغر،‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كي يقفز من بيت في الجيب‬
‫ِ‬
‫�إلى �آخر في طفولة ال�صعلكة.‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫كلُّ خطوة كانت مح�سوبة‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫باكتمال الحوا�س،‬
‫ِ‬
‫حين كان الأعمى - من فرط الطيران -‬
‫َ َ‬
‫ينظر �إلى الم�صائدِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وال يتع َّثر بالجثث.‬
‫ُ‬
‫ما حدث كان في الظهرِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫في قاهرة المعز‬
‫َّ‬
‫في عمان‬
‫َ‬
‫�أو في �صنعاء..‬
‫َ‬
‫في باري�س �أو جنيف‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أو في روتردام..‬
‫في الثرو ِة �أو التما�س‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أو في قلةِ‬
‫الحيلة..‬
‫في الأقدام‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫�أو في البنزين الذي ب�أق�ساط..‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫في الألغام �أو في حقول القطن..‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫في الأبي�ض‬
‫ِ‬
‫في الأ�سودِ‬
‫..‬
‫......‬
‫ما حدث كان في الظهرِ ،‬
‫َ َ‬
‫بال �ضجيج‬
‫ٍ‬
‫َّ ٍ‬
‫وبدقة واثقة!‬
‫محمد ب�شكار‬

‫من مواليد 9691 بمدينة الرباط. يعمل �صحافياً. �صدر له: «مالئكة في م�صحات الجحيم»،‬
‫«من�شورات �شراع» و «طنجة».‬

‫قَاب �شاهدتين‬
‫َ َ‬
‫1‬

‫�س�أ ْن ُثر َنرد هواي كَ َنجم, و�أقر�أ ما ره َن ْته‬
‫َ ُ‬
‫َ ُ َْ َ َ َ ْ ٍ َ َْ‬
‫َ َ َ‬
‫ُُ‬
‫َيداي لطاولة الظلمات: �أ�ص ْبح‬
‫ُ ٌ‬
‫َ ُ ُ‬
‫�س َي ْبزغ من كَ هف جمجمة‬
‫ْ‬
‫ُ ْ‬
‫ُ‬
‫راق�صتها خيول خطاي ِب�سنبكها‬
‫ِ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫الملكي:‬
‫َ َ ِّ‬
‫ٌ‬
‫�أليل...‬
‫فَكيف �س�أد ِلجكم ُنور ع ْي ِني وقَد‬
‫َ ْ‬
‫ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ر َّتج ْته البالد ِبهدب ال�س َنان. رتاجا‬
‫ً‬
‫ُ ُ ْ‬
‫َ َ ُ‬
‫رتاجا.. وغَ َّنت عماي. وقالت:‬
‫ْ‬
‫َ ْ‬
‫ُ َ‬
‫رفا ُتك �أر�ض فَمرحى‬
‫ٌ َ ْ‬
‫الرحى‬
‫َّ‬
‫دا ِئر ِفي‬
‫َ ٌ‬
‫�شراك هواكَ ا‬
‫ِ َ ِ َ َ‬
‫َ ِّ ُ َ ْ َ َّ ِ‬
‫ُيعجل در�س الدقا ِئق كَ القَمح, كَ ي‬
‫ْ ِ‬
‫ْ‬
‫َي َتغذَّ ى الزمان على خ ْبزِ ها؛ (كان �شرفة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ ُ َ‬
‫كل الجياع ُيطلُّ‬
‫ِّ‬
‫ون منه على �سغبي,‬
‫ُ َ َ َ‬
‫فَيرون بالدا كَ جارِ ية بين �سيفين بالدم‬
‫َ َْ‬
‫َّ ِ‬
‫ًَ‬
‫َ ْ‬
‫ْ ُ‬
‫يحتلم �إحليل فتكهما..):‬
‫فيا عبثا‬
‫ً‬
‫َير َتدي حلال من �سديم,‬
‫ُ ً ِ ْ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ْ ُ ِ َ‬
‫ويدخل م ْثل المحارب � َّأيامنا �شاهراً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫نخلة‬
‫ْ‬
‫ُ ِ ْ‬
‫ال تلين, كَ �ضلع‬
‫ال�صحارى الم َنزه عن كُ ل �آدم,‬
‫ُ َّ َ ْ ِّ َ ْ‬
‫َّ َ‬
‫�أرِ ق‬
‫ََ َ‬
‫دمك ال َّن َبوي‬
‫لأب�صرني في مراياه �أرعى يدي‬
‫َّ‬
‫َ َ ُ َْ‬
‫على ج�سد امر�أة حر َث ْته المكائِ‬
‫د ح َّتى‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ َ‬
‫َ َ‬
‫غَ دا‬
‫َ‬
‫وطنا من ِفخاخ‬
‫َ َ ِ ْ َ‬

‫2‬
‫ْ ِ‬
‫�آن لي �أن �أ�شي:‬
‫َ‬
‫ْ ِ ُُ ِ‬
‫�أ- ال�س ْيف � ْإبرة ر ْتق ِل َثوب الملوك...‬
‫َّ ُ َ ُ َ‬
‫ِ ُْ ِ ْ ِ‬
‫ج- جلد ج�سمي كي�س ِلخ ْبزٍ ُي�شم�سه‬
‫ٌ ُ‬
‫ِّ ُ ُ‬
‫الفقَراء‬
‫ُ ُ‬
‫ََ ُ ُ ِ َ ِ‬
‫على �شرفات الجحيم..‬
‫ب- القلب فَج ِلحافر خيل تدق‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َْ ُ‬
‫�سنابكه مطرقات ال�ض َيا ِء‬
‫َ ُ ِ ْ َ ُ ِّ‬

‫ََ َ ِ‬
‫بما �أثمل ْتك ِبه الروح. نز دما َي َتخ َّثر‬
‫ُ َّ ً َ‬
‫كال�سم في وردة‬
‫ََْ‬
‫ُّ ِّ‬
‫ِ‬
‫َْ‬
‫القلب؛ يا ح ْبر؛‬
‫ُ‬
‫يا مهرقا َبددا..‬
‫ُْ ً َ‬
‫ِبك و�شحت �صدرِ َية ال�سر, و�شحت‬
‫َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬
‫ِّ ِّ َ َّ ْ ُ‬
‫�شعبا يدق‬
‫َ ْ ً ُ ُّ‬
‫مهامز قيدي؛ مهامز �أ ْنخابه ال َّت َترية‬
‫َِ َ‬
‫َّ‬
‫ََ َِ ْ‬
‫تحت‬
‫َ‬
‫ِ َ‬
‫حذا ِء الهزائم: كُ‬
‫ْنت‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫ِل َتارِ يخه الم َتهجد كال�س ْيف‬
‫َ ِّ‬
‫َ ِ‬
‫في قُنزعات المها ِبل‬
‫َ ِ‬
‫موروث‬
‫َْ ْ‬

‫فَيزهو فَرا�ش الأنين..‬
‫ْ‬
‫ث- العمر م ْنخطف, قَاب �شاهِ‬
‫َ َ د َت ْين‬
‫َ ِ‬
‫ُُْ ُ َ ٌ‬
‫و َيدخل �سهرة حا َن ِته الأز ِل َّية..‬
‫َ ْ ُ ٌ َ ََْ‬
‫َ َ‬
‫3‬

‫�أرِ ق فَمك الأقحواني �أ�سمع رجع‬
‫ْ َ َ ْ ُ‬
‫َ ُ َ ْ َ‬
‫َّ َ‬
‫ال�شذى وعقُوداً‬
‫ُ‬
‫من الريح تبرِ مها في موا ِئد جرحي‬
‫ُ‬
‫ِ ِّ‬
‫ََ َ ُ ْ َ‬
‫عا�صفة‬
‫َ ِ ٌَ‬
‫�صعقت حجراً‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫َ َ ِ َ َ‬
‫َي َتدحرج ِفي الهذيان؛ فال‬
‫َ ْ َ ُ‬
‫ال�سقف �سقف‬
‫َّ ْ ُ َ ْ ٌ‬
‫َ َ‬
‫ِل َيحمل عني رديم ال�سماء؛ وال‬
‫ْ ِ َ َ َ َ َّ‬
‫ال�شجرات َبرِ يدي الى الغ ْيم, ح ْيث‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫َّ َ ُ‬
‫�أ�ؤثث بالري�ش‬
‫ِّ‬
‫َ َ ُ‬
‫َ ِ ِ‬
‫ط ْيرا �س َي ْنكر خالقه, ويطير ِلذا ِبحه‬
‫َُ‬
‫البر َبرِ ي ِل َي�شرب‬
‫ْ ُ‬
‫َْ‬
‫َْ َ ِ‬
‫بين َيد ْيه دمي الم َترمل. ح ْيث‬
‫ُ َ ِّ ِ َ ُ‬
‫َ‬
‫العميقة‬
‫َُ‬
‫َت�شرب حافة وجهي‬
‫ْ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫وتر ُنو ِب�أقراطها القَمريةِ‬
‫َْ ِ‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫ر َّنامة �شجنا‬
‫َ َ َ ً‬
‫َ َ ِ‬
‫كَ الحدا ِئق, حين َت َنام, ُتحلزِ ن ع�شب‬
‫َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ال�ضفا ِئر‬
‫َّ َ‬
‫فَوق �إوز مخداتي ال ِ‬
‫ْ َ َ ِ‬
‫َ َّ َ آ�س َنة..‬
‫4‬

‫ِ‬
‫َنذرت ِل َنف�سي َنف�سي, كَ ماء ِلماء,‬
‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫وقدت بنف�سي‬
‫َ ُ ْ َ‬
‫طوفَان َنف�سي.. كَ َنهر �شر ْبت �س ُيوفا‬
‫ُ ً‬
‫ُ َ ْ‬
‫ْ َ َ‬
‫من الرمل, حتى ر�أيت بنف�سي.. َنف�سي‬
‫ْ ُ‬
‫ْ َ‬
‫َت ْن�سل في مزقي مزقاً. كان‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�إ�سمي و�شما ووجهي الع َبارة؛ وجهي‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ِ َ ٍ‬
‫َ‬
‫�أعمق من زمن قاده الهذيان ِلمح َبرة ال‬
‫ُ‬
‫ٍ َ‬
‫َتغي�ض:‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫ه َنا ِلك‬
‫َلملمت موتاي‬
‫َْ ُ َْ َ‬
‫في كفن‬
‫ٍ‬
‫قد َب�سطته مثل طرو�س‬
‫ْ َ ُ ِ َ ُ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ي�ضيق على طو ِلها ع�شب الأر�ض. قلت‬
‫ِ ْ ُ‬
‫ُ ُ ُ‬
‫َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫ِلح ْبر تجندل م ْثل الغرالة في قلم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الرعب: ُنز‬

‫ف�ؤاد الففتيح‬

‫9‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫�أحمد بركات‬

‫ولد بالدار البي�ضاء بتاريخ 91 ماي 0691 وتوفي �سنة 4991. ا�شتغل �صحافيا بجريدة «بيان‬
‫اليوم» بالبي�ضاء. �صدر له عمالن �شعريان: «�أبداً لن �أ�ساعد الزلزال» )1991( و «دفاتر الخ�سران»‬

‫)4991(.‬

‫لن �أ�ساعد الزلزال‬
‫ُ‬
‫حذر، ك�أني �أحمل في كفي الوردة التي‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫توبخ العالم‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫الأ�شياء الأكثر فداحة:‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قلب �شاعرٍ في حاجة قٌ�صوى �إلى لغةٍ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والأ�سطح القليلة المتبقية من خراب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫البارحة‬
‫ِّ‬
‫حذر، �أخطو ك�ني ذاهب على خط‬
‫أ ِّ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ِنزاع‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫َ َّ َ ِ ْ َ َ‬
‫وك�أن معي ر�سائل لجنود‬
‫َ ٍ‬
‫وراية جديدة لمع�سكرٍ جديد‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بينما الثواني التي ت�أتي من الورا ِء‬
‫تق�صف العمر‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هكذا…‬
‫ِ َّ ِ‬
‫بكثافة الرماد‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫معدن الحروب الأولى‬
‫ُ‬
‫ت�صوغ الثواني �صحراءها الحقيقية‬
‫َ‬
‫َ‬
‫و�أنا حذر، �أخطو نحوكم وك�أن‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ال�سحب الأخيرة تحملني‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أمطارها الأخيرة‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ربما يكون الماء �س�ؤاال حقيقيا‬
‫َّ ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫َ‬
‫هناك العربات تمر بطيئة‬
‫وعلي �أن �أجيب بلهجة العط�ش‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫َّ ْ‬
‫َ‬
‫ُ ُّ‬
‫ربما حتى �أ�صل �إلى القرى المعلقةِ‬
‫َ‬
‫في ك�أنها ت�سير في حلم‬
‫ٍ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هناك قطع الغيم في الف�ضاء‬
‫�شمو�س طفول ِتكم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ال ت�شبه �سرب طائرات خائفة‬
‫علي �أن �أجتاز هذا الج�سر الأخير و�أن‬
‫َ ْ‬
‫َّ ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫هناك امر�أة تقترب من الخام�سةِ‬
‫َ‬
‫�أتعلم ال�سهر مع �أقمارٍ‬
‫م�ساء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫َّ َ َّ َ َ َ‬
‫َ ً‬
‫ُ ٍ‬
‫ُ ٍ‬
‫تنتظرني‬
‫مقبلة من لي ٍال مقبلة حتى �أ�شيخ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫�س�أذهب عما قَريب‬
‫و�أنا �أجتاز هذا الج�سر الأخير‬
‫ُ‬
‫ُ ًَّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫هل �أ�ستطيع �أن �أقول ب�صراحتي الكاذبة: دون �أن �أعرف لماذا الآن �أ�شبه الحب‬
‫َ ْ‬
‫ُ ْ‬
‫َ َّ ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بكتاب التاريخ‬
‫ل�ست حذراً لأنني‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أحب‬
‫�أعرفكم واحداً واحداً ؟؟‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أحيانا �أتوزع قبائل تتناحر على بالد‬
‫لكن، �أين �أخبئ هذه الأر�ض الجديدة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ً َّ ُ‬
‫ْ َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫وهمية‬
‫التي تتكون في عين التلميذ؟‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أحيانا �أ�ضيع‬
‫وماذا �سيقول المعلم‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ولكنني دائما �أحمل في كفي الوردة‬
‫�إذا �س�أله ال َّنهر؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫التي توبخ العالم‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍….‬
‫حذر، �ألوح من بعيد‬
‫ُ ْ‬
‫ٌ‬
‫ِّ ُ َ َ‬
‫ٍ‬
‫لأعوام بعيدة‬
‫ٍ‬
‫و� ُ‬
‫أعرف – بالبداهة - �أنني عما قريب‬
‫َّ‬
‫�س�أذهب مع الأ�شياء‬
‫ُ ََ‬
‫التي تبحث عن �أ�سمائها فوق �سما ٍء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أجمل ولن �أ�ساعد الزلزال !!!‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫فقط، �س�أقف لحظة �أخرى‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تحت �ساعة الميدان الكبيرةِ‬
‫ِ‬
‫َ‬

‫خالد الجادر‬

‫8‬
‫محمد بنطلحة‬

‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬

‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬

‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬
‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬

‫محمد عبلة‬

‫قنديل في الريح‬
‫دوننا قنب،‬
‫ٌ‬
‫وحدوج،‬
‫ٌ‬
‫و�أديرةٌ.‬
‫دوننا حانة مل�ؤها الزنج.‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي يت�صيد‬
‫َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ في حيزٍ ال وجود له -‬‫َ ُ‬
‫ِّ‬
‫علة للوجود!‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫�أفي عروة الزقِّ‬
‫َ‬
‫�سوف تجور ب�أب�صارنا‬
‫ُ‬
‫دمن،‬
‫ٌ‬
‫وتالع؟‬
‫ٌ‬
‫َّ ٍ‬
‫وفي خطة للتماهي‬
‫�سنقت�ص من �شد ِة القيظ‬
‫َّ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫بالحر ِ‬
‫ْ ث في الماء ؟‬
‫�أو‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫بالت�سلل‬
‫من داخل الن�ص‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫نحو المن�صةِ‬
‫َّ ؟‬
‫�سيان.‬
‫َّ َ‬
‫نحن اجتر�أنا على النون‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫في غيبة الكاف،‬
‫ثم عقرنا زهاء قطيعين‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫من غرر الذكريات التي لم تع�ش‬
‫ْ‬

‫ُّ‬
‫قط‬
‫تحت‬
‫َ‬
‫�شنا�شيل‬
‫ِ‬
‫بيت الق�صيدِ‬
‫ِ‬
‫.‬
‫معاً،‬
‫كانت الريح،‬
‫ُ‬
‫ترفع ق�صراً من ال�شمع‬
‫َّ ْ ِ‬
‫بين يدينا.‬
‫َ‬
‫وك َّنا �سنثني من الدهرِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫�أوله،‬
‫َّ ُ‬
‫فانثنينا:‬
‫�أنا‬
‫قد‬
‫ْ‬
‫�شربت‬
‫ُ‬
‫دموع ال�صحارى.‬
‫ُ َ‬
‫و�أنت عجمت قداحي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ب�أل�سنة ال َّنمل.‬
‫ِ‬
‫يا للمدارة!‬
‫ٌ‬
‫ما �إن بدا �سنبك ُي�شبه النجم‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حتى عبدنا رماد البريق الذي‬
‫َ‬
‫�شحذته‬
‫ُ‬
‫دموع ال ًَّتما�سيح،‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ثم ختمنا‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫على �صلوات الغبارِ المدجن‬
‫َّ‬

‫باللف،‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والدوران،‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫وتنويم عقدة ذنب الطريدة.‬
‫ِ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي‬
‫ُ‬
‫حنكته‬
‫ُ‬
‫ على م�ض�ض -‬‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫حيل،‬
‫ُ‬
‫و�أباطيل!‬
‫هل كان �شيء‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫يقارب‬
‫ُ‬
‫ في هام�ش الطر�س -‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫�أطماع قو�س الع�صاة ال�صناديدِ‬
‫ِ‬
‫؟‬
‫َ ِ‬
‫�أو كان‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ بين رفات الخطى -‬‫َ‬
‫فهر�س يت�أب ُ‬
‫َّط ذاكرة الرمل؟‬
‫َ َّ‬
‫كانت ر�ؤانا‬
‫مر�صعة‬
‫َّ ً‬
‫بعظام القرابين.‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫والغرف القزحيات كن‬
‫ُ َّ‬
‫�سيرفعن‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫ زلفى �إلى كل نقع مثار -‬‫ٍ ُ‬
‫�سريرين فخمين‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫�سهل �إذن‬
‫ٌ ْ‬
‫مثلما هو ممتنع‬
‫ُ ٌ‬
‫11‬

‫َ‬
‫�أن تحول مناطيدنا‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ ِ‬
‫دون �سرد التفا�صيل:‬
‫ِ‬
‫�ضيف �أتانا .‬
‫ٌ‬
‫و�ضيف يفلُّ ق�سي ر�ؤانا،‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ويحذف‬
‫ِ‬
‫ت�سعة �أع�شارِ هذي الق�صيدة،‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أو تلك،‬
‫ثم‬
‫َّ‬
‫ُيحملق‬
‫ُ‬
‫في اليتي �سلةِ‬
‫َّ‬
‫المهمالت،‬
‫ِ‬
‫ويجل�س لل�شرب.‬
‫ُ‬
‫�سيان.‬
‫َّ َ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي لم‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫يحنكه‬
‫ُ‬
‫بعد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أنين حطام الأباريق!‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ها قد بدت حانة مل�ؤها الز ْنج.‬
‫ٌ‬
‫ْ ْ‬
‫ِّ ُ‬
‫فلنحتملْ‬
‫ جيداً -‬‫َ ُْ ِ‬
‫جرعة العمق.‬
‫ٍ‬
‫ولنرتجلْ دورقا من دخان،‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫و�أل�سنة من خزف‬
‫ً‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عائ�شة الب�صري‬

‫من مواليد 0691, حا�صلة على الإجازة في اللغة العربية. �صدر لها:«�شرفة مطف�أة» و«م�ساءات»‬
‫و«�أرق المالئكة».‬

‫عزلة الرمل‬
‫ُ ِ‬
‫لي�س غروبا ما بال�شم�س،‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫هو ال�ضوء ُيلم ِلم �أهدابه‬
‫ُ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ‬
‫َ ِ‬
‫في حقَا ِئب الظلم ِة ِل َينام.‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َل ْي�س �شفقا ما في الأُفُق،‬
‫َ َ َ ً‬
‫هو الرمل َيلعق �سيقان الحجرِ ،‬
‫ُ َْ ُ‬
‫َ َ‬
‫َ َ ِ‬
‫ُ َ َ ً‬
‫ِ‬
‫ف َت َتورد الزرقة خجال من �شغف العا�شق.‬
‫َ َّ ُ‬
‫كثبان..‬
‫ٌ‬
‫�أج�ساد َلم َتح َترِ ق َبعد ِب�أَ‬
‫ِ ِ َ ٍَْ‬
‫ٌ ْ ْ ْ ْ ُ نامل �شهوة،‬
‫َت َتوحد في عرا ٍء موح�ش،‬
‫ٍ‬
‫َ َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫ُت�صيخ ال�سمع ِلخطوٍ م َتوج�س،‬
‫ُ َ ِّ ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫و ُلهاث َي ْنمو َب ْين َتجاويف الوديانِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ِ‬
‫�أحرا�شا من الخوف.‬
‫ً‬
‫ُ ِ‬
‫ُ‬
‫الرمل في عزلته،‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫كاهن يلوك �صلوا ِته على �صفيح �ساخن‬
‫ٍ‬
‫َ ٍ‬
‫ٌ‬
‫�شفاعة ِلخطايا الب�شرِ ،‬
‫ََ‬
‫َ ًَ َ‬
‫ٍ َ ِ ٍّ‬
‫َ‬
‫ف ُتعيد الريح تراتيل عهود م ْن�سية.‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫خ�شو َنة الرمل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُّ ِ‬
‫�أُ ْلب�سني خرقة الت�صوف،‬
‫ُ ِ ََْ‬
‫حافية �أَده�س �أ�شواكا �سرية الأ�سما ِء،‬
‫ً ِ ّ َ ْ‬
‫ً َْ ُ‬
‫ُ َِْ‬
‫و�أ�صيح في المطلق :‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ما �سر الحياة في البدءِ‬
‫َْ؟‬
‫ِ ُّ‬
‫ُِ‬
‫ما حكمة الرمل في عدم الت�شابه؟‬
‫ِ ْ َُ‬
‫ِ‬
‫َ َِ‬
‫وماذا َبعد هاوية الموت وم�صب‬
‫َْ‬
‫ِ َ ْ ِ َ َ ِّ‬
‫ِ ِ‬
‫الأَ َبد َّية؟‬
‫فَيرد ال�صدى �صداه :‬
‫َ ُ ُّ‬
‫ُ‬
‫ال �سر ُيخفى عن �صفا ِء ال�سرير ِة،‬
‫ِ َّ ْ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ‬
‫حدقي م ِليا في مرايا الحجرِ ،‬
‫َ ِّ َ ً‬
‫َ‬
‫َ ِ‬
‫ِ‬
‫َت�أْتيك الر�ؤى مبايِعة بين َيد ْيك.‬
‫ُ ًَ‬
‫ُ َ ْ َ ْ ِ‬
‫اب َتعد النهار عن �ضو ِئه.‬
‫ْ ََ‬
‫ال �أُفُق َيحجب الماء عن �سر ِه.‬
‫َ ْ ُ ُ‬
‫َ َ ْ ِ ّ‬
‫�صمت �أ�سود َيعمي الب�صيرةَ،‬
‫َ ْ ٌ‬
‫ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫ال مفر من َتلم�س ُنتوءات الظلمةِ‬
‫َ َ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫،‬
‫ْ َ ُّ ِ‬

‫ً ِ ْ َ ِ َ ُّ ِ‬
‫عارية من ز ْيف ال َتمدن،‬
‫ِ ُّ ِ‬
‫ِ‬
‫من ال�صخب والحديد والدخان؟‬
‫َْْ ِ‬
‫هلْ �أَدمعت ِل ُنواح الناي و�شدوِ‬
‫ِ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الحجرِ ؟‬
‫َ َ‬
‫َ ّ ِ ِ ْ‬
‫هلْ َتهج ْيت حكمة البد ِء في �أنا�شيدِ‬
‫ََ َْ‬
‫البدوِ‬
‫َْ‬
‫َ ِ‬
‫دون ذكْ رِ الأ�سما ِء..؟‬
‫َ َّ ِ‬
‫ُ َِْ‬
‫هلْ جر ْبت ال�صراخ في مطلق الفراغ؟‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫�ضامر هذا الليل،‬
‫ٌ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫َلوال َتكور الريح على �صدرِ التربة،‬
‫ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫وا ْنعكا�س النجوم في �صقيل الحجرِ .‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َ ِ َ َ‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِلف ْتح م�سالك الطريق...‬
‫َ ِ‬
‫اب َتلع ْتنا الع َتمة،‬
‫َ َُ‬
‫ْ ََ‬
‫ِ‬
‫ال َت�صقَت �أج�سادنا بالحديد‬
‫َ ْ ْ ُ‬
‫َ َّ ِ‬
‫و َتفتتت الأ�صابع على ال�سياج.‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫هاوية الظلمة �أ�شهى من ال�ضو ِء....‬
‫َُ َْ ِ ْ‬
‫ِ َ‬
‫بعد قليل،‬
‫ٍ‬
‫ْ ِ‬
‫�س َت َتدفَّق الهواج�س بين الأودية‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ‬
‫المهجورةِ‬
‫،‬
‫�س َيهم�س الرمل ِلظاللهِ‬
‫ُ ِ‬
‫:‬
‫َ ِْ ُ‬
‫هذه التالل �أعرِ فُها،‬
‫ُ ْ‬
‫و َي�شتاقُني حليب النوق َب ْين �أَ�ضرا�س‬
‫ِ َ ْ ِ‬
‫ْ‬
‫َ ُ‬
‫البعيرِ‬
‫َ‬
‫ورائحة الزع َترِ البري.‬
‫ُ ْ َ ِّ‬

‫ِ‬
‫على عتبة المدينة،‬
‫خم ْنت:‬
‫َ َّ ُ‬
‫�س ُ�أغْ ِلق الن�ص على ع َتم ِت ِه،‬
‫َ ُ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ ّْ ُ ِ ْ ِ ُ ِ‬
‫كَ ي ال َي�سيح الرمل من َب ْين ال�شقوق،‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُ َ ً‬
‫َتذكَّ رت در�سا في الج ْبرِ‬
‫َ‬
‫«ال ُي�أطر ما ال �أ�ضالع َله»‬
‫ْ َ ُ‬
‫ّ ُ َ‬
‫مرجع ّية �سا ِئ َبة‬
‫ٌ‬
‫َْ ِ ِ ٌ‬
‫وفَراغ معنا ال معنى َله.‬
‫ُ َْ ً َْ ُ‬
‫ال ذاكرة للرمل،‬
‫َ َّ ِ‬
‫وال وثوق في مهاوي الأقدام،‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ه َّبة هوا ٍء ع َبرت‬
‫َ ُ‬
‫َ َ ْ‬
‫ومحت �آثار الخطوِ و �سائِ‬
‫َ ْ‬
‫ب الكالم.‬
‫ِ‬
‫ََ َ ْ‬
‫َ‬
‫من بعيدٍ‬
‫�سمعت ال�صدى ُيعيد �صداه:‬
‫َ ِ ْ ُ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ال رهبا ِنية �إال ِللرمل في مواجع‬
‫َ ْ َّ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ال�صحرا ِء.‬

‫ا ْنكم�شت الأ�صوات،‬
‫َ َ َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُلغة واحدة ال َتكفي.‬
‫ٌ‬
‫ٌَ‬
‫....بيا�ضات،‬
‫ٌ‬
‫ال �صوت َيعلو على �صمت ال�صحراءِ‬
‫َ ْ ِ‬
‫.‬
‫َ ْ‬

‫َتحت خ ْيمة من و َبرٍ ،‬
‫ْ َ َ ٍَ ِ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ِ َ َ ِ‬
‫بين رائحة الحطب وفُقاعات ال�شاي،‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ ُ َ ِ‬
‫َتمتد َيد الغريب خلف الم�شهد،‬
‫َ‬
‫َ ِّ ُ‬
‫ُتعدل مواقع النجوم..‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫من َلم�س ِته ا ْن َت�شت نجمة‬
‫ٌ‬
‫ِ ْ ْ َ ِ َ ْ‬
‫وغادرت �سرير ال�سما ِء.‬
‫ََ ْ‬
‫َ َّ‬

‫�شفافة مرايا ال�سما ِء،‬
‫َ ٌََّ َ‬
‫ال حجب بين الب�شرِ وكالم اهلل.‬
‫ُ ُ َ َ ََ‬
‫ِ‬
‫خفف الخطو،‬
‫َ ِّ ِ َ ْ َ‬
‫هنا �سرة الكون،‬
‫ُ َّ ُ‬
‫ِ ُّ َ ِ ِ ُ َ ِ‬
‫�سر البد ِء وكتاب الأَزل.‬
‫َ ّْ‬
‫ِ‬
‫ف َتو�ض�أ ِبطهارة الرمل‬
‫ِ‬
‫ثم �صل �صالة الغجرِ �أمام هذا البها ِء.‬
‫َ‬
‫َ ِّ َ َ َ َ‬
‫َ‬

‫تاهت طرق العود ِة َب ْين م�سا ِلك العز َل ِة،‬
‫ِ ُْ‬
‫َ ْ ُ ُ ُ ََْ َ َ‬
‫ََ ْ ُ ُ ِ َ ُ ِ‬
‫ال َتمعت عيون الليل َب ْين �شقوق ال�صخرِ .‬
‫ُ‬
‫�شردت �سحليات �أذْهلها فُ�ضول الغربا ِء.‬
‫َ َُ ْ ِ ِ ّ ٌ َ‬
‫ُ َْ ِ‬
‫اختفى القَمر من �شرف ِته‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َْ ِ‬
‫حداد َا على موت عالم«م َتح�ضر».‬
‫ٍ ُ َ‬

‫َ ّ ٌ ْ ٌ َ ٌَ‬
‫�سراب/ فراغٌ / َتوحد /وح�شة /ظم�أ...‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫�أو�صاف ِلل�صحرا ِء ولروحي رِ داء.‬
‫ْ ََ ِ‬
‫َلو عرفَت ال�صحراء م ْن َبع العط�ش،‬
‫ُ َ َ َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫َل َبرِ َئت روحي من دمل الحياة.‬
‫ِ ْ َُِ‬
‫ْ‬

‫مخرم رِ داء الريح في ال�صحرا ِء.‬
‫ُ َ َّ ٌ ُ ِ‬
‫ِ‬
‫�أج�ساد ال مر ِئ ّية َتل َتف ِب�أج�سادنا‬
‫ٌ َ ْ ٌ ْ ُّ‬
‫ِ‬
‫و َُتف َتح في �أرواحنا نوافذ زمن غابرٍ ،‬
‫َ ٍ‬
‫ْ ُ‬
‫بقايا �أ�صوات َ �أرقَها الحنين �إلى الآتي،‬
‫ُ‬
‫ٍ ّ‬
‫َ‬
‫هو المجنون َيلفح الرمل بقدمين‬
‫ِ‬
‫ُ َْ ُ‬
‫ُ َ‬
‫حافيتين،‬
‫ِ‬
‫وينادي َل ْياله �إلى �سريرِ الب ْيدا ِء.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َّ ْ ِ‬
‫هلْ َتح�س�ست َنقاوة ال�صحوِ ؟‬
‫ََ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫هلْ �أَغْ راك الرمل باالغْ ِت ِ‬
‫ُ‬
‫�سال،‬

‫ُند َبة �ضو ٍء‬
‫ْ ُ‬
‫�أَ ْيقظت غَ فوة الزمن،‬
‫َ ْ ََْ‬
‫ِ‬
‫ّ ِ‬
‫كما لوِ �أَننا م ْتنا قليالً،‬
‫كما لو كُ نا توابيت على مع َبرٍ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫ْ‬
‫َتن َتظر َت�صريحا للعبورِ ...‬
‫ً‬
‫ِ ُ ْ‬
‫ُ‬

‫01‬
‫محمد بودويك‬

‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬

‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬

‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬
‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬

‫دماء �أعمق مـن الظالل‬
‫1-�صـباح الخـير‬
‫ُ‬

‫يا �صباحا يرتدي قمبازاً مق�صباً.....‬
‫ً‬
‫ُ َّ‬
‫�صباح الخير للذي كنته‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حردونا‬
‫ً‬
‫على جلد ِه رائحة الحلفاء‬
‫ِ َ ُ ُ‬
‫وفتيت الفحم وال�سخام‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫�صباح الخير‬
‫ُ‬
‫لل�شقي ُي�شوي الطُّ‬
‫يور‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫على كبريت �أم ِه الم�سروق‬
‫ِّ‬
‫َ ِ‬
‫للنجم على �ضفة ال َّنهر الملوث‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫�أني�سي في خريرِ الدم والعوم‬
‫ِ‬
‫وال�ضو ِء القادم‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫�صفوفا كجي�ش ب�ألوية م�شتعلة‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ٍ ُ‬
‫ِ‬
‫نحو كهوف الخ�سران‬
‫ِ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لأمي الحميرا ِء المليكة‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫مهدهدةِ‬
‫الجنائزِ للنوم‬
‫ِ‬
‫�صباح الخير‬
‫ُ‬
‫يا عظامي المقرورة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫يا ا�صطكاكي من �سغب ون�صب‬
‫وعم�ش قذاني‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫َّ ِ‬
‫�صباح الخير للم�سرات الجائعة‬
‫ُ‬
‫للأخ�ضرِ الياب�س‬
‫ِ‬
‫للقمرِ الحليب‬
‫يف�ض�ض �سقوف الم َباني‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫للهوا ِء الأ�سود الالذع‬
‫ِ‬
‫ُيراق�ص تالل المنحدر‬
‫ُ‬
‫َ ُ‬
‫ِّ َ ِ‬
‫ِ‬
‫للمتاح من الرحب في كف الورد والزهرات ....‬
‫ُ ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫للن�سا ِء الالئي �شي ْب َنني‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫منذ القرن الما�ضي‬
‫ْ‬
‫وغربنني فال محجة تبدو‬
‫َّ‬
‫َ َّ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫بلْ وحل �سقنني �إليه ف�أنا‬
‫ُ‬
‫ِّ َ ً‬
‫�أتغلغل �أ�سيراً ..�أربي �أمال‬
‫في النجاة عبر ال َّثواني!‬
‫ِ َ‬
‫ْ‬
‫َّ ِ‬
‫�صباح الخير لل�ضباب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُّ ِ‬
‫على قرميدها والدخان يتلون في جيدها‬
‫َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫بكم لون دحوته ف�سباني ..‬
‫ُ‬
‫�صباح الخير للوادي الأ�صفرِ‬
‫ُ‬
‫النائم فوق الأ�شباح والأ�سرارِ‬
‫ِ َ‬
‫ِ‬
‫ينتظر �صداي‬

‫ٍ‬
‫فج�أة يعيدني �إلى ناي بعيد‬
‫ٍ‬
‫ويردني �إلى �أناي!‬
‫ُّ‬
‫لموقد الفحم الحجري‬
‫لدم �أبي الذي قر�أت في‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫قناديله جرجي وهيغو والمارتين‬
‫وال�سباعي والعم نجيب..‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫�صباح الغريب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الطفل الناحل‬
‫ِّ َ‬
‫َ‬
‫يا للهوك وعلوك‬
‫يا لهولي و�ضع ِتي‬
‫َ ِ َ‬
‫كلُّ �شتا ٍء �أ�صغي لعويلي‬
‫ْ‬
‫مهروال �إلي‬
‫ُ‬
‫ً َّ‬
‫ثلج وغياب.‬
‫2-خـواء طـنان‬

‫هنا َيتثاءب التراب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ ً‬
‫مثقال ب�أ�سمال الفراغ‬
‫ََ ِ‬
‫كيف �أو�صد باب الكَ‬
‫ُ َ الم..‬
‫َ‬
‫كيف �ألوي عنق ال َّثرثرة..‬
‫َ‬
‫َ‬
‫كيف �أ�ستجمع قب�ضتي‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫و..�أهوي على دمي؟‬
‫ْ‬
‫3-فينومـينولوجيا‬

‫ٍ‬
‫ياه.!!‬
‫ُ ُ‬
‫فُتح الباب منذ دهرٍ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ولم �أتوقف عن الطرق‬
‫ْ َّ ْ‬
‫ْ‬

‫ِ‬
‫ي�ضج بال َّن�شيد‬
‫ُّ‬
‫متى ما ر�آني ..‬
‫نهر �إغريقي‬
‫ٌ‬
‫ٌّ‬
‫ال يخون.‬
‫ُ‬
‫�سـرنمة..‬
‫بخطانا المتلع ِثمة‬
‫ُ‬
‫ُ َْ‬
‫َن ْبني �أع�شا�شا‬
‫ً‬
‫في الهوا ِء‬
‫للهوا ِء...‬
‫ُ‬
‫ون�سدل العين‬
‫َ‬
‫على الما�ضي‬
‫ٍ‬
‫ب�شهود غزيرين‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫في حلبة �سباق �أخيرٍ‬
‫نرفع �أيدينا اعتذاراً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫خوفا من �سقوط و�شيك‬
‫ً‬
‫و�سط حطام كَ ثيرٍ‬
‫َ َ ُ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ورماد يخلل‬
‫وجودنا‬
‫َ‬
‫ون�ضحك كالبلهاءِ‬
‫َُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫وقد‬
‫ْ‬
‫�أحكم الموت‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫قب�ضة الأعمى‬
‫َ‬
‫على �أقفائنا.‬
‫ٍ‬
‫كم نتظاهر ب�أ�سنان بي�ضاء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٍ َّ ٍ‬
‫وذيول ملونة‬
‫ك�أن المرايا‬
‫ٍ‬
‫غير من�صوبة ‬
‫ُ‬

‫4-نهر هيراقليط�س‬

‫نهــر‬
‫ٌ‬
‫ُيبدل وجه َته‬
‫ِّ ُ ُ ْ ُ‬
‫َ ُ ُّ ُ‬
‫َّ‬
‫كلما �أ�ضجره ال�سعال‬
‫يغي�ض‬
‫ُ‬
‫فتراه م�صفراً‬
‫ُ ُ َّ‬
‫كلما اعتاله‬
‫ً‬
‫الزناة والمهربون‬
‫ُ‬
‫ِّ َ‬
‫�أو‬
‫ْ‬
‫بالت‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫في �أحدا ِقه‬
‫ن�سوة البل�شون.‬
‫ُ‬
‫نهر‬
‫ٌ‬

‫محمود جالل‬

‫31‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫محمد بني�س‬

‫ول��د بفا�س �سنة 8491، ا�شتغل �أ�ستاذاً بالثانوي بالمحمدية ثم �أ�ستاذاً بالمدر�سة العليا‬
‫ل�ل�أ���س��ات��ذة ب��ال��دار ال��ب��ي�����ض��اء، يعمل ح��ال��ي �ا ً بكلية الآداب وال��ع��ل��وم الإن�����س��ان��ي��ة ب��ال��رب��اط.‬
‫من �أعماله ال�شعرية: «ما قبل الكالم»، « �شيء من اال�ضطهاد»، «وجه متوهج عبر امتداد الزمن»،‬
‫«ورقة البهاء»، «هبة الفراغ». وله كذلك مجموعة من الدرا�سات: «ظاهرة ال�شعر المعا�صر في‬

‫المغرب»، «حداثة ال�س�ؤال» و«ال�شعر العربي الحديث، بنياته و�إبداالتها...». كما له �إ�سهامات في الترجمة.‬

‫عبد القادر الر�سام‬

‫�أحجار وحدهـا‬
‫َ ٌ ْ ََ‬
‫�إلى برنار نويـل‬

‫معي حجر‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫تكون ليلة �سرب‬
‫ّ َ ً‬
‫ٌ‬
‫من الأحجار وجـه‬
‫ْ ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وحده يمتد في �أر�ض هي ال�صحراء‬
‫ْ ُ ّ‬
‫ُ‬
‫ٍ َ‬
‫لي �أوراق نائمة على كَ تفي‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫�س�أتبع قلت‬
‫ُ ُ‬
‫رع�ش َتها‬
‫ْ‬
‫على جلدِ‬
‫ْ الرمال تكاد تهرب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫كلما اق َتربت يداي‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫من النعومة تحت‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫�ضو ٍء خافت‬
‫ي�سري بطيئـا يقطف الغيمات من رمل‬
‫ً‬
‫ُ ْ ِ ْ ٍْ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫�إلى �سعف‬
‫ِ‬
‫تجمع في �سواد الليلْ‬
‫ّ َ‬
‫ُ ّ ٍ‬
‫نجوم مثلث ولربما‬
‫ّ‬
‫الحوراء‬
‫َ ْ ْ‬
‫ٍ‬
‫على باب ُتردد �صرخة عبرت بكامل‬
‫ً‬
‫ُّ‬
‫َ ْ‬
‫حرهـا‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تلك القوافل ل�ست �أب�صرها‬
‫ُ‬
‫َُ‬
‫ٍ‬
‫ولك ّني �أ�صدق برد �أخدود‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫تو�سط برد ليل‬
‫ٍ‬
‫هلْ ت�ساوت في ال�صدى �أ�شالء �أزمنة‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬

‫�أم الكلمات ت�شحب‬
‫ِ‬
‫ُ ْ ُ ُ‬
‫كلما ا�صطدمت ِبرابيةٍ‬
‫ْ َ من الأحجارِ في‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫�صدرٍ‬
‫ْ‬
‫يجف‬
‫ّ‬
‫كَ قطرةٍ‬
‫ِ‬
‫فوق اللهيب‬
‫ْ َ‬
‫ّ‬
‫وكلما �أمعنت في الأثرِ الذي يبقَى‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫�أ�صدق‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أن ما يم�ضي بطيئا �سوف ي�أتي‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫ً ِْ‬
‫و�شمة للوعد‬
‫�أزرق‬
‫َ‬
‫�ضاحكا‬
‫ِ ً‬
‫ٍ‬
‫ي�ضع الطيوب على مياه‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫ّ ُ‬
‫�أنا الرحال‬
‫ُ ّ ً‬
‫يتركُ ني الهواء مبلال‬
‫كنت ارتع�شت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الليل‬
‫بحر من �شمو�س‬
‫ٌ ْ ُ ٍ‬
‫�أو �شمو�س في �صعود يدي‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫�إ َلى ليل �أقي�س الوقت بالن�سـيان‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�سهر ُتك الأخيرة جاءني نغم‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫تفي�ض‬
‫ُ‬
‫�سما�ؤه بطيورِ �صم ٍ‬
‫ْت‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫المعات‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫خاف�ضات ري�ش �أجنحة‬
‫َ‬
‫تالم�س خفـقة في ال�سر لألأة‬
‫ً‬
‫ُ ْ ً‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫تراك وال تراها‬
‫َ‬

‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫واحة �أخرى لكل حجارة هجرت �إليك‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫ْ ً ّ َ‬
‫لعلّ معراجا تنزل واحتمى َ‬
‫َ بك‬
‫َ ِ‬
‫ِ‬
‫في مكان ال�شوق‬
‫�أحجار‬
‫ٌ‬
‫ت�صب الماء فوق �صفائها الليلي‬
‫َ َ‬
‫ُّ‬
‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫�أ�شكال من البلّ‬
‫َ ورِ دائرة‬
‫ٌ‬
‫ّ َ‬
‫ُ ُّ ْ َ‬
‫ِ‬
‫تهب عليك من حجرٍ تم�سك بالرمال‬
‫َ‬
‫انه�ض‬
‫ْ‬
‫�إلى بع�ض تكلم وا�ستوى‬
‫ْ ٍ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وجها لأزمنةٍ‬
‫ً‬
‫ت�ضيع وال ت�ضيع ا�صعد‬
‫ُ ْ ْ‬
‫ُ‬
‫�إلى حجرٍ َتجمع حوله �صمت يظلُّ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫�أبعد من عوا ِء الذئب في ال�صحرا ِء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫حيث ال ّناي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رق وحيث مركبة الهوا ِء كتابة �سالت‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ْ‬

‫ت�سبق الأحجار‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّ َ َ ّ‬
‫�صرخ َتها ك�أن العابرين تكلموا‬
‫َ ْ‬
‫جمعا‬
‫ْ ً‬
‫ك�أن حداءهم‬
‫ّ ُ َ ْ‬
‫يم�شي من الأحجار للأحجارِ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫�صوب دم‬
‫َ ٍ‬
‫ُيرافق �شاعراً غ ّنى‬
‫ُ‬

‫على �أُفقٍ بال �أُفقٍ‬
‫لي الأحجار‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫لي �أي�ضا مال�س ُتها‬
‫ً‬

‫21‬

‫ِ ٌ‬
‫ا ْنحراف ي�ستقر برودة الأحجارِ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫تكبر‬
‫ُ‬
‫في �شمول الليل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫م�ضطجعا �أرى ال ّنجمات عارية‬
‫ً‬
‫ُ ْ‬
‫ً َ‬
‫ِ‬
‫لها �أحوا�ضها ح ّتى الو�صول‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ ِ‬
‫�إليك من نارِ‬
‫التبدد فيك رعـد‬
‫ِّ ِ ْ ٌ‬
‫ْ‬
‫يكت�سي بال�ضو ِء منعك�سا على جـبل‬
‫ُ ِ ً‬
‫َ ٍ‬
‫ٍ‬
‫منارة حيرة‬
‫ُ‬
‫كانت قد انف�صلت عن الطرقات‬
‫ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫فهلْ تتوقف الأنفا�س‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫في ليل‬
‫ٍ‬
‫يوحد بين �أحجارٍ ت�ضيء م�سافة‬
‫ُ َ َ‬
‫ّ ُ َ‬
‫ِّ‬
‫ال�شك التي اختلطت‬
‫ْ‬
‫ب�أمزاج الغبارِ‬
‫ِ ُ‬
‫غ�شاء �أفكارٍ تمزق‬
‫ّ َ‬
‫ِ ُ‬
‫لم يعد حجر‬
‫ْ َ ٌ‬
‫قريبا �أو‬
‫ً‬
‫بعيداً‬
‫�أنت تلم�سه خفيفا‬
‫ُ َ ً‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫مثبِتا كفا على برد على نارٍ‬
‫ُ ً ًّ‬
‫ْ‬
‫ْ ٍ ّ‬
‫على وجه ت�شظى فوق �سطـح‬
‫َ ْ ٍ‬
‫كله‬
‫ُّ ُ‬
‫�أحجار‬
‫َ ْ‬
‫محمد حجي محمد‬

‫�شاعر مغربي من مواليد 8591. حا�صل على �شهادة �إجازة في علم االجتماع من جامعة �سيدي محمد‬

‫بن عبد اهلل بمدينة فا�س. حا�صل على �شهادة الأهلية في الفل�سفة والفكر الإ�سالمي. حا�صل على‬

‫دبلوم في علم النف�س. ي�شتغل �أ�ستاذا لمادة الفل�سفة. �صدر له: «ذئب الفلوات»، �شعر )5991(،‬

‫«الكتابة والموت»، «درا�سات في حديث الجثة»، كتاب جماعي )8991(، «�صباح ال يعني �أحداً»،‬
‫�شعر )7002(.‬

‫�أنت والفراغ وبنادق ال�ضجر‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫يحا�صرني �صيفك‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِِ‬
‫بحرائقه‬
‫َ َ ِ َّ ِ‬
‫وكَ �سل الظهيرة‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫تحا�صرك ِ البيوت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫بالفراغ‬
‫ِ‬
‫وبنادق ال�ضجر‬
‫ِ َّ‬
‫الطق�س الذي في الخارج‬
‫ُ‬
‫جحيم لي�س ُيطاق‬
‫ُ‬
‫ٌ َ‬
‫فالهواء خانق‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫بغيرِ ما حد‬
‫ٍّ‬
‫والغبار الذي‬
‫ُ‬
‫تغدقه علينا �شوارعك‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالمجان‬
‫َ َّ ِ ُّ ِ‬
‫مثل القبعات الزرق‬
‫�أراه منت�شراً‬
‫ُ ُ‬
‫في خيا�شيم ِ العابرين‬
‫َ‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫نهارك‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫قائظ‬
‫� َّأيتها المدينة‬
‫ُ‬
‫والموتى في المقاهي كعاداتهم‬
‫ي�شتمون العالم‬
‫َ َ َ‬
‫ٍ‬
‫بكلمات‬
‫َ‬
‫ال ُنبل فيها‬

‫ب�أعدادهم الهائلة‬
‫ِِ ْ َ‬
‫ً‬
‫طويال‬
‫�سيعمرون‬
‫ِّ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫و�إن غادروا‬
‫ْ‬
‫تركوا للع�شيرة‬
‫موائد‬
‫َ‬
‫تجيد‬
‫ُ‬
‫التل�ص�ص‬
‫ُّ َ‬
‫وكرا�سي تقتن�ص �أخطاء الأحيا ِء حيناً،‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ ِ‬
‫وحينا تقذفُهم ِبحجارة‬
‫َ‬
‫ْ َ ِ‬
‫من �ضغ ْي َنة‬

‫فداحات خارجة للتو‬
‫ََ ِ ِ‬
‫بر�أ�س مليء بالعواْ�صف‬
‫ٍ‬
‫تنه�ض عادة من رميم �سباتك‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ِ ُ‬
‫ال�ضلوع محطَّ‬
‫ُ ُ مة تماما‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ك�أنها خارجة للتو من غارات غادرة‬
‫ٌ ِّ‬
‫وقبل �أن تلقي ببقايا نومك‬
‫َ ْ‬
‫�إلى �أح�ضان المغ�سلة‬
‫ِ َْ‬
‫قبل �أن �أفند خيبا ِتك بمداد ظفرٍ زاْئف ٍ‬
‫َ‬
‫َ ْ ِّ َ‬
‫ِ َ َ َ‬
‫�سنمزق معا قارة من عمائم الغيوم‬
‫ِّ ُ ً‬
‫ِ ُ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ون�سوق قبائل بط�شها‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫حتى البحارِ الق�صية‬

‫ول َّنك قاْ�س َية‬
‫أ ِ َ ِ ٌ‬
‫ِ‬
‫على العنادل‬
‫منحازة كما دائما‬
‫ً‬
‫�إلى طابور الموتى‬
‫�أنا�شدك �شيئا من المالئكة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫� َّأي ُتها‬
‫المدينة‬
‫ُ‬
‫العادلة‬
‫ُ‬
‫في توزيع الي�أ�س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫على ال�شعرا ِء‬

‫ُ‬
‫قدري يا �سقراط‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أقود حقول �أرقك‬
‫ُ‬
‫�إلى قطيع ِ‬
‫�سبابات فا�سدة‬
‫قدري : �ألقن الأو�س والخزرج مبادئ‬
‫َ‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ال�شم�س‬
‫َ ْ ِ‬
‫ِ ُ ِ‬
‫وبالغة جمجمة اليو َنان‬
‫َ‬
‫ولأن وجهي عاج‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫بكوابي�س ال تنقطع‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�س�ألوذ بمقهاك الأليفة‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ٍ ْ ْ ِ‬
‫وبر�شفة من قَهوة �صبح م�ستعارة‬
‫ٍ ُ‬
‫�س�أطرد عن مزاجك كلَّ ال�سحب‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫�إلى �أين‬
‫َ‬
‫�ستقذفني فداحاتك‬
‫�أيها ال�صباح‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫�إلى جذاذات �أتم َّنى لتقليع ِتها �أن تبيد‬
‫ْ َ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫�أم �إلى كلمات تعبق بعادات القفار..؟!‬
‫ُ‬

‫فلماذا‬
‫ال ُتطلقي‬
‫ر�صا�صة الرحمة‬
‫ً َّ‬
‫على �آخرِ �شدوٍ‬
‫وتن�صرفي‬
‫غير �آ�سفة؟‬
‫َ‬

‫51‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عبد الحميد جماهري‬

‫�شاعر ي�شتغل بال�صحافة.�صدر له في ال�شعر : «مهن الوهم»، 1991. وفي الترجمة: «تذكرة ذهاب‬

‫و�إياب �إلى الجحيم» و «مذكرات محمد الراي�س»، 0002.‬

‫حتى الموت ال يكفي‬
‫ْ‬
‫ح َّتى الموت ال يكفي‬
‫ُ‬
‫لكي �أ�سوي ج�سدي ع�ضلة �سليمة‬
‫ً َ‬
‫ْ َ ِّ َ َ‬
‫للأ�شيا ِء ال�سهرانة‬
‫َّ‬
‫يقر�أ بها الطين‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وكرا�سات الما ِء‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وما يخفيه الحي الخفي‬
‫ُّ‬
‫ُّ‬
‫في الجذورِ العميقة (لل�سروِ )‬
‫ُ‬
‫َّ ْ‬
‫ِ‬
‫وحده البحر ي�شتق من المغامرات‬
‫ُّ‬
‫َ َُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫القديمة‬
‫قلبا وحياة للذّ اكرة‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ٌ َ ِّ ُ َ‬
‫َنجم ي�سدد نيزك الهاوية العالية‬
‫ِ‬
‫�إلى خ�صرِ الوردة‬
‫ويتمم للرمل امتالءه‬
‫ُ‬
‫ِّ ُ َّ ْ‬
‫َ َ‬
‫ِبمطرٍ‬
‫يهوي من �سرة الغ ْيم خليله‬
‫ُُ‬
‫ِ ْ ُ َّ َ ِ‬
‫ال�ضوء وك�أ�سه الطين‬
‫ُ ُ ِّ ُ‬
‫َّ ْ ُ‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫ح َّتى الموت ال يكفي‬
‫َ‬
‫ِ َ‬
‫لت�أتي الق�صيدة والقرامطة ال ّنهاريون‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫هل تكون الأر�ض بعيدة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حينما نكون �أحياء‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫وتدنو‬
‫ب�ضر َب ِة �س ْيف ؟ و َتخبو‬
‫َ ْ َ ٍ َ ْ‬
‫و�إذا �آ�ستوى المعنى ترابا للروح‬
‫َ‬
‫ً ُّ‬
‫هلْ �أ�صيلة زلزله للحوا�س‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ ّ‬
‫�أم �ضيف الطفولة‬
‫على الما ِء والجرح؟‬
‫ِ ْ ِ‬
‫يرمم الماء لغ َته بما يحترِ ق منها‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ِّ ُ‬
‫في ينابيع ال�شهوات.‬
‫ّ‬
‫ف�أ�س�أَل: هلْ ج ّثة ال َت ْن�سى‬
‫َ ْ ُ َ ُ ٌ َ َ‬
‫تظلّ ج َّثتي ؟‬
‫�أنا ا َّلذي يحيا مو َته‬
‫َْ ُ‬

‫ّ‬
‫كلما عمد ْته المدن بال ُّنبو ِة والأقبِيه؟‬
‫ُ‬
‫ْ ْ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�صاحبي لماذا تقي�س عمر البحرِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ‬
‫َِ‬
‫بالأ�صابع المقطوعة‬
‫ِ‬
‫ِْ‬
‫و�صيد الم�صادفات ال�سعيدة‬
‫َْ‬
‫وت�صدق الخ�ضة القاتلة‬
‫َّ َ‬
‫َ ِّ‬
‫و ُت�صدق �أ ّنك �شامة البحرِ الخفية‬
‫َّ‬
‫َ ْ‬
‫َّ‬
‫ِ َ ّ‬
‫وال ت�صدق �أن ال ّنرج�سة الليليه‬
‫ِّ ُ‬
‫ْ‬
‫ْ َ ِ‬
‫قُرب باب المقبرة‬
‫ُت�ضيء بال�شذى وحده‬
‫ُ َّ‬
‫َ َُ‬
‫كيما ينطفيء ال َنجم‬
‫ُ ْ ُ‬
‫و�أنير قلبك وخ ْيمة الفرح.‬
‫ُ َ َ َ َ ََ‬
‫كُ لما قلت الأحبة‬
‫ّ ُْ ُ‬
‫ّ‬
‫ق�صدت �أَ‬
‫ُ غْ �صاني ا َّلتي َت ْبكي‬
‫ّ ُْ َْ‬
‫وكلما قلت قلبي‬
‫�أَق�صد مجد الأَر�ض وجمرة اللغه.‬
‫ْ ِ ُ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َّْ‬
‫ِ‬
‫ح َّتى الموت ال َيكفي‬
‫ُ‬
‫ُنغ ّني �أكثر مما نتنف�س.‬
‫َّ ّ ُ‬
‫ِ‬
‫نبكي �أكثر مـ ...نا‬
‫ّ‬
‫ك�أ ّنما كلُّ الأمهات مغت�ص َبات.‬
‫ِ ُ َ‬
‫ِ‬
‫�سيكذب الغ�سق لو يرمي على الأفق‬
‫ُ َ ُ‬
‫بوعو ُله‬
‫وعلى ال�سفن‬
‫ُّ‬
‫قبل �أن ي�أتي ال�شاعر ال�ص َّياد‬
‫َْ ْ‬
‫ُ ّ ُ‬
‫ب�أني ِن ِه‬
‫ُّ ِ‬
‫وتردد المحبين‬
‫ِّ‬
‫ُ َ ْ‬
‫فح َّتى الموت ال يكفي‬
‫لن�ص َنع طريدة �سليمة لهذا الم�ساء!‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ْ َ‬
‫لم َن َترجلْ بعد عن �سفن �إيثاكا‬
‫ُ ُِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫لم نحرق �شواطيء الأودي�سة بعد‬
‫ْ‬
‫َ ُْ‬
‫لي َتنا �أعدا�ؤنا‬
‫ِلنك�سر على خ�صورِ نا خ�صور ِن�سا ِئنا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫و َن�سبِي مجد َنا.‬
‫َ‬
‫َ ْ‬

‫فائق ح�سن‬

‫41‬
‫جالل الحكماوي‬

‫ولد بمدينة الدار البي�ضاء عام 5691. يعمل مدر�سا ً للغة الفرن�سية. حا�صل على �شهادة الإجازة في‬

‫الأدب الفرن�سي، ودبلوم المدر�سة العليا للأ�ساتذة بمكنا�س. ع�ضو هيئة تحرير مجلة (�إ�سراف).‬
‫�صدر له: «�شهادة عزوبة» )7991(، «اذهبوا قليالً �إلى ال�سينما» )0002(.‬

‫موبيليت �أحمد بركات‬
‫�إلى ح�سن حلمي‬

‫موبيليت حمراء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يجوب بها‬
‫ُ‬
‫�أحمد خريطة �أمريكا الجنوبية‬
‫َّ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫يتوقف في مقاهيها‬
‫ُ‬
‫في �أ�سوا ِقها‬
‫في حانا ِتها‬
‫ي�صافح فيها‬
‫ُ‬
‫بابلو‬
‫خورخي‬
‫جبران‬
‫علي‬
‫بالل‬
‫ُيخرج من جيبِه ِ �صقراً ورقيا‬
‫َ ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُيطلقه عاليا في حقول الر�أ�سمال‬
‫ُ َ ً‬
‫الرمزي‬
‫ِّ‬
‫موبيليت حمراء‬
‫ٌ َ ُ‬
‫يقودها‬
‫ُ‬
‫�أحمد‬
‫ُ‬
‫�إلى يباب ال�صخورِ ال�سودا ِء‬
‫ِ ُّ ُ‬
‫َّ‬
‫�إلى �أر�ض ما ملكت يدي‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫الأر�ض‬
‫ُ‬
‫التي �سابقت فيها الموبيليت �أرواح‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫الهنود الحمرِ‬
‫ِ ُ‬
‫ال يعود منها �شعراء �أمريكا الجنوبية‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الحالمون‬
‫ٌ ُ ٌ‬
‫�أخوة الأر�ض �صقر مح َّنط‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تعود الموبيليت الحمراء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يمتطيها‬
‫ً‬
‫بركات جذال‬
‫ُ‬
‫كعادتهِ‬
‫وراءه امر�أة كولومبية مليحة‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ُتدعى مر�سيدي�س‬
‫َ‬
‫تخرج من �صرتها البدوية‬
‫َّ َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫�أرانب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫مناديل زرقاء‬
‫َ‬
‫ق�صائد تفعيلة، بغمازة ابن الع�شرين،‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫�شنب ال�شاعرِ ال�ضليل،‬
‫َ‬
‫�أ�شياء �أخرى.‬
‫َ‬

‫المر�أة الكولومبية تن�صب خيمة الوبرِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫قرب نخلةِ‬
‫�أحمد‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تنوح‬
‫ُ‬

‫وتقطفين الوردة الحمراء‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫التي كادت تختنق‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫في رواية بالك �ألبوم لحنيف قري�شي؟‬

‫ُ ْ‬
‫عثرت فقط‬
‫ٍ‬
‫َّ ٍ‬
‫ٍ‬
‫على بطاقة َبريدية قَديمة‬
‫يبت�سم فيها �شون بين‬
‫ُ‬

‫�أحيانا‬
‫ً‬
‫�أفكر في ابت�سامةِ‬
‫�أحمد‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫في ابت�سام ِته الفرا�ش ِة‬
‫ِ ََ َ‬
‫َِِْ‬
‫ُّ‬
‫هي ُتحط على مقود‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الموبيليت‬
‫خفيفة‬
‫ً‬
‫مرحة‬
‫ً‬
‫ثم‬
‫َّ‬
‫تطيييييييييييييييييييييييييييييييييير‬
‫�إلى...‬
‫حيث �أحكي له كلَّ يوم تقريبا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫�أخبار �أمريكا الجنوبية‬
‫َ‬
‫(المر�أة الكولومبية)‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالبريد الإلكتروني.‬

‫ِ‬
‫ْ ٍّ‬
‫ما من �شك، �إ َّنك الآن‬
‫َ‬
‫(بعد �سعادة الفل�سفة الزوجية)‬
‫َت�ضحكين، َت�ضحكين‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ ِ‬
‫�شعرك الأ�سود جامح‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫كح�صان عربي �أ�صيل �أ�ضاع ِبداية‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ٍّ‬
‫الطريق‬
‫َّ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِقطعان، قطعان الذئاب القطبية‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ُتخرج �أل�سنتها الحمراء لتلعق بابل‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫قدميك.‬

‫فنجري معا‬
‫ً‬
‫نجري نجري بثقةِ‬
‫جندي‬
‫ٍّ‬
‫ٍ ِ‬
‫(ال ُيطلق ال َّنار عمداً على جريح عراقي‬
‫ُ َ َ‬
‫ٍّ‬
‫َ ِ ِ‬
‫في خيمة اهلل الممزقة)‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫�سيجد باب الج َّنة‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫ِ‬
‫و�ضعت لأول مرة يدي في يدك‬
‫ُ َّ ِ َّ ٍ ْ‬
‫ف�صار قر�ص ال�شم�س قطع َنقد ذَه َب َّية‬
‫َ ُ َّ ْ ِ‬
‫َ ٍْ َ ً‬
‫ا�شترينا بها‬
‫َبرمجية حب م�ستعملة‬
‫ً‬
‫ْ َ ُ ٍّ ُ‬
‫ِ‬
‫مل�صقات ت�شي غيفارا‬
‫ُ‬
‫ٍ َّ‬
‫وورود جه َّنم كلها‬
‫َ‬
‫ف�صار العالم ج�سراً عِ‬
‫ُ ِ‬
‫ْ مالقا‬
‫ْ ً‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ي�ضج بالع�شاق الم�سافرين �إلينا.‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬

‫�أما الأ�سد فيفتر�س كبده َينام‬
‫ُ ْ ُ َُ ُ‬
‫مفكراً في بطن روبي و�سروال �إيمنيم‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الف�ضفا�ض‬
‫َ ْ‬
‫هما ُيغنيان «ق�صة حياتهما»‬
‫ِّ ٍ َ ِ ٍ‬
‫لمت�سولة �صغ ْيرة ُتدعى �سو�سو.‬

‫لم تذْ هبين �إلى كاليفورنيا ؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬

‫ِ‬
‫�سو�سو ال�شيطانة التي كنت تفرقعين‬
‫ُ‬
‫قبلها الطائرة في الهواء‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قبل �أن ت�ضع يديها الد�سمتين حول‬
‫َ‬
‫عنقي.‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫ها �أنت تذهبين �إلى حيث دالفين‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الهيب-هوب‬
‫ُ‬
‫ت�أكل البيتزا ت�شرب الكوكاكوال‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُتطارد فتيات البيكيني الطاهرات‬
‫ُ‬
‫ب�سيارات ريا�ضيةٍ‬
‫ٍ‬
‫َّ من عظام تنين �أ�سقمه‬
‫ِ ٍ‬
‫َُ‬
‫الحب في فيلم �أبي فوق ال�شجرة‬
‫ُّ‬

‫ِ‬
‫كنت الدمية � َّإياها في تلفزيون ِق َيامة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تكره الهواء المثقل بكهربا ِء ال َّتما�سيح‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬

‫الأ�سد يت�أمل معركة ال ينهزم فيها التنين.‬
‫ُ َّ ُ َ ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ـ نحن؟‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ـ ماذا فعلنا بجبال الباقات التي‬
‫ابتكرناها وردة‬
‫ً‬
‫وردة بكالمنا الطويل الطويل عن التنين‬
‫ً‬
‫ِ ِ ِّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الذي ال ينهزم في بالد ‪ Sol y Mar‬؟‬
‫ُ‬

‫ٍ‬
‫َيلمحك ِ الأ�سد من كوكب افترا�ضي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫بعيد‬
‫ً َْ ٍ َ ِ ٍَ‬
‫ِ‬
‫ـ �أنت َتبت�سمين وحيدة ِلفقمة وح ْيدة‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫م ْثلك‬
‫ِ‬
‫ِّ َ ُ ِ‬
‫ـ الدالفين المت�أنقة ذات الأقراط الذهبية‬
‫َّ‬
‫ـ نظارات ‪Ray Ban‬‬
‫ـ قفازات بونجور، بون�سوار‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫تتفح�صك عن كثب‬
‫مثلما يتفح�ص تجار �أنفر�س اليهود‬
‫ُ َّ ُ‬
‫خاتما من الما�س‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وجدوه في حلق قر�صان عربي قتلته‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٍّ‬
‫ال�صبابة‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫قبل قيامة نيويورك‬
‫وبعدها‬
‫َ‬
‫لم �أعثر عليك �أنا‬
‫ْ‬
‫حين ذهب التنين مع الريح‬
‫َ‬
‫في فيلم وثائقي عن �أخطارِ الأنترنت‬
‫ٍ‬
‫ٍّ‬

‫(ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات)‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫تلك ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫ي�سوقُها �شباب مهاجر من �إيطاليا �أو‬
‫َ ٌ ُ‬
‫ٌ‬
‫هولندا‬
‫فهلْ �ستقولين‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫(رغم َبريق القالدات الذهبية مو�سيقى‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الراي)‬
‫َّ ْ‬

‫‪Il fait bon‬‬

‫�أم �ستنظرين �إلى عظام التنين‬
‫ِ ِّ‬
‫َ‬
‫البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء‬
‫ال�سودا ِء،‬
‫�إلخ‬

‫71‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب
ديوان الشعر العربي المغرب

More Related Content

What's hot

Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة
 Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة
Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودةbenamor belgacem
 
Qouqaa
QouqaaQouqaa
QouqaaJadoox
 
الطيبات
الطيباتالطيبات
الطيباتRaja Larbi
 
المتنبي والحمى
المتنبي والحمىالمتنبي والحمى
المتنبي والحمىwasan5
 
مختارات أدبية
مختارات أدبيةمختارات أدبية
مختارات أدبيةSamira Brahim
 
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى
 
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضي
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضيرساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضي
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضيرياض القاضي
 
01المتنبى والحمى
01المتنبى والحمى01المتنبى والحمى
01المتنبى والحمىwasan5
 
أغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجأغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجMarah Najah
 
أغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجأغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجMarah Najah
 
تكليف
تكليف تكليف
تكليف LAILAF_M
 
منتهى الحمق
منتهى الحمقمنتهى الحمق
منتهى الحمقakram
 
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...أمنية وجدى
 
خلال كريمة
خلال كريمةخلال كريمة
خلال كريمةmatrexdvd
 

What's hot (18)

Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة
 Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة
Benamor.belgacemكتاب بناتي تأليف د سلمان العودة
 
أشعار شاقة مؤبدة
أشعار شاقة مؤبدةأشعار شاقة مؤبدة
أشعار شاقة مؤبدة
 
Qouqaa
QouqaaQouqaa
Qouqaa
 
الطيبات
الطيباتالطيبات
الطيبات
 
المتنبي والحمى
المتنبي والحمىالمتنبي والحمى
المتنبي والحمى
 
مختارات أدبية
مختارات أدبيةمختارات أدبية
مختارات أدبية
 
أماه
أماهأماه
أماه
 
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحرمحمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
محمود الكمشوشى - قصيدة زيد و عمرو و قوافى الشعر بين الاصلى و الحر
 
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضي
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضيرساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضي
رساله لرجل في الاربعين من عمره - اشعار للكاتب والشاعر رياض القاضي
 
La fontaine
La fontaineLa fontaine
La fontaine
 
01المتنبى والحمى
01المتنبى والحمى01المتنبى والحمى
01المتنبى والحمى
 
أغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجأغنية الى الخليج
أغنية الى الخليج
 
أغنية الى الخليج
أغنية الى الخليجأغنية الى الخليج
أغنية الى الخليج
 
تكليف
تكليف تكليف
تكليف
 
منتهى الحمق
منتهى الحمقمنتهى الحمق
منتهى الحمق
 
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...
البوكلت المعدل فى اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى 2016الترم الثانى أمنية ...
 
من اجلك
من اجلكمن اجلك
من اجلك
 
خلال كريمة
خلال كريمةخلال كريمة
خلال كريمة
 

Viewers also liked

ديوان الشعر العربي الجزائر
ديوان الشعر العربي الجزائرديوان الشعر العربي الجزائر
ديوان الشعر العربي الجزائرMustafa Saad
 
حوار الحضارات والثقافات
حوار الحضارات والثقافاتحوار الحضارات والثقافات
حوار الحضارات والثقافاتMustafa Saad
 
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )Mustafa Saad
 
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيس
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيسمختارات من النثر العربي اختارها ادونيس
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيسMustafa Saad
 
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014 تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014 Mustafa Saad
 
حارث المياه رواية هدى بركات
حارث المياه رواية هدى بركاتحارث المياه رواية هدى بركات
حارث المياه رواية هدى بركاتMustafa Saad
 
security council report - IRAQ
security council report - IRAQsecurity council report - IRAQ
security council report - IRAQMustafa Saad
 
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق Mustafa Saad
 
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية قانون الدفاع عن السلامة الوطنية
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية Mustafa Saad
 

Viewers also liked (9)

ديوان الشعر العربي الجزائر
ديوان الشعر العربي الجزائرديوان الشعر العربي الجزائر
ديوان الشعر العربي الجزائر
 
حوار الحضارات والثقافات
حوار الحضارات والثقافاتحوار الحضارات والثقافات
حوار الحضارات والثقافات
 
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )
ديوان الشعر العربي ( الكويت والبحرين )
 
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيس
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيسمختارات من النثر العربي اختارها ادونيس
مختارات من النثر العربي اختارها ادونيس
 
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014 تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014
تقرير مجلس الامن الدولي عن الوضع الامني في العراق 2014
 
حارث المياه رواية هدى بركات
حارث المياه رواية هدى بركاتحارث المياه رواية هدى بركات
حارث المياه رواية هدى بركات
 
security council report - IRAQ
security council report - IRAQsecurity council report - IRAQ
security council report - IRAQ
 
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق
مسودة قانون الاحوال المدنية الجعفري - العراق
 
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية قانون الدفاع عن السلامة الوطنية
قانون الدفاع عن السلامة الوطنية
 

Similar to ديوان الشعر العربي المغرب

مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةمؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةMomen Samir
 
44b33203da95cb
44b33203da95cb44b33203da95cb
44b33203da95cbana-11
 
Third primary-arabic-second-term (4)
Third primary-arabic-second-term (4)Third primary-arabic-second-term (4)
Third primary-arabic-second-term (4)khawagah
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيبkabdulhak
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيبkabdulhak
 
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبعن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبahmed serag
 
حين تغازلنا المدينة
حين تغازلنا المدينةحين تغازلنا المدينة
حين تغازلنا المدينةdremadhussein
 
علم المعاني
  علم المعاني  علم المعاني
علم المعانيmaha matiri
 
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014جمال الجزيري
 
خليل مطران المساء
خليل مطران المساءخليل مطران المساء
خليل مطران المساءwasan5
 
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah Marou maroucha
 
مجلة سنا القصة الومضة تجريبي
مجلة سنا القصة الومضة تجريبيمجلة سنا القصة الومضة تجريبي
مجلة سنا القصة الومضة تجريبيجمال الجزيري
 
Arabic g6 -2016-2017
Arabic   g6 -2016-2017Arabic   g6 -2016-2017
Arabic g6 -2016-2017mohamed_rds
 
مجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسمجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسHamid Benkhibech
 

Similar to ديوان الشعر العربي المغرب (20)

مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحةمؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
مؤمن سمير.كائن وحيد يقبع في لوحة
 
44b33203da95cb
44b33203da95cb44b33203da95cb
44b33203da95cb
 
خليل مطران
خليل مطرانخليل مطران
خليل مطران
 
Third primary-arabic-second-term (4)
Third primary-arabic-second-term (4)Third primary-arabic-second-term (4)
Third primary-arabic-second-term (4)
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيب
 
دمعة على حبيب
دمعة على حبيبدمعة على حبيب
دمعة على حبيب
 
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزبعن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
عن تحولات الشعر العامى بين التراث والمعاصرة| محمد علي عزب
 
حين تغازلنا المدينة
حين تغازلنا المدينةحين تغازلنا المدينة
حين تغازلنا المدينة
 
علم المعاني
  علم المعاني  علم المعاني
علم المعاني
 
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
 
طائر السرد
طائر السردطائر السرد
طائر السرد
 
الشعلة الزرقاء
الشعلة الزرقاء   الشعلة الزرقاء
الشعلة الزرقاء
 
Tagasim
TagasimTagasim
Tagasim
 
خليل مطران المساء
خليل مطران المساءخليل مطران المساء
خليل مطران المساء
 
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
الموشحات الندلسية/ The andalusian Muwashshah
 
مجلة سنا القصة الومضة تجريبي
مجلة سنا القصة الومضة تجريبيمجلة سنا القصة الومضة تجريبي
مجلة سنا القصة الومضة تجريبي
 
سرد تعبيري 2018.pdf
سرد تعبيري 2018.pdfسرد تعبيري 2018.pdf
سرد تعبيري 2018.pdf
 
Arabic g6 -2016-2017
Arabic   g6 -2016-2017Arabic   g6 -2016-2017
Arabic g6 -2016-2017
 
السرد التعبيري ج2.pdf
السرد التعبيري ج2.pdfالسرد التعبيري ج2.pdf
السرد التعبيري ج2.pdf
 
مجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسمجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريس
 

ديوان الشعر العربي المغرب

  • 1.
  • 2. ‫نال�شعر المغربي‬ ‫�إعداد وتقديم: �إدري�س علو�ش‬ ‫ما ي�شبه التقديم حيث ال تبرير...‬ ‫لي�س �سهالً في �شيء كتابة مقدمة لعمل �أنطولوجي �أيا ً كان، وفي اعتقادي �أن كتابة هذه المقدمة كان �أ�صعب من‬ ‫ِ‬ ‫اختيار الن�صو�ص الم�ساهمة في هذه الأنطولوجيا، وفي اعتقادي �أي�ضا �أني رغم هذا الجهد المثابر لم �أوف ال�شعر‬ ‫المغربي حقه، فهو �أرخبيالت متعددة ومتنوعة من المتون الن�صية. وعلى الرغم من كل التراكمات والتجارب‬ ‫والعقود والأجيال، فال�شعر المغربي ال يزال قارة مجهولة، هكذا �أعتقد...‬ ‫ال�شعر المغربي مكتوب ب�أكثر من لغة، وهذا معطى مو�ضوعي ولي�س مجاالً للإدعاء، فهو مكتوب بالأمازيغية،‬ ‫والعربية، والدارجة، والإ�سبانية، والفرن�سية وربما مكتوب بلغات �أخرى... لكننا في هذا العمل ارت�أينا االنت�صار‬ ‫�إلى الن�ص ال�شعري العربي المكتوب بالف�صحى معنى ومبنى. لكن من داخل هذه العربية الف�صحى هناك تجارب‬ ‫متعددة ومختلفة ومتنوعة من حيث الر�ؤى والمتخيل والمعايير والتجارب والأ�شكال. �سي�ستطيع قارئ هذه‬ ‫الأنطولوجيا �إدراك هذه الخ�صو�صية، وهي لي�ست خ�صو�صية مغربية �صرفة، �إنها تالزم ال�شعر العربي في كل‬ ‫مكان و�أنى وجد، حتى ال ندعي االحتكار. فالتجارب عادة �أقوى من الأهداف المحددة �سالفا ً.‬ ‫وقد حاولنا في حدود ما �سمحت به عملية تجميع هذه الن�صو�ص �أن نراعي الح�ضور المكثف والوازن لهذا التعدد‬ ‫واالختالف والتنوع، وهي مكونات �أغنت الم�شهد ال�شعري المغربي، ومكنته من التميز والفرادة.‬ ‫فالق�صيدة المغربية ق�صيدة �إ�شكالية تف�سح المجال والأفق معا ً لتعدد الأ�سئلة حول راهنها، ما�ضيها �أي�ضا‬ ‫و�أفق انتظارها. ق�صيدة منفلتة ومغايرة تجد لها جذورا في الأفق الوجودي الذي يعي�ش قلقه الإن�سان المعا�صر،‬ ‫وتجدها �أحيانا ً موغلة في التجريد والال معنى، وفي �أحيان �أخرى غارقة في الرومان�سية، بما فيها الرومان�سية‬ ‫الثورية.‬ ‫�صحيح �أن الق�صيدة تتفاوت من �شاعر لآخر، ح�سب ر�ؤية هذا الأخير للكون والعالم والتفا�صيل، لكنها تظل دوما ً‬ ‫تنت�سب لنف�س التربة و�إن تعددت ذراتها، والتجربة ال�شعرية المغربية الحديثة في ظل ما راكمته من ن�صو�ص كما ً‬ ‫ْ‬ ‫وكيفا ً ت�ستحق الكثير من االنتباه والمتابعة والمواكبة، و�أهم ما في هذه التجارب هو ما تخلقه كخال�صة روحية:‬ ‫وهي �أن ال�شعر المغربي الآن حداثي في �أ�سا�سه و�إن�ساني بامتياز في م�ضامينه ور�ؤاه.‬ ‫ال �أريد �أن �أجد لي تبريراً ما، �أبرر به وعبره ما اعتراني من �أخطاء و�أنا ب�صدد هذا العمل، وان كان الجوهر �أن من‬ ‫�سيقف من بعدي على هذه الأخطاء �سيكون �أمام انطولوجيا جديدة، �ستنتابه بال�ضرورة �أخطاء �أخرى لتبقى دوما ً‬ ‫م�شروعا ً مفتوحا ً على الفعل والعمل والجهد والمثابرة. م�شروعا ً مفتوحا ً على الم�ستقبل ولي�س على الذي م�ضى‬ ‫وولى وانتهى.‬ ‫لي�س هناك عمل كامل، دائما ً ت�ؤخذ الأمور بن�سبيتها على م�ستوى النتائج. لذا من باب تح�صيل الحا�صل �أن ال‬ ‫�أدعي لعملي هذا الكمال.. لكنني �أعتقد جازما ً �أنه �سيظل دوما ً عمالً قابال لبلورة محتوياته، وهذا هو الأهم والأهم‬ ‫�أقوى جدارة من المهم.‬ ‫ثمة من �ساعدني في هذا العمل، ومد لي يد المحبة العالية، ويد العون والم�ساعدة والن�صح والت�شجيع، �أذكر‬ ‫و�أ�ستح�ضر تحديدا ً: الناقد وال�شاعر عبد ال�سالم الم�ساوي، وال�شاعر والمترجم المهدي �أخريف، لذا �أعتبر �أقل ما‬ ‫يمكن من الواجب هو �أن �أ�شكرهما وبكل حب على م�ساعدتي لإنجاز هذه الأنطولوجيا / المختارات.‬ ‫ويبقى دوما على حد قول «هولدرلين»: ما تبقى ي�ؤ�س�سه ال�شعراء.‬ ‫‬ ‫�إدري�س علو�ش‬ ‫)�أ�صيلة: 21 �أكتوبر7002(‬ ‫عادل �سيوي‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫تواكب هذا العدد �أعمالٌ مختارة لنُخبة من الفنانين الت�شكيليين العرب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫منتقاة من مجموعات ال�سيد �صالح بركات – كاليري �أجيال – بيروت.‬ ‫وهم:‬ ‫محمد القا�سمي، �سامية حلبي، �سعدي الكعبي، �سمير ال�صايغ، �سمير‬ ‫خداج، �ضياء العزاوي، عبداهلل بن عنتر، ناظم الجعفري، محمود جالل، محمد‬ ‫عبلة، �آرام، منيرة القا�ضي، ميلود بو كر�ش، فاتح المدر�س، �شعيبية تالّل،‬ ‫عارف الري�س، عبدالقادر الر�سام، ف�ؤاد الفتيح، عادل ال�سيوي، خالد‬ ‫الجادر، فائق ح�سن، جورج مرعب و يحي التركي.‬ ‫�سنعتمد العملَ بهذا التقليد في المختارات الت�شكيلية لمواكبة ن�شر كل‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫الأجزاء التي ي�ضمها «ديوان ال�شعر العربي في الربع الأخير من القرن‬ ‫الع�شرين».‬ ‫�إنطالقا ً من العالقة الم�شتبكة �أفقيا ً وعموديا ً بين الن�ص والت�شكيل الفني‬ ‫في الم�ساحة المت�سعة �أكثر و�أكثر للتجريد في ال�شعر والر�سم الحديث‬ ‫و�سعيا ً وراء تعبير �أعمق و�أغنى لعالقة اللغة العربية بالر�سم عبر فن الخط‬ ‫3‬ ‫والحرف التي �شاعت في الأداء الحديث للفنانين العرب ف�إن «كتاب في‬ ‫جريدة» يحاول من خالل �إ�شراك �أكبر عدد من الفنانين الت�شكيليين �إلى‬ ‫جانب ال�شعراء تكثيف االداء ال�شعري منظوراً ومقروءا ً بكل �أدواته ورموزه‬ ‫ِّ َ‬ ‫و�إيحاءاته.‬ ‫�شوقي عبدالأمير‬ ‫‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 3. ‫اقر�أوا «كتاب في جريدة» الأربعاء الأول من كل �شهر على‬ ‫‪www.kitabfijarida.com‬‬ ‫برعاية كل من م�ؤ�س�سة ‪ MBI Al Jaber Foundation‬ومنظمة اليون�سكو ‪ Unesco‬وبم�شاركة كبريات ال�صحف‬ ‫اليومية العربية ونخبةٍ رائدةٍ من الأدباء والمفكرين، يتوا�صل �أكبر م�شروع ثقافي م�شترك «كتاب في جريدة»‬ ‫من �أجل ن�شر المعرفة وتعميم القراءة و�إعادة و�شائج الإت�صال بين عموم النا�س ونخبة الفكر والإبداع في‬ ‫المجتمع العربي ليقدم هديته كل �شهر ب�أكثر من مليوني ن�سخةٍ لكتاب من روائع الأدب والفكر قديمه‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحديثه.‬ ‫�سعادة ال�سيد كوي�شيرو مات�سورا ‪ Koïchiro Matsuura‬مدير عام اليون�سكو ومعالي ال�شيخ‬ ‫محمد بن عي�سى الجابر ‪MBI Al Jaber‬‬ ‫ال�صفحة الرئي�سية للموقع االلكترونيل«كتاب في جريدة» .‬ ‫2‬
  • 4. ‫المهدي �أخريف‬ ‫�شاعر له العديد من الكتب في ال�شعر والنثر والترجمة منها «ب��اب البحر»‬ ‫)3891(,‬ ‫«�سماء‬ ‫خفي�ضة» )9891(, «ترانيم لت�سلية البحر» )2991(، «�شم�س �أولى» )5991(,«قبر هيلين» )8991(‬ ‫«�ضو�ضاء نب�ش في حوا�شي الفجر» )8991(، و«في الثلث الخالي من البيا�ض» )2002(.. ومن‬ ‫ترجماته «مختارات من �شعر فرناندو بي�سوا»، «اللهب ال��م��زدوج»، لأوكتافيو ب��اث، و«راع��ي‬ ‫القطيع» لألبيرتو كاييرو.‬ ‫من �صفحة لأُخرى‬ ‫ِْ َ ْ ٍَ ْ َ‬ ‫�أ ْنت‬ ‫َ‬ ‫ال ُتريد‬ ‫ُ‬ ‫�أن تك ُتب‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ما كَ َت ْبت؟!‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح�سناً!‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫�إن‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ا َّتك�أت على يدي‬ ‫�سقَط الر ِنين‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫من ج ُيوب خاوية‬ ‫ِ ْ ُ ٍ َ ْ‬ ‫ْ ِ ْ ُ ُ َ ِّ َ ِ َّ ْ ِ‬ ‫ فلتلتقطه بمكبرات ال�صمت -‬‫َ‬ ‫�إن ا َّتك�أت على ال َّنا ِفذة‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫قطفت غُ ُيوما‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ َ ُ َ َّ‬ ‫هي ذَا ُتها المعل َبة في‬ ‫القوا ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ما العمل ؟‬ ‫الحرب طويلة‬ ‫َ ْ ُ َ ٌَ‬ ‫ِ َ ِ َ ِ‬ ‫ولأن تكون ِفي عداد المفقُودين‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫�أهون‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫من �أن تبقَى الأ�سير الأبدِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ي‬ ‫َّ‬ ‫ِ ْ ْ ْ‬ ‫ِلك ِلما ِتي.‬ ‫َ َ‬ ‫ِللحقيقة‬ ‫ْ َ ِ ْ‬ ‫�أريد و�صفة جديدة‬ ‫ُ َ ْ ً َ ِ َْ‬ ‫ِلمحوِ ما كَ تبت‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫مر َت ْين‬ ‫َ َّ‬ ‫و�أكْ ُتب‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِّ ُ ِ َ َ ِ ْ َ ْ َ ٍ‬ ‫�أبدل المزاج من �صفحة‬ ‫لأخرى‬ ‫ْ َ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة �إ َلى ال�سقف‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة �إلى الخلف‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫ما وراء ال َّنظرة‬ ‫َ ََ َ ْ َ‬ ‫�أ ْند�س‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِفي �شقُوق َن ْيزك رماد‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫م ْنها‬ ‫ِ َ‬ ‫�أن ال�سقف ت�شقق‬ ‫َّ َّ َ َ َ‬ ‫مرات، من عقم دوا ِتي،‬ ‫َ َّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ‬ ‫ح َّتى ِفي ال َّنوم...‬ ‫ِْ‬ ‫َ‬ ‫و�أكْ ُتب‬ ‫ُ‬ ‫�أحتك بيدِ‬ ‫ْ ُّ َ ي البعيدة ..‬ ‫َ َْ‬ ‫معا نغو�ص ِفي ال�سراب ..‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ً ُ ُ‬ ‫وها �أ َنا �أمرن الل�سان‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِّ ُ ِّ َ‬ ‫على ز َبدٍ‬ ‫ََ َ‬ ‫تخثر ِفي خ َيا ِلي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وم ْنها‬ ‫َِ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫�أن الحا ِئط‬ ‫�أ�ضحى ِف ْنجانا َيقر�أ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ً َْ‬ ‫ملهاتِ‬ ‫َ ْ َ ي بالجهرِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ ُ ْ ِ ٍْ‬ ‫�سهاد ِن�صف قرن‬ ‫�شاب ِفي الق َنا ِني‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وم ْنها...‬ ‫َِ َ‬ ‫�شاب ِفي القنا ِني‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫و َلم َي�شف ِفي الدواة‬ ‫َ ْ ِ َّ‬ ‫َيا �إلهِ ي!‬ ‫ِفي و�سع حرو ِفي‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫�أن تلعب دور ال�شاهدِ‬ ‫ِ‬ ‫�ضد ْي َنا‬ ‫ِ َّ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ َ‬ ‫ �أي �ضد ال َّن�ص و�ضدي -‬‫ْ ِ َّ ِّ َ ِ ِّ‬ ‫من غَ ْيرِ ِق َناع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ِفي و�سع حرو ِفي �أن ت�شكو ِني‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِلـ«ع َيارِ ال�شعرِ » – �إذا مت –‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫و َل ْيت بو�سعي �أن �أتبحر ِفي المطلق‬ ‫ُ َْْ‬ ‫َ َ ُ ْ ِ ْ َ َّ َ‬ ‫َِ ٍ ْ َ ُ َ ِ‬ ‫بومي�ض َيقطع �أ ْنفا�سي.‬ ‫بين بَيَا�ض ْينِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِفي و�سع رفُو ِفي‬ ‫ُ ْ ِ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َّ ْ َ‬ ‫�أن ت ْنهار علي اللحظة‬ ‫َ‬ ‫ال �شيء �س َيحدث.‬ ‫َ َْ َ ْ ُ ُ‬ ‫ماذا َبعد ؟‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫�أثمة �شيء َيحدث بالفعل‬ ‫َّ َ َ ْ ٌ ْ ُ ُ ِ ْ ِ‬ ‫ه َنا‬ ‫ُ‬ ‫ح ْيث َيد َتمحو �أ ْنف ِ‬ ‫َ ُ ٌ ْ ُ َ ا�سي‬ ‫ِفي َب ْيت البحر‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫لكن َبيا�ضات �أعلى من‬ ‫َّ‬ ‫ٍ َْ ِ ْ‬ ‫ِّ َ ْ ِ ُ َ ِ‬ ‫كَ ِلما ِتي في ال َّن�ص ُتجرجر �أ ْنفا�سي‬ ‫َ‬ ‫ِفي الجهة الأخرى‬ ‫ِ َِ ْ َ‬ ‫ِ ْ َِ‬ ‫من هذي ال�صفحة – �إق ِل ْبها –‬ ‫َّ ْ َ ِ ْ َ‬ ‫تظهر واوات ال ت�ش ِبه واوا ِتي‬ ‫ْ َُ َ َ ٌ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫تظهر‬ ‫ْ َُ‬ ‫�أظفار‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫ت�صلح‬ ‫ْ ُُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َّ ْ ِ َ َ‬ ‫للر�سم على القُ�ض َبان‬ ‫وتمرق � َّأيام م ْنثوره‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ َْ‬ ‫من َتحت الحذْ ف الفاغِ‬ ‫ِ ْ ْ ِ َ ِ َ رِ فَاه‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ ِ ٍ‬ ‫ِبكل �س َياق‬ ‫َ ِ ْ ْ َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و�أ َنا من َل�سعات الح ْبرِ ال َّنا�شف‬ ‫َ ِْ‬ ‫ِفي حلقي‬ ‫َتطلع �أ َّنات و ِنداءات َتطلع‬ ‫َُْ ٌ َ َ َ ٌ َُْ‬ ‫من قَعرِ ر�ؤَاي‬ ‫ِ ْ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ِ‬ ‫وح ْيث َيدي المثلى‬ ‫ُ‬ ‫ِفي َلوح و�أ َنا ِفي َلوح‬ ‫ْ ٍ‬ ‫ْ ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫�أبحث عن َن�صي الغا ِئب‬ ‫ْ َ ُ َ ْ ِّ‬ ‫ال فَرق �إذن َب ْين َب َيا�ض ْين‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫هما غَ دي المح ُتوم‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫�أ َنا قدو ِتي الحا ِئط‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫والحا ِئط بالذات‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫وليت بو�سع �سطورِ ي‬ ‫�أن َتك ُتم ما ال َيحدث‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫ِفي الوا ِقع ثمة �أ�ش َياء‬ ‫َ ِ َّ ْ ٌ‬ ‫َتحدث بالفعل ولكن‬ ‫ْ ُ ُ ِِْ ِ ْ‬ ‫َل ْي�س تماماً...‬ ‫َ َ‬ ‫�س َت ْت َبع ِني ح َّتى ِق َيام الداب ِة‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ َّ َّ‬ ‫ْ ُّ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ‬ ‫َتل َتف علي «براوِ ل» من �ص ْنعة‬ ‫َّ‬ ‫قُدام الماي ِة‬ ‫َّ ِ َ َ‬ ‫َيلتف علي َنعيب البوم‬ ‫ْ ُّ َ َ َّ ِ ُ ُ ِ‬ ‫َ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ِلمن َتقرع �أجرا�سك‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ ِ ْ ُ َِ‬ ‫َيا هو ْلدرلين ِبهذي الحا َنة؟!‬ ‫ِفي و�سعي �أن �أع ِلن‬ ‫ُ ِْ ْ ْ َ‬ ‫كُ را�سي هذا قفطانا لل َّنثرِ الم ْنظوم‬ ‫َّ ِ َ ْ َ ً‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ف�أ َنا ال �أم ِلك‬ ‫�إاله‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هذا الب ْيت وهذا الكرا�س‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫وما من �شي ٍء َيحدث‬ ‫ََ ِ ْ َ ْ ْ ُ ُ‬ ‫ِفي غُ رفَة �أحالم حدا ِثي فَات زما ُنه.‬ ‫ْ ِ ْ ِ َ َ ٍّ َ َ َ ْ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫م ْنذ �س ِنين و�أ َنا ِبالع َت َبة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ ِ‬ ‫هلْ �أحد بالباب؟ ِل َيدخلْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ ْ ٌ َ ِ‬ ‫َلو حرف بالبال كَ ذ ِلك، د ْند َنة،‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫دقة م�سمارٍ في َنع�ش فلتدخلْ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ْ َّ ْ َ ِ‬ ‫مرحى ِفي ظهر ال�صفحة.. ال فرق‬ ‫َْ َ‬ ‫رجاء‬ ‫َ َ ً‬ ‫ح َّتى الأ ْلفاظ ال�شاقة مرحى..‬ ‫َ ُ َّ َّ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ٌ َ َ‬ ‫فَردة ت ْنوين..�أ�سالك �شا ِئكة ح َّتى‬ ‫َْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫من معطف كاواباطا �أو من م�صح ِ‬ ‫ِ ْ ِْ َ ِ‬ ‫ْ ُ ْ َف‬ ‫َ ٍ‬ ‫�إ ْن�شاد المو َتى، �ص ْيحات ِفي واد‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ ِ َ ْ‬ ‫فلتدخلْ . ال فَرق فقط فلتدخلْ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ولتترك َباب ال�صفحة مف ُتوحا‬ ‫َ ُ ْ َ َّ ْ َ ِ َ ْ ً‬ ‫ِل ِندا ِء الغرقَى‬ ‫َ َْ‬ ‫من �أمثا ِلي‬ ‫ِ ْ ْ‬ ‫ْ ُّ ُ َ ِ‬ ‫ِفي َبحرِ الظلمات‬ ‫�أ َنا بالع َت َبة‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ ُ َ َ َ ِ‬ ‫َبددت الخطوات‬ ‫ُّ ُ ِ‬ ‫ورا ِئي الطرقات الأر َبع‬ ‫ْ ِ‬ ‫ََ‬ ‫و�أمامِ‬ ‫َ ي‬ ‫ِب�ضع نقاط ا�ستِ‬ ‫ْ ُ ِ ْ فهام‬ ‫َ ٍ‬ ‫تج َنح ِللحذْ ف وحو ِلي ال ُّنون‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ َ ِ َ َ ْ‬ ‫ال ُّنون ال ُّنون وال �سطح‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫فدعو ِني من َبعد‬ ‫ِ ْ ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫طريحا‬ ‫ً‬ ‫ِفي بئر ذوا ِتي‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫�أنظر �إي�ضاحَ اتِي فِي ن�ص خا�ص لم ين�شر بَعْ د ولم يُكتب،‬ ‫ُ ََْ َ ْ‬ ‫َ ٍّ َ ٍّ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫ِ َِ ََ َ ِ َِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫عُ نوَانهُ: دَع الكتابة، �ضع القناعَ !‬ ‫5‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 5. ‫ت�صميم و �إخراج‬ ‫الراعي‬ ‫محمد بن عي�سى الجابر‬ ‫‪Mind the gap, Beirut‬‬ ‫‪MBI AL JABER FOUNDATION‬‬ ‫الإ�ست�شارات الفنية‬ ‫الم�ؤ�س�س‬ ‫�شوقي عبد الأمير‬ ‫�صالح بركات‬ ‫غاليري �أجيال، بيروت.‬ ‫المدير التنفيذي‬ ‫المطبعة‬ ‫ندى دالّل دوغان‬ ‫پول نا�سيميان‬ ‫�سكرتاريا وطباعة‬ ‫الإ�ست�شارات القانونية‬ ‫المحرر الأدبي‬ ‫ّ‬ ‫المتابعة والتن�سيق‬ ‫هناء عيد‬ ‫محمد مظلوم‬ ‫«القوتلي وم�شاركوه ـ محامون»‬ ‫محمد ق�شمر‬ ‫عبد اهلل بن عنتر‬ ‫المقر‬ ‫َ َّ‬ ‫بيروت، لبنان‬ ‫ي�صدر بالتعاون‬ ‫مع وزارة الثقافة‬ ‫الهيئة اال�ست�شارية‬ ‫�أدوني�س‬ ‫�أحمد ال�صياد‬ ‫ّ‬ ‫�أحمد بن عثمان التويجري‬ ‫�أحمد ولد عبد القادر‬ ‫جابر ع�صفور‬ ‫جودت فخر الدين‬ ‫�سيد يا�سين‬ ‫عبد اهلل الغذامي‬ ‫عبد اهلل يتيم‬ ‫عبد العزيز المقالح‬ ‫عبد الغفار ح�سين‬ ‫عبد الوهاب بو حديبة‬ ‫فريال غزول‬ ‫محمد ربيع‬ ‫مهدي الحافظ‬ ‫نا�صر الظاهري‬ ‫نا�صر العثمان‬ ‫نهاد ابراهيم با�شا‬ ‫ّ‬ ‫ه�شام ن�شابة‬ ‫يمنى العيد‬ ‫ال�صحف ال�شريكة‬ ‫الأحداث الخرطوم‬ ‫الأيام رام اهلل‬ ‫الأيام المنامة‬ ‫ت�شرين دم�شق‬ ‫الثورة �صنعاء‬ ‫الخليج الإمارات‬ ‫الد�ستور عمان‬ ‫ّ‬ ‫الر�أي عمان‬ ‫ّ‬ ‫الراية الدوحة‬ ‫الريا�ض الريا�ض‬ ‫ال�شعب الجزائر‬ ‫ال�شعب نواك�شوط‬ ‫ال�صباح بغداد‬ ‫العرب تون�س، طرابل�س الغرب ولندن‬ ‫مجلة العربي الكويت‬ ‫القاهرة القاهرة‬ ‫القد�س العربي لندن‬ ‫النهار بيروت‬ ‫الوطن م�سقط‬ ‫�شعيبية تالّل‬ ‫كتاب في جريدة‬ ‫عدد رقم 211‬ ‫)5 كانون الأول 7002)‬ ‫الطابق ال�ساد�س، �سنتر دلفن،‬ ‫�شارع �شوران، الرو�شة‬ ‫بيروت، لبنان‬ ‫تلفون/ فاك�س 538 868 )1-169+(‬ ‫تلفون 912 033 )3-169+(‬ ‫‪kitabfj@cyberia.net.lb‬‬ ‫‪kitabfijarida@hotmail.com‬‬ ‫خ�ضع ترتيب �أ�سماء الهيئة الإ�ست�شارية وال�صحف للت�سل�سل‬ ‫الألفبائي ح�سب اال�سم الأول‬ ‫�صورة الغالف الخارجي: للفنان محمد القا�سمي‬ ‫4‬
  • 6. ‫محمد الأ�شعري‬ ‫من مواليد مدينة زرهون‬ ‫«مكنا�س»1591 �شاعر وكاتب ي�شغل من�صب وزير الثقافة منذ 8991.‬ ‫�صدر له في ال�شعر: «�صهيل الخيل الجريحة»، )8791(، «عينان ب�سعة الحلم» )1891(، «يومية‬ ‫النار وال�سفر» )3891(، «�سيرة المطر» )8891(، «مائيات» )4991(، «حكايات �صخرية» )0002(،‬ ‫«ق�صائد نائية» )6002(. وفي النثر: «يوم �صعب»، ق�ص�ص )0991(، «جنوب الروح»، رواية )6991(.‬ ‫ج�سد خارج حقلها‬ ‫�إلى محمد القا�سمي‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫رجل في اللوحة يبدو مترنحا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�أو مندفعا نحو �سقوط و�شيك‬ ‫ً َ‬ ‫�أو متردداً يم�شي،‬ ‫ِّ‬ ‫و ال يم�شي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫فوق ر�أ�سه تماما مربع مو�صول بزاوية‬ ‫َ‬ ‫ً ُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تنزل حتى �أ�سفل ج�سد ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هلْ هي م�شنقة،‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫�أم مجرد �سقف واطئ ؟!‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خلفه في العمق لمعان مر�آة مهملة،‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ثم بقعة خ�ضراء بال معنى‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�سوى التماعة �ضوئها الأخاذ‬ ‫ويميناً، �إلى �أق�صى البيا�ض‬ ‫َ‬ ‫تنمو زهرة بال لون‬ ‫تكاد �أوراقها ت�صير معطفا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وفي المعطف طيف امر�أة‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ ٍ‬ ‫ال يظهر منها �سوى خطوط قبعة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بال لون هي الأخرى‬ ‫ثم ي�ساراً تعود الزهرة نف�سها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍ َّ ٍ‬ ‫ب�أوراق مبتلة‬ ‫ونفهم من ذلك �أن المر�أة تبكي‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و�أن الرجل المتر َّنح‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ربما‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫�سقط‬ ‫ٍ‬ ‫من �شرفة‬ ‫ٍ‬ ‫بعيدة‬ ‫ِ‬ ‫وخارج اللوحة‬ ‫َ‬ ‫هنا حيث �أجل�س الآن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُيوجد رجل �آخر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫يت�أمل اللوحة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وفي �أق�صى ج�سد ِه‬ ‫ُبقعة خ�ضراء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بال معنى‬ ‫ِ‬ ‫�سوى خفقها المكتوم‬ ‫ِ‬ ‫قطْ عة �سماء‬ ‫ُ َ‬ ‫انْف�صـــــال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال يوجد �شيء في العلبة التي �أفتحها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أعرف ذلك‬ ‫ولكنني �أخطو ب�أمل فا ِترٍ في الفراغ‬ ‫الذي‬ ‫تمنحه لي‬ ‫ْ‬ ‫وعندما �أهم بالتراجع مك�سوراً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫�ألمح وجهي في العلبة‬ ‫ُ‬ ‫ف�أطبق عليهِ‬ ‫ب�إحكام‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫و�أم�ضي‬ ‫ٍ‬ ‫بال وجه‬ ‫ٍ‬ ‫وال علبة‬ ‫لم �أعد �أحلم بالبحرِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫فيما م�ضى كنت �أحلم �أن تكون لي‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫قطعة بحرٍ‬ ‫ُ‬ ‫كما كان دائما لعائلتي قطعة �أر�ض بها‬ ‫ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫كروم‬ ‫ٌ‬ ‫و�أ�شجار تين وزيتون..‬ ‫ُ ٍ‬ ‫لم �أكن �أحب الأر�ض..‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ ُّ‬ ‫كنت �أحب الأ�شجار، و�أبغ�ض الأر�ض‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الأر�ض ثقيلة جداً، ثخينة... مليئة...‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�صامتة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كنت �أقول لنف�سي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أما �أنا ف�إن �أر�ضي لن تكون �سوى قطعة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫بحرٍ زرقاء‬ ‫َ‬ ‫خفيفة، �شفافة، �صافية‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أبني عليها زورقا كبيراً بنوافذ عاليةٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و�أن�شر ب�صري على �صفحتها الالمعة‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مبتهجا بكون �أ�شجاري كلها تحت‬ ‫َ‬ ‫الماء‬ ‫وقطعاني �أي�ضا‬ ‫ً‬ ‫وم�سافاتي المت�شابكة‬ ‫فيما م�ضى كنت �أحلم بالبحرِ هكذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثم غيرت �أحالمي‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫لأن �شيئا ما حدث لي‬ ‫َّ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أوحدث للبحر‬ ‫َ‬ ‫ف�صرت �أحلم بقطعة �سما ٍء زرقاء‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَدك في يَد الريح‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫�أن تكون عاديا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َب�شر َا عاديا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تعمل، وتنام‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وت�أخذ �أوالدك من المدر�سة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتدخن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتدفع �أق�ساط بيتك الجديد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أن تكون هام�شيا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫و�ض ْيعا‬ ‫َ ِ ً‬ ‫و�أرخ�ص من فل�س‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫�أن تكون مرتع�شاً، مطف�أً متقل�صا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫�أو تكون بهيا متدفقا �شر�سا والمعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أن تكون �شاعراً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أو حتى ناقداً‬ ‫�أو �سكيراً �أو �شاذاً‬ ‫�أو مغروراً بنف�سك‬ ‫�سعيدا ب�أنك �أنت ول�ست �أحداً غيرك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫باطل وقب�ض رِ ْيح‬ ‫ٌ َ ُ ٍ‬ ‫ً‬ ‫�أن تكون رجال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أو امر�أة‬ ‫ِ‬ ‫�أو كلبا �صغيراً تربيه امر�أة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫�أو رجال يربيه كلب‬ ‫ً ِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�أو حماراً تع�سا يحمل �أغرا�ض النا�س‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أو حتى حماراً �سعيداً‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أنت لن تكون �شيئا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫�إال �إذا و�ضعت َيدك في يدِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الريح..‬ ‫ِ‬ ‫و َتال�شيت.‬ ‫�أن تكون عا�شقا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م�ضطربا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫تجري وراء امر�أة بعينها‬ ‫َ‬ ‫معتقدا �أنها الج َّنة التي وعدت بها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫و�أنها يوم تكون لك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ستنبت عند قدميك غمامة زرقاء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وينهمر مطر حولك، وتلعب‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال�سحابات في راحتك‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح.‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫فقط قطعة �سما ٍء زرقاء‬ ‫ُ‬ ‫تكون لي وحدي،‬ ‫ُ ْ‬ ‫�أنثر فيها ري�شي‬ ‫ُ‬ ‫و�أحلق عاليا بعيداً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كما يليق ب�شخ�ص يملك ال�سماء...‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫�أن تكون َبطال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تحملك الأكتاف للأعالي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وينب�ض ا�سمك في الأنا�شيد‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وتذعن لك الأعناق والقامات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وتفتح لك المدن �أبوابها، و�أهازيج‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن�سا ِئها‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح.‬ ‫ُ ٍ‬ ‫7‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 7. ‫عزيز �أزغاي‬ ‫من مواليد 4 نوفمبر 5691 بالدار البي�ضاء. حا�صل على الإجازة في التاريخ القديم �سنة 0991.‬ ‫�شاعر وم�ست�شار �صحفي، يقيم بالرباط. ا�شتغل م�س�ؤوالً عن الق�سم الثقافي ب�أ�سبوعية «الن�شرة»‬ ‫لمدة �سبع �سنوات. �صدرت له مجموعة �شعرية «ال �أحد في النافذة» )8991(.‬ ‫عارف الري�س‬ ‫ّ‬ ‫رجل يتخيل الخيبة‬ ‫ربما �س�أكون، بعد قليل،‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في مكان �آخر،‬ ‫�أدخن �سجائر وطنية‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و�أ�شتم العالم من ثقوب العائلة،‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ربما �س�أنازع خيالي الفحل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫كلما فرت مني الن�ساء.‬ ‫َّ ْ‬ ‫وربما، �أي�ضاً، فكرت،‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫و�أنا �أح�سب العمر بالأخطاءِ‬ ‫،‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�أنني لم �أكذب بما فيه الكفاية،‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولم �أدع الغيمة البنية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تنام في �سريري.‬ ‫ُ‬ ‫هذا يليق ب�سائح في �صحراء عالقات،‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع �إ�ضافة لقطة على الم�شهد:‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫�أن يتخيل الرجل الخيبة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫في بيجامةٍ‬ ‫للعجزة.‬ ‫�أَ�سود.. �أ�سود‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لم يقلْ لي �أي �أحدٍ‬ ‫:‬ ‫ْ ُّ‬ ‫لماذا الأ�سود دائما في حداد؟‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لماذا هو حزين‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫في يقين اللغة؟‬ ‫ِ‬ ‫ربما كان في الأمرِ حكمة �أخرى‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫غير ما تراه العين.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫�أنا ال �أ�شك في اهلل‬ ‫و�أمريكا‬ ‫َ‬ ‫ويوفرون الخيول الطرية‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫لمناديل الم�سل�سالت.‬ ‫ِ‬ ‫ودالي.‬ ‫لكني �أرى الأ�سود وجوداً �آخر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في قمي�ص �أبي�ض،‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وفي الحليب المكدرِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫برتو�ش خفيفة.‬ ‫ٍ‬ ‫«�أحبيبي في القمر»‬ ‫ُ‬ ‫(يقول ال�سيناريو)‬ ‫َ‬ ‫لكن العقل في الأبناك.‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هكذا �أتذكر، في �صورة قاتمة،‬ ‫ُ‬ ‫�ضحكة «مارتن لوتر كينغ» مثالً،‬ ‫و�أن�سى بيا�ض الر�صا�ص.‬ ‫َ َّ‬ ‫تعلم – ما �أمكن – من الأفالم‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ثم انتبه الآن،‬ ‫َّ ِ َ‬ ‫�سن�صور الكارثة.‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫في �أموا�س الحالقة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أنظر �إلى الخلف،‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحدها الأ�سفار والعطل والقهقهات‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتقدم الأرباح‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مثل جي�ش بال �أمجاد.‬ ‫ٍ‬ ‫كبريت بال مقابل‬ ‫ٌ‬ ‫ال تنحن �أمام الكهرباء‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تعلم – ما �أمكن –‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫من عمود العا�صفةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫و�أترك العظام تتجمد‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫من فرط الإعجاز.‬ ‫الحدة كبريت بال مقابل‬ ‫َّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وال �أحد يفنى‬ ‫َ‬ ‫من فائ�ض البيا�ض.‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫لكل لقطة تفا�صيلها في �أموا�س‬ ‫ِ‬ ‫الحالقة،‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫مثلما لكل حديث ن�صيبه‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫في اجترارِ الرغوة.‬ ‫ما الذي �سيخ�سره المهرج‬ ‫ُُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب�سبب القَهقَهات؟‬ ‫ال �شيء – من جانبي –‬ ‫َ‬ ‫ي�ستحق المفاج�أة.‬ ‫ُّ‬ ‫مثل دفترِ تمارين،‬ ‫َ‬ ‫�أعيد ال�سعادة نف�سها بماكياج �أخف،‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫حين ُي�صبح للأخطا ِء القدرة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫على امتالك الحق.‬ ‫ِّ‬ ‫ُِ‬ ‫لكلٍّ �سريره في ُنزل العاطفة.‬ ‫ُ‬ ‫الكذابون يبيعون اليان�صيب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في رهان العائلةِ‬ ‫ِ‬ ‫،‬ ‫الجلو�س �إلى الت�أمل‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كان افترا�ضا وا�ضحا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكت�شاف الحرائق في الليل،‬ ‫6‬ ‫كان تمرينا لحيوان الكنغر،‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كي يقفز من بيت في الجيب‬ ‫ِ‬ ‫�إلى �آخر في طفولة ال�صعلكة.‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫كلُّ خطوة كانت مح�سوبة‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫باكتمال الحوا�س،‬ ‫ِ‬ ‫حين كان الأعمى - من فرط الطيران -‬ ‫َ َ‬ ‫ينظر �إلى الم�صائدِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وال يتع َّثر بالجثث.‬ ‫ُ‬ ‫ما حدث كان في الظهرِ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫في قاهرة المعز‬ ‫َّ‬ ‫في عمان‬ ‫َ‬ ‫�أو في �صنعاء..‬ ‫َ‬ ‫في باري�س �أو جنيف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أو في روتردام..‬ ‫في الثرو ِة �أو التما�س‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أو في قلةِ‬ ‫الحيلة..‬ ‫في الأقدام‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�أو في البنزين الذي ب�أق�ساط..‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫في الألغام �أو في حقول القطن..‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في الأبي�ض‬ ‫ِ‬ ‫في الأ�سودِ‬ ‫..‬ ‫......‬ ‫ما حدث كان في الظهرِ ،‬ ‫َ َ‬ ‫بال �ضجيج‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫وبدقة واثقة!‬
  • 8. ‫محمد ب�شكار‬ ‫من مواليد 9691 بمدينة الرباط. يعمل �صحافياً. �صدر له: «مالئكة في م�صحات الجحيم»،‬ ‫«من�شورات �شراع» و «طنجة».‬ ‫قَاب �شاهدتين‬ ‫َ َ‬ ‫1‬ ‫�س�أ ْن ُثر َنرد هواي كَ َنجم, و�أقر�أ ما ره َن ْته‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َْ َ َ َ ْ ٍ َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َيداي لطاولة الظلمات: �أ�ص ْبح‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫�س َي ْبزغ من كَ هف جمجمة‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫راق�صتها خيول خطاي ِب�سنبكها‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫الملكي:‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أليل...‬ ‫فَكيف �س�أد ِلجكم ُنور ع ْي ِني وقَد‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر َّتج ْته البالد ِبهدب ال�س َنان. رتاجا‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫رتاجا.. وغَ َّنت عماي. وقالت:‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫رفا ُتك �أر�ض فَمرحى‬ ‫ٌ َ ْ‬ ‫الرحى‬ ‫َّ‬ ‫دا ِئر ِفي‬ ‫َ ٌ‬ ‫�شراك هواكَ ا‬ ‫ِ َ ِ َ َ‬ ‫َ ِّ ُ َ ْ َ َّ ِ‬ ‫ُيعجل در�س الدقا ِئق كَ القَمح, كَ ي‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َي َتغذَّ ى الزمان على خ ْبزِ ها؛ (كان �شرفة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫كل الجياع ُيطلُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ون منه على �سغبي,‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫فَيرون بالدا كَ جارِ ية بين �سيفين بالدم‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ًَ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يحتلم �إحليل فتكهما..):‬ ‫فيا عبثا‬ ‫ً‬ ‫َير َتدي حلال من �سديم,‬ ‫ُ ً ِ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ ِ َ‬ ‫ويدخل م ْثل المحارب � َّأيامنا �شاهراً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نخلة‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫ال تلين, كَ �ضلع‬ ‫ال�صحارى الم َنزه عن كُ ل �آدم,‬ ‫ُ َّ َ ْ ِّ َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫�أرِ ق‬ ‫ََ َ‬ ‫دمك ال َّن َبوي‬ ‫لأب�صرني في مراياه �أرعى يدي‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫على ج�سد امر�أة حر َث ْته المكائِ‬ ‫د ح َّتى‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫غَ دا‬ ‫َ‬ ‫وطنا من ِفخاخ‬ ‫َ َ ِ ْ َ‬ ‫2‬ ‫ْ ِ‬ ‫�آن لي �أن �أ�شي:‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ ُُ ِ‬ ‫�أ- ال�س ْيف � ْإبرة ر ْتق ِل َثوب الملوك...‬ ‫َّ ُ َ ُ َ‬ ‫ِ ُْ ِ ْ ِ‬ ‫ج- جلد ج�سمي كي�س ِلخ ْبزٍ ُي�شم�سه‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ِّ ُ ُ‬ ‫الفقَراء‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ُ ُ ِ َ ِ‬ ‫على �شرفات الجحيم..‬ ‫ب- القلب فَج ِلحافر خيل تدق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫�سنابكه مطرقات ال�ض َيا ِء‬ ‫َ ُ ِ ْ َ ُ ِّ‬ ‫ََ َ ِ‬ ‫بما �أثمل ْتك ِبه الروح. نز دما َي َتخ َّثر‬ ‫ُ َّ ً َ‬ ‫كال�سم في وردة‬ ‫ََْ‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫القلب؛ يا ح ْبر؛‬ ‫ُ‬ ‫يا مهرقا َبددا..‬ ‫ُْ ً َ‬ ‫ِبك و�شحت �صدرِ َية ال�سر, و�شحت‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬ ‫ِّ ِّ َ َّ ْ ُ‬ ‫�شعبا يدق‬ ‫َ ْ ً ُ ُّ‬ ‫مهامز قيدي؛ مهامز �أ ْنخابه ال َّت َترية‬ ‫َِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َِ ْ‬ ‫تحت‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫حذا ِء الهزائم: كُ‬ ‫ْنت‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِل َتارِ يخه الم َتهجد كال�س ْيف‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫في قُنزعات المها ِبل‬ ‫َ ِ‬ ‫موروث‬ ‫َْ ْ‬ ‫فَيزهو فَرا�ش الأنين..‬ ‫ْ‬ ‫ث- العمر م ْنخطف, قَاب �شاهِ‬ ‫َ َ د َت ْين‬ ‫َ ِ‬ ‫ُُْ ُ َ ٌ‬ ‫و َيدخل �سهرة حا َن ِته الأز ِل َّية..‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ ََْ‬ ‫َ َ‬ ‫3‬ ‫�أرِ ق فَمك الأقحواني �أ�سمع رجع‬ ‫ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ َ ْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ال�شذى وعقُوداً‬ ‫ُ‬ ‫من الريح تبرِ مها في موا ِئد جرحي‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ََ َ ُ ْ َ‬ ‫عا�صفة‬ ‫َ ِ ٌَ‬ ‫�صعقت حجراً‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ِ َ َ‬ ‫َي َتدحرج ِفي الهذيان؛ فال‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ال�سقف �سقف‬ ‫َّ ْ ُ َ ْ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ِل َيحمل عني رديم ال�سماء؛ وال‬ ‫ْ ِ َ َ َ َ َّ‬ ‫ال�شجرات َبرِ يدي الى الغ ْيم, ح ْيث‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫�أ�ؤثث بالري�ش‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ط ْيرا �س َي ْنكر خالقه, ويطير ِلذا ِبحه‬ ‫َُ‬ ‫البر َبرِ ي ِل َي�شرب‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ ِ‬ ‫بين َيد ْيه دمي الم َترمل. ح ْيث‬ ‫ُ َ ِّ ِ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫العميقة‬ ‫َُ‬ ‫َت�شرب حافة وجهي‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫وتر ُنو ِب�أقراطها القَمريةِ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ر َّنامة �شجنا‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫َ َ ِ‬ ‫كَ الحدا ِئق, حين َت َنام, ُتحلزِ ن ع�شب‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ‬ ‫ال�ضفا ِئر‬ ‫َّ َ‬ ‫فَوق �إوز مخداتي ال ِ‬ ‫ْ َ َ ِ‬ ‫َ َّ َ آ�س َنة..‬ ‫4‬ ‫ِ‬ ‫َنذرت ِل َنف�سي َنف�سي, كَ ماء ِلماء,‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫وقدت بنف�سي‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫طوفَان َنف�سي.. كَ َنهر �شر ْبت �س ُيوفا‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫من الرمل, حتى ر�أيت بنف�سي.. َنف�سي‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َت ْن�سل في مزقي مزقاً. كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�إ�سمي و�شما ووجهي الع َبارة؛ وجهي‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫�أعمق من زمن قاده الهذيان ِلمح َبرة ال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫َتغي�ض:‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ه َنا ِلك‬ ‫َلملمت موتاي‬ ‫َْ ُ َْ َ‬ ‫في كفن‬ ‫ٍ‬ ‫قد َب�سطته مثل طرو�س‬ ‫ْ َ ُ ِ َ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ي�ضيق على طو ِلها ع�شب الأر�ض. قلت‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِلح ْبر تجندل م ْثل الغرالة في قلم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرعب: ُنز‬ ‫ف�ؤاد الففتيح‬ ‫9‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 9. ‫�أحمد بركات‬ ‫ولد بالدار البي�ضاء بتاريخ 91 ماي 0691 وتوفي �سنة 4991. ا�شتغل �صحافيا بجريدة «بيان‬ ‫اليوم» بالبي�ضاء. �صدر له عمالن �شعريان: «�أبداً لن �أ�ساعد الزلزال» )1991( و «دفاتر الخ�سران»‬ ‫)4991(.‬ ‫لن �أ�ساعد الزلزال‬ ‫ُ‬ ‫حذر، ك�أني �أحمل في كفي الوردة التي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫توبخ العالم‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الأ�شياء الأكثر فداحة:‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلب �شاعرٍ في حاجة قٌ�صوى �إلى لغةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫والأ�سطح القليلة المتبقية من خراب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫البارحة‬ ‫ِّ‬ ‫حذر، �أخطو ك�ني ذاهب على خط‬ ‫أ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِنزاع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ َ ِ ْ َ َ‬ ‫وك�أن معي ر�سائل لجنود‬ ‫َ ٍ‬ ‫وراية جديدة لمع�سكرٍ جديد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بينما الثواني التي ت�أتي من الورا ِء‬ ‫تق�صف العمر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هكذا…‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫بكثافة الرماد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معدن الحروب الأولى‬ ‫ُ‬ ‫ت�صوغ الثواني �صحراءها الحقيقية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و�أنا حذر، �أخطو نحوكم وك�أن‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�سحب الأخيرة تحملني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أمطارها الأخيرة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ربما يكون الماء �س�ؤاال حقيقيا‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫هناك العربات تمر بطيئة‬ ‫وعلي �أن �أجيب بلهجة العط�ش‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ربما حتى �أ�صل �إلى القرى المعلقةِ‬ ‫َ‬ ‫في ك�أنها ت�سير في حلم‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هناك قطع الغيم في الف�ضاء‬ ‫�شمو�س طفول ِتكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ت�شبه �سرب طائرات خائفة‬ ‫علي �أن �أجتاز هذا الج�سر الأخير و�أن‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هناك امر�أة تقترب من الخام�سةِ‬ ‫َ‬ ‫�أتعلم ال�سهر مع �أقمارٍ‬ ‫م�ساء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫تنتظرني‬ ‫مقبلة من لي ٍال مقبلة حتى �أ�شيخ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫�س�أذهب عما قَريب‬ ‫و�أنا �أجتاز هذا الج�سر الأخير‬ ‫ُ‬ ‫ُ ًَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هل �أ�ستطيع �أن �أقول ب�صراحتي الكاذبة: دون �أن �أعرف لماذا الآن �أ�شبه الحب‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بكتاب التاريخ‬ ‫ل�ست حذراً لأنني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أحب‬ ‫�أعرفكم واحداً واحداً ؟؟‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أحيانا �أتوزع قبائل تتناحر على بالد‬ ‫لكن، �أين �أخبئ هذه الأر�ض الجديدة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وهمية‬ ‫التي تتكون في عين التلميذ؟‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أحيانا �أ�ضيع‬ ‫وماذا �سيقول المعلم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولكنني دائما �أحمل في كفي الوردة‬ ‫�إذا �س�أله ال َّنهر؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫التي توبخ العالم‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍….‬ ‫حذر، �ألوح من بعيد‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ ُ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫لأعوام بعيدة‬ ‫ٍ‬ ‫و� ُ‬ ‫أعرف – بالبداهة - �أنني عما قريب‬ ‫َّ‬ ‫�س�أذهب مع الأ�شياء‬ ‫ُ ََ‬ ‫التي تبحث عن �أ�سمائها فوق �سما ٍء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أجمل ولن �أ�ساعد الزلزال !!!‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫فقط، �س�أقف لحظة �أخرى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تحت �ساعة الميدان الكبيرةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خالد الجادر‬ ‫8‬
  • 10. ‫محمد بنطلحة‬ ‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬ ‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬ ‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬ ‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬ ‫محمد عبلة‬ ‫قنديل في الريح‬ ‫دوننا قنب،‬ ‫ٌ‬ ‫وحدوج،‬ ‫ٌ‬ ‫و�أديرةٌ.‬ ‫دوننا حانة مل�ؤها الزنج.‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي يت�صيد‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ في حيزٍ ال وجود له -‬‫َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫علة للوجود!‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫�أفي عروة الزقِّ‬ ‫َ‬ ‫�سوف تجور ب�أب�صارنا‬ ‫ُ‬ ‫دمن،‬ ‫ٌ‬ ‫وتالع؟‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫وفي خطة للتماهي‬ ‫�سنقت�ص من �شد ِة القيظ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫بالحر ِ‬ ‫ْ ث في الماء ؟‬ ‫�أو‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫بالت�سلل‬ ‫من داخل الن�ص‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫نحو المن�صةِ‬ ‫َّ ؟‬ ‫�سيان.‬ ‫َّ َ‬ ‫نحن اجتر�أنا على النون‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫في غيبة الكاف،‬ ‫ثم عقرنا زهاء قطيعين‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫من غرر الذكريات التي لم تع�ش‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫قط‬ ‫تحت‬ ‫َ‬ ‫�شنا�شيل‬ ‫ِ‬ ‫بيت الق�صيدِ‬ ‫ِ‬ ‫.‬ ‫معاً،‬ ‫كانت الريح،‬ ‫ُ‬ ‫ترفع ق�صراً من ال�شمع‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫بين يدينا.‬ ‫َ‬ ‫وك َّنا �سنثني من الدهرِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫�أوله،‬ ‫َّ ُ‬ ‫فانثنينا:‬ ‫�أنا‬ ‫قد‬ ‫ْ‬ ‫�شربت‬ ‫ُ‬ ‫دموع ال�صحارى.‬ ‫ُ َ‬ ‫و�أنت عجمت قداحي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب�أل�سنة ال َّنمل.‬ ‫ِ‬ ‫يا للمدارة!‬ ‫ٌ‬ ‫ما �إن بدا �سنبك ُي�شبه النجم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حتى عبدنا رماد البريق الذي‬ ‫َ‬ ‫�شحذته‬ ‫ُ‬ ‫دموع ال ًَّتما�سيح،‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ثم ختمنا‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫على �صلوات الغبارِ المدجن‬ ‫َّ‬ ‫باللف،‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫والدوران،‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫وتنويم عقدة ذنب الطريدة.‬ ‫ِ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي‬ ‫ُ‬ ‫حنكته‬ ‫ُ‬ ‫ على م�ض�ض -‬‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫حيل،‬ ‫ُ‬ ‫و�أباطيل!‬ ‫هل كان �شيء‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫يقارب‬ ‫ُ‬ ‫ في هام�ش الطر�س -‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أطماع قو�س الع�صاة ال�صناديدِ‬ ‫ِ‬ ‫؟‬ ‫َ ِ‬ ‫�أو كان‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ بين رفات الخطى -‬‫َ‬ ‫فهر�س يت�أب ُ‬ ‫َّط ذاكرة الرمل؟‬ ‫َ َّ‬ ‫كانت ر�ؤانا‬ ‫مر�صعة‬ ‫َّ ً‬ ‫بعظام القرابين.‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫والغرف القزحيات كن‬ ‫ُ َّ‬ ‫�سيرفعن‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ زلفى �إلى كل نقع مثار -‬‫ٍ ُ‬ ‫�سريرين فخمين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�سهل �إذن‬ ‫ٌ ْ‬ ‫مثلما هو ممتنع‬ ‫ُ ٌ‬ ‫11‬ ‫َ‬ ‫�أن تحول مناطيدنا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫دون �سرد التفا�صيل:‬ ‫ِ‬ ‫�ضيف �أتانا .‬ ‫ٌ‬ ‫و�ضيف يفلُّ ق�سي ر�ؤانا،‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويحذف‬ ‫ِ‬ ‫ت�سعة �أع�شارِ هذي الق�صيدة،‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أو تلك،‬ ‫ثم‬ ‫َّ‬ ‫ُيحملق‬ ‫ُ‬ ‫في اليتي �سلةِ‬ ‫َّ‬ ‫المهمالت،‬ ‫ِ‬ ‫ويجل�س لل�شرب.‬ ‫ُ‬ ‫�سيان.‬ ‫َّ َ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي لم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يحنكه‬ ‫ُ‬ ‫بعد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أنين حطام الأباريق!‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ها قد بدت حانة مل�ؤها الز ْنج.‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫فلنحتملْ‬ ‫ جيداً -‬‫َ ُْ ِ‬ ‫جرعة العمق.‬ ‫ٍ‬ ‫ولنرتجلْ دورقا من دخان،‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫و�أل�سنة من خزف‬ ‫ً‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 11. ‫عائ�شة الب�صري‬ ‫من مواليد 0691, حا�صلة على الإجازة في اللغة العربية. �صدر لها:«�شرفة مطف�أة» و«م�ساءات»‬ ‫و«�أرق المالئكة».‬ ‫عزلة الرمل‬ ‫ُ ِ‬ ‫لي�س غروبا ما بال�شم�س،‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫هو ال�ضوء ُيلم ِلم �أهدابه‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫في حقَا ِئب الظلم ِة ِل َينام.‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َل ْي�س �شفقا ما في الأُفُق،‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫هو الرمل َيلعق �سيقان الحجرِ ،‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ُ َ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫ف َت َتورد الزرقة خجال من �شغف العا�شق.‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫كثبان..‬ ‫ٌ‬ ‫�أج�ساد َلم َتح َترِ ق َبعد ِب�أَ‬ ‫ِ ِ َ ٍَْ‬ ‫ٌ ْ ْ ْ ْ ُ نامل �شهوة،‬ ‫َت َتوحد في عرا ٍء موح�ش،‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ُت�صيخ ال�سمع ِلخطوٍ م َتوج�س،‬ ‫ُ َ ِّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫و ُلهاث َي ْنمو َب ْين َتجاويف الوديانِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫�أحرا�شا من الخوف.‬ ‫ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرمل في عزلته،‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كاهن يلوك �صلوا ِته على �صفيح �ساخن‬ ‫ٍ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫�شفاعة ِلخطايا الب�شرِ ،‬ ‫ََ‬ ‫َ ًَ َ‬ ‫ٍ َ ِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ف ُتعيد الريح تراتيل عهود م ْن�سية.‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫خ�شو َنة الرمل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫�أُ ْلب�سني خرقة الت�صوف،‬ ‫ُ ِ ََْ‬ ‫حافية �أَده�س �أ�شواكا �سرية الأ�سما ِء،‬ ‫ً ِ ّ َ ْ‬ ‫ً َْ ُ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫و�أ�صيح في المطلق :‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ما �سر الحياة في البدءِ‬ ‫َْ؟‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ُِ‬ ‫ما حكمة الرمل في عدم الت�شابه؟‬ ‫ِ ْ َُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫وماذا َبعد هاوية الموت وم�صب‬ ‫َْ‬ ‫ِ َ ْ ِ َ َ ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الأَ َبد َّية؟‬ ‫فَيرد ال�صدى �صداه :‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ال �سر ُيخفى عن �صفا ِء ال�سرير ِة،‬ ‫ِ َّ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫حدقي م ِليا في مرايا الحجرِ ،‬ ‫َ ِّ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت�أْتيك الر�ؤى مبايِعة بين َيد ْيك.‬ ‫ُ ًَ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ ِ‬ ‫اب َتعد النهار عن �ضو ِئه.‬ ‫ْ ََ‬ ‫ال �أُفُق َيحجب الماء عن �سر ِه.‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ ِ ّ‬ ‫�صمت �أ�سود َيعمي الب�صيرةَ،‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال مفر من َتلم�س ُنتوءات الظلمةِ‬ ‫َ َ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫،‬ ‫ْ َ ُّ ِ‬ ‫ً ِ ْ َ ِ َ ُّ ِ‬ ‫عارية من ز ْيف ال َتمدن،‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ال�صخب والحديد والدخان؟‬ ‫َْْ ِ‬ ‫هلْ �أَدمعت ِل ُنواح الناي و�شدوِ‬ ‫ِ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الحجرِ ؟‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ ِ ِ ْ‬ ‫هلْ َتهج ْيت حكمة البد ِء في �أنا�شيدِ‬ ‫ََ َْ‬ ‫البدوِ‬ ‫َْ‬ ‫َ ِ‬ ‫دون ذكْ رِ الأ�سما ِء..؟‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫هلْ جر ْبت ال�صراخ في مطلق الفراغ؟‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�ضامر هذا الليل،‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َلوال َتكور الريح على �صدرِ التربة،‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫وا ْنعكا�س النجوم في �صقيل الحجرِ .‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِلف ْتح م�سالك الطريق...‬ ‫َ ِ‬ ‫اب َتلع ْتنا الع َتمة،‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ال َت�صقَت �أج�سادنا بالحديد‬ ‫َ ْ ْ ُ‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫و َتفتتت الأ�صابع على ال�سياج.‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هاوية الظلمة �أ�شهى من ال�ضو ِء....‬ ‫َُ َْ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫بعد قليل،‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ِ‬ ‫�س َت َتدفَّق الهواج�س بين الأودية‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫المهجورةِ‬ ‫،‬ ‫�س َيهم�س الرمل ِلظاللهِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫:‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫هذه التالل �أعرِ فُها،‬ ‫ُ ْ‬ ‫و َي�شتاقُني حليب النوق َب ْين �أَ�ضرا�س‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫البعيرِ‬ ‫َ‬ ‫ورائحة الزع َترِ البري.‬ ‫ُ ْ َ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫على عتبة المدينة،‬ ‫خم ْنت:‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫�س ُ�أغْ ِلق الن�ص على ع َتم ِت ِه،‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّْ ُ ِ ْ ِ ُ ِ‬ ‫كَ ي ال َي�سيح الرمل من َب ْين ال�شقوق،‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ً‬ ‫َتذكَّ رت در�سا في الج ْبرِ‬ ‫َ‬ ‫«ال ُي�أطر ما ال �أ�ضالع َله»‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫مرجع ّية �سا ِئ َبة‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ِ ِ ٌ‬ ‫وفَراغ معنا ال معنى َله.‬ ‫ُ َْ ً َْ ُ‬ ‫ال ذاكرة للرمل،‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫وال وثوق في مهاوي الأقدام،‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َّبة هوا ٍء ع َبرت‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ومحت �آثار الخطوِ و �سائِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب الكالم.‬ ‫ِ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫من بعيدٍ‬ ‫�سمعت ال�صدى ُيعيد �صداه:‬ ‫َ ِ ْ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ال رهبا ِنية �إال ِللرمل في مواجع‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�صحرا ِء.‬ ‫ا ْنكم�شت الأ�صوات،‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُلغة واحدة ال َتكفي.‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَ‬ ‫....بيا�ضات،‬ ‫ٌ‬ ‫ال �صوت َيعلو على �صمت ال�صحراءِ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫.‬ ‫َ ْ‬ ‫َتحت خ ْيمة من و َبرٍ ،‬ ‫ْ َ َ ٍَ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫بين رائحة الحطب وفُقاعات ال�شاي،‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ َ ِ‬ ‫َتمتد َيد الغريب خلف الم�شهد،‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫ُتعدل مواقع النجوم..‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من َلم�س ِته ا ْن َت�شت نجمة‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ْ ْ َ ِ َ ْ‬ ‫وغادرت �سرير ال�سما ِء.‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫�شفافة مرايا ال�سما ِء،‬ ‫َ ٌََّ َ‬ ‫ال حجب بين الب�شرِ وكالم اهلل.‬ ‫ُ ُ َ َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫خفف الخطو،‬ ‫َ ِّ ِ َ ْ َ‬ ‫هنا �سرة الكون،‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ِ ُّ َ ِ ِ ُ َ ِ‬ ‫�سر البد ِء وكتاب الأَزل.‬ ‫َ ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ف َتو�ض�أ ِبطهارة الرمل‬ ‫ِ‬ ‫ثم �صل �صالة الغجرِ �أمام هذا البها ِء.‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫تاهت طرق العود ِة َب ْين م�سا ِلك العز َل ِة،‬ ‫ِ ُْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ََْ َ َ‬ ‫ََ ْ ُ ُ ِ َ ُ ِ‬ ‫ال َتمعت عيون الليل َب ْين �شقوق ال�صخرِ .‬ ‫ُ‬ ‫�شردت �سحليات �أذْهلها فُ�ضول الغربا ِء.‬ ‫َ َُ ْ ِ ِ ّ ٌ َ‬ ‫ُ َْ ِ‬ ‫اختفى القَمر من �شرف ِته‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ِ‬ ‫حداد َا على موت عالم«م َتح�ضر».‬ ‫ٍ ُ َ‬ ‫َ ّ ٌ ْ ٌ َ ٌَ‬ ‫�سراب/ فراغٌ / َتوحد /وح�شة /ظم�أ...‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫�أو�صاف ِلل�صحرا ِء ولروحي رِ داء.‬ ‫ْ ََ ِ‬ ‫َلو عرفَت ال�صحراء م ْن َبع العط�ش،‬ ‫ُ َ َ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل َبرِ َئت روحي من دمل الحياة.‬ ‫ِ ْ َُِ‬ ‫ْ‬ ‫مخرم رِ داء الريح في ال�صحرا ِء.‬ ‫ُ َ َّ ٌ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أج�ساد ال مر ِئ ّية َتل َتف ِب�أج�سادنا‬ ‫ٌ َ ْ ٌ ْ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫و َُتف َتح في �أرواحنا نوافذ زمن غابرٍ ،‬ ‫َ ٍ‬ ‫ْ ُ‬ ‫بقايا �أ�صوات َ �أرقَها الحنين �إلى الآتي،‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫َ‬ ‫هو المجنون َيلفح الرمل بقدمين‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫حافيتين،‬ ‫ِ‬ ‫وينادي َل ْياله �إلى �سريرِ الب ْيدا ِء.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ ِ‬ ‫هلْ َتح�س�ست َنقاوة ال�صحوِ ؟‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫هلْ �أَغْ راك الرمل باالغْ ِت ِ‬ ‫ُ‬ ‫�سال،‬ ‫ُند َبة �ضو ٍء‬ ‫ْ ُ‬ ‫�أَ ْيقظت غَ فوة الزمن،‬ ‫َ ْ ََْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫كما لوِ �أَننا م ْتنا قليالً،‬ ‫كما لو كُ نا توابيت على مع َبرٍ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َتن َتظر َت�صريحا للعبورِ ...‬ ‫ً‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫01‬
  • 12. ‫محمد بودويك‬ ‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬ ‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬ ‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬ ‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬ ‫دماء �أعمق مـن الظالل‬ ‫1-�صـباح الخـير‬ ‫ُ‬ ‫يا �صباحا يرتدي قمبازاً مق�صباً.....‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫�صباح الخير للذي كنته‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حردونا‬ ‫ً‬ ‫على جلد ِه رائحة الحلفاء‬ ‫ِ َ ُ ُ‬ ‫وفتيت الفحم وال�سخام‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫�صباح الخير‬ ‫ُ‬ ‫لل�شقي ُي�شوي الطُّ‬ ‫يور‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫على كبريت �أم ِه الم�سروق‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫للنجم على �ضفة ال َّنهر الملوث‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫�أني�سي في خريرِ الدم والعوم‬ ‫ِ‬ ‫وال�ضو ِء القادم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�صفوفا كجي�ش ب�ألوية م�شتعلة‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫ِ‬ ‫نحو كهوف الخ�سران‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لأمي الحميرا ِء المليكة‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مهدهدةِ‬ ‫الجنائزِ للنوم‬ ‫ِ‬ ‫�صباح الخير‬ ‫ُ‬ ‫يا عظامي المقرورة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يا ا�صطكاكي من �سغب ون�صب‬ ‫وعم�ش قذاني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫�صباح الخير للم�سرات الجائعة‬ ‫ُ‬ ‫للأخ�ضرِ الياب�س‬ ‫ِ‬ ‫للقمرِ الحليب‬ ‫يف�ض�ض �سقوف الم َباني‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫للهوا ِء الأ�سود الالذع‬ ‫ِ‬ ‫ُيراق�ص تالل المنحدر‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمتاح من الرحب في كف الورد والزهرات ....‬ ‫ُ ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫للن�سا ِء الالئي �شي ْب َنني‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫منذ القرن الما�ضي‬ ‫ْ‬ ‫وغربنني فال محجة تبدو‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بلْ وحل �سقنني �إليه ف�أنا‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ ً‬ ‫�أتغلغل �أ�سيراً ..�أربي �أمال‬ ‫في النجاة عبر ال َّثواني!‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫�صباح الخير لل�ضباب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫على قرميدها والدخان يتلون في جيدها‬ ‫َّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بكم لون دحوته ف�سباني ..‬ ‫ُ‬ ‫�صباح الخير للوادي الأ�صفرِ‬ ‫ُ‬ ‫النائم فوق الأ�شباح والأ�سرارِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ينتظر �صداي‬ ‫ٍ‬ ‫فج�أة يعيدني �إلى ناي بعيد‬ ‫ٍ‬ ‫ويردني �إلى �أناي!‬ ‫ُّ‬ ‫لموقد الفحم الحجري‬ ‫لدم �أبي الذي قر�أت في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قناديله جرجي وهيغو والمارتين‬ ‫وال�سباعي والعم نجيب..‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫�صباح الغريب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الطفل الناحل‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫يا للهوك وعلوك‬ ‫يا لهولي و�ضع ِتي‬ ‫َ ِ َ‬ ‫كلُّ �شتا ٍء �أ�صغي لعويلي‬ ‫ْ‬ ‫مهروال �إلي‬ ‫ُ‬ ‫ً َّ‬ ‫ثلج وغياب.‬ ‫2-خـواء طـنان‬ ‫هنا َيتثاءب التراب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ً‬ ‫مثقال ب�أ�سمال الفراغ‬ ‫ََ ِ‬ ‫كيف �أو�صد باب الكَ‬ ‫ُ َ الم..‬ ‫َ‬ ‫كيف �ألوي عنق ال َّثرثرة..‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كيف �أ�ستجمع قب�ضتي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و..�أهوي على دمي؟‬ ‫ْ‬ ‫3-فينومـينولوجيا‬ ‫ٍ‬ ‫ياه.!!‬ ‫ُ ُ‬ ‫فُتح الباب منذ دهرٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولم �أتوقف عن الطرق‬ ‫ْ َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ي�ضج بال َّن�شيد‬ ‫ُّ‬ ‫متى ما ر�آني ..‬ ‫نهر �إغريقي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ال يخون.‬ ‫ُ‬ ‫�سـرنمة..‬ ‫بخطانا المتلع ِثمة‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َن ْبني �أع�شا�شا‬ ‫ً‬ ‫في الهوا ِء‬ ‫للهوا ِء...‬ ‫ُ‬ ‫ون�سدل العين‬ ‫َ‬ ‫على الما�ضي‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شهود غزيرين‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫في حلبة �سباق �أخيرٍ‬ ‫نرفع �أيدينا اعتذاراً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خوفا من �سقوط و�شيك‬ ‫ً‬ ‫و�سط حطام كَ ثيرٍ‬ ‫َ َ ُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ورماد يخلل‬ ‫وجودنا‬ ‫َ‬ ‫ون�ضحك كالبلهاءِ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد‬ ‫ْ‬ ‫�أحكم الموت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قب�ضة الأعمى‬ ‫َ‬ ‫على �أقفائنا.‬ ‫ٍ‬ ‫كم نتظاهر ب�أ�سنان بي�ضاء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َّ ٍ‬ ‫وذيول ملونة‬ ‫ك�أن المرايا‬ ‫ٍ‬ ‫غير من�صوبة ‬ ‫ُ‬ ‫4-نهر هيراقليط�س‬ ‫نهــر‬ ‫ٌ‬ ‫ُيبدل وجه َته‬ ‫ِّ ُ ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫كلما �أ�ضجره ال�سعال‬ ‫يغي�ض‬ ‫ُ‬ ‫فتراه م�صفراً‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫كلما اعتاله‬ ‫ً‬ ‫الزناة والمهربون‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫�أو‬ ‫ْ‬ ‫بالت‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫في �أحدا ِقه‬ ‫ن�سوة البل�شون.‬ ‫ُ‬ ‫نهر‬ ‫ٌ‬ ‫محمود جالل‬ ‫31‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 13. ‫محمد بني�س‬ ‫ول��د بفا�س �سنة 8491، ا�شتغل �أ�ستاذاً بالثانوي بالمحمدية ثم �أ�ستاذاً بالمدر�سة العليا‬ ‫ل�ل�أ���س��ات��ذة ب��ال��دار ال��ب��ي�����ض��اء، يعمل ح��ال��ي �ا ً بكلية الآداب وال��ع��ل��وم الإن�����س��ان��ي��ة ب��ال��رب��اط.‬ ‫من �أعماله ال�شعرية: «ما قبل الكالم»، « �شيء من اال�ضطهاد»، «وجه متوهج عبر امتداد الزمن»،‬ ‫«ورقة البهاء»، «هبة الفراغ». وله كذلك مجموعة من الدرا�سات: «ظاهرة ال�شعر المعا�صر في‬ ‫المغرب»، «حداثة ال�س�ؤال» و«ال�شعر العربي الحديث، بنياته و�إبداالتها...». كما له �إ�سهامات في الترجمة.‬ ‫عبد القادر الر�سام‬ ‫�أحجار وحدهـا‬ ‫َ ٌ ْ ََ‬ ‫�إلى برنار نويـل‬ ‫معي حجر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تكون ليلة �سرب‬ ‫ّ َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫من الأحجار وجـه‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وحده يمتد في �أر�ض هي ال�صحراء‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫لي �أوراق نائمة على كَ تفي‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫�س�أتبع قلت‬ ‫ُ ُ‬ ‫رع�ش َتها‬ ‫ْ‬ ‫على جلدِ‬ ‫ْ الرمال تكاد تهرب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كلما اق َتربت يداي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫من النعومة تحت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�ضو ٍء خافت‬ ‫ي�سري بطيئـا يقطف الغيمات من رمل‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ِ ْ ٍْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫�إلى �سعف‬ ‫ِ‬ ‫تجمع في �سواد الليلْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ّ ٍ‬ ‫نجوم مثلث ولربما‬ ‫ّ‬ ‫الحوراء‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫على باب ُتردد �صرخة عبرت بكامل‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫حرهـا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تلك القوافل ل�ست �أب�صرها‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ولك ّني �أ�صدق برد �أخدود‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫تو�سط برد ليل‬ ‫ٍ‬ ‫هلْ ت�ساوت في ال�صدى �أ�شالء �أزمنة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫�أم الكلمات ت�شحب‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫كلما ا�صطدمت ِبرابيةٍ‬ ‫ْ َ من الأحجارِ في‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫�صدرٍ‬ ‫ْ‬ ‫يجف‬ ‫ّ‬ ‫كَ قطرةٍ‬ ‫ِ‬ ‫فوق اللهيب‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫وكلما �أمعنت في الأثرِ الذي يبقَى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أ�صدق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أن ما يم�ضي بطيئا �سوف ي�أتي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً ِْ‬ ‫و�شمة للوعد‬ ‫�أزرق‬ ‫َ‬ ‫�ضاحكا‬ ‫ِ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ي�ضع الطيوب على مياه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ‬ ‫�أنا الرحال‬ ‫ُ ّ ً‬ ‫يتركُ ني الهواء مبلال‬ ‫كنت ارتع�شت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الليل‬ ‫بحر من �شمو�س‬ ‫ٌ ْ ُ ٍ‬ ‫�أو �شمو�س في �صعود يدي‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫�إ َلى ليل �أقي�س الوقت بالن�سـيان‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�سهر ُتك الأخيرة جاءني نغم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تفي�ض‬ ‫ُ‬ ‫�سما�ؤه بطيورِ �صم ٍ‬ ‫ْت‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫المعات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خاف�ضات ري�ش �أجنحة‬ ‫َ‬ ‫تالم�س خفـقة في ال�سر لألأة‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ً‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫تراك وال تراها‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫واحة �أخرى لكل حجارة هجرت �إليك‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ً ّ َ‬ ‫لعلّ معراجا تنزل واحتمى َ‬ ‫َ بك‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫في مكان ال�شوق‬ ‫�أحجار‬ ‫ٌ‬ ‫ت�صب الماء فوق �صفائها الليلي‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أ�شكال من البلّ‬ ‫َ ورِ دائرة‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ُّ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫تهب عليك من حجرٍ تم�سك بالرمال‬ ‫َ‬ ‫انه�ض‬ ‫ْ‬ ‫�إلى بع�ض تكلم وا�ستوى‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وجها لأزمنةٍ‬ ‫ً‬ ‫ت�ضيع وال ت�ضيع ا�صعد‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫�إلى حجرٍ َتجمع حوله �صمت يظلُّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫�أبعد من عوا ِء الذئب في ال�صحرا ِء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫حيث ال ّناي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رق وحيث مركبة الهوا ِء كتابة �سالت‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت�سبق الأحجار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ّ‬ ‫�صرخ َتها ك�أن العابرين تكلموا‬ ‫َ ْ‬ ‫جمعا‬ ‫ْ ً‬ ‫ك�أن حداءهم‬ ‫ّ ُ َ ْ‬ ‫يم�شي من الأحجار للأحجارِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫�صوب دم‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُيرافق �شاعراً غ ّنى‬ ‫ُ‬ ‫على �أُفقٍ بال �أُفقٍ‬ ‫لي الأحجار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لي �أي�ضا مال�س ُتها‬ ‫ً‬ ‫21‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ا ْنحراف ي�ستقر برودة الأحجارِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫تكبر‬ ‫ُ‬ ‫في �شمول الليل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫م�ضطجعا �أرى ال ّنجمات عارية‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ِ‬ ‫لها �أحوا�ضها ح ّتى الو�صول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫�إليك من نارِ‬ ‫التبدد فيك رعـد‬ ‫ِّ ِ ْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يكت�سي بال�ضو ِء منعك�سا على جـبل‬ ‫ُ ِ ً‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منارة حيرة‬ ‫ُ‬ ‫كانت قد انف�صلت عن الطرقات‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فهلْ تتوقف الأنفا�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في ليل‬ ‫ٍ‬ ‫يوحد بين �أحجارٍ ت�ضيء م�سافة‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�شك التي اختلطت‬ ‫ْ‬ ‫ب�أمزاج الغبارِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫غ�شاء �أفكارٍ تمزق‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫لم يعد حجر‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫قريبا �أو‬ ‫ً‬ ‫بعيداً‬ ‫�أنت تلم�سه خفيفا‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مثبِتا كفا على برد على نارٍ‬ ‫ُ ً ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٍ ّ‬ ‫على وجه ت�شظى فوق �سطـح‬ ‫َ ْ ٍ‬ ‫كله‬ ‫ُّ ُ‬ ‫�أحجار‬ ‫َ ْ‬
  • 14. ‫محمد حجي محمد‬ ‫�شاعر مغربي من مواليد 8591. حا�صل على �شهادة �إجازة في علم االجتماع من جامعة �سيدي محمد‬ ‫بن عبد اهلل بمدينة فا�س. حا�صل على �شهادة الأهلية في الفل�سفة والفكر الإ�سالمي. حا�صل على‬ ‫دبلوم في علم النف�س. ي�شتغل �أ�ستاذا لمادة الفل�سفة. �صدر له: «ذئب الفلوات»، �شعر )5991(،‬ ‫«الكتابة والموت»، «درا�سات في حديث الجثة»، كتاب جماعي )8991(، «�صباح ال يعني �أحداً»،‬ ‫�شعر )7002(.‬ ‫�أنت والفراغ وبنادق ال�ضجر‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫يحا�صرني �صيفك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِِ‬ ‫بحرائقه‬ ‫َ َ ِ َّ ِ‬ ‫وكَ �سل الظهيرة‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫تحا�صرك ِ البيوت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالفراغ‬ ‫ِ‬ ‫وبنادق ال�ضجر‬ ‫ِ َّ‬ ‫الطق�س الذي في الخارج‬ ‫ُ‬ ‫جحيم لي�س ُيطاق‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫فالهواء خانق‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بغيرِ ما حد‬ ‫ٍّ‬ ‫والغبار الذي‬ ‫ُ‬ ‫تغدقه علينا �شوارعك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالمجان‬ ‫َ َّ ِ ُّ ِ‬ ‫مثل القبعات الزرق‬ ‫�أراه منت�شراً‬ ‫ُ ُ‬ ‫في خيا�شيم ِ العابرين‬ ‫َ‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫نهارك‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قائظ‬ ‫� َّأيتها المدينة‬ ‫ُ‬ ‫والموتى في المقاهي كعاداتهم‬ ‫ي�شتمون العالم‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫بكلمات‬ ‫َ‬ ‫ال ُنبل فيها‬ ‫ب�أعدادهم الهائلة‬ ‫ِِ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫طويال‬ ‫�سيعمرون‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫و�إن غادروا‬ ‫ْ‬ ‫تركوا للع�شيرة‬ ‫موائد‬ ‫َ‬ ‫تجيد‬ ‫ُ‬ ‫التل�ص�ص‬ ‫ُّ َ‬ ‫وكرا�سي تقتن�ص �أخطاء الأحيا ِء حيناً،‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫وحينا تقذفُهم ِبحجارة‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫من �ضغ ْي َنة‬ ‫فداحات خارجة للتو‬ ‫ََ ِ ِ‬ ‫بر�أ�س مليء بالعواْ�صف‬ ‫ٍ‬ ‫تنه�ض عادة من رميم �سباتك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ال�ضلوع محطَّ‬ ‫ُ ُ مة تماما‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ك�أنها خارجة للتو من غارات غادرة‬ ‫ٌ ِّ‬ ‫وقبل �أن تلقي ببقايا نومك‬ ‫َ ْ‬ ‫�إلى �أح�ضان المغ�سلة‬ ‫ِ َْ‬ ‫قبل �أن �أفند خيبا ِتك بمداد ظفرٍ زاْئف ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِّ َ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫�سنمزق معا قارة من عمائم الغيوم‬ ‫ِّ ُ ً‬ ‫ِ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ون�سوق قبائل بط�شها‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫حتى البحارِ الق�صية‬ ‫ول َّنك قاْ�س َية‬ ‫أ ِ َ ِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫على العنادل‬ ‫منحازة كما دائما‬ ‫ً‬ ‫�إلى طابور الموتى‬ ‫�أنا�شدك �شيئا من المالئكة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫� َّأي ُتها‬ ‫المدينة‬ ‫ُ‬ ‫العادلة‬ ‫ُ‬ ‫في توزيع الي�أ�س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫على ال�شعرا ِء‬ ‫ُ‬ ‫قدري يا �سقراط‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أقود حقول �أرقك‬ ‫ُ‬ ‫�إلى قطيع ِ‬ ‫�سبابات فا�سدة‬ ‫قدري : �ألقن الأو�س والخزرج مبادئ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�شم�س‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫وبالغة جمجمة اليو َنان‬ ‫َ‬ ‫ولأن وجهي عاج‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫بكوابي�س ال تنقطع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�س�ألوذ بمقهاك الأليفة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ْ ْ ِ‬ ‫وبر�شفة من قَهوة �صبح م�ستعارة‬ ‫ٍ ُ‬ ‫�س�أطرد عن مزاجك كلَّ ال�سحب‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫�إلى �أين‬ ‫َ‬ ‫�ستقذفني فداحاتك‬ ‫�أيها ال�صباح‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�إلى جذاذات �أتم َّنى لتقليع ِتها �أن تبيد‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�أم �إلى كلمات تعبق بعادات القفار..؟!‬ ‫ُ‬ ‫فلماذا‬ ‫ال ُتطلقي‬ ‫ر�صا�صة الرحمة‬ ‫ً َّ‬ ‫على �آخرِ �شدوٍ‬ ‫وتن�صرفي‬ ‫غير �آ�سفة؟‬ ‫َ‬ ‫51‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 15. ‫عبد الحميد جماهري‬ ‫�شاعر ي�شتغل بال�صحافة.�صدر له في ال�شعر : «مهن الوهم»، 1991. وفي الترجمة: «تذكرة ذهاب‬ ‫و�إياب �إلى الجحيم» و «مذكرات محمد الراي�س»، 0002.‬ ‫حتى الموت ال يكفي‬ ‫ْ‬ ‫ح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫ُ‬ ‫لكي �أ�سوي ج�سدي ع�ضلة �سليمة‬ ‫ً َ‬ ‫ْ َ ِّ َ َ‬ ‫للأ�شيا ِء ال�سهرانة‬ ‫َّ‬ ‫يقر�أ بها الطين‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وكرا�سات الما ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما يخفيه الحي الخفي‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫في الجذورِ العميقة (لل�سروِ )‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وحده البحر ي�شتق من المغامرات‬ ‫ُّ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫القديمة‬ ‫قلبا وحياة للذّ اكرة‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ٌ َ ِّ ُ َ‬ ‫َنجم ي�سدد نيزك الهاوية العالية‬ ‫ِ‬ ‫�إلى خ�صرِ الوردة‬ ‫ويتمم للرمل امتالءه‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ُ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِبمطرٍ‬ ‫يهوي من �سرة الغ ْيم خليله‬ ‫ُُ‬ ‫ِ ْ ُ َّ َ ِ‬ ‫ال�ضوء وك�أ�سه الطين‬ ‫ُ ُ ِّ ُ‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫لت�أتي الق�صيدة والقرامطة ال ّنهاريون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫هل تكون الأر�ض بعيدة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حينما نكون �أحياء‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وتدنو‬ ‫ب�ضر َب ِة �س ْيف ؟ و َتخبو‬ ‫َ ْ َ ٍ َ ْ‬ ‫و�إذا �آ�ستوى المعنى ترابا للروح‬ ‫َ‬ ‫ً ُّ‬ ‫هلْ �أ�صيلة زلزله للحوا�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫�أم �ضيف الطفولة‬ ‫على الما ِء والجرح؟‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫يرمم الماء لغ َته بما يحترِ ق منها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫في ينابيع ال�شهوات.‬ ‫ّ‬ ‫ف�أ�س�أَل: هلْ ج ّثة ال َت ْن�سى‬ ‫َ ْ ُ َ ُ ٌ َ َ‬ ‫تظلّ ج َّثتي ؟‬ ‫�أنا ا َّلذي يحيا مو َته‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫كلما عمد ْته المدن بال ُّنبو ِة والأقبِيه؟‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صاحبي لماذا تقي�س عمر البحرِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫بالأ�صابع المقطوعة‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫و�صيد الم�صادفات ال�سعيدة‬ ‫َْ‬ ‫وت�صدق الخ�ضة القاتلة‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫و ُت�صدق �أ ّنك �شامة البحرِ الخفية‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫وال ت�صدق �أن ال ّنرج�سة الليليه‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫قُرب باب المقبرة‬ ‫ُت�ضيء بال�شذى وحده‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫كيما ينطفيء ال َنجم‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫و�أنير قلبك وخ ْيمة الفرح.‬ ‫ُ َ َ َ َ ََ‬ ‫كُ لما قلت الأحبة‬ ‫ّ ُْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ق�صدت �أَ‬ ‫ُ غْ �صاني ا َّلتي َت ْبكي‬ ‫ّ ُْ َْ‬ ‫وكلما قلت قلبي‬ ‫�أَق�صد مجد الأَر�ض وجمرة اللغه.‬ ‫ْ ِ ُ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َّْ‬ ‫ِ‬ ‫ح َّتى الموت ال َيكفي‬ ‫ُ‬ ‫ُنغ ّني �أكثر مما نتنف�س.‬ ‫َّ ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫نبكي �أكثر مـ ...نا‬ ‫ّ‬ ‫ك�أ ّنما كلُّ الأمهات مغت�ص َبات.‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫�سيكذب الغ�سق لو يرمي على الأفق‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫بوعو ُله‬ ‫وعلى ال�سفن‬ ‫ُّ‬ ‫قبل �أن ي�أتي ال�شاعر ال�ص َّياد‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ب�أني ِن ِه‬ ‫ُّ ِ‬ ‫وتردد المحبين‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫فح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫لن�ص َنع طريدة �سليمة لهذا الم�ساء!‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫لم َن َترجلْ بعد عن �سفن �إيثاكا‬ ‫ُ ُِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لم نحرق �شواطيء الأودي�سة بعد‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫لي َتنا �أعدا�ؤنا‬ ‫ِلنك�سر على خ�صورِ نا خ�صور ِن�سا ِئنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َن�سبِي مجد َنا.‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫فائق ح�سن‬ ‫41‬
  • 16. ‫جالل الحكماوي‬ ‫ولد بمدينة الدار البي�ضاء عام 5691. يعمل مدر�سا ً للغة الفرن�سية. حا�صل على �شهادة الإجازة في‬ ‫الأدب الفرن�سي، ودبلوم المدر�سة العليا للأ�ساتذة بمكنا�س. ع�ضو هيئة تحرير مجلة (�إ�سراف).‬ ‫�صدر له: «�شهادة عزوبة» )7991(، «اذهبوا قليالً �إلى ال�سينما» )0002(.‬ ‫موبيليت �أحمد بركات‬ ‫�إلى ح�سن حلمي‬ ‫موبيليت حمراء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يجوب بها‬ ‫ُ‬ ‫�أحمد خريطة �أمريكا الجنوبية‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يتوقف في مقاهيها‬ ‫ُ‬ ‫في �أ�سوا ِقها‬ ‫في حانا ِتها‬ ‫ي�صافح فيها‬ ‫ُ‬ ‫بابلو‬ ‫خورخي‬ ‫جبران‬ ‫علي‬ ‫بالل‬ ‫ُيخرج من جيبِه ِ �صقراً ورقيا‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُيطلقه عاليا في حقول الر�أ�سمال‬ ‫ُ َ ً‬ ‫الرمزي‬ ‫ِّ‬ ‫موبيليت حمراء‬ ‫ٌ َ ُ‬ ‫يقودها‬ ‫ُ‬ ‫�أحمد‬ ‫ُ‬ ‫�إلى يباب ال�صخورِ ال�سودا ِء‬ ‫ِ ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫�إلى �أر�ض ما ملكت يدي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الأر�ض‬ ‫ُ‬ ‫التي �سابقت فيها الموبيليت �أرواح‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الهنود الحمرِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ال يعود منها �شعراء �أمريكا الجنوبية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحالمون‬ ‫ٌ ُ ٌ‬ ‫�أخوة الأر�ض �صقر مح َّنط‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعود الموبيليت الحمراء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يمتطيها‬ ‫ً‬ ‫بركات جذال‬ ‫ُ‬ ‫كعادتهِ‬ ‫وراءه امر�أة كولومبية مليحة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُتدعى مر�سيدي�س‬ ‫َ‬ ‫تخرج من �صرتها البدوية‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫�أرانب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مناديل زرقاء‬ ‫َ‬ ‫ق�صائد تفعيلة، بغمازة ابن الع�شرين،‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫�شنب ال�شاعرِ ال�ضليل،‬ ‫َ‬ ‫�أ�شياء �أخرى.‬ ‫َ‬ ‫المر�أة الكولومبية تن�صب خيمة الوبرِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قرب نخلةِ‬ ‫�أحمد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تنوح‬ ‫ُ‬ ‫وتقطفين الوردة الحمراء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التي كادت تختنق‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫في رواية بالك �ألبوم لحنيف قري�شي؟‬ ‫ُ ْ‬ ‫عثرت فقط‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫على بطاقة َبريدية قَديمة‬ ‫يبت�سم فيها �شون بين‬ ‫ُ‬ ‫�أحيانا‬ ‫ً‬ ‫�أفكر في ابت�سامةِ‬ ‫�أحمد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫في ابت�سام ِته الفرا�ش ِة‬ ‫ِ ََ َ‬ ‫َِِْ‬ ‫ُّ‬ ‫هي ُتحط على مقود‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الموبيليت‬ ‫خفيفة‬ ‫ً‬ ‫مرحة‬ ‫ً‬ ‫ثم‬ ‫َّ‬ ‫تطيييييييييييييييييييييييييييييييييير‬ ‫�إلى...‬ ‫حيث �أحكي له كلَّ يوم تقريبا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫�أخبار �أمريكا الجنوبية‬ ‫َ‬ ‫(المر�أة الكولومبية)‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالبريد الإلكتروني.‬ ‫ِ‬ ‫ْ ٍّ‬ ‫ما من �شك، �إ َّنك الآن‬ ‫َ‬ ‫(بعد �سعادة الفل�سفة الزوجية)‬ ‫َت�ضحكين، َت�ضحكين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫�شعرك الأ�سود جامح‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫كح�صان عربي �أ�صيل �أ�ضاع ِبداية‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫الطريق‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِقطعان، قطعان الذئاب القطبية‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُتخرج �أل�سنتها الحمراء لتلعق بابل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قدميك.‬ ‫فنجري معا‬ ‫ً‬ ‫نجري نجري بثقةِ‬ ‫جندي‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫(ال ُيطلق ال َّنار عمداً على جريح عراقي‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫في خيمة اهلل الممزقة)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫�سيجد باب الج َّنة‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫ِ‬ ‫و�ضعت لأول مرة يدي في يدك‬ ‫ُ َّ ِ َّ ٍ ْ‬ ‫ف�صار قر�ص ال�شم�س قطع َنقد ذَه َب َّية‬ ‫َ ُ َّ ْ ِ‬ ‫َ ٍْ َ ً‬ ‫ا�شترينا بها‬ ‫َبرمجية حب م�ستعملة‬ ‫ً‬ ‫ْ َ ُ ٍّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مل�صقات ت�شي غيفارا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫وورود جه َّنم كلها‬ ‫َ‬ ‫ف�صار العالم ج�سراً عِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ْ مالقا‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ي�ضج بالع�شاق الم�سافرين �إلينا.‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫�أما الأ�سد فيفتر�س كبده َينام‬ ‫ُ ْ ُ َُ ُ‬ ‫مفكراً في بطن روبي و�سروال �إيمنيم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الف�ضفا�ض‬ ‫َ ْ‬ ‫هما ُيغنيان «ق�صة حياتهما»‬ ‫ِّ ٍ َ ِ ٍ‬ ‫لمت�سولة �صغ ْيرة ُتدعى �سو�سو.‬ ‫لم تذْ هبين �إلى كاليفورنيا ؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫�سو�سو ال�شيطانة التي كنت تفرقعين‬ ‫ُ‬ ‫قبلها الطائرة في الهواء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قبل �أن ت�ضع يديها الد�سمتين حول‬ ‫َ‬ ‫عنقي.‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ها �أنت تذهبين �إلى حيث دالفين‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الهيب-هوب‬ ‫ُ‬ ‫ت�أكل البيتزا ت�شرب الكوكاكوال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُتطارد فتيات البيكيني الطاهرات‬ ‫ُ‬ ‫ب�سيارات ريا�ضيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ من عظام تنين �أ�سقمه‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َُ‬ ‫الحب في فيلم �أبي فوق ال�شجرة‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كنت الدمية � َّإياها في تلفزيون ِق َيامة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تكره الهواء المثقل بكهربا ِء ال َّتما�سيح‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الأ�سد يت�أمل معركة ال ينهزم فيها التنين.‬ ‫ُ َّ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـ نحن؟‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ ماذا فعلنا بجبال الباقات التي‬ ‫ابتكرناها وردة‬ ‫ً‬ ‫وردة بكالمنا الطويل الطويل عن التنين‬ ‫ً‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي ال ينهزم في بالد ‪ Sol y Mar‬؟‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َيلمحك ِ الأ�سد من كوكب افترا�ضي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بعيد‬ ‫ً َْ ٍ َ ِ ٍَ‬ ‫ِ‬ ‫ـ �أنت َتبت�سمين وحيدة ِلفقمة وح ْيدة‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ْثلك‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َ ُ ِ‬ ‫ـ الدالفين المت�أنقة ذات الأقراط الذهبية‬ ‫َّ‬ ‫ـ نظارات ‪Ray Ban‬‬ ‫ـ قفازات بونجور، بون�سوار‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تتفح�صك عن كثب‬ ‫مثلما يتفح�ص تجار �أنفر�س اليهود‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫خاتما من الما�س‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وجدوه في حلق قر�صان عربي قتلته‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ال�صبابة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قبل قيامة نيويورك‬ ‫وبعدها‬ ‫َ‬ ‫لم �أعثر عليك �أنا‬ ‫ْ‬ ‫حين ذهب التنين مع الريح‬ ‫َ‬ ‫في فيلم وثائقي عن �أخطارِ الأنترنت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫(ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات)‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تلك ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫ي�سوقُها �شباب مهاجر من �إيطاليا �أو‬ ‫َ ٌ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هولندا‬ ‫فهلْ �ستقولين‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(رغم َبريق القالدات الذهبية مو�سيقى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الراي)‬ ‫َّ ْ‬ ‫‪Il fait bon‬‬ ‫�أم �ستنظرين �إلى عظام التنين‬ ‫ِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء‬ ‫ال�سودا ِء،‬ ‫�إلخ‬ ‫71‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬