More Related Content Similar to ديوان الشعر العربي المغرب Similar to ديوان الشعر العربي المغرب (20) ديوان الشعر العربي المغرب2. نال�شعر المغربي
�إعداد وتقديم: �إدري�س علو�ش
ما ي�شبه التقديم حيث ال تبرير...
لي�س �سهالً في �شيء كتابة مقدمة لعمل �أنطولوجي �أيا ً كان، وفي اعتقادي �أن كتابة هذه المقدمة كان �أ�صعب من
ِ
اختيار الن�صو�ص الم�ساهمة في هذه الأنطولوجيا، وفي اعتقادي �أي�ضا �أني رغم هذا الجهد المثابر لم �أوف ال�شعر
المغربي حقه، فهو �أرخبيالت متعددة ومتنوعة من المتون الن�صية. وعلى الرغم من كل التراكمات والتجارب
والعقود والأجيال، فال�شعر المغربي ال يزال قارة مجهولة، هكذا �أعتقد...
ال�شعر المغربي مكتوب ب�أكثر من لغة، وهذا معطى مو�ضوعي ولي�س مجاالً للإدعاء، فهو مكتوب بالأمازيغية،
والعربية، والدارجة، والإ�سبانية، والفرن�سية وربما مكتوب بلغات �أخرى... لكننا في هذا العمل ارت�أينا االنت�صار
�إلى الن�ص ال�شعري العربي المكتوب بالف�صحى معنى ومبنى. لكن من داخل هذه العربية الف�صحى هناك تجارب
متعددة ومختلفة ومتنوعة من حيث الر�ؤى والمتخيل والمعايير والتجارب والأ�شكال. �سي�ستطيع قارئ هذه
الأنطولوجيا �إدراك هذه الخ�صو�صية، وهي لي�ست خ�صو�صية مغربية �صرفة، �إنها تالزم ال�شعر العربي في كل
مكان و�أنى وجد، حتى ال ندعي االحتكار. فالتجارب عادة �أقوى من الأهداف المحددة �سالفا ً.
وقد حاولنا في حدود ما �سمحت به عملية تجميع هذه الن�صو�ص �أن نراعي الح�ضور المكثف والوازن لهذا التعدد
واالختالف والتنوع، وهي مكونات �أغنت الم�شهد ال�شعري المغربي، ومكنته من التميز والفرادة.
فالق�صيدة المغربية ق�صيدة �إ�شكالية تف�سح المجال والأفق معا ً لتعدد الأ�سئلة حول راهنها، ما�ضيها �أي�ضا
و�أفق انتظارها. ق�صيدة منفلتة ومغايرة تجد لها جذورا في الأفق الوجودي الذي يعي�ش قلقه الإن�سان المعا�صر،
وتجدها �أحيانا ً موغلة في التجريد والال معنى، وفي �أحيان �أخرى غارقة في الرومان�سية، بما فيها الرومان�سية
الثورية.
�صحيح �أن الق�صيدة تتفاوت من �شاعر لآخر، ح�سب ر�ؤية هذا الأخير للكون والعالم والتفا�صيل، لكنها تظل دوما ً
تنت�سب لنف�س التربة و�إن تعددت ذراتها، والتجربة ال�شعرية المغربية الحديثة في ظل ما راكمته من ن�صو�ص كما ً
ْ
وكيفا ً ت�ستحق الكثير من االنتباه والمتابعة والمواكبة، و�أهم ما في هذه التجارب هو ما تخلقه كخال�صة روحية:
وهي �أن ال�شعر المغربي الآن حداثي في �أ�سا�سه و�إن�ساني بامتياز في م�ضامينه ور�ؤاه.
ال �أريد �أن �أجد لي تبريراً ما، �أبرر به وعبره ما اعتراني من �أخطاء و�أنا ب�صدد هذا العمل، وان كان الجوهر �أن من
�سيقف من بعدي على هذه الأخطاء �سيكون �أمام انطولوجيا جديدة، �ستنتابه بال�ضرورة �أخطاء �أخرى لتبقى دوما ً
م�شروعا ً مفتوحا ً على الفعل والعمل والجهد والمثابرة. م�شروعا ً مفتوحا ً على الم�ستقبل ولي�س على الذي م�ضى
وولى وانتهى.
لي�س هناك عمل كامل، دائما ً ت�ؤخذ الأمور بن�سبيتها على م�ستوى النتائج. لذا من باب تح�صيل الحا�صل �أن ال
�أدعي لعملي هذا الكمال.. لكنني �أعتقد جازما ً �أنه �سيظل دوما ً عمالً قابال لبلورة محتوياته، وهذا هو الأهم والأهم
�أقوى جدارة من المهم.
ثمة من �ساعدني في هذا العمل، ومد لي يد المحبة العالية، ويد العون والم�ساعدة والن�صح والت�شجيع، �أذكر
و�أ�ستح�ضر تحديدا ً: الناقد وال�شاعر عبد ال�سالم الم�ساوي، وال�شاعر والمترجم المهدي �أخريف، لذا �أعتبر �أقل ما
يمكن من الواجب هو �أن �أ�شكرهما وبكل حب على م�ساعدتي لإنجاز هذه الأنطولوجيا / المختارات.
ويبقى دوما على حد قول «هولدرلين»: ما تبقى ي�ؤ�س�سه ال�شعراء.
�إدري�س علو�ش
)�أ�صيلة: 21 �أكتوبر7002(
عادل �سيوي
ٍ
ٌ
تواكب هذا العدد �أعمالٌ مختارة لنُخبة من الفنانين الت�شكيليين العرب
ُ
َ
ُ
ٌ
منتقاة من مجموعات ال�سيد �صالح بركات – كاليري �أجيال – بيروت.
وهم:
محمد القا�سمي، �سامية حلبي، �سعدي الكعبي، �سمير ال�صايغ، �سمير
خداج، �ضياء العزاوي، عبداهلل بن عنتر، ناظم الجعفري، محمود جالل، محمد
عبلة، �آرام، منيرة القا�ضي، ميلود بو كر�ش، فاتح المدر�س، �شعيبية تالّل،
عارف الري�س، عبدالقادر الر�سام، ف�ؤاد الفتيح، عادل ال�سيوي، خالد
الجادر، فائق ح�سن، جورج مرعب و يحي التركي.
�سنعتمد العملَ بهذا التقليد في المختارات الت�شكيلية لمواكبة ن�شر كل
َ ُ
ّ
الأجزاء التي ي�ضمها «ديوان ال�شعر العربي في الربع الأخير من القرن
الع�شرين».
�إنطالقا ً من العالقة الم�شتبكة �أفقيا ً وعموديا ً بين الن�ص والت�شكيل الفني
في الم�ساحة المت�سعة �أكثر و�أكثر للتجريد في ال�شعر والر�سم الحديث
و�سعيا ً وراء تعبير �أعمق و�أغنى لعالقة اللغة العربية بالر�سم عبر فن الخط
3
والحرف التي �شاعت في الأداء الحديث للفنانين العرب ف�إن «كتاب في
جريدة» يحاول من خالل �إ�شراك �أكبر عدد من الفنانين الت�شكيليين �إلى
جانب ال�شعراء تكثيف االداء ال�شعري منظوراً ومقروءا ً بكل �أدواته ورموزه
ِّ َ
و�إيحاءاته.
�شوقي عبدالأمير
عدد 211
5 كانون الأول 7002
3. اقر�أوا «كتاب في جريدة» الأربعاء الأول من كل �شهر على
www.kitabfijarida.com
برعاية كل من م�ؤ�س�سة MBI Al Jaber Foundationومنظمة اليون�سكو Unescoوبم�شاركة كبريات ال�صحف
اليومية العربية ونخبةٍ رائدةٍ من الأدباء والمفكرين، يتوا�صل �أكبر م�شروع ثقافي م�شترك «كتاب في جريدة»
من �أجل ن�شر المعرفة وتعميم القراءة و�إعادة و�شائج الإت�صال بين عموم النا�س ونخبة الفكر والإبداع في
المجتمع العربي ليقدم هديته كل �شهر ب�أكثر من مليوني ن�سخةٍ لكتاب من روائع الأدب والفكر قديمه
ّ
ٍ
ّ
ّ
وحديثه.
�سعادة ال�سيد كوي�شيرو مات�سورا Koïchiro Matsuuraمدير عام اليون�سكو ومعالي ال�شيخ
محمد بن عي�سى الجابر MBI Al Jaber
ال�صفحة الرئي�سية للموقع االلكترونيل«كتاب في جريدة» .
2
4. المهدي �أخريف
�شاعر له العديد من الكتب في ال�شعر والنثر والترجمة منها «ب��اب البحر»
)3891(,
«�سماء
خفي�ضة» )9891(, «ترانيم لت�سلية البحر» )2991(، «�شم�س �أولى» )5991(,«قبر هيلين» )8991(
«�ضو�ضاء نب�ش في حوا�شي الفجر» )8991(، و«في الثلث الخالي من البيا�ض» )2002(.. ومن
ترجماته «مختارات من �شعر فرناندو بي�سوا»، «اللهب ال��م��زدوج»، لأوكتافيو ب��اث، و«راع��ي
القطيع» لألبيرتو كاييرو.
من �صفحة لأُخرى
ِْ َ ْ ٍَ ْ َ
�أ ْنت
َ
ال ُتريد
ُ
�أن تك ُتب
ْ ْ َ
ما كَ َت ْبت؟!
ُ
َ
ح�سناً!
َ َ
ِ
�إن
َ َ ََ
ا َّتك�أت على يدي
�سقَط الر ِنين
َ َ َّ ُ
من ج ُيوب خاوية
ِ ْ ُ ٍ َ ْ
ْ ِ ْ ُ ُ َ ِّ َ ِ َّ ْ ِ
فلتلتقطه بمكبرات ال�صمت -َ
�إن ا َّتك�أت على ال َّنا ِفذة
ِ َ َ َ
قطفت غُ ُيوما
ً
ْ َ
ِ َ َ ُ َ َّ
هي ذَا ُتها المعل َبة في
القوا ِفي
َ
َ ََ ُ
ما العمل ؟
الحرب طويلة
َ ْ ُ َ ٌَ
ِ َ ِ َ ِ
ولأن تكون ِفي عداد المفقُودين
ْ ُ َ
�أهون
ْ َ ُ
من �أن تبقَى الأ�سير الأبدِ
ِ
َ َ ي
َّ
ِ ْ ْ ْ
ِلك ِلما ِتي.
َ َ
ِللحقيقة
ْ َ ِ ْ
�أريد و�صفة جديدة
ُ َ ْ ً َ ِ َْ
ِلمحوِ ما كَ تبت
َ ْ َ ْ ُ
مر َت ْين
َ َّ
و�أكْ ُتب
َ ُ
َ ِّ ُ ِ َ َ ِ ْ َ ْ َ ٍ
�أبدل المزاج من �صفحة
لأخرى
ْ َ
�أبدل ال َّنظرة
َ ِّ ُ ْ َ َ
َّ ْ ِ
�أبدل ال َّنظرة �إ َلى ال�سقف
َ ِّ ُ ْ َ َ
َ ْ ِ
�أبدل ال َّنظرة �إلى الخلف
َ ِّ ُ ْ َ َ
ما وراء ال َّنظرة
َ ََ َ ْ َ
�أ ْند�س
َ ُّ
ُ ِ
ِفي �شقُوق َن ْيزك رماد
َ ََ ْ
م ْنها
ِ َ
�أن ال�سقف ت�شقق
َّ َّ َ َ َ
مرات، من عقم دوا ِتي،
َ َّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ
ح َّتى ِفي ال َّنوم...
ِْ
َ
و�أكْ ُتب
ُ
�أحتك بيدِ
ْ ُّ َ ي البعيدة ..
َ َْ
معا نغو�ص ِفي ال�سراب ..
َّ َ ْ
َ ً ُ ُ
وها �أ َنا �أمرن الل�سان
َ َ
َ ِّ ُ ِّ َ
على ز َبدٍ
ََ َ
تخثر ِفي خ َيا ِلي
َ
َ
وم ْنها
َِ َ
َّ َ َ
�أن الحا ِئط
�أ�ضحى ِف ْنجانا َيقر�أ
ْ َ
َ ً َْ
ملهاتِ
َ ْ َ ي بالجهرِ
َ ْ
ُ َ ُ ْ ِ ٍْ
�سهاد ِن�صف قرن
�شاب ِفي الق َنا ِني
َ
َ َ
وم ْنها...
َِ َ
�شاب ِفي القنا ِني
َ َ
َّ َ ِ
و َلم َي�شف ِفي الدواة
َ ْ ِ َّ
َيا �إلهِ ي!
ِفي و�سع حرو ِفي
ُ ْ ِ ُ ُ
�أن تلعب دور ال�شاهدِ
ِ
�ضد ْي َنا
ِ َّ
ْ َْ َ َ ْ َ
�أي �ضد ال َّن�ص و�ضدي -ْ ِ َّ ِّ َ ِ ِّ
من غَ ْيرِ ِق َناع
ٍ
ِ ْ
ْ ْ ُ
ِفي و�سع حرو ِفي �أن ت�شكو ِني
ُ ْ ِ ُ ُ
ِ
ِلـ«ع َيارِ ال�شعرِ » – �إذا مت –
ُ ُّ
ِّ ْ
و َل ْيت بو�سعي �أن �أتبحر ِفي المطلق
ُ َْْ
َ َ ُ ْ ِ ْ َ َّ َ
َِ ٍ ْ َ ُ َ ِ
بومي�ض َيقطع �أ ْنفا�سي.
بين بَيَا�ض ْينِ
َ َ
ِفي و�سع رفُو ِفي
ُ ْ ِ ُ
ْ َ َ َ َ َّ َّ ْ َ
�أن ت ْنهار علي اللحظة
َ
ال �شيء �س َيحدث.
َ َْ َ ْ ُ ُ
ماذا َبعد ؟
ُْ
َ
�أثمة �شيء َيحدث بالفعل
َّ َ َ ْ ٌ ْ ُ ُ ِ ْ ِ
ه َنا
ُ
ح ْيث َيد َتمحو �أ ْنف ِ
َ ُ ٌ ْ ُ َ ا�سي
ِفي َب ْيت البحر
ِ َ ْ
لكن َبيا�ضات �أعلى من
َّ
ٍ َْ ِ ْ
ِّ َ ْ ِ ُ َ ِ
كَ ِلما ِتي في ال َّن�ص ُتجرجر �أ ْنفا�سي
َ
ِفي الجهة الأخرى
ِ َِ ْ َ
ِ ْ َِ
من هذي ال�صفحة – �إق ِل ْبها –
َّ ْ َ ِ ْ َ
تظهر واوات ال ت�ش ِبه واوا ِتي
ْ َُ َ َ ٌ
ْ ُ َ َ
تظهر
ْ َُ
�أظفار
ْ َ ٌ
ت�صلح
ْ ُُ
ْ ِ
َّ ْ ِ َ َ
للر�سم على القُ�ض َبان
وتمرق � َّأيام م ْنثوره
َ ْ ُ ٌ َ َْ
من َتحت الحذْ ف الفاغِ
ِ ْ ْ ِ َ ِ َ رِ فَاه
ُ
ُ ِّ ِ ٍ
ِبكل �س َياق
َ ِ ْ ْ َ ِ ِ
ِ ِ
و�أ َنا من َل�سعات الح ْبرِ ال َّنا�شف
َ ِْ
ِفي حلقي
َتطلع �أ َّنات و ِنداءات َتطلع
َُْ ٌ َ َ َ ٌ َُْ
من قَعرِ ر�ؤَاي
ِ ْ ْ ُ َ
َ َ ُ ِ
وح ْيث َيدي المثلى
ُ
ِفي َلوح و�أ َنا ِفي َلوح
ْ ٍ
ْ ٍ َ
ِ
�أبحث عن َن�صي الغا ِئب
ْ َ ُ َ ْ ِّ
ال فَرق �إذن َب ْين َب َيا�ض ْين
ْ َ ْ َ َ
ُ َ ِ
هما غَ دي المح ُتوم
َ ْ ُ
َ ُ
�أ َنا قدو ِتي الحا ِئط
ْ َ
َ َ ُ
والحا ِئط بالذات
ُ ْ ِ ُ ُ
وليت بو�سع �سطورِ ي
�أن َتك ُتم ما ال َيحدث
ْ ُ ُ
ْ ْ َ َ
ِفي الوا ِقع ثمة �أ�ش َياء
َ ِ َّ ْ ٌ
َتحدث بالفعل ولكن
ْ ُ ُ ِِْ ِ ْ
َل ْي�س تماماً...
َ َ
�س َت ْت َبع ِني ح َّتى ِق َيام الداب ِة
َ ُ َ
ِ َّ َّ
ْ ُّ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ
َتل َتف علي «براوِ ل» من �ص ْنعة
َّ
قُدام الماي ِة
َّ ِ َ َ
َيلتف علي َنعيب البوم
ْ ُّ َ َ َّ ِ ُ ُ ِ
َ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ
ِلمن َتقرع �أجرا�سك
َ ِ
ُ ِ ْ ُ َِ
َيا هو ْلدرلين ِبهذي الحا َنة؟!
ِفي و�سعي �أن �أع ِلن
ُ ِْ ْ ْ َ
كُ را�سي هذا قفطانا لل َّنثرِ الم ْنظوم
َّ ِ َ ْ َ ً
َ ُ ِ
ْ ُ
ف�أ َنا ال �أم ِلك
�إاله
ُ
ُ
هذا الب ْيت وهذا الكرا�س
َ َ َ َ
َ
َّ َ
وما من �شي ٍء َيحدث
ََ ِ ْ َ ْ ْ ُ ُ
ِفي غُ رفَة �أحالم حدا ِثي فَات زما ُنه.
ْ ِ ْ ِ َ َ ٍّ َ َ َ ْ
ُ ُ ِ
م ْنذ �س ِنين و�أ َنا ِبالع َت َبة
َ
َ
َ َ ٌ َ ِ
هلْ �أحد بالباب؟ ِل َيدخلْ
ْ ُ
ْ َ ْ ٌ َ ِ
َلو حرف بالبال كَ ذ ِلك، د ْند َنة،
َ َ َ ٌ
دقة م�سمارٍ في َنع�ش فلتدخلْ
ْ ٍ
َ َّ ُ
ْ ُ
َ ْ َّ ْ َ ِ
مرحى ِفي ظهر ال�صفحة.. ال فرق
َْ َ
رجاء
َ َ ً
ح َّتى الأ ْلفاظ ال�شاقة مرحى..
َ ُ َّ َّ ُ
َْ َ
ْ ٌ َ َ
فَردة ت ْنوين..�أ�سالك �شا ِئكة ح َّتى
َْ
ٌ َ
ِ
من معطف كاواباطا �أو من م�صح ِ
ِ ْ ِْ َ ِ
ْ ُ ْ َف
َ ٍ
�إ ْن�شاد المو َتى، �ص ْيحات ِفي واد
َ َ ٌ
َ ِ َ ْ
فلتدخلْ . ال فَرق فقط فلتدخلْ
ْ َ ْ ْ
ْ ْ
ولتترك َباب ال�صفحة مف ُتوحا
َ ُ ْ َ َّ ْ َ ِ َ ْ ً
ِل ِندا ِء الغرقَى
َ َْ
من �أمثا ِلي
ِ ْ ْ
ْ ُّ ُ َ ِ
ِفي َبحرِ الظلمات
�أ َنا بالع َت َبة
َ ْ
َّ ْ ُ َ َ َ ِ
َبددت الخطوات
ُّ ُ ِ
ورا ِئي الطرقات الأر َبع
ْ ِ
ََ
و�أمامِ
َ ي
ِب�ضع نقاط ا�ستِ
ْ ُ ِ ْ فهام
َ ٍ
تج َنح ِللحذْ ف وحو ِلي ال ُّنون
ُ
ْ ُ ْ َ ِ َ َ ْ
ال ُّنون ال ُّنون وال �سطح
َ ْ ٌ
فدعو ِني من َبعد
ِ ْ ُْ
َ ُ
َ
طريحا
ً
ِفي بئر ذوا ِتي
ْ َ
ْ ُ ْ َ
�أنظر �إي�ضاحَ اتِي فِي ن�ص خا�ص لم ين�شر بَعْ د ولم يُكتب،
ُ ََْ َ ْ
َ ٍّ َ ٍّ ْ ُ ْ َ ْ
ِ َِ ََ َ ِ َِ
ْ ُ
عُ نوَانهُ: دَع الكتابة، �ضع القناعَ !
5
عدد 211
5 كانون الأول 7002
5. ت�صميم و �إخراج
الراعي
محمد بن عي�سى الجابر
Mind the gap, Beirut
MBI AL JABER FOUNDATION
الإ�ست�شارات الفنية
الم�ؤ�س�س
�شوقي عبد الأمير
�صالح بركات
غاليري �أجيال، بيروت.
المدير التنفيذي
المطبعة
ندى دالّل دوغان
پول نا�سيميان
�سكرتاريا وطباعة
الإ�ست�شارات القانونية
المحرر الأدبي
ّ
المتابعة والتن�سيق
هناء عيد
محمد مظلوم
«القوتلي وم�شاركوه ـ محامون»
محمد ق�شمر
عبد اهلل بن عنتر
المقر
َ َّ
بيروت، لبنان
ي�صدر بالتعاون
مع وزارة الثقافة
الهيئة اال�ست�شارية
�أدوني�س
�أحمد ال�صياد
ّ
�أحمد بن عثمان التويجري
�أحمد ولد عبد القادر
جابر ع�صفور
جودت فخر الدين
�سيد يا�سين
عبد اهلل الغذامي
عبد اهلل يتيم
عبد العزيز المقالح
عبد الغفار ح�سين
عبد الوهاب بو حديبة
فريال غزول
محمد ربيع
مهدي الحافظ
نا�صر الظاهري
نا�صر العثمان
نهاد ابراهيم با�شا
ّ
ه�شام ن�شابة
يمنى العيد
ال�صحف ال�شريكة
الأحداث الخرطوم
الأيام رام اهلل
الأيام المنامة
ت�شرين دم�شق
الثورة �صنعاء
الخليج الإمارات
الد�ستور عمان
ّ
الر�أي عمان
ّ
الراية الدوحة
الريا�ض الريا�ض
ال�شعب الجزائر
ال�شعب نواك�شوط
ال�صباح بغداد
العرب تون�س، طرابل�س الغرب ولندن
مجلة العربي الكويت
القاهرة القاهرة
القد�س العربي لندن
النهار بيروت
الوطن م�سقط
�شعيبية تالّل
كتاب في جريدة
عدد رقم 211
)5 كانون الأول 7002)
الطابق ال�ساد�س، �سنتر دلفن،
�شارع �شوران، الرو�شة
بيروت، لبنان
تلفون/ فاك�س 538 868 )1-169+(
تلفون 912 033 )3-169+(
kitabfj@cyberia.net.lb
kitabfijarida@hotmail.com
خ�ضع ترتيب �أ�سماء الهيئة الإ�ست�شارية وال�صحف للت�سل�سل
الألفبائي ح�سب اال�سم الأول
�صورة الغالف الخارجي: للفنان محمد القا�سمي
4
6. محمد الأ�شعري
من مواليد مدينة زرهون
«مكنا�س»1591 �شاعر وكاتب ي�شغل من�صب وزير الثقافة منذ 8991.
�صدر له في ال�شعر: «�صهيل الخيل الجريحة»، )8791(، «عينان ب�سعة الحلم» )1891(، «يومية
النار وال�سفر» )3891(، «�سيرة المطر» )8891(، «مائيات» )4991(، «حكايات �صخرية» )0002(،
«ق�صائد نائية» )6002(. وفي النثر: «يوم �صعب»، ق�ص�ص )0991(، «جنوب الروح»، رواية )6991(.
ج�سد خارج حقلها
�إلى محمد القا�سمي
ِ
ٌ
رجل في اللوحة يبدو مترنحا
ً
ٍ
ٍ
�أو مندفعا نحو �سقوط و�شيك
ً َ
�أو متردداً يم�شي،
ِّ
و ال يم�شي
ٍ
ِ
ٌ
فوق ر�أ�سه تماما مربع مو�صول بزاوية
َ
ً ُ ٌ
ِ
ُ
تنزل حتى �أ�سفل ج�سد ِه
ِ
ِ ِ
هلْ هي م�شنقة،
ٌ
َ
ٍ
�أم مجرد �سقف واطئ ؟!
ٍ
َّ ُ
ْ
ُ ٍ
ِ
خلفه في العمق لمعان مر�آة مهملة،
ُ
ُْ
ثم بقعة خ�ضراء بال معنى
َّ ٌ
ُ
�سوى التماعة �ضوئها الأخاذ
ويميناً، �إلى �أق�صى البيا�ض
َ
تنمو زهرة بال لون
تكاد �أوراقها ت�صير معطفا
ً
ُ
ٍ
وفي المعطف طيف امر�أة
ُ
ِ َّ ٍ
ال يظهر منها �سوى خطوط قبعة
ُ
ٍ
بال لون هي الأخرى
ثم ي�ساراً تعود الزهرة نف�سها
ُ
ُ ُ
ٍ َّ ٍ
ب�أوراق مبتلة
ونفهم من ذلك �أن المر�أة تبكي
َ
َ َّ
ُ
َ
و�أن الرجل المتر َّنح
َّ
َ
ربما
َّ
َ
�سقط
ٍ
من �شرفة
ٍ
بعيدة
ِ
وخارج اللوحة
َ
هنا حيث �أجل�س الآن
َ
ُ
ُ
ُيوجد رجل �آخر
ُ
ٌ ُ
َّ ُ
يت�أمل اللوحة
َ
ِ
وفي �أق�صى ج�سد ِه
ُبقعة خ�ضراء
ٌ
ُ
بال معنى
ِ
�سوى خفقها المكتوم
ِ
قطْ عة �سماء
ُ َ
انْف�صـــــال
َ
ِ
َ
ال يوجد �شيء في العلبة التي �أفتحها
ُ
ُ
ٌ
َ
ُ
�أعرف ذلك
ولكنني �أخطو ب�أمل فا ِترٍ في الفراغ
الذي
تمنحه لي
ْ
وعندما �أهم بالتراجع مك�سوراً
َ
ُّ
ِ
�ألمح وجهي في العلبة
ُ
ف�أطبق عليهِ
ب�إحكام
ٍ
ُ
و�أم�ضي
ٍ
بال وجه
ٍ
وال علبة
لم �أعد �أحلم بالبحرِ
ْ
ُ
فيما م�ضى كنت �أحلم �أن تكون لي
ُ ْ
ُ
َ ْ
قطعة بحرٍ
ُ
كما كان دائما لعائلتي قطعة �أر�ض بها
ً
ُ ِ
َ
كروم
ٌ
و�أ�شجار تين وزيتون..
ُ ٍ
لم �أكن �أحب الأر�ض..
َ
ِ ّ ُّ
كنت �أحب الأ�شجار، و�أبغ�ض الأر�ض
ُ
َ
ُّ
َ
الأر�ض ثقيلة جداً، ثخينة... مليئة...
ٌ
ٌ
ٌ
ُ
�صامتة
ٌ
ُ
كنت �أقول لنف�سي
ُ
ِ
�أما �أنا ف�إن �أر�ضي لن تكون �سوى قطعة
َ
َّ
ْ
ْ
بحرٍ زرقاء
َ
خفيفة، �شفافة، �صافية
َّ
ٌ
�أبني عليها زورقا كبيراً بنوافذ عاليةٍ
َ
ً
و�أن�شر ب�صري على �صفحتها الالمعة
ُ ُ
ِّ
مبتهجا بكون �أ�شجاري كلها تحت
َ
الماء
وقطعاني �أي�ضا
ً
وم�سافاتي المت�شابكة
فيما م�ضى كنت �أحلم بالبحرِ هكذا
ُ
ُ
ثم غيرت �أحالمي
ُ
َّ
لأن �شيئا ما حدث لي
َّ ً
َ
ْ
�أوحدث للبحر
َ
ف�صرت �أحلم بقطعة �سما ٍء زرقاء
ُ
ِ َ
ُ
يَدك في يَد الريح
ُ
ِّ
�أن تكون عاديا
ً
َ
ْ
َب�شر َا عاديا
ً
ُ
تعمل، وتنام
ُ
ِ
ُ
وت�أخذ �أوالدك من المدر�سة
َ
َ
وتدخن
ُ
َ
َ
وتدفع �أق�ساط بيتك الجديد
َ
ُ
ٌ
باطل وقب�ض ريح
ُ ٍ
�أن تكون هام�شيا
ً
ْ
َ َ
و�ض ْيعا
َ ِ ً
و�أرخ�ص من فل�س
ٍ
َ
�أن تكون مرتع�شاً، مطف�أً متقل�صا
ً
َ
ْ
ُ
�أو تكون بهيا متدفقا �شر�سا والمعا
ً
ً
ً
َ ً
ٌ
باطل وقب�ض ريح
ُ ٍ
�أن تكون �شاعراً
َ
ْ
�أو حتى ناقداً
�أو �سكيراً �أو �شاذاً
�أو مغروراً بنف�سك
�سعيدا ب�أنك �أنت ول�ست �أحداً غيرك
َ
َ َ
َ
باطل وقب�ض رِ ْيح
ٌ َ ُ ٍ
ً
�أن تكون رجال
َ
ْ
�أو امر�أة
ِ
�أو كلبا �صغيراً تربيه امر�أة
ً
ٌ
�أو رجال يربيه كلب
ً ِ ٌ
ُ
�أو حماراً تع�سا يحمل �أغرا�ض النا�س
ً
ِ
َ
�أو حتى حماراً �سعيداً
ٌ
باطل وقب�ض ريح
ُ ٍ
�أنت لن تكون �شيئا
ً
َ
َ ْ
�إال �إذا و�ضعت َيدك في يدِ
َ َ َ
الريح..
ِ
و َتال�شيت.
�أن تكون عا�شقا
ً
َ
ْ
م�ضطربا
ً
ٍ
تجري وراء امر�أة بعينها
َ
معتقدا �أنها الج َّنة التي وعدت بها
ُ
ُ ْ َ
ُ َ
و�أنها يوم تكون لك
َ
َ
�ستنبت عند قدميك غمامة زرقاء
ٌ
ُ َ
َ
وينهمر مطر حولك، وتلعب
ُ
ُ ٌ
َ
ال�سحابات في راحتك
ُ
َّ
ٌ
باطل وقب�ض ريح.
ُ
ٍ
ْ
فقط قطعة �سما ٍء زرقاء
ُ
تكون لي وحدي،
ُ ْ
�أنثر فيها ري�شي
ُ
و�أحلق عاليا بعيداً
ً
ُ
كما يليق ب�شخ�ص يملك ال�سماء...
ٍ
ُ
ُ َّ َ
َ َ ً
�أن تكون َبطال
ْ
َ
ُ
تحملك الأكتاف للأعالي
ِ
َ
وينب�ض ا�سمك في الأنا�شيد
ُ
ُ َ
وتذعن لك الأعناق والقامات
ُ
ُ
ُ َ
وتفتح لك المدن �أبوابها، و�أهازيج
ُ
َ
ُ
ن�سا ِئها
ٌ
باطل وقب�ض ريح.
ُ ٍ
7
عدد 211
5 كانون الأول 7002
7. عزيز �أزغاي
من مواليد 4 نوفمبر 5691 بالدار البي�ضاء. حا�صل على الإجازة في التاريخ القديم �سنة 0991.
�شاعر وم�ست�شار �صحفي، يقيم بالرباط. ا�شتغل م�س�ؤوالً عن الق�سم الثقافي ب�أ�سبوعية «الن�شرة»
لمدة �سبع �سنوات. �صدرت له مجموعة �شعرية «ال �أحد في النافذة» )8991(.
عارف الري�س
ّ
رجل يتخيل الخيبة
ربما �س�أكون، بعد قليل،
ُ
َ ٍ
ٍ
في مكان �آخر،
�أدخن �سجائر وطنية
ً
ُ
َ
ِ
ِ
و�أ�شتم العالم من ثقوب العائلة،
َ
ُ
ربما �س�أنازع خيالي الفحل
ُ
َّ
كلما فرت مني الن�ساء.
َّ ْ
وربما، �أي�ضاً، فكرت،
ُ
َّ
و�أنا �أح�سب العمر بالأخطاءِ
،
ُ
َ
ِ
�أنني لم �أكذب بما فيه الكفاية،
ُ
ْ
ْ
ولم �أدع الغيمة البنية
َ
َ
ْ
تنام في �سريري.
ُ
هذا يليق ب�سائح في �صحراء عالقات،
ُ
ٍ
ٍ
ِ
ِ
مع �إ�ضافة لقطة على الم�شهد:
َ
ُ
َّ َ
�أن يتخيل الرجل الخيبة
ْ
َ
في بيجامةٍ
للعجزة.
�أَ�سود.. �أ�سود
ُ
ُ
لم يقلْ لي �أي �أحدٍ
:
ْ ُّ
لماذا الأ�سود دائما في حداد؟
ً
ُ
لماذا هو حزين
ٌ
َ
في يقين اللغة؟
ِ
ربما كان في الأمرِ حكمة �أخرى
َ
ٌ
َّ
غير ما تراه العين.
ُ
ُ
ُ
ُّ
�أنا ال �أ�شك في اهلل
و�أمريكا
َ
ويوفرون الخيول الطرية
َ
َّ َ
لمناديل الم�سل�سالت.
ِ
ودالي.
لكني �أرى الأ�سود وجوداً �آخر
َ
َ
في قمي�ص �أبي�ض،
ٍ
ِ
وفي الحليب المكدرِ
َّ
ٍ
برتو�ش خفيفة.
ٍ
«�أحبيبي في القمر»
ُ
(يقول ال�سيناريو)
َ
لكن العقل في الأبناك.
َّ
ٍ
ٍ
هكذا �أتذكر، في �صورة قاتمة،
ُ
�ضحكة «مارتن لوتر كينغ» مثالً،
و�أن�سى بيا�ض الر�صا�ص.
َ َّ
تعلم – ما �أمكن – من الأفالم
ْ
َّ ْ
ثم انتبه الآن،
َّ ِ َ
�سن�صور الكارثة.
ِّ ُ
َ
ِ
في �أموا�س الحالقة
ِ
ِ
�أنظر �إلى الخلف،
ُ
ُ
وحدها الأ�سفار والعطل والقهقهات
َ
ُ
ُ
تتقدم الأرباح
َّ ُ
ُ
َ
مثل جي�ش بال �أمجاد.
ٍ
كبريت بال مقابل
ٌ
ال تنحن �أمام الكهرباء
ِ
َ
تعلم – ما �أمكن –
َ
ْ
من عمود العا�صفةِ
ِ
ُ
و�أترك العظام تتجمد
َّ ُ
َ
ْ ِ
من فرط الإعجاز.
الحدة كبريت بال مقابل
َّ ُ
ٌ
ُ
وال �أحد يفنى
َ
من فائ�ض البيا�ض.
ِ
ٍ
ُ
ِّ
لكل لقطة تفا�صيلها في �أموا�س
ِ
الحالقة،
ٍ
ِّ
مثلما لكل حديث ن�صيبه
ُ
َّ ِ
في اجترارِ الرغوة.
ما الذي �سيخ�سره المهرج
ُُ
ِّ ُ
ِ
ِ
ب�سبب القَهقَهات؟
ال �شيء – من جانبي –
َ
ي�ستحق المفاج�أة.
ُّ
مثل دفترِ تمارين،
َ
�أعيد ال�سعادة نف�سها بماكياج �أخف،
َّ
ُ
ٍ
َ َ
حين ُي�صبح للأخطا ِء القدرة
َ
ُ
ِ
على امتالك الحق.
ِّ
ُِ
لكلٍّ �سريره في ُنزل العاطفة.
ُ
الكذابون يبيعون اليان�صيب
َ
َ
َ
في رهان العائلةِ
ِ
،
الجلو�س �إلى الت�أمل
ُّ
ُ
كان افترا�ضا وا�ضحا
ً
ً
َ
ِ
ِ
الكت�شاف الحرائق في الليل،
6
كان تمرينا لحيوان الكنغر،
ً
َ
ِ
كي يقفز من بيت في الجيب
ِ
�إلى �آخر في طفولة ال�صعلكة.
َ
ٍ
كلُّ خطوة كانت مح�سوبة
ً
ْ
ِ
باكتمال الحوا�س،
ِ
حين كان الأعمى - من فرط الطيران -
َ َ
ينظر �إلى الم�صائدِ
ُ
ِ
وال يتع َّثر بالجثث.
ُ
ما حدث كان في الظهرِ
َ َ َ َ
ِ
في قاهرة المعز
َّ
في عمان
َ
�أو في �صنعاء..
َ
في باري�س �أو جنيف
َ
َ
�أو في روتردام..
في الثرو ِة �أو التما�س
ِ
َ
�أو في قلةِ
الحيلة..
في الأقدام
ِ
ٍ
�أو في البنزين الذي ب�أق�ساط..
ِ
ْ
ِ
في الألغام �أو في حقول القطن..
ِ
ِ
في الأبي�ض
ِ
في الأ�سودِ
..
......
ما حدث كان في الظهرِ ،
َ َ
بال �ضجيج
ٍ
َّ ٍ
وبدقة واثقة!
8. محمد ب�شكار
من مواليد 9691 بمدينة الرباط. يعمل �صحافياً. �صدر له: «مالئكة في م�صحات الجحيم»،
«من�شورات �شراع» و «طنجة».
قَاب �شاهدتين
َ َ
1
�س�أ ْن ُثر َنرد هواي كَ َنجم, و�أقر�أ ما ره َن ْته
َ ُ
َ ُ َْ َ َ َ ْ ٍ َ َْ
َ َ َ
ُُ
َيداي لطاولة الظلمات: �أ�ص ْبح
ُ ٌ
َ ُ ُ
�س َي ْبزغ من كَ هف جمجمة
ْ
ُ ْ
ُ
راق�صتها خيول خطاي ِب�سنبكها
ِ َ
َ َ
ِ
الملكي:
َ َ ِّ
ٌ
�أليل...
فَكيف �س�أد ِلجكم ُنور ع ْي ِني وقَد
َ ْ
ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ
ِ
ر َّتج ْته البالد ِبهدب ال�س َنان. رتاجا
ً
ُ ُ ْ
َ َ ُ
رتاجا.. وغَ َّنت عماي. وقالت:
ْ
َ ْ
ُ َ
رفا ُتك �أر�ض فَمرحى
ٌ َ ْ
الرحى
َّ
دا ِئر ِفي
َ ٌ
�شراك هواكَ ا
ِ َ ِ َ َ
َ ِّ ُ َ ْ َ َّ ِ
ُيعجل در�س الدقا ِئق كَ القَمح, كَ ي
ْ ِ
ْ
َي َتغذَّ ى الزمان على خ ْبزِ ها؛ (كان �شرفة
َ
َ
َ
َ ُ َ ُ َ
كل الجياع ُيطلُّ
ِّ
ون منه على �سغبي,
ُ َ َ َ
فَيرون بالدا كَ جارِ ية بين �سيفين بالدم
َ َْ
َّ ِ
ًَ
َ ْ
ْ ُ
يحتلم �إحليل فتكهما..):
فيا عبثا
ً
َير َتدي حلال من �سديم,
ُ ً ِ ْ َ
ْ
ِ
ْ ُ ِ َ
ويدخل م ْثل المحارب � َّأيامنا �شاهراً
َ
ُ
نخلة
ْ
ُ ِ ْ
ال تلين, كَ �ضلع
ال�صحارى الم َنزه عن كُ ل �آدم,
ُ َّ َ ْ ِّ َ ْ
َّ َ
�أرِ ق
ََ َ
دمك ال َّن َبوي
لأب�صرني في مراياه �أرعى يدي
َّ
َ َ ُ َْ
على ج�سد امر�أة حر َث ْته المكائِ
د ح َّتى
َ َ ُ
ُ َ
َ َ
غَ دا
َ
وطنا من ِفخاخ
َ َ ِ ْ َ
2
ْ ِ
�آن لي �أن �أ�شي:
َ
ْ ِ ُُ ِ
�أ- ال�س ْيف � ْإبرة ر ْتق ِل َثوب الملوك...
َّ ُ َ ُ َ
ِ ُْ ِ ْ ِ
ج- جلد ج�سمي كي�س ِلخ ْبزٍ ُي�شم�سه
ٌ ُ
ِّ ُ ُ
الفقَراء
ُ ُ
ََ ُ ُ ِ َ ِ
على �شرفات الجحيم..
ب- القلب فَج ِلحافر خيل تدق
ُ
َ
َْ ُ
�سنابكه مطرقات ال�ض َيا ِء
َ ُ ِ ْ َ ُ ِّ
ََ َ ِ
بما �أثمل ْتك ِبه الروح. نز دما َي َتخ َّثر
ُ َّ ً َ
كال�سم في وردة
ََْ
ُّ ِّ
ِ
َْ
القلب؛ يا ح ْبر؛
ُ
يا مهرقا َبددا..
ُْ ً َ
ِبك و�شحت �صدرِ َية ال�سر, و�شحت
َ َ َّ ْ ُ َ ْ
ِّ ِّ َ َّ ْ ُ
�شعبا يدق
َ ْ ً ُ ُّ
مهامز قيدي؛ مهامز �أ ْنخابه ال َّت َترية
َِ َ
َّ
ََ َِ ْ
تحت
َ
ِ َ
حذا ِء الهزائم: كُ
ْنت
ُ
ِ ِ
َّ ِ
ِل َتارِ يخه الم َتهجد كال�س ْيف
َ ِّ
َ ِ
في قُنزعات المها ِبل
َ ِ
موروث
َْ ْ
فَيزهو فَرا�ش الأنين..
ْ
ث- العمر م ْنخطف, قَاب �شاهِ
َ َ د َت ْين
َ ِ
ُُْ ُ َ ٌ
و َيدخل �سهرة حا َن ِته الأز ِل َّية..
َ ْ ُ ٌ َ ََْ
َ َ
3
�أرِ ق فَمك الأقحواني �أ�سمع رجع
ْ َ َ ْ ُ
َ ُ َ ْ َ
َّ َ
ال�شذى وعقُوداً
ُ
من الريح تبرِ مها في موا ِئد جرحي
ُ
ِ ِّ
ََ َ ُ ْ َ
عا�صفة
َ ِ ٌَ
�صعقت حجراً
َ َ ْ َ َ
َ َ ِ َ َ
َي َتدحرج ِفي الهذيان؛ فال
َ ْ َ ُ
ال�سقف �سقف
َّ ْ ُ َ ْ ٌ
َ َ
ِل َيحمل عني رديم ال�سماء؛ وال
ْ ِ َ َ َ َ َّ
ال�شجرات َبرِ يدي الى الغ ْيم, ح ْيث
َ
َ ُ
َّ َ ُ
�أ�ؤثث بالري�ش
ِّ
َ َ ُ
َ ِ ِ
ط ْيرا �س َي ْنكر خالقه, ويطير ِلذا ِبحه
َُ
البر َبرِ ي ِل َي�شرب
ْ ُ
َْ
َْ َ ِ
بين َيد ْيه دمي الم َترمل. ح ْيث
ُ َ ِّ ِ َ ُ
َ
العميقة
َُ
َت�شرب حافة وجهي
ْ َ ُ َ َ َ ْ
وتر ُنو ِب�أقراطها القَمريةِ
َْ ِ
َ
َ َّ
ر َّنامة �شجنا
َ َ َ ً
َ َ ِ
كَ الحدا ِئق, حين َت َنام, ُتحلزِ ن ع�شب
َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ
ال�ضفا ِئر
َّ َ
فَوق �إوز مخداتي ال ِ
ْ َ َ ِ
َ َّ َ آ�س َنة..
4
ِ
َنذرت ِل َنف�سي َنف�سي, كَ ماء ِلماء,
َ ْ ُ ْ َ ْ َ
وقدت بنف�سي
َ ُ ْ َ
طوفَان َنف�سي.. كَ َنهر �شر ْبت �س ُيوفا
ُ ً
ُ َ ْ
ْ َ َ
من الرمل, حتى ر�أيت بنف�سي.. َنف�سي
ْ ُ
ْ َ
َت ْن�سل في مزقي مزقاً. كان
َ
ُ
ِ
�إ�سمي و�شما ووجهي الع َبارة؛ وجهي
ْ َ َ ْ
َ
َ َ
ِ َ ٍ
َ
�أعمق من زمن قاده الهذيان ِلمح َبرة ال
ُ
ٍ َ
َتغي�ض:
ُ
ُ َ
ه َنا ِلك
َلملمت موتاي
َْ ُ َْ َ
في كفن
ٍ
قد َب�سطته مثل طرو�س
ْ َ ُ ِ َ ُ
ُ َ ُ
ي�ضيق على طو ِلها ع�شب الأر�ض. قلت
ِ ْ ُ
ُ ُ ُ
َ َ ِ
ِ
ِلح ْبر تجندل م ْثل الغرالة في قلم
َ
ِ
ِ
الرعب: ُنز
ف�ؤاد الففتيح
9
عدد 211
5 كانون الأول 7002
9. �أحمد بركات
ولد بالدار البي�ضاء بتاريخ 91 ماي 0691 وتوفي �سنة 4991. ا�شتغل �صحافيا بجريدة «بيان
اليوم» بالبي�ضاء. �صدر له عمالن �شعريان: «�أبداً لن �أ�ساعد الزلزال» )1991( و «دفاتر الخ�سران»
)4991(.
لن �أ�ساعد الزلزال
ُ
حذر، ك�أني �أحمل في كفي الوردة التي
َ
ٌ
توبخ العالم
ِّ ُ
َ
الأ�شياء الأكثر فداحة:
َ
َ
قلب �شاعرٍ في حاجة قٌ�صوى �إلى لغةٍ
ٍ
َ
ِ
والأ�سطح القليلة المتبقية من خراب
َ
َ
َ
ِ
البارحة
ِّ
حذر، �أخطو ك�ني ذاهب على خط
أ ِّ
ٌ
ٌ
ِنزاع
ٍ
ٍ
َ َّ َ ِ ْ َ َ
وك�أن معي ر�سائل لجنود
َ ٍ
وراية جديدة لمع�سكرٍ جديد
َ
َ
بينما الثواني التي ت�أتي من الورا ِء
تق�صف العمر
ُ
َ
هكذا…
ِ َّ ِ
بكثافة الرماد
ِ
ِ
معدن الحروب الأولى
ُ
ت�صوغ الثواني �صحراءها الحقيقية
َ
َ
و�أنا حذر، �أخطو نحوكم وك�أن
َّ
ٌ
ال�سحب الأخيرة تحملني
َ
َ
�أمطارها الأخيرة
ُ
ً
ربما يكون الماء �س�ؤاال حقيقيا
َّ ً
ُ
ُ
ِ
َ
هناك العربات تمر بطيئة
وعلي �أن �أجيب بلهجة العط�ش
ِ
ً
َّ ْ
َ
ُ ُّ
ربما حتى �أ�صل �إلى القرى المعلقةِ
َ
في ك�أنها ت�سير في حلم
ٍ
َّ
ُ
َ
هناك قطع الغيم في الف�ضاء
�شمو�س طفول ِتكم
ِ
ِ
ُ
ٍ
ٍ
ال ت�شبه �سرب طائرات خائفة
علي �أن �أجتاز هذا الج�سر الأخير و�أن
َ ْ
َّ ْ
َ
ُ
َ
َ
هناك امر�أة تقترب من الخام�سةِ
َ
�أتعلم ال�سهر مع �أقمارٍ
م�ساء
ٌ
ُ
َّ َ َّ َ َ َ
َ ً
ُ ٍ
ُ ٍ
تنتظرني
مقبلة من لي ٍال مقبلة حتى �أ�شيخ
َ
ٍ
�س�أذهب عما قَريب
و�أنا �أجتاز هذا الج�سر الأخير
ُ
ُ ًَّ
َ
َ
ِ
َ
َ
هل �أ�ستطيع �أن �أقول ب�صراحتي الكاذبة: دون �أن �أعرف لماذا الآن �أ�شبه الحب
َ ْ
ُ ْ
َ َّ ُ
َّ
ِ
بكتاب التاريخ
ل�ست حذراً لأنني
ُ
ِ
�أحب
�أعرفكم واحداً واحداً ؟؟
ُّ
ٍ
ِ
َ
�أحيانا �أتوزع قبائل تتناحر على بالد
لكن، �أين �أخبئ هذه الأر�ض الجديدة
َ
َ
ً َّ ُ
ْ َ
َ
ٍ
وهمية
التي تتكون في عين التلميذ؟
ِ
ُ
ُ
�أحيانا �أ�ضيع
وماذا �سيقول المعلم
ُ
ُ
ولكنني دائما �أحمل في كفي الوردة
�إذا �س�أله ال َّنهر؟
َ
ُ
التي توبخ العالم….
حذر، �ألوح من بعيد
ُ ْ
ٌ
ِّ ُ َ َ
ٍ
لأعوام بعيدة
ٍ
و� ُ
أعرف – بالبداهة - �أنني عما قريب
َّ
�س�أذهب مع الأ�شياء
ُ ََ
التي تبحث عن �أ�سمائها فوق �سما ٍء
َ
ُ
�أجمل ولن �أ�ساعد الزلزال !!!
َ
َ ْ
فقط، �س�أقف لحظة �أخرى
ً
ُ
ِ
تحت �ساعة الميدان الكبيرةِ
ِ
َ
خالد الجادر
8
10. محمد بنطلحة
من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س
�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل
على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،
«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.
محمد عبلة
قنديل في الريح
دوننا قنب،
ٌ
وحدوج،
ٌ
و�أديرةٌ.
دوننا حانة مل�ؤها الزنج.
ٌ
ُ
يا �أيهذا الجلي�س الذي يت�صيد
َّ ُ
ُ
في حيزٍ ال وجود له -َ ُ
ِّ
علة للوجود!
ً
ِ
�أفي عروة الزقِّ
َ
�سوف تجور ب�أب�صارنا
ُ
دمن،
ٌ
وتالع؟
ٌ
َّ ٍ
وفي خطة للتماهي
�سنقت�ص من �شد ِة القيظ
َّ
ُّ
ْ
بالحر ِ
ْ ث في الماء ؟
�أو
ْ
ُّ
بالت�سلل
من داخل الن�ص
ِ
ِّ
نحو المن�صةِ
َّ ؟
�سيان.
َّ َ
نحن اجتر�أنا على النون
ُ
ِ
في غيبة الكاف،
ثم عقرنا زهاء قطيعين
ُ َ
ِ
من غرر الذكريات التي لم تع�ش
ْ
ُّ
قط
تحت
َ
�شنا�شيل
ِ
بيت الق�صيدِ
ِ
.
معاً،
كانت الريح،
ُ
ترفع ق�صراً من ال�شمع
َّ ْ ِ
بين يدينا.
َ
وك َّنا �سنثني من الدهرِ
َّ
ْ
�أوله،
َّ ُ
فانثنينا:
�أنا
قد
ْ
�شربت
ُ
دموع ال�صحارى.
ُ َ
و�أنت عجمت قداحي
َ
َ
ِ
ب�أل�سنة ال َّنمل.
ِ
يا للمدارة!
ٌ
ما �إن بدا �سنبك ُي�شبه النجم
ْ
ُ
َ
ِ
حتى عبدنا رماد البريق الذي
َ
�شحذته
ُ
دموع ال ًَّتما�سيح،
ِ
ُ
ثم ختمنا
َّ َ
ِ
على �صلوات الغبارِ المدجن
َّ
باللف،
ِّ
ِ
والدوران،
ِ ِ َّ ِ
وتنويم عقدة ذنب الطريدة.
ِ
يا �أيهذا الجلي�س الذي
ُ
حنكته
ُ
على م�ض�ض -ٍ
ٌ
حيل،
ُ
و�أباطيل!
هل كان �شيء
َ
ٌ
يقارب
ُ
في هام�ش الطر�س -ِ
ِ
�أطماع قو�س الع�صاة ال�صناديدِ
ِ
؟
َ ِ
�أو كان
َ
ِ
بين رفات الخطى -َ
فهر�س يت�أب ُ
َّط ذاكرة الرمل؟
َ َّ
كانت ر�ؤانا
مر�صعة
َّ ً
بعظام القرابين.
ِ
ُ
والغرف القزحيات كن
ُ َّ
�سيرفعن
َ
ِّ
زلفى �إلى كل نقع مثار -ٍ ُ
�سريرين فخمين
ِ
ِ
�سهل �إذن
ٌ ْ
مثلما هو ممتنع
ُ ٌ
11
َ
�أن تحول مناطيدنا
ْ
ُ
َ ِ
دون �سرد التفا�صيل:
ِ
�ضيف �أتانا .
ٌ
و�ضيف يفلُّ ق�سي ر�ؤانا،
ٌ
َّ
ُ
ويحذف
ِ
ت�سعة �أع�شارِ هذي الق�صيدة،
َ
َ
�أو تلك،
ثم
َّ
ُيحملق
ُ
في اليتي �سلةِ
َّ
المهمالت،
ِ
ويجل�س لل�شرب.
ُ
�سيان.
َّ َ
يا �أيهذا الجلي�س الذي لم
ُ
ْ
يحنكه
ُ
بعد
ُ
ِ
�أنين حطام الأباريق!
ِ
ُ
ها قد بدت حانة مل�ؤها الز ْنج.
ٌ
ْ ْ
ِّ ُ
فلنحتملْ
جيداً -َ ُْ ِ
جرعة العمق.
ٍ
ولنرتجلْ دورقا من دخان،
ً
ٍ
و�أل�سنة من خزف
ً
عدد 211
5 كانون الأول 7002
11. عائ�شة الب�صري
من مواليد 0691, حا�صلة على الإجازة في اللغة العربية. �صدر لها:«�شرفة مطف�أة» و«م�ساءات»
و«�أرق المالئكة».
عزلة الرمل
ُ ِ
لي�س غروبا ما بال�شم�س،
ً
ِ
َ
ُ َ
هو ال�ضوء ُيلم ِلم �أهدابه
ُ
ْ ُ
ْ
َ ِ
في حقَا ِئب الظلم ِة ِل َينام.
َ
َ
ِ
َل ْي�س �شفقا ما في الأُفُق،
َ َ َ ً
هو الرمل َيلعق �سيقان الحجرِ ،
ُ َْ ُ
َ َ
َ َ ِ
ُ َ َ ً
ِ
ف َت َتورد الزرقة خجال من �شغف العا�شق.
َ َّ ُ
كثبان..
ٌ
�أج�ساد َلم َتح َترِ ق َبعد ِب�أَ
ِ ِ َ ٍَْ
ٌ ْ ْ ْ ْ ُ نامل �شهوة،
َت َتوحد في عرا ٍء موح�ش،
ٍ
َ َّ ُ
ُ
ْ َ َ ْ
ُت�صيخ ال�سمع ِلخطوٍ م َتوج�س،
ُ َ ِّ ٍ
ُ
ٍ
و ُلهاث َي ْنمو َب ْين َتجاويف الوديانِ
ِ
ْ
َ
َ
َ ْ ِ
�أحرا�شا من الخوف.
ً
ُ ِ
ُ
الرمل في عزلته،
ِ
ُ
كاهن يلوك �صلوا ِته على �صفيح �ساخن
ٍ
َ ٍ
ٌ
�شفاعة ِلخطايا الب�شرِ ،
ََ
َ ًَ َ
ٍ َ ِ ٍّ
َ
ف ُتعيد الريح تراتيل عهود م ْن�سية.
َ ُ
ُ
خ�شو َنة الرمل
ِ
ُ
ُّ ِ
�أُ ْلب�سني خرقة الت�صوف،
ُ ِ ََْ
حافية �أَده�س �أ�شواكا �سرية الأ�سما ِء،
ً ِ ّ َ ْ
ً َْ ُ
ُ َِْ
و�أ�صيح في المطلق :
ُ
ِ
ما �سر الحياة في البدءِ
َْ؟
ِ ُّ
ُِ
ما حكمة الرمل في عدم الت�شابه؟
ِ ْ َُ
ِ
َ َِ
وماذا َبعد هاوية الموت وم�صب
َْ
ِ َ ْ ِ َ َ ِّ
ِ ِ
الأَ َبد َّية؟
فَيرد ال�صدى �صداه :
َ ُ ُّ
ُ
ال �سر ُيخفى عن �صفا ِء ال�سرير ِة،
ِ َّ ْ
َ ْ َ
َ
حدقي م ِليا في مرايا الحجرِ ،
َ ِّ َ ً
َ
َ ِ
ِ
َت�أْتيك الر�ؤى مبايِعة بين َيد ْيك.
ُ ًَ
ُ َ ْ َ ْ ِ
اب َتعد النهار عن �ضو ِئه.
ْ ََ
ال �أُفُق َيحجب الماء عن �سر ِه.
َ ْ ُ ُ
َ َ ْ ِ ّ
�صمت �أ�سود َيعمي الب�صيرةَ،
َ ْ ٌ
ُ ْ
َ َ
ال مفر من َتلم�س ُنتوءات الظلمةِ
َ َ َّ ِ
ِ
،
ْ َ ُّ ِ
ً ِ ْ َ ِ َ ُّ ِ
عارية من ز ْيف ال َتمدن،
ِ ُّ ِ
ِ
من ال�صخب والحديد والدخان؟
َْْ ِ
هلْ �أَدمعت ِل ُنواح الناي و�شدوِ
ِ َ َ ْ
ِ
الحجرِ ؟
َ َ
َ ّ ِ ِ ْ
هلْ َتهج ْيت حكمة البد ِء في �أنا�شيدِ
ََ َْ
البدوِ
َْ
َ ِ
دون ذكْ رِ الأ�سما ِء..؟
َ َّ ِ
ُ َِْ
هلْ جر ْبت ال�صراخ في مطلق الفراغ؟
َ
ِ
ُ
�ضامر هذا الليل،
ٌ
ْ َ
ِ
َلوال َتكور الريح على �صدرِ التربة،
ِ
ُّ ُ
وا ْنعكا�س النجوم في �صقيل الحجرِ .
ِ ِ
ِ
َ ِ َ َ
ِ
ِ
ِلف ْتح م�سالك الطريق...
َ ِ
اب َتلع ْتنا الع َتمة،
َ َُ
ْ ََ
ِ
ال َت�صقَت �أج�سادنا بالحديد
َ ْ ْ ُ
َ َّ ِ
و َتفتتت الأ�صابع على ال�سياج.
ِ
ُ
هاوية الظلمة �أ�شهى من ال�ضو ِء....
َُ َْ ِ ْ
ِ َ
بعد قليل،
ٍ
ْ ِ
�س َت َتدفَّق الهواج�س بين الأودية
َ َ ُ
ُ
المهجورةِ
،
�س َيهم�س الرمل ِلظاللهِ
ُ ِ
:
َ ِْ ُ
هذه التالل �أعرِ فُها،
ُ ْ
و َي�شتاقُني حليب النوق َب ْين �أَ�ضرا�س
ِ َ ْ ِ
ْ
َ ُ
البعيرِ
َ
ورائحة الزع َترِ البري.
ُ ْ َ ِّ
ِ
على عتبة المدينة،
خم ْنت:
َ َّ ُ
�س ُ�أغْ ِلق الن�ص على ع َتم ِت ِه،
َ ُ
َّ
َ
َ ّْ ُ ِ ْ ِ ُ ِ
كَ ي ال َي�سيح الرمل من َب ْين ال�شقوق،
ْ
َ ْ ُ َ ً
َتذكَّ رت در�سا في الج ْبرِ
َ
«ال ُي�أطر ما ال �أ�ضالع َله»
ْ َ ُ
ّ ُ َ
مرجع ّية �سا ِئ َبة
ٌ
َْ ِ ِ ٌ
وفَراغ معنا ال معنى َله.
ُ َْ ً َْ ُ
ال ذاكرة للرمل،
َ َّ ِ
وال وثوق في مهاوي الأقدام،
ُ َ
ِ
َ
ه َّبة هوا ٍء ع َبرت
َ ُ
َ َ ْ
ومحت �آثار الخطوِ و �سائِ
َ ْ
ب الكالم.
ِ
ََ َ ْ
َ
من بعيدٍ
�سمعت ال�صدى ُيعيد �صداه:
َ ِ ْ ُ
ُ َ ُ
ال رهبا ِنية �إال ِللرمل في مواجع
َ ْ َّ
َّ ْ ِ
ِ
ال�صحرا ِء.
ا ْنكم�شت الأ�صوات،
َ َ َ
ُ
ْ
ُلغة واحدة ال َتكفي.
ٌ
ٌَ
....بيا�ضات،
ٌ
ال �صوت َيعلو على �صمت ال�صحراءِ
َ ْ ِ
.
َ ْ
َتحت خ ْيمة من و َبرٍ ،
ْ َ َ ٍَ ِ ْ َ
ِ
ِ َ َ ِ
بين رائحة الحطب وفُقاعات ال�شاي،
ِ
ِ
ْ ُ َ ِ
َتمتد َيد الغريب خلف الم�شهد،
َ
َ ِّ ُ
ُتعدل مواقع النجوم..
ِ
ِ
من َلم�س ِته ا ْن َت�شت نجمة
ٌ
ِ ْ ْ َ ِ َ ْ
وغادرت �سرير ال�سما ِء.
ََ ْ
َ َّ
�شفافة مرايا ال�سما ِء،
َ ٌََّ َ
ال حجب بين الب�شرِ وكالم اهلل.
ُ ُ َ َ ََ
ِ
خفف الخطو،
َ ِّ ِ َ ْ َ
هنا �سرة الكون،
ُ َّ ُ
ِ ُّ َ ِ ِ ُ َ ِ
�سر البد ِء وكتاب الأَزل.
َ ّْ
ِ
ف َتو�ض�أ ِبطهارة الرمل
ِ
ثم �صل �صالة الغجرِ �أمام هذا البها ِء.
َ
َ ِّ َ َ َ َ
َ
تاهت طرق العود ِة َب ْين م�سا ِلك العز َل ِة،
ِ ُْ
َ ْ ُ ُ ُ ََْ َ َ
ََ ْ ُ ُ ِ َ ُ ِ
ال َتمعت عيون الليل َب ْين �شقوق ال�صخرِ .
ُ
�شردت �سحليات �أذْهلها فُ�ضول الغربا ِء.
َ َُ ْ ِ ِ ّ ٌ َ
ُ َْ ِ
اختفى القَمر من �شرف ِته
ْ
ُ
َْ ِ
حداد َا على موت عالم«م َتح�ضر».
ٍ ُ َ
َ ّ ٌ ْ ٌ َ ٌَ
�سراب/ فراغٌ / َتوحد /وح�شة /ظم�أ...
ٌ
ِ
ٌ
�أو�صاف ِلل�صحرا ِء ولروحي رِ داء.
ْ ََ ِ
َلو عرفَت ال�صحراء م ْن َبع العط�ش،
ُ َ َ َ َ ِ
ِ
َل َبرِ َئت روحي من دمل الحياة.
ِ ْ َُِ
ْ
مخرم رِ داء الريح في ال�صحرا ِء.
ُ َ َّ ٌ ُ ِ
ِ
�أج�ساد ال مر ِئ ّية َتل َتف ِب�أج�سادنا
ٌ َ ْ ٌ ْ ُّ
ِ
و َُتف َتح في �أرواحنا نوافذ زمن غابرٍ ،
َ ٍ
ْ ُ
بقايا �أ�صوات َ �أرقَها الحنين �إلى الآتي،
ُ
ٍ ّ
َ
هو المجنون َيلفح الرمل بقدمين
ِ
ُ َْ ُ
ُ َ
حافيتين،
ِ
وينادي َل ْياله �إلى �سريرِ الب ْيدا ِء.
ُ
ُ
َ
َ
َ َّ ْ ِ
هلْ َتح�س�ست َنقاوة ال�صحوِ ؟
ََ
ْ
ِ
هلْ �أَغْ راك الرمل باالغْ ِت ِ
ُ
�سال،
ُند َبة �ضو ٍء
ْ ُ
�أَ ْيقظت غَ فوة الزمن،
َ ْ ََْ
ِ
ّ ِ
كما لوِ �أَننا م ْتنا قليالً،
كما لو كُ نا توابيت على مع َبرٍ
َ
َْ
ْ
َتن َتظر َت�صريحا للعبورِ ...
ً
ِ ُ ْ
ُ
01
12. محمد بودويك
من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س
�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل
على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،
«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.
دماء �أعمق مـن الظالل
1-�صـباح الخـير
ُ
يا �صباحا يرتدي قمبازاً مق�صباً.....
ً
ُ َّ
�صباح الخير للذي كنته
ُ
ُ
حردونا
ً
على جلد ِه رائحة الحلفاء
ِ َ ُ ُ
وفتيت الفحم وال�سخام
ُ
َ
ُّ
�صباح الخير
ُ
لل�شقي ُي�شوي الطُّ
يور
ِّ
ِ
على كبريت �أم ِه الم�سروق
ِّ
َ ِ
للنجم على �ضفة ال َّنهر الملوث
ِ
َّ
�أني�سي في خريرِ الدم والعوم
ِ
وال�ضو ِء القادم
ِ
ٍ
�صفوفا كجي�ش ب�ألوية م�شتعلة
ً
ٍ
ٍ ُ
ِ
نحو كهوف الخ�سران
ِ ُ
َ
ِ
لأمي الحميرا ِء المليكة
ُ
ِّ
مهدهدةِ
الجنائزِ للنوم
ِ
�صباح الخير
ُ
يا عظامي المقرورة
ٍ
ٍ
يا ا�صطكاكي من �سغب ون�صب
وعم�ش قذاني
ٍ
ِ
َّ ِ
�صباح الخير للم�سرات الجائعة
ُ
للأخ�ضرِ الياب�س
ِ
للقمرِ الحليب
يف�ض�ض �سقوف الم َباني
ُ
َ َ
ِ
للهوا ِء الأ�سود الالذع
ِ
ُيراق�ص تالل المنحدر
ُ
َ ُ
ِّ َ ِ
ِ
للمتاح من الرحب في كف الورد والزهرات ....
ُ ِ
َّ َ َ
للن�سا ِء الالئي �شي ْب َنني
َّ
ِ
ُ
منذ القرن الما�ضي
ْ
وغربنني فال محجة تبدو
َّ
َ َّ
ِ
ٌ
بلْ وحل �سقنني �إليه ف�أنا
ُ
ِّ َ ً
�أتغلغل �أ�سيراً ..�أربي �أمال
في النجاة عبر ال َّثواني!
ِ َ
ْ
َّ ِ
�صباح الخير لل�ضباب
ُ
ِ
ُّ ِ
على قرميدها والدخان يتلون في جيدها
َّ ُ
ٍ
بكم لون دحوته ف�سباني ..
ُ
�صباح الخير للوادي الأ�صفرِ
ُ
النائم فوق الأ�شباح والأ�سرارِ
ِ َ
ِ
ينتظر �صداي
ٍ
فج�أة يعيدني �إلى ناي بعيد
ٍ
ويردني �إلى �أناي!
ُّ
لموقد الفحم الحجري
لدم �أبي الذي قر�أت في
ِ
ُ
قناديله جرجي وهيغو والمارتين
وال�سباعي والعم نجيب..
َّ
ِ
�صباح الغريب
ُ
ُ
ُ
�أيها الطفل الناحل
ِّ َ
َ
يا للهوك وعلوك
يا لهولي و�ضع ِتي
َ ِ َ
كلُّ �شتا ٍء �أ�صغي لعويلي
ْ
مهروال �إلي
ُ
ً َّ
ثلج وغياب.
2-خـواء طـنان
هنا َيتثاءب التراب
ُ
ُ
ُ
ِ
ُ ً
مثقال ب�أ�سمال الفراغ
ََ ِ
كيف �أو�صد باب الكَ
ُ َ الم..
َ
كيف �ألوي عنق ال َّثرثرة..
َ
َ
كيف �أ�ستجمع قب�ضتي
َ
ُ
و..�أهوي على دمي؟
ْ
3-فينومـينولوجيا
ٍ
ياه.!!
ُ ُ
فُتح الباب منذ دهرٍ
َ
َّ
ولم �أتوقف عن الطرق
ْ َّ ْ
ْ
ِ
ي�ضج بال َّن�شيد
ُّ
متى ما ر�آني ..
نهر �إغريقي
ٌ
ٌّ
ال يخون.
ُ
�سـرنمة..
بخطانا المتلع ِثمة
ُ
ُ َْ
َن ْبني �أع�شا�شا
ً
في الهوا ِء
للهوا ِء...
ُ
ون�سدل العين
َ
على الما�ضي
ٍ
ب�شهود غزيرين
َ
ِ
ٍ
في حلبة �سباق �أخيرٍ
نرفع �أيدينا اعتذاراً
ُ
ٍ
ٍ
خوفا من �سقوط و�شيك
ً
و�سط حطام كَ ثيرٍ
َ َ ُ ٍ
ٍ
ُ
ورماد يخلل
وجودنا
َ
ون�ضحك كالبلهاءِ
َُ
ُ
َ
وقد
ْ
�أحكم الموت
ُ
َ
قب�ضة الأعمى
َ
على �أقفائنا.
ٍ
كم نتظاهر ب�أ�سنان بي�ضاء
َ
ُ
ٍ َّ ٍ
وذيول ملونة
ك�أن المرايا
ٍ
غير من�صوبة
ُ
4-نهر هيراقليط�س
نهــر
ٌ
ُيبدل وجه َته
ِّ ُ ُ ْ ُ
َ ُ ُّ ُ
َّ
كلما �أ�ضجره ال�سعال
يغي�ض
ُ
فتراه م�صفراً
ُ ُ َّ
كلما اعتاله
ً
الزناة والمهربون
ُ
ِّ َ
�أو
ْ
بالت
ْ
ِ
في �أحدا ِقه
ن�سوة البل�شون.
ُ
نهر
ٌ
محمود جالل
31
عدد 211
5 كانون الأول 7002
13. محمد بني�س
ول��د بفا�س �سنة 8491، ا�شتغل �أ�ستاذاً بالثانوي بالمحمدية ثم �أ�ستاذاً بالمدر�سة العليا
ل�ل�أ���س��ات��ذة ب��ال��دار ال��ب��ي�����ض��اء، يعمل ح��ال��ي �ا ً بكلية الآداب وال��ع��ل��وم الإن�����س��ان��ي��ة ب��ال��رب��اط.
من �أعماله ال�شعرية: «ما قبل الكالم»، « �شيء من اال�ضطهاد»، «وجه متوهج عبر امتداد الزمن»،
«ورقة البهاء»، «هبة الفراغ». وله كذلك مجموعة من الدرا�سات: «ظاهرة ال�شعر المعا�صر في
المغرب»، «حداثة ال�س�ؤال» و«ال�شعر العربي الحديث، بنياته و�إبداالتها...». كما له �إ�سهامات في الترجمة.
عبد القادر الر�سام
�أحجار وحدهـا
َ ٌ ْ ََ
�إلى برنار نويـل
معي حجر
َ
ٌ
تكون ليلة �سرب
ّ َ ً
ٌ
من الأحجار وجـه
ْ ٌ
َ
َ
وحده يمتد في �أر�ض هي ال�صحراء
ْ ُ ّ
ُ
ٍ َ
لي �أوراق نائمة على كَ تفي
ُ
ٌ
�س�أتبع قلت
ُ ُ
رع�ش َتها
ْ
على جلدِ
ْ الرمال تكاد تهرب
ُ
ُ
ّ
كلما اق َتربت يداي
َ
ْ
من النعومة تحت
َ
ُ
ٍ
�ضو ٍء خافت
ي�سري بطيئـا يقطف الغيمات من رمل
ً
ُ ْ ِ ْ ٍْ
ْ
ٍ
�إلى �سعف
ِ
تجمع في �سواد الليلْ
ّ َ
ُ ّ ٍ
نجوم مثلث ولربما
ّ
الحوراء
َ ْ ْ
ٍ
على باب ُتردد �صرخة عبرت بكامل
ً
ُّ
َ ْ
حرهـا
َّ
َ
ُ
تلك القوافل ل�ست �أب�صرها
ُ
َُ
ٍ
ولك ّني �أ�صدق برد �أخدود
ُ َ
َ
تو�سط برد ليل
ٍ
هلْ ت�ساوت في ال�صدى �أ�شالء �أزمنة
َ
ْ
ُ
�أم الكلمات ت�شحب
ِ
ُ ْ ُ ُ
كلما ا�صطدمت ِبرابيةٍ
ْ َ من الأحجارِ في
ْ
َ
�صدرٍ
ْ
يجف
ّ
كَ قطرةٍ
ِ
فوق اللهيب
ْ َ
ّ
وكلما �أمعنت في الأثرِ الذي يبقَى
َ
ُ
�أ�صدق
ُ
َ
�أن ما يم�ضي بطيئا �سوف ي�أتي
ً
ّ
ْ
ً ِْ
و�شمة للوعد
�أزرق
َ
�ضاحكا
ِ ً
ٍ
ي�ضع الطيوب على مياه
َ
ُ
ّ ُ
�أنا الرحال
ُ ّ ً
يتركُ ني الهواء مبلال
كنت ارتع�شت
ُ
ُ
ُ
الليل
بحر من �شمو�س
ٌ ْ ُ ٍ
�أو �شمو�س في �صعود يدي
ُ
ٌ
ْ
ِ
�إ َلى ليل �أقي�س الوقت بالن�سـيان
ٍ
َ
ُ
َ
�سهر ُتك الأخيرة جاءني نغم
ُ
َ
ٌ
تفي�ض
ُ
�سما�ؤه بطيورِ �صم ٍ
ْت
ُ ُ
ٍ
المعات
ٍ
ٍ
خاف�ضات ري�ش �أجنحة
َ
تالم�س خفـقة في ال�سر لألأة
ً
ُ ْ ً
ِّ
َ
تراك وال تراها
َ
ٍ
َ
ِّ
واحة �أخرى لكل حجارة هجرت �إليك
ٌ
ْ
ْ ً ّ َ
لعلّ معراجا تنزل واحتمى َ
َ بك
َ ِ
ِ
في مكان ال�شوق
�أحجار
ٌ
ت�صب الماء فوق �صفائها الليلي
َ َ
ُّ
ِّ
ٌ
�أ�شكال من البلّ
َ ورِ دائرة
ٌ
ّ َ
ُ ُّ ْ َ
ِ
تهب عليك من حجرٍ تم�سك بالرمال
َ
انه�ض
ْ
�إلى بع�ض تكلم وا�ستوى
ْ ٍ
َ
َ
وجها لأزمنةٍ
ً
ت�ضيع وال ت�ضيع ا�صعد
ُ ْ ْ
ُ
�إلى حجرٍ َتجمع حوله �صمت يظلُّ
ُ
ٌ
َ
َّ َ
َ
هناك
�أبعد من عوا ِء الذئب في ال�صحرا ِء
َ
ُ
َّ
حيث ال ّناي
ُ
ُ
رق وحيث مركبة الهوا ِء كتابة �سالت
َّ
ٌ
ُ
ُ
ْ
ت�سبق الأحجار
ُ
ُ
َّ َ َ ّ
�صرخ َتها ك�أن العابرين تكلموا
َ ْ
جمعا
ْ ً
ك�أن حداءهم
ّ ُ َ ْ
يم�شي من الأحجار للأحجارِ
َ
ْ
ْ
�صوب دم
َ ٍ
ُيرافق �شاعراً غ ّنى
ُ
على �أُفقٍ بال �أُفقٍ
لي الأحجار
ُ
َ
لي �أي�ضا مال�س ُتها
ً
21
ِ ٌ
ا ْنحراف ي�ستقر برودة الأحجارِ
ُ
ُّ
ْ
تكبر
ُ
في �شمول الليل
ِ
ُ
ِ
م�ضطجعا �أرى ال ّنجمات عارية
ً
ُ ْ
ً َ
ِ
لها �أحوا�ضها ح ّتى الو�صول
ُ
َ
ْ ِ
�إليك من نارِ
التبدد فيك رعـد
ِّ ِ ْ ٌ
ْ
يكت�سي بال�ضو ِء منعك�سا على جـبل
ُ ِ ً
َ ٍ
ٍ
منارة حيرة
ُ
كانت قد انف�صلت عن الطرقات
ُ ْ
ْ
ْ
فهلْ تتوقف الأنفا�س
ُ
ُ
في ليل
ٍ
يوحد بين �أحجارٍ ت�ضيء م�سافة
ُ َ َ
ّ ُ َ
ِّ
ال�شك التي اختلطت
ْ
ب�أمزاج الغبارِ
ِ ُ
غ�شاء �أفكارٍ تمزق
ّ َ
ِ ُ
لم يعد حجر
ْ َ ٌ
قريبا �أو
ً
بعيداً
�أنت تلم�سه خفيفا
ُ َ ً
َ
ٍ
مثبِتا كفا على برد على نارٍ
ُ ً ًّ
ْ
ْ ٍ ّ
على وجه ت�شظى فوق �سطـح
َ ْ ٍ
كله
ُّ ُ
�أحجار
َ ْ
14. محمد حجي محمد
�شاعر مغربي من مواليد 8591. حا�صل على �شهادة �إجازة في علم االجتماع من جامعة �سيدي محمد
بن عبد اهلل بمدينة فا�س. حا�صل على �شهادة الأهلية في الفل�سفة والفكر الإ�سالمي. حا�صل على
دبلوم في علم النف�س. ي�شتغل �أ�ستاذا لمادة الفل�سفة. �صدر له: «ذئب الفلوات»، �شعر )5991(،
«الكتابة والموت»، «درا�سات في حديث الجثة»، كتاب جماعي )8991(، «�صباح ال يعني �أحداً»،
�شعر )7002(.
�أنت والفراغ وبنادق ال�ضجر
مرة �أخرى
َّ ً
يحا�صرني �صيفك
ُ
ُ
ِِ
بحرائقه
َ َ ِ َّ ِ
وكَ �سل الظهيرة
مرة �أخرى
َّ ً
تحا�صرك ِ البيوت
ُ
ُ
بالفراغ
ِ
وبنادق ال�ضجر
ِ َّ
الطق�س الذي في الخارج
ُ
جحيم لي�س ُيطاق
ُ
ٌ َ
فالهواء خانق
ٌ
ُ
بغيرِ ما حد
ٍّ
والغبار الذي
ُ
تغدقه علينا �شوارعك
ُ
ُ
ِ
بالمجان
َ َّ ِ ُّ ِ
مثل القبعات الزرق
�أراه منت�شراً
ُ ُ
في خيا�شيم ِ العابرين
َ
مرة �أخرى
َّ ً
نهارك
ُ
ٌ
قائظ
� َّأيتها المدينة
ُ
والموتى في المقاهي كعاداتهم
ي�شتمون العالم
َ َ َ
ٍ
بكلمات
َ
ال ُنبل فيها
ب�أعدادهم الهائلة
ِِ ْ َ
ً
طويال
�سيعمرون
ِّ َ
َ
هناك
و�إن غادروا
ْ
تركوا للع�شيرة
موائد
َ
تجيد
ُ
التل�ص�ص
ُّ َ
وكرا�سي تقتن�ص �أخطاء الأحيا ِء حيناً،
ُ
َ
َّ
ُ ِ
وحينا تقذفُهم ِبحجارة
َ
ْ َ ِ
من �ضغ ْي َنة
فداحات خارجة للتو
ََ ِ ِ
بر�أ�س مليء بالعواْ�صف
ٍ
تنه�ض عادة من رميم �سباتك
ً
ُ
ِ ُ
ال�ضلوع محطَّ
ُ ُ مة تماما
ً
ٌ
ٍ
ك�أنها خارجة للتو من غارات غادرة
ٌ ِّ
وقبل �أن تلقي ببقايا نومك
َ ْ
�إلى �أح�ضان المغ�سلة
ِ َْ
قبل �أن �أفند خيبا ِتك بمداد ظفرٍ زاْئف ٍ
َ
َ ْ ِّ َ
ِ َ َ َ
�سنمزق معا قارة من عمائم الغيوم
ِّ ُ ً
ِ ُ
ً
َ
ون�سوق قبائل بط�شها
ُ
َّ ِ
حتى البحارِ الق�صية
ول َّنك قاْ�س َية
أ ِ َ ِ ٌ
ِ
على العنادل
منحازة كما دائما
ً
�إلى طابور الموتى
�أنا�شدك �شيئا من المالئكة
ً
ُ
� َّأي ُتها
المدينة
ُ
العادلة
ُ
في توزيع الي�أ�س
ِ
ِ
على ال�شعرا ِء
ُ
قدري يا �سقراط
َ
َ
�أقود حقول �أرقك
ُ
�إلى قطيع ِ
�سبابات فا�سدة
قدري : �ألقن الأو�س والخزرج مبادئ
َ
ِّ ُ
َ
َ
ال�شم�س
َ ْ ِ
ِ ُ ِ
وبالغة جمجمة اليو َنان
َ
ولأن وجهي عاج
َّ
ٌ
بكوابي�س ال تنقطع
ُ
َ
َ
�س�ألوذ بمقهاك الأليفة
ُ
َ
ٍ ْ ْ ِ
وبر�شفة من قَهوة �صبح م�ستعارة
ٍ ُ
�س�أطرد عن مزاجك كلَّ ال�سحب
ُ
ُّ
َ
�إلى �أين
َ
�ستقذفني فداحاتك
�أيها ال�صباح
ُ
ٍ
�إلى جذاذات �أتم َّنى لتقليع ِتها �أن تبيد
ْ َ
ٍ
ٍ
�أم �إلى كلمات تعبق بعادات القفار..؟!
ُ
فلماذا
ال ُتطلقي
ر�صا�صة الرحمة
ً َّ
على �آخرِ �شدوٍ
وتن�صرفي
غير �آ�سفة؟
َ
51
عدد 211
5 كانون الأول 7002
15. عبد الحميد جماهري
�شاعر ي�شتغل بال�صحافة.�صدر له في ال�شعر : «مهن الوهم»، 1991. وفي الترجمة: «تذكرة ذهاب
و�إياب �إلى الجحيم» و «مذكرات محمد الراي�س»، 0002.
حتى الموت ال يكفي
ْ
ح َّتى الموت ال يكفي
ُ
لكي �أ�سوي ج�سدي ع�ضلة �سليمة
ً َ
ْ َ ِّ َ َ
للأ�شيا ِء ال�سهرانة
َّ
يقر�أ بها الطين
ُ
ِ
وكرا�سات الما ِء
ِ
ِ
وما يخفيه الحي الخفي
ُّ
ُّ
في الجذورِ العميقة (لل�سروِ )
ُ
َّ ْ
ِ
وحده البحر ي�شتق من المغامرات
ُّ
َ َُ َ ْ ُ
ِ
القديمة
قلبا وحياة للذّ اكرة
ً
ِ
ٌ َ ِّ ُ َ
َنجم ي�سدد نيزك الهاوية العالية
ِ
�إلى خ�صرِ الوردة
ويتمم للرمل امتالءه
ُ
ِّ ُ َّ ْ
َ َ
ِبمطرٍ
يهوي من �سرة الغ ْيم خليله
ُُ
ِ ْ ُ َّ َ ِ
ال�ضوء وك�أ�سه الطين
ُ ُ ِّ ُ
َّ ْ ُ
َ ْ ُ َ
ح َّتى الموت ال يكفي
َ
ِ َ
لت�أتي الق�صيدة والقرامطة ال ّنهاريون
ُ
ُ
ُّ
هل تكون الأر�ض بعيدة
ً
ُ
ُ
حينما نكون �أحياء
ُ
ً
وتدنو
ب�ضر َب ِة �س ْيف ؟ و َتخبو
َ ْ َ ٍ َ ْ
و�إذا �آ�ستوى المعنى ترابا للروح
َ
ً ُّ
هلْ �أ�صيلة زلزله للحوا�س
ُ
ُ
َ
ُ ّ
�أم �ضيف الطفولة
على الما ِء والجرح؟
ِ ْ ِ
يرمم الماء لغ َته بما يحترِ ق منها
ُ
ُ ُ
ِّ ُ
في ينابيع ال�شهوات.
ّ
ف�أ�س�أَل: هلْ ج ّثة ال َت ْن�سى
َ ْ ُ َ ُ ٌ َ َ
تظلّ ج َّثتي ؟
�أنا ا َّلذي يحيا مو َته
َْ ُ
ّ
كلما عمد ْته المدن بال ُّنبو ِة والأقبِيه؟
ُ
ْ ْ
ّ
ّ
�صاحبي لماذا تقي�س عمر البحرِ
َ َ ُ
ُ
َِ
بالأ�صابع المقطوعة
ِ
ِْ
و�صيد الم�صادفات ال�سعيدة
َْ
وت�صدق الخ�ضة القاتلة
َّ َ
َ ِّ
و ُت�صدق �أ ّنك �شامة البحرِ الخفية
َّ
َ ْ
َّ
ِ َ ّ
وال ت�صدق �أن ال ّنرج�سة الليليه
ِّ ُ
ْ
ْ َ ِ
قُرب باب المقبرة
ُت�ضيء بال�شذى وحده
ُ َّ
َ َُ
كيما ينطفيء ال َنجم
ُ ْ ُ
و�أنير قلبك وخ ْيمة الفرح.
ُ َ َ َ َ ََ
كُ لما قلت الأحبة
ّ ُْ ُ
ّ
ق�صدت �أَ
ُ غْ �صاني ا َّلتي َت ْبكي
ّ ُْ َْ
وكلما قلت قلبي
�أَق�صد مجد الأَر�ض وجمرة اللغه.
ْ ِ ُ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َّْ
ِ
ح َّتى الموت ال َيكفي
ُ
ُنغ ّني �أكثر مما نتنف�س.
َّ ّ ُ
ِ
نبكي �أكثر مـ ...نا
ّ
ك�أ ّنما كلُّ الأمهات مغت�ص َبات.
ِ ُ َ
ِ
�سيكذب الغ�سق لو يرمي على الأفق
ُ َ ُ
بوعو ُله
وعلى ال�سفن
ُّ
قبل �أن ي�أتي ال�شاعر ال�ص َّياد
َْ ْ
ُ ّ ُ
ب�أني ِن ِه
ُّ ِ
وتردد المحبين
ِّ
ُ َ ْ
فح َّتى الموت ال يكفي
لن�ص َنع طريدة �سليمة لهذا الم�ساء!
ً
ً
ْ َ
لم َن َترجلْ بعد عن �سفن �إيثاكا
ُ ُِ
ُ
َ
لم نحرق �شواطيء الأودي�سة بعد
ْ
َ ُْ
لي َتنا �أعدا�ؤنا
ِلنك�سر على خ�صورِ نا خ�صور ِن�سا ِئنا
َ
َ
و َن�سبِي مجد َنا.
َ
َ ْ
فائق ح�سن
41
16. جالل الحكماوي
ولد بمدينة الدار البي�ضاء عام 5691. يعمل مدر�سا ً للغة الفرن�سية. حا�صل على �شهادة الإجازة في
الأدب الفرن�سي، ودبلوم المدر�سة العليا للأ�ساتذة بمكنا�س. ع�ضو هيئة تحرير مجلة (�إ�سراف).
�صدر له: «�شهادة عزوبة» )7991(، «اذهبوا قليالً �إلى ال�سينما» )0002(.
موبيليت �أحمد بركات
�إلى ح�سن حلمي
موبيليت حمراء
ٌ
ُ
يجوب بها
ُ
�أحمد خريطة �أمريكا الجنوبية
َّ َ
َ
ُ
يتوقف في مقاهيها
ُ
في �أ�سوا ِقها
في حانا ِتها
ي�صافح فيها
ُ
بابلو
خورخي
جبران
علي
بالل
ُيخرج من جيبِه ِ �صقراً ورقيا
َ ً
َ
ُ
ِ
ِ
ُيطلقه عاليا في حقول الر�أ�سمال
ُ َ ً
الرمزي
ِّ
موبيليت حمراء
ٌ َ ُ
يقودها
ُ
�أحمد
ُ
�إلى يباب ال�صخورِ ال�سودا ِء
ِ ُّ ُ
َّ
�إلى �أر�ض ما ملكت يدي
ِ
ْ
الأر�ض
ُ
التي �سابقت فيها الموبيليت �أرواح
ُ
ْ
َ
الهنود الحمرِ
ِ ُ
ال يعود منها �شعراء �أمريكا الجنوبية
ُ
ُ
الحالمون
ٌ ُ ٌ
�أخوة الأر�ض �صقر مح َّنط
ُ
ِ
تعود الموبيليت الحمراء
ُ
ُ
ُ
يمتطيها
ً
بركات جذال
ُ
كعادتهِ
وراءه امر�أة كولومبية مليحة
ٌ
ٌ
ُ
ُتدعى مر�سيدي�س
َ
تخرج من �صرتها البدوية
َّ َ
ُ
َّ
�أرانب
َ
َ
مناديل زرقاء
َ
ق�صائد تفعيلة، بغمازة ابن الع�شرين،
ِ ِ
َ
ّ
�شنب ال�شاعرِ ال�ضليل،
َ
�أ�شياء �أخرى.
َ
المر�أة الكولومبية تن�صب خيمة الوبرِ
ُ
َ
ُ
ُ
قرب نخلةِ
�أحمد
َ
َ
تنوح
ُ
وتقطفين الوردة الحمراء
َ
َ
َ
التي كادت تختنق
ُ
ْ
في رواية بالك �ألبوم لحنيف قري�شي؟
ُ ْ
عثرت فقط
ٍ
َّ ٍ
ٍ
على بطاقة َبريدية قَديمة
يبت�سم فيها �شون بين
ُ
�أحيانا
ً
�أفكر في ابت�سامةِ
�أحمد
َ
ُ
في ابت�سام ِته الفرا�ش ِة
ِ ََ َ
َِِْ
ُّ
هي ُتحط على مقود
َ
ِ
الموبيليت
خفيفة
ً
مرحة
ً
ثم
َّ
تطيييييييييييييييييييييييييييييييييير
�إلى...
حيث �أحكي له كلَّ يوم تقريبا
ً
ُ
ٍ
ُ
�أخبار �أمريكا الجنوبية
َ
(المر�أة الكولومبية)
ُ
ُ
ِ
بالبريد الإلكتروني.
ِ
ْ ٍّ
ما من �شك، �إ َّنك الآن
َ
(بعد �سعادة الفل�سفة الزوجية)
َت�ضحكين، َت�ضحكين
َ
َ
َ ُ ِ
�شعرك الأ�سود جامح
ُ
ٌ
ٍ
كح�صان عربي �أ�صيل �أ�ضاع ِبداية
َ
ٍ
َ
ٍّ
الطريق
َّ ْ
َّ ِ
ِ
ِقطعان، قطعان الذئاب القطبية
ُ
َ َ
ُتخرج �أل�سنتها الحمراء لتلعق بابل
َ
ُ
قدميك.
فنجري معا
ً
نجري نجري بثقةِ
جندي
ٍّ
ٍ ِ
(ال ُيطلق ال َّنار عمداً على جريح عراقي
ُ َ َ
ٍّ
َ ِ ِ
في خيمة اهلل الممزقة)
َّ
ِ
�سيجد باب الج َّنة
ُ َ
َ
هناك
ِ
و�ضعت لأول مرة يدي في يدك
ُ َّ ِ َّ ٍ ْ
ف�صار قر�ص ال�شم�س قطع َنقد ذَه َب َّية
َ ُ َّ ْ ِ
َ ٍْ َ ً
ا�شترينا بها
َبرمجية حب م�ستعملة
ً
ْ َ ُ ٍّ ُ
ِ
مل�صقات ت�شي غيفارا
ُ
ٍ َّ
وورود جه َّنم كلها
َ
ف�صار العالم ج�سراً عِ
ُ ِ
ْ مالقا
ْ ً
َ
َّ ِ
ي�ضج بالع�شاق الم�سافرين �إلينا.
ُّ
ُ
ْ
�أما الأ�سد فيفتر�س كبده َينام
ُ ْ ُ َُ ُ
مفكراً في بطن روبي و�سروال �إيمنيم
ِ
ُ
الف�ضفا�ض
َ ْ
هما ُيغنيان «ق�صة حياتهما»
ِّ ٍ َ ِ ٍ
لمت�سولة �صغ ْيرة ُتدعى �سو�سو.
لم تذْ هبين �إلى كاليفورنيا ؟
َ
َ
ُ َ
ِ
�سو�سو ال�شيطانة التي كنت تفرقعين
ُ
قبلها الطائرة في الهواء
َ
َ
َ
قبل �أن ت�ضع يديها الد�سمتين حول
َ
عنقي.
ُ
ِ
ها �أنت تذهبين �إلى حيث دالفين
ِ
ُ
َ
الهيب-هوب
ُ
ت�أكل البيتزا ت�شرب الكوكاكوال
ُ
ِ
ِ
ُتطارد فتيات البيكيني الطاهرات
ُ
ب�سيارات ريا�ضيةٍ
ٍ
َّ من عظام تنين �أ�سقمه
ِ ٍ
َُ
الحب في فيلم �أبي فوق ال�شجرة
ُّ
ِ
كنت الدمية � َّإياها في تلفزيون ِق َيامة
َ
َ
َ
تكره الهواء المثقل بكهربا ِء ال َّتما�سيح
ِ
ُ
َ
الأ�سد يت�أمل معركة ال ينهزم فيها التنين.
ُ َّ ُ َ ً
ُ
ُ
ـ نحن؟
ُ
ِ
ِ
ـ ماذا فعلنا بجبال الباقات التي
ابتكرناها وردة
ً
وردة بكالمنا الطويل الطويل عن التنين
ً
ِ ِ ِّ ِ
ِ
ِ
الذي ال ينهزم في بالد Sol y Mar؟
ُ
ٍ
َيلمحك ِ الأ�سد من كوكب افترا�ضي
ُ
ُ
ٍّ
ٍ
بعيد
ً َْ ٍ َ ِ ٍَ
ِ
ـ �أنت َتبت�سمين وحيدة ِلفقمة وح ْيدة
َ َ
ِ
م ْثلك
ِ
ِّ َ ُ ِ
ـ الدالفين المت�أنقة ذات الأقراط الذهبية
َّ
ـ نظارات Ray Ban
ـ قفازات بونجور، بون�سوار
ُ
ِ
ٍ
تتفح�صك عن كثب
مثلما يتفح�ص تجار �أنفر�س اليهود
ُ َّ ُ
خاتما من الما�س
ً
ِ
ٍ
ِ
وجدوه في حلق قر�صان عربي قتلته
ُ
ُ
ٍّ
ال�صبابة
َّ
َ
قبل قيامة نيويورك
وبعدها
َ
لم �أعثر عليك �أنا
ْ
حين ذهب التنين مع الريح
َ
في فيلم وثائقي عن �أخطارِ الأنترنت
ٍ
ٍّ
(ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات
َّ ُ
َّ ُ
َّ ُ
ال�سيارات
َّ ُ
ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات
َّ ُ
َّ ُ
َّ ُ
ال�سيارات)
َّ
َ
تلك ال�سيارات
َّ ُ
ي�سوقُها �شباب مهاجر من �إيطاليا �أو
َ ٌ ُ
ٌ
هولندا
فهلْ �ستقولين
َ
َّ ِ
ِ
ِ
(رغم َبريق القالدات الذهبية مو�سيقى
ُ
َ
الراي)
َّ ْ
Il fait bon
�أم �ستنظرين �إلى عظام التنين
ِ ِّ
َ
البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء
ال�سودا ِء،
�إلخ
71
عدد 211
5 كانون الأول 7002