SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 9
Baixar para ler offline
Hia




                             Hia



Hia




                        10


      9 771319 090013
‫رحمك اهلل يا �سلطان اخلري‬




‫«يا اأيتها النف�س املطمئنة ارجعي اإىل ربك را�ضية مر�ضية فادخلي يف عبادي وادخلي جنتي»‬
                                 ‫�ضدق اهلل العظيم‬



                                       ‫اأ�سرة حترير‬
‫�سلطان املعرفة واحلكمة والقدوة احل�سنة‬
   ‫رحيل األمير سلطان بن عبد العزيز مصاب جلل ألم بنا جميعا.. رحل‬
                         ‫ّ‬
‫القائد الذي أولى الوطن واملواطن كل اهتمامه وفي جميع مناحي احلياة.‬
   ‫بوفاته، رحمه الله، فقدنا رجل سياسة وفكر وعطاء طاملا تبنى اإلبداع‬
          ‫وأكرم املبدعني. رحل سلطان اخلير، وترك بصماته اخليرة شاهدة‬
     ‫على ما قام به من خير وزرع من عطاء في مختلف املجاالت اإلدارية‬
                                                               ‫واالقتصادية.‬
         ‫كانت له رؤية ثاقبة وحنكة سياسية، وبعد نظر في التطوير اإلداري‬
          ‫باململكة، من خالل رئاسته للجنة العليا لإلصالح اإلداري، ورئاسته‬
        ‫ملجالس العديد من األجهزة احلكومية، من خالل استحداث العديد من‬
 ‫الهيئات خلدمة الوطن ورفعته، كما كان للمرأة دور أساسي في مسيرته.‬
  ‫ولم يتوانَ ، رحمه الله، عن دعم املرأة السعودية أينما حلت، واألخذ بيدها‬
     ‫لتقوم بدورها مبا كفله لها دينها من أجل رفعة أمتها، ولم يتوانَ أيضا‬
                                ‫في بذل الغالي والنفيس من أجل دينه وأمته.‬
   ‫كان، رحمه الله، واحدا من أبناء عبد العزيز، الذين ساندوا والدهم حتت‬
 ‫راية “الاله إال الله محمد رسول الله”، خدمة لدينهم وإعالء لشأن وطنهم.‬
    ‫كان سلطان بن عبد العزيز سلطانا باملعرفة واحلكمة والقدوة احلسنة.‬
        ‫وامتدت يده الكرمية لتدعم أبناء الوطن واألمتني العربية واإلسالمية.‬
            ‫كان لي شرف لقاء سلطان اخلير في مناسبات كثيرة، كان آخرها‬
         ‫عام 5002 في نيويورك، حيث ترأس وفد اململكة لألمم املتحدة، وفي‬
              ‫لقاء جمع قطاع األعمال السعودي األمريكي، حيث أكد في كلمته‬
      ‫حرص اململكة على التقدم واملبادرة لوصولها ألعلى املراتب اقتصاديا.ً‬
          ‫وبابتسامته التي ال تفارقه أثنى على جهودنا والدور الذي نقوم به،‬
            ‫وهو ما كان له أكبر األثر وحافزا ً ليس له مثيل لبذل املزيد خلدمة‬
        ‫هذا البلد املعطاء. إن الكلمات تعجز عن وصف املشاعر في رحيل هذا‬
             ‫القائد العظيم، لقد كان، رحمه الله، بليغا في قوله، وحكيما في رأيه‬
     ‫وكرميا في عطائه، وبكل ما عرف عنه من فكر ثاقب، وأعمال مدروسة‬
          ‫واستراتيجيات وضعها في كل منصب تواله، فلقد شملت اهتماماته‬
   ‫الكثير من جوانب احلياة في اململكة وخارجها، من خالل دعمه مشاريع‬
    ‫الوطن التنموية اخليرية واإلنسانية، ليس على املستوى احمللي فحسب،‬
                                   ‫بل على املستويني اإلقليمي والدولي أيضاً.‬
  ‫رحل األمير الذي ملك قلوبنا وقلوب السعوديني كافة، والذي أفنى حياته‬
 ‫في خدمة دينه ومليكه ووطنه، رحل األمير سلطان، ولكن لم يرحل ذكره‬
                                                             ‫ومناقبه الطيبة.‬         ‫الدكتورة اأفنان ال�سعيبي‬
     ‫اللهم أرحم األمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الذي وهب نفسه‬               ‫الأمني العام والرئي�س التنفيذي لغرفة التجارة العربية الربيطانية‬
           ‫خلدمة أمته، وعمل مع خادم احلرمني على نهضة الوطن، وأدخله‬                     ‫اأول عربية و�سعودية تتوىل هذا املن�سب‬
      ‫فسيح جناتك مع الصديقني والنبيني والشهداء وحسن أولئك رفيقا.‬                           ‫‪Aalshuaiby@gmail.com‬‬


                                                                                                                                                  ‫61‬
‫رحل اجل�سد.. وبقي �سلطان الإن�سان‬
 ‫لم تفارق صورة املرأة املسنة، التي التقطتها الكاميرات وهي حتفر بيوت النمل بحثا عما خبأته من‬
  ‫حبوب، لتتخذ منه طعاما لها وألوالدها، أفئدتنا وأذهاننا طويال، حركت بداخلنا بركانا من الغضب‬
     ‫واحلزن، لكننا في النهاية وقفنا عاجزين لم نفعل لها شيئا، ألنها تعيش في صحراء النيجر على‬
 ‫بعد آالف األميال منا. وحده األمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، الذي حترك على الفور وأمر‬
‫بتشكيل فريق لدراسة وضع تلك املرأة، ومعرفة ما ميكن فعله جتاهها هي ومن هو في مثل حالها،‬
      ‫وبعد رحلة بحث طويلة، وصل رجال سلطان إلى تلك املرأة، وجنحوا في مسح دموعها بعد أن‬
      ‫وفروا لها وألسرتها العيش الكرمي. لم جتد املسنة بعد أن علمت أن األمير سلطان كلف اللجنة‬
   ‫للوصول إليها ومساعدتها، سوى أن ترفع يدها إلى السماء، وتدعو لهذا الرجل الذي حطم حدود‬
       ‫الزمان، ونشر اخلير في كل مكان. وقدم منوذجا فريدا لإلنسان املسؤول، الذي يشعر بهموم‬
      ‫وآالم اآلخرين. كانت قصة هذه املرأة بداية مليالد «جلنة األمير سلطان بن عبد العزيز اخلاصة‬
      ‫لإلغاثة» التي أمر بتكوينها لتقدمي املساعدات اإلغاثية العاجلة ملتضرري املجاعة في النيجر، ثم‬
       ‫توسعت نشاطاتها لتغطي دوالً إفريقية عدة، وتقدم املساعدات والبرامج اإلنسانية، وترفع عن‬
     ‫احملتاجني أحزانهم، حيث لم يقتصر دعم الفقيد واهتمامه ومتابعته للقضايا اإلنسانية على حالة‬
  ‫هذه املرأة، بل إن ذلك أبسط مثال الهتمام األمير سلطان، رحمه الله، بالقضايا واملآسي اإلنسانية،‬
           ‫ومعاجلتها قدر املستطاع. بعيدا عن حكاية املرأة املسنة، ميكن أن نتوقف طويال أمام مئات‬
    ‫القصص واحلكايات اإلنسانية على أرض الوطن، أبطالها أطفال وفتيات معاقون، مرضى وفقراء‬
       ‫ومحتاجون، كلهم متتعوا برعايته، سواء من خالل مؤسساته اخليرية املنتشرة في كل مناطق‬
      ‫ومدن اململكة، أو من خالل اهتمامه املتواصل مبثل هذه احلاالت، ولعل قصة الطفل املعاق، الذي‬
     ‫كان يحلم مبقابلة األمير سلطان ففوجئ به يتصل عليه هاتفيا، ويبلغه بتحقيق حلمه في العالج‬
   ‫والرعاية الطبية والصحية واالجتماعية، خير مثال وأفضل منوذج ملا كان عليه سموه، رحمه الله.‬
      ‫زرع سلطان اخلير االبتسامة على شفاه املكلومني واحملتاجني، وجسد عمق اإلنسانية، وأوصل‬
          ‫العمل اخليري إلى كل مكان في السعودية وخارجها، وعرف، رحمه الله، بأنه نصير الفقراء‬
                                            ‫ُ‬
 ‫واحملتاجني في كل مكان. كانت “مؤسسة األمير سلطان اخليرية” من أولى املؤسسات، التي عملت‬
     ‫على نشر ثقافة املسؤولية االجتماعية في القطاعني اخلاص والعام، وجنحت في تفعيل مبادرات‬
         ‫وبرامج املسؤولية االجتماعية، التي تسهم في حتويل الفرد من مستهلك إلى منتج، كما جنح‬
        ‫بفكره اإلنساني واالستراتيجي في رفع متوسط دخل الفرد السعودي، وحول األمير سلطان‬
       ‫العمل اخليري إلى عمل مؤسساتي كبير، حيث أبعده عن االجتهادات الشخصية، وبادر، رحمه‬
      ‫الله، لتشكيل فريق وطني يعنى بهذا املوضوع، ويشارك في عضويته ممثلون للغرف التجارية‬
                                                     ‫ِ ُ‬
    ‫الكبرى باململكة والقطاع اخلاص والعام، وحظيت بشرف عضوية هذا الفريق من خالل رئاستي‬
     ‫ملجلس املسؤولية االجتماعية في “غرفة جدة”. كانت هذه املؤسسة ومازالت منوذجا يحتذى في‬
        ‫تقدمي الرعاية االجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعاقني واملسنني، وإيجاد دور للنقاهة‬
      ‫والتأهيل والتمريض، وتوعية املعاقني واملسنني الستخدام وسائل الرعاية املنزلية واالجتماعية،‬
  ‫وتوعية املواطنني مبظاهر الشيخوخة املبكرة، وكذلك تقدمي األجهزة التعويضية للمعاقني واملسنني‬
    ‫ملساعدتهم على التكيف مع ظروفهم، ونالت هذه املؤسسة خالل السنوات الـ 61 املاضية احترام‬
         ‫العالم كله، من خالل تنفيذ مشاريع ذات آثار بعيدة املدى، ومنها “مشروع مدينة سلطان بن‬
 ‫عبدالعزيز للخدمات اإلنسانية”، و”مشروع مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية”، و”برنامج‬
                           ‫سلطان بن عبدالعزيز لالتصاالت الطبية والتعليمية”، والبرامج األكادميية.‬
        ‫وشاهدت بنفسي اجلهود اجلبارة، التي تبذل في “مركز تنمية الطفل”، الذي يهدف إلى تقدمي‬
‫خدمات لألطفال حتى سن العاشرة لوقايتهم في سن مبكرة من آثار التخلف، إن كان تأخر منوهم‬
 ‫الفكري يعود ألسباب بدنية أو اجتماعية أو بيئية أو غير ذلك. وأسس، رحمه الله، «صندوق األمير‬
   ‫سلطان بن عبد العزيز لدعم املشاريع الصغيرة للسيدات»، الذي يحول املرأة السعودية من باحثة‬
                                                                          ‫عن عمل إلى صانعة عمل.‬
  ‫وشكل العلم جانبا مهما من شخصية األمير سلطان من خالل اهتمامه ورعايته للعلماء والباحثني‬
      ‫وطالب العلم، وسعيه لتوطني العلوم بكل مجاالتها عبر كراسي البحث العلمي، التي قام، رحمه‬
                                  ‫الله، بإنشائها في جامعات اململكة بتمويل شخصي، واهتمام خاص.‬
     ‫وشخصيا أعتبر «صندوق األمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية املرأة» أحد أبرز اإلجنازات التي‬                        ‫األفت قباين‬
      ‫ارتبطت بشخصه، حيث شارك سموه بنصيب األسد في الصندوق، عندما دعمه بثالثني مليون‬
        ‫ريال، وتبناه. األمير سلطان، رحل عنا بجسده فقط، لكنه بقي بأعماله اإلنسانية ومؤسساته‬             ‫نائبة رئي�س اللجنة ال�سناعية بـ»غرفة جدة»‬
       ‫الشامخة.. رحم الله فقيد األمة، القائد املبدع، احلكيم الشجاع، والرجل اإلنسان، نصير الفقراء‬        ‫نائبة رئي�سة اللجنة العليا للتعاون‬
                                                                           ‫واحملتاجني، وداعم املرأة.‬   ‫الدويل لحتاد امل�ستثمرات العربيات‬
                                                                 ‫إلى جنات اخللد يا سلطان العطاء.‬           ‫‪okabbani1@gmail.com‬‬



                                                                                                                                                   ‫81‬
‫�سلطان اخلري داعم املراأة‬
      ‫مشاعر احلزن عميقة، ونحن نودع أمير اإلنسانية والكرم ومكارم األخالق‬
             ‫سلطان بن عبد العزيز، نودعه ونحن نستحضر مكانته ومحبته رمزا‬
     ‫للمسؤولية الرفيعة واحلنكة واحلكمة ونبعا ً لألخالق والقيم، نودعه ونتذكر‬
            ‫أياديه البيضاء املبسوطة باخلير لإلنسان واإلنسانية. السجل الوطني‬
  ‫واإلنساني لفقيد الوطن سلطان اخلير حافل بالعطاء واإلجنازات على الصعيد‬
                                                             ‫الشخصي واإلنساني.‬
  ‫يودع الوطن سلطان اخلير، ويتذكر املواطنون في جميع املناطق، كيف اقترنت‬
       ‫زياراته لهم مبشاريع ومبادرات اخلير الداعمة بسخاء للتنمية االقتصادية‬
      ‫واالجتماعية. رسّ خ فقيد الوطن األمير سلطان بن عبد العزيز مفهوم تنمية‬
    ‫املرأة، وكانت له بصمات واضحة في دعمها اقتصاديا واجتماعيا، وكان أحد‬
  ‫الرموز املناصرة لقضايا املرأة، ومتثل ذلك في اهتمامه، رحمه الله، بنشاطاتها‬
      ‫ودعمها ماديا ً ومعنويا ً ودعم قضاياها. تعامل فقيد األمة سلطان اخلير مع‬
      ‫قضايا املرأة السعودية بكثير من احلنكة والهدوء، فهو من قال: «إن مسألة‬
        ‫قيادة املرأة للسيارة تخص اآلباء واألزواج واإلخوان، وال عالقة للحكومة‬
        ‫بها، ومتى طلب هؤالء أن تقود املرأة السيارة، فإننا سننظر في ذلك، وإذا‬
   ‫طالبوا بالعكس فلن جنبرهم». حظيت املرأة السعودية لدى األمير سلطان بن‬
‫عبدالعزيز، رحمه الله، باهتمام كبير، إميانا ً منه، رحمه الله، بأن املرأة السعودية‬
     ‫أصبح لها دور كبير في احلياة العامة، ففي الكثير من املناسبات كان يدعو،‬
   ‫رحمه الله، إلى ضرورة دعم املرأة وتوجهاتها، إلميانه الشديد بأنها أصبحت‬
   ‫شريكا أساسيا للتنمية في املجتمع السعودي. وكان يحرص، رحمه الله، على‬
         ‫دعم بنات الوطن من خالل استقباله للوفود النسائية في مكتبه بالديوان‬
    ‫امللكي واالستماع إليهن واحلديث معهن، من أجل إعطائهن دفعة معنوية في‬
        ‫السير بالوطن وأبنائه إلى املستقبل، الذي يضمن لهن حياه كرمية. املتابع‬
    ‫ملسيرة سلطان اخلير يلحظ بجالء أن املرأة لم تغب عن تطلعاته في مختلف‬
    ‫املشاريع التي تبناها ودعهما، رحمه الله، إمنا كانت املرأة السعودية الشريك‬
   ‫واملستفيد في الوقت نفسها في الكثير منها، ولم يتوقف الدعم عند هذا احلد،‬
  ‫إمنا أطلق، رحمه الله، مشروعا ً خاصا ً بها في املنطقة الشرقية، وهو «صندوق‬
‫األمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم مشروعات السيدات»، ومت تطوير الصندوق،‬
    ‫وتغيير اسمه إلى «صندوق األمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية املرأة»، حيث‬
‫يعمل هذا الصندوق على تنمية املرأة في جميع مراحلها العمرية وجميع فئاتها،‬
  ‫والتركيز على تطوير املرأة ثقافيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً، مع التأكيد على هوية‬
      ‫املرأة السعودية بكل أبعادها الدينية واالجتماعية، من خالل مجموعة أعمال‬
         ‫تنموية تهدف إلى متكني املرأة السعودية، لالضطالع بدورها االجتماعي‬
   ‫والوطني واملساهمة في التنمية الشاملة، رحم الله فقيد الوطن، وجعل عطاءه‬
                        ‫لإلنسان السعودي واإلنسانية جمعاء في ميزان حسناته.‬
         ‫أصدق التعازي إلى مقام خادم احلرمني الشريفني واألسرة الكرمية،‬
      ‫ونسأله، سبحانه تعالى، أن يتغمد سلطان اخلير بواسع رحمته، وأن‬                   ‫عبد اللطيف حممد العلي العبد اللطيف‬
                             ‫يدخله فسيح جناته. (إنا لله وإنا إليه راجعون).‬            ‫املدير التنفيذي ل�سركة «الغزايل للتجارة»‬




                                                                                                                                 ‫02‬
مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011
مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011
مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011
مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011

Mais conteúdo relacionado

Semelhante a مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011

الثقافة والقراءة
الثقافة والقراءة الثقافة والقراءة
الثقافة والقراءة Abdelrahman Zmeili
 
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015Baker AbuBaker
 
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرخالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرBaker AbuBaker
 
Architectural heritagebiography
Architectural heritagebiographyArchitectural heritagebiography
Architectural heritagebiographyhnykotb
 
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013Hia Magazine - مجلة هي
 
نادي القراءة تمهيد للمشروع
 نادي القراءة تمهيد للمشروع نادي القراءة تمهيد للمشروع
نادي القراءة تمهيد للمشروعBrahim Khababa
 
جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2Azroo Osman
 
جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة  العدد 2 جريدة احرار نفوسة  العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2 Salah Aden
 
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013Hia Magazine - مجلة هي
 
Ali urayet علي عبدالله وريث
Ali urayet علي عبدالله وريثAli urayet علي عبدالله وريث
Ali urayet علي عبدالله وريثZaki Banoon
 
نشرة صوت البحرين (7)
نشرة صوت البحرين (7)نشرة صوت البحرين (7)
نشرة صوت البحرين (7)bahrainonline
 

Semelhante a مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011 (12)

النشرة الإلكترونية - العدد 34 - لشهر تموز آب أيلول/ 2017 - جمعية الإرشاد وال...
 النشرة الإلكترونية - العدد 34 - لشهر تموز آب أيلول/ 2017 - جمعية الإرشاد وال... النشرة الإلكترونية - العدد 34 - لشهر تموز آب أيلول/ 2017 - جمعية الإرشاد وال...
النشرة الإلكترونية - العدد 34 - لشهر تموز آب أيلول/ 2017 - جمعية الإرشاد وال...
 
الثقافة والقراءة
الثقافة والقراءة الثقافة والقراءة
الثقافة والقراءة
 
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015الشهيد القائد خالد الحسن  عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
الشهيد القائد خالد الحسن عقل الثورة والمفكر الناجي اعداد جديد -بكر أبوبكر 2015
 
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرخالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
 
Architectural heritagebiography
Architectural heritagebiographyArchitectural heritagebiography
Architectural heritagebiography
 
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013
مجلة هي - العدد 237 - نوفمبر 2013
 
نادي القراءة تمهيد للمشروع
 نادي القراءة تمهيد للمشروع نادي القراءة تمهيد للمشروع
نادي القراءة تمهيد للمشروع
 
جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2
 
جريدة احرار نفوسة العدد 2
جريدة احرار نفوسة  العدد 2 جريدة احرار نفوسة  العدد 2
جريدة احرار نفوسة العدد 2
 
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013
مجلة هي - العدد 229 - فبراير 2013
 
Ali urayet علي عبدالله وريث
Ali urayet علي عبدالله وريثAli urayet علي عبدالله وريث
Ali urayet علي عبدالله وريث
 
نشرة صوت البحرين (7)
نشرة صوت البحرين (7)نشرة صوت البحرين (7)
نشرة صوت البحرين (7)
 

Mais de Hia Magazine - مجلة هي

مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015
مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015
مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014
 مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014 مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014
مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014Hia Magazine - مجلة هي
 
مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014
 مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014 مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014
مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014Hia Magazine - مجلة هي
 

Mais de Hia Magazine - مجلة هي (20)

مجلة هي - العدد 265 - مايو 2016
مجلة هي - العدد 265 - مايو 2016مجلة هي - العدد 265 - مايو 2016
مجلة هي - العدد 265 - مايو 2016
 
مجلة هي - العدد 264 - أبريل 2016
مجلة هي - العدد 264 - أبريل 2016مجلة هي - العدد 264 - أبريل 2016
مجلة هي - العدد 264 - أبريل 2016
 
مجلة هي - العدد 263 - مارس 2016
مجلة هي - العدد 263 - مارس 2016مجلة هي - العدد 263 - مارس 2016
مجلة هي - العدد 263 - مارس 2016
 
مجلة هي - العدد 261 - يناير 2016
مجلة هي - العدد 261 - يناير 2016مجلة هي - العدد 261 - يناير 2016
مجلة هي - العدد 261 - يناير 2016
 
مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015
مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015
مجلة هي - العدد 260 - ديسمبر 2015
 
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015
مجلة هي - العدد 259 - نوفمبر 2015
 
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015
مجلة هي - العدد 258 - أكتوبر 2015
 
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015
مجلة هي - العدد 257 - سبتمبر 2015
 
مجلة هي - العدد 256 - يوليو 2015
مجلة هي - العدد 256 - يوليو 2015مجلة هي - العدد 256 - يوليو 2015
مجلة هي - العدد 256 - يوليو 2015
 
مجلة هي - العدد 255 - يونيو 2015
مجلة هي - العدد 255 - يونيو 2015مجلة هي - العدد 255 - يونيو 2015
مجلة هي - العدد 255 - يونيو 2015
 
مجلة هي - العدد 254 - مايو 2015
 مجلة هي - العدد 254 - مايو 2015 مجلة هي - العدد 254 - مايو 2015
مجلة هي - العدد 254 - مايو 2015
 
مجلة هي - العدد 253 - أبريل 2015
مجلة هي - العدد 253 - أبريل 2015مجلة هي - العدد 253 - أبريل 2015
مجلة هي - العدد 253 - أبريل 2015
 
مجلة هي - العدد 252 - مارس 2015
 مجلة هي - العدد 252 - مارس 2015 مجلة هي - العدد 252 - مارس 2015
مجلة هي - العدد 252 - مارس 2015
 
مجلة هي - العدد 250 - يناير 2015
مجلة هي - العدد 250 - يناير 2015مجلة هي - العدد 250 - يناير 2015
مجلة هي - العدد 250 - يناير 2015
 
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014
مجلة هي - العدد 249 - ديسمبر 2014
 
مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014
 مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014 مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014
مجلة هي - العدد 248 - نوفمبر 2014
 
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014
مجلة هي - العدد 247 - أكتوبر 2014
 
مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014
 مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014 مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014
مجلة هي - العدد 245 - يوليو أغسطس 2014
 
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
 
مجلة هي - مجلة العروس 2014
مجلة هي - مجلة العروس 2014مجلة هي - مجلة العروس 2014
مجلة هي - مجلة العروس 2014
 

مجلة هي - العدد 215 - نوفمبر 2011

  • 1. Hia Hia Hia 10 9 771319 090013
  • 2. ‫رحمك اهلل يا �سلطان اخلري‬ ‫«يا اأيتها النف�س املطمئنة ارجعي اإىل ربك را�ضية مر�ضية فادخلي يف عبادي وادخلي جنتي»‬ ‫�ضدق اهلل العظيم‬ ‫اأ�سرة حترير‬
  • 3. ‫�سلطان املعرفة واحلكمة والقدوة احل�سنة‬ ‫رحيل األمير سلطان بن عبد العزيز مصاب جلل ألم بنا جميعا.. رحل‬ ‫ّ‬ ‫القائد الذي أولى الوطن واملواطن كل اهتمامه وفي جميع مناحي احلياة.‬ ‫بوفاته، رحمه الله، فقدنا رجل سياسة وفكر وعطاء طاملا تبنى اإلبداع‬ ‫وأكرم املبدعني. رحل سلطان اخلير، وترك بصماته اخليرة شاهدة‬ ‫على ما قام به من خير وزرع من عطاء في مختلف املجاالت اإلدارية‬ ‫واالقتصادية.‬ ‫كانت له رؤية ثاقبة وحنكة سياسية، وبعد نظر في التطوير اإلداري‬ ‫باململكة، من خالل رئاسته للجنة العليا لإلصالح اإلداري، ورئاسته‬ ‫ملجالس العديد من األجهزة احلكومية، من خالل استحداث العديد من‬ ‫الهيئات خلدمة الوطن ورفعته، كما كان للمرأة دور أساسي في مسيرته.‬ ‫ولم يتوانَ ، رحمه الله، عن دعم املرأة السعودية أينما حلت، واألخذ بيدها‬ ‫لتقوم بدورها مبا كفله لها دينها من أجل رفعة أمتها، ولم يتوانَ أيضا‬ ‫في بذل الغالي والنفيس من أجل دينه وأمته.‬ ‫كان، رحمه الله، واحدا من أبناء عبد العزيز، الذين ساندوا والدهم حتت‬ ‫راية “الاله إال الله محمد رسول الله”، خدمة لدينهم وإعالء لشأن وطنهم.‬ ‫كان سلطان بن عبد العزيز سلطانا باملعرفة واحلكمة والقدوة احلسنة.‬ ‫وامتدت يده الكرمية لتدعم أبناء الوطن واألمتني العربية واإلسالمية.‬ ‫كان لي شرف لقاء سلطان اخلير في مناسبات كثيرة، كان آخرها‬ ‫عام 5002 في نيويورك، حيث ترأس وفد اململكة لألمم املتحدة، وفي‬ ‫لقاء جمع قطاع األعمال السعودي األمريكي، حيث أكد في كلمته‬ ‫حرص اململكة على التقدم واملبادرة لوصولها ألعلى املراتب اقتصاديا.ً‬ ‫وبابتسامته التي ال تفارقه أثنى على جهودنا والدور الذي نقوم به،‬ ‫وهو ما كان له أكبر األثر وحافزا ً ليس له مثيل لبذل املزيد خلدمة‬ ‫هذا البلد املعطاء. إن الكلمات تعجز عن وصف املشاعر في رحيل هذا‬ ‫القائد العظيم، لقد كان، رحمه الله، بليغا في قوله، وحكيما في رأيه‬ ‫وكرميا في عطائه، وبكل ما عرف عنه من فكر ثاقب، وأعمال مدروسة‬ ‫واستراتيجيات وضعها في كل منصب تواله، فلقد شملت اهتماماته‬ ‫الكثير من جوانب احلياة في اململكة وخارجها، من خالل دعمه مشاريع‬ ‫الوطن التنموية اخليرية واإلنسانية، ليس على املستوى احمللي فحسب،‬ ‫بل على املستويني اإلقليمي والدولي أيضاً.‬ ‫رحل األمير الذي ملك قلوبنا وقلوب السعوديني كافة، والذي أفنى حياته‬ ‫في خدمة دينه ومليكه ووطنه، رحل األمير سلطان، ولكن لم يرحل ذكره‬ ‫ومناقبه الطيبة.‬ ‫الدكتورة اأفنان ال�سعيبي‬ ‫اللهم أرحم األمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الذي وهب نفسه‬ ‫الأمني العام والرئي�س التنفيذي لغرفة التجارة العربية الربيطانية‬ ‫خلدمة أمته، وعمل مع خادم احلرمني على نهضة الوطن، وأدخله‬ ‫اأول عربية و�سعودية تتوىل هذا املن�سب‬ ‫فسيح جناتك مع الصديقني والنبيني والشهداء وحسن أولئك رفيقا.‬ ‫‪Aalshuaiby@gmail.com‬‬ ‫61‬
  • 4. ‫رحل اجل�سد.. وبقي �سلطان الإن�سان‬ ‫لم تفارق صورة املرأة املسنة، التي التقطتها الكاميرات وهي حتفر بيوت النمل بحثا عما خبأته من‬ ‫حبوب، لتتخذ منه طعاما لها وألوالدها، أفئدتنا وأذهاننا طويال، حركت بداخلنا بركانا من الغضب‬ ‫واحلزن، لكننا في النهاية وقفنا عاجزين لم نفعل لها شيئا، ألنها تعيش في صحراء النيجر على‬ ‫بعد آالف األميال منا. وحده األمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، الذي حترك على الفور وأمر‬ ‫بتشكيل فريق لدراسة وضع تلك املرأة، ومعرفة ما ميكن فعله جتاهها هي ومن هو في مثل حالها،‬ ‫وبعد رحلة بحث طويلة، وصل رجال سلطان إلى تلك املرأة، وجنحوا في مسح دموعها بعد أن‬ ‫وفروا لها وألسرتها العيش الكرمي. لم جتد املسنة بعد أن علمت أن األمير سلطان كلف اللجنة‬ ‫للوصول إليها ومساعدتها، سوى أن ترفع يدها إلى السماء، وتدعو لهذا الرجل الذي حطم حدود‬ ‫الزمان، ونشر اخلير في كل مكان. وقدم منوذجا فريدا لإلنسان املسؤول، الذي يشعر بهموم‬ ‫وآالم اآلخرين. كانت قصة هذه املرأة بداية مليالد «جلنة األمير سلطان بن عبد العزيز اخلاصة‬ ‫لإلغاثة» التي أمر بتكوينها لتقدمي املساعدات اإلغاثية العاجلة ملتضرري املجاعة في النيجر، ثم‬ ‫توسعت نشاطاتها لتغطي دوالً إفريقية عدة، وتقدم املساعدات والبرامج اإلنسانية، وترفع عن‬ ‫احملتاجني أحزانهم، حيث لم يقتصر دعم الفقيد واهتمامه ومتابعته للقضايا اإلنسانية على حالة‬ ‫هذه املرأة، بل إن ذلك أبسط مثال الهتمام األمير سلطان، رحمه الله، بالقضايا واملآسي اإلنسانية،‬ ‫ومعاجلتها قدر املستطاع. بعيدا عن حكاية املرأة املسنة، ميكن أن نتوقف طويال أمام مئات‬ ‫القصص واحلكايات اإلنسانية على أرض الوطن، أبطالها أطفال وفتيات معاقون، مرضى وفقراء‬ ‫ومحتاجون، كلهم متتعوا برعايته، سواء من خالل مؤسساته اخليرية املنتشرة في كل مناطق‬ ‫ومدن اململكة، أو من خالل اهتمامه املتواصل مبثل هذه احلاالت، ولعل قصة الطفل املعاق، الذي‬ ‫كان يحلم مبقابلة األمير سلطان ففوجئ به يتصل عليه هاتفيا، ويبلغه بتحقيق حلمه في العالج‬ ‫والرعاية الطبية والصحية واالجتماعية، خير مثال وأفضل منوذج ملا كان عليه سموه، رحمه الله.‬ ‫زرع سلطان اخلير االبتسامة على شفاه املكلومني واحملتاجني، وجسد عمق اإلنسانية، وأوصل‬ ‫العمل اخليري إلى كل مكان في السعودية وخارجها، وعرف، رحمه الله، بأنه نصير الفقراء‬ ‫ُ‬ ‫واحملتاجني في كل مكان. كانت “مؤسسة األمير سلطان اخليرية” من أولى املؤسسات، التي عملت‬ ‫على نشر ثقافة املسؤولية االجتماعية في القطاعني اخلاص والعام، وجنحت في تفعيل مبادرات‬ ‫وبرامج املسؤولية االجتماعية، التي تسهم في حتويل الفرد من مستهلك إلى منتج، كما جنح‬ ‫بفكره اإلنساني واالستراتيجي في رفع متوسط دخل الفرد السعودي، وحول األمير سلطان‬ ‫العمل اخليري إلى عمل مؤسساتي كبير، حيث أبعده عن االجتهادات الشخصية، وبادر، رحمه‬ ‫الله، لتشكيل فريق وطني يعنى بهذا املوضوع، ويشارك في عضويته ممثلون للغرف التجارية‬ ‫ِ ُ‬ ‫الكبرى باململكة والقطاع اخلاص والعام، وحظيت بشرف عضوية هذا الفريق من خالل رئاستي‬ ‫ملجلس املسؤولية االجتماعية في “غرفة جدة”. كانت هذه املؤسسة ومازالت منوذجا يحتذى في‬ ‫تقدمي الرعاية االجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعاقني واملسنني، وإيجاد دور للنقاهة‬ ‫والتأهيل والتمريض، وتوعية املعاقني واملسنني الستخدام وسائل الرعاية املنزلية واالجتماعية،‬ ‫وتوعية املواطنني مبظاهر الشيخوخة املبكرة، وكذلك تقدمي األجهزة التعويضية للمعاقني واملسنني‬ ‫ملساعدتهم على التكيف مع ظروفهم، ونالت هذه املؤسسة خالل السنوات الـ 61 املاضية احترام‬ ‫العالم كله، من خالل تنفيذ مشاريع ذات آثار بعيدة املدى، ومنها “مشروع مدينة سلطان بن‬ ‫عبدالعزيز للخدمات اإلنسانية”، و”مشروع مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية”، و”برنامج‬ ‫سلطان بن عبدالعزيز لالتصاالت الطبية والتعليمية”، والبرامج األكادميية.‬ ‫وشاهدت بنفسي اجلهود اجلبارة، التي تبذل في “مركز تنمية الطفل”، الذي يهدف إلى تقدمي‬ ‫خدمات لألطفال حتى سن العاشرة لوقايتهم في سن مبكرة من آثار التخلف، إن كان تأخر منوهم‬ ‫الفكري يعود ألسباب بدنية أو اجتماعية أو بيئية أو غير ذلك. وأسس، رحمه الله، «صندوق األمير‬ ‫سلطان بن عبد العزيز لدعم املشاريع الصغيرة للسيدات»، الذي يحول املرأة السعودية من باحثة‬ ‫عن عمل إلى صانعة عمل.‬ ‫وشكل العلم جانبا مهما من شخصية األمير سلطان من خالل اهتمامه ورعايته للعلماء والباحثني‬ ‫وطالب العلم، وسعيه لتوطني العلوم بكل مجاالتها عبر كراسي البحث العلمي، التي قام، رحمه‬ ‫الله، بإنشائها في جامعات اململكة بتمويل شخصي، واهتمام خاص.‬ ‫وشخصيا أعتبر «صندوق األمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية املرأة» أحد أبرز اإلجنازات التي‬ ‫األفت قباين‬ ‫ارتبطت بشخصه، حيث شارك سموه بنصيب األسد في الصندوق، عندما دعمه بثالثني مليون‬ ‫ريال، وتبناه. األمير سلطان، رحل عنا بجسده فقط، لكنه بقي بأعماله اإلنسانية ومؤسساته‬ ‫نائبة رئي�س اللجنة ال�سناعية بـ»غرفة جدة»‬ ‫الشامخة.. رحم الله فقيد األمة، القائد املبدع، احلكيم الشجاع، والرجل اإلنسان، نصير الفقراء‬ ‫نائبة رئي�سة اللجنة العليا للتعاون‬ ‫واحملتاجني، وداعم املرأة.‬ ‫الدويل لحتاد امل�ستثمرات العربيات‬ ‫إلى جنات اخللد يا سلطان العطاء.‬ ‫‪okabbani1@gmail.com‬‬ ‫81‬
  • 5. ‫�سلطان اخلري داعم املراأة‬ ‫مشاعر احلزن عميقة، ونحن نودع أمير اإلنسانية والكرم ومكارم األخالق‬ ‫سلطان بن عبد العزيز، نودعه ونحن نستحضر مكانته ومحبته رمزا‬ ‫للمسؤولية الرفيعة واحلنكة واحلكمة ونبعا ً لألخالق والقيم، نودعه ونتذكر‬ ‫أياديه البيضاء املبسوطة باخلير لإلنسان واإلنسانية. السجل الوطني‬ ‫واإلنساني لفقيد الوطن سلطان اخلير حافل بالعطاء واإلجنازات على الصعيد‬ ‫الشخصي واإلنساني.‬ ‫يودع الوطن سلطان اخلير، ويتذكر املواطنون في جميع املناطق، كيف اقترنت‬ ‫زياراته لهم مبشاريع ومبادرات اخلير الداعمة بسخاء للتنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية. رسّ خ فقيد الوطن األمير سلطان بن عبد العزيز مفهوم تنمية‬ ‫املرأة، وكانت له بصمات واضحة في دعمها اقتصاديا واجتماعيا، وكان أحد‬ ‫الرموز املناصرة لقضايا املرأة، ومتثل ذلك في اهتمامه، رحمه الله، بنشاطاتها‬ ‫ودعمها ماديا ً ومعنويا ً ودعم قضاياها. تعامل فقيد األمة سلطان اخلير مع‬ ‫قضايا املرأة السعودية بكثير من احلنكة والهدوء، فهو من قال: «إن مسألة‬ ‫قيادة املرأة للسيارة تخص اآلباء واألزواج واإلخوان، وال عالقة للحكومة‬ ‫بها، ومتى طلب هؤالء أن تقود املرأة السيارة، فإننا سننظر في ذلك، وإذا‬ ‫طالبوا بالعكس فلن جنبرهم». حظيت املرأة السعودية لدى األمير سلطان بن‬ ‫عبدالعزيز، رحمه الله، باهتمام كبير، إميانا ً منه، رحمه الله، بأن املرأة السعودية‬ ‫أصبح لها دور كبير في احلياة العامة، ففي الكثير من املناسبات كان يدعو،‬ ‫رحمه الله، إلى ضرورة دعم املرأة وتوجهاتها، إلميانه الشديد بأنها أصبحت‬ ‫شريكا أساسيا للتنمية في املجتمع السعودي. وكان يحرص، رحمه الله، على‬ ‫دعم بنات الوطن من خالل استقباله للوفود النسائية في مكتبه بالديوان‬ ‫امللكي واالستماع إليهن واحلديث معهن، من أجل إعطائهن دفعة معنوية في‬ ‫السير بالوطن وأبنائه إلى املستقبل، الذي يضمن لهن حياه كرمية. املتابع‬ ‫ملسيرة سلطان اخلير يلحظ بجالء أن املرأة لم تغب عن تطلعاته في مختلف‬ ‫املشاريع التي تبناها ودعهما، رحمه الله، إمنا كانت املرأة السعودية الشريك‬ ‫واملستفيد في الوقت نفسها في الكثير منها، ولم يتوقف الدعم عند هذا احلد،‬ ‫إمنا أطلق، رحمه الله، مشروعا ً خاصا ً بها في املنطقة الشرقية، وهو «صندوق‬ ‫األمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم مشروعات السيدات»، ومت تطوير الصندوق،‬ ‫وتغيير اسمه إلى «صندوق األمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية املرأة»، حيث‬ ‫يعمل هذا الصندوق على تنمية املرأة في جميع مراحلها العمرية وجميع فئاتها،‬ ‫والتركيز على تطوير املرأة ثقافيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً، مع التأكيد على هوية‬ ‫املرأة السعودية بكل أبعادها الدينية واالجتماعية، من خالل مجموعة أعمال‬ ‫تنموية تهدف إلى متكني املرأة السعودية، لالضطالع بدورها االجتماعي‬ ‫والوطني واملساهمة في التنمية الشاملة، رحم الله فقيد الوطن، وجعل عطاءه‬ ‫لإلنسان السعودي واإلنسانية جمعاء في ميزان حسناته.‬ ‫أصدق التعازي إلى مقام خادم احلرمني الشريفني واألسرة الكرمية،‬ ‫ونسأله، سبحانه تعالى، أن يتغمد سلطان اخلير بواسع رحمته، وأن‬ ‫عبد اللطيف حممد العلي العبد اللطيف‬ ‫يدخله فسيح جناته. (إنا لله وإنا إليه راجعون).‬ ‫املدير التنفيذي ل�سركة «الغزايل للتجارة»‬ ‫02‬