SlideShare uma empresa Scribd logo
1 de 37
Baixar para ler offline
‫نظرية التشريع الجنائي السلمي في‬
            ‫القصاص‬
                              ‫تأليف‬
                             ‫الدكتور‬
                 ‫السيد مصطفي أحمد أبو الخير‬
                   ‫الخبير في القانون الدولي‬


                           ‫القصاص حياة‬
                                                      ‫مقدم ة:‬
‫) القصاص حياة( جملة مفيدة معانيها نافذة ل تنفد ول تموت لنها‬
‫حية وكلها حياة عمرها عمر السلم والنسان، وآية بكل ما تحمل هذه‬
‫الكلمية مين مفهوم ومضمون، وهيي أيضيا حكمية تشريعيية تحميل بيين‬
‫طياتهييا إعجازا تشريعيييا لم تصييل إليييه حتييى الن السييياسات الجنائييية‬
‫والعقابية في كافة النظم القانونية الوضعية الموجودة في العالم، رغم‬
‫أن ظاهرهييا التناقييض، فقييد يؤدي القصيياص بحياة النسييان فتصييل‬
‫العقوبية إلي العدام، أي الموت، ولكين ميع ذلك فإن الموت هنيا حياة‬
      ‫ي‬                  ‫ي‬   ‫ي‬                           ‫ي‬
                                                               ‫للمجتمع.‬
                               ‫نتناول هذا الموضوع في بندين هما:‬
                  ‫أول: فلسفة التشريع الجنائي السلمي.‬
                                       ‫ثانيا: القصاص.‬
         ‫أول: فلسفة التشريع الجنائي السلمي‬
‫أساس العقوبات السلمية) القصاص( فقال ا تعالي في سورة‬
‫البقرة الية)٩٧١() ول كم في الق صاص حياة( أي التساوي بين الثم‬
‫المرتكب والعقوبة الرادعة فقد عبر القرآن عن العقوبة بالمثلت فقال‬
‫تعالي فييي عقابييه المييم السييابقة ) ويس يتعجلونك بالس ييئة قب يل‬
 ‫ي‬       ‫ي‬             ‫ي‬
‫الحسينة وقيد خلت مين قبلهيم المثلت()1( أي إن العقوبات مماثلة‬
‫للذنوب والثام، فالعقوبات السييلمية عاميية تقوم علي المسيياواة بييين‬
‫الجرم والعقوبة ولذلك تسمي) ق صاصا( وتلك غاية وهدف تسعي إليه‬
‫كافية النظيم القانونيية الموجودة فيي العالم، ولم يصيل إليهيا إل النظام‬
                                                                    ‫السلمي.‬

      ‫وقال أهل العلم في تسمية الحدود حدودا لنها تفصل وتمنع‬
    ‫وتحجز من الوقوع في الجريمة والثم الذي يضر صاحبه ول يقتصر‬
  ‫ضرره عليه بل يتعداه إلى غيره، ومن هنا قالوا سميت الحدود حدودا‬
‫لنها تمنع من القدام على ارتكاب المعاصي ولنها من جهة أخرى تمنع‬
   ‫من ارتكب المعصية من العود إليها إذا أخذ عقوبته المكافأة الزاجرة‬
‫وهذا من رحمة ا سبحانه وتعالى بالعباد وبأمة السلم أنه لم يجعل‬
      ‫أمر العدوان على ثوابت استقرار المجتمعات أمرا يرجع إلى تقدير‬
                        ‫الخلق ومن ترك شرع ا سبحانه وتعالى تخبط.‬

        ‫لذلك انتشرت الجرائم في تلك المجتمعات ووصلت معدلت‬
   ‫الجريمة فيه أرقاما قياسية مخيفة تهدد بأفول نجم الحضارة الغربية،‬
      ‫وقد بدأت صيحات التحذير من أفول هذه الحضارة في كل الدول‬
                                         ‫الغربية ومن مضي علي نهجها)2(.‬

‫الرحمة هي أساس السلم والعدل والرحمة متلزمان ول يفترقان‬
‫أبدا أحدهما لزم للخر فالرحمة من لوازم العدل وثمرة من ثمراته فل‬
‫توجيد الرحمية ميع الظلم، كميا ل يمكين أن يكون العدل مخالفيا للرحمية‬
‫ويسيييتوي فيييي ذلك العدل بيييين الناس والعدل بيييين الدول فالعدالة‬

                                                        ‫1 - سورة الرعد الية)٦(‬
    ‫2‬
     ‫١- راجع في ذلك، مجموعة كتيبات الستاذ/ مصطفي فوزي غزال، أفول شمس الحضارة‬
                              ‫.الغربية، دار السلم للطباعة والنشر، القاهرة، ٨٨٩١م‬
‫الحقيقييية هييي الرحميية الحقيقييية، وهناك فرق بييين الرحميية والرأفيية‬
‫فالولي أوسيع مين الثانيية وتكون فيي الخيير العام والعدالة، أميا الرأفية‬
‫فإنها إحساس بالشفقة علي من يتألم سواء كان هذا اللم عدل أم غير‬
‫عدل، ومنهيي عنهيا عندميا يكون اللم ناتيج عين إنزال عقوبية رادعية عين‬
                                                           ‫الشر ومانعا للثم)3(.‬
‫ويهدف النظام الجنائي فيي السيلم لحفيظ الكليات الخميس التيي ل‬
‫تقوم الحياة ول تسييتمر بدونهييا وهييم) حف يظ النفييس، وحفييظ الدييين،‬
                          ‫ي‬
‫وحفيظ العقيل، وحفيظ النسيل، وحفيظ المال( وأي جريمية هيي اعتداء‬
‫علي أحدي هذه الكليات السييابقة، فقييد شرعييت كافيية العقوبات فييي‬
‫السلم للمحافظة عليها، ولقد أوضحها حجة السلم الغزالي في كتابه‬
‫المسييتصفي فقال )) إن جلب المنفعيية ودفييع المضرة مقاصييد الخلق،‬
‫وصلح الخلق في تحصيل مقاصدهم، لكنا نعني بالمصلحة المحافظة‬
‫علي مقصود الشرع ومقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ‬
‫عليهيم دينهيم، وأنفسيهم، وعقلهيم، ونسيلهم، ومالهيم، فكيل ميا يتضمين‬
‫حفظ هذه الصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الصول،‬
‫فهو مفسدة، ودفعها مصلحة، وهذه الصول الخمسة حفظها واقع في‬
‫رتبية الضرورات، فهيي أقوي المراتيب فيي المصيالح، ومثاله قضاء الشرع‬
‫بقتل الكافر المضل، وعقوبة المبتدع الداعي إلي بدعته، فإن هذا يفوت‬
‫علي الخلق دينهييم، وقضاؤه بإيجاب القصيياص، إذ بييه حفييظ النفوس،‬
‫وإيجاب حييد الشرب، إذ بييه حفييظ العقول التييي هييي ملك التكليييف،‬
‫وإيجاب حييد الزنييي، إذ بييه حفييظ النسييب والنسيياب، وزجيير الغصيياب‬




 ‫3٢ - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي، الجزء الول، الجريمة، دار‬
                                            ‫الفكر العربي، القاهرة، ٨٩٩١م، ص ٩/٧..‬
‫والسيراق، إذ بيه يحصيل حفيظ الموال التيي هيي معاييش الخلق وهيم‬
               ‫مضطرون إليها، وتحريم تفويت هذه المور الخمسة(()4(‬
‫والمصالح المعتبرة وإن لم تكن دائما ذاتية ولكنها تعد من البدهيات،‬
‫كميا إن المنافيع إضافيية فقيد تكون منافيع قوم فيهيا ضرر بآخريين وقيد‬
‫تكون منفعية عاجلة تدفيع منفعية آجلة، ماديية أو معنويية لذلك يجيب عنيد‬
‫تجريم الفعل أو إباحته النظر إلي منافعه ومضاره والتوازن بينهما، كما‬
‫أن المصلحة المعتبرة من الشارع تختلف عن اللذة والشهوة، فالشهوات‬
‫والهواء أمور شخصيية وقتيية وقيد تكون انحرافيا وأحيانيا تتعلق بأمور ل‬
‫تنفع ول تجدي بل تضر، والهوى انحراف عن الفكر فيدفع للفساد ومن‬
‫ثم للجريمة، وأغراض البشر وغاياتهم ليست دائما متجهة إلي المصالح‬
‫التي يحميها السلم، أنما يحمي السلم الغراض والمنافع الشخصية‬
‫المتفقية ميع المصيالح العامية التيي يحميهيا السيلم، لذلك تقرر إقامية‬
‫العقاب علي أسيياس حماييية المصييالح النسييانية المتمثلة فييي حفييظ‬
‫النفيس، وحفيظ الديين، وحفيظ العقيل، وحفيظ النسيل، وحفيظ المال،‬
‫واعتبار العقوبة من العدالة، وظهرت منطقية وحيوية ومضمون ومفهوم‬
‫الييية الكريميية ) ولك ييم ف ييي القص يياص حياة ي ييا أولي اللباب(‬
‫والملحييظ أن الييية الكريميية اختتمييت بالنداء علي) أولي اللباب( أي‬
‫أصييحاب العقول النيرة المفكرة وليسييت الضالة المظلميية وتلك إعجاز‬
                                                                       ‫آخر.‬
‫ورغيم أن كافية النظيم القانونيية الوضعيية الموجودة فيي العالم قيد‬
‫جرميت العتداء علي أي مين هذه الصيول الخمسية، ولكنهيا فشلت فيي‬
‫المحافظية عليهيا حتيى أن مجتمعات هذه النظيم منهيا مين انهار تحيت‬
‫وطأة الجريم ية ومنه يا م ين ه يو ف يي س يبيله إلي ذلك النهيار، فمعدلت‬
                            ‫ي‬    ‫ي ي‬       ‫ي ي‬          ‫ي‬

‫4 - حجة السلم الغزالي، المستصفي الجزء الول، ص ٨٨٢/٧٨٢. نقل عن المام محمد أبو‬
                                                   ‫زهرة، المرجع السابق، ٠٣.‬
‫الجريميية بلغييت أرقام قياسييية مرعبيية تنذر بكارثيية محققيية فييي تلك‬
‫المجتمعات، ولم ينجيييح فيميييا فشلت فييييه هذه النظيييم الوضعيييية إل‬
‫الشريعية السيلمية خاصية فيي السيياسة الجنائيية مين حييث التجرييم‬
                                                    ‫والعقوبة والموائمة بينهما،‬
‫إن القانون ضرورة ل مفير منهيا للجماعية ول غنيي عنهيا للبشير وهيو‬
‫في حقيقته ليس إل أداة أوجدتها الجماعة لخدمتها وإسعادها، وتستمد‬
‫القوانين وجودها وشرعيتها من حاجة الجماعة إليها، فوظيفة القوانين‬
‫عامية هيي خدمية الجماعية وسيد حاجاتهيا وإسيعادها، فوظيفية القانون‬
‫تتمث يل ف يي تنظي يم الجماع ية ومن يع المظالم وحف يظ الحقوق وتحقي يق‬
 ‫ي‬               ‫ي‬              ‫ي‬      ‫ي‬         ‫ي‬       ‫ي ي‬
‫العدالة وتوجي يه الشعوب نح يو الناف يع والمفي يد، لذلك فإن ك يل قانون ل‬
         ‫ي‬              ‫ي‬         ‫ي‬        ‫ي‬            ‫ي‬
‫تحقييق نصييوصه هذه الوظيفيية أو تخرج عليهييا يفقييد مييبررات وجوده‬
‫ومسوغات مشروعيته، ويعد باطل ل يطاع ول يحترم ويجب نبذه وعدم‬
                                                                       ‫تطبيقه)5(.‬
‫تختلف القوانيين باختلف الميم والشعوب لن القانون مرآة صيادقة‬
‫لماضيهيا وحاضرهيا فهيو يعيبر عين نشأتهيا وتطورهيا وأخلقهيا وتقاليدهيا‬
‫وآدابهيا ونظمهيا ودينهيا ومعتقداهيا، فقانون أي أمية أو شعيب يتضمين‬
‫القيم العليا السيائدة في المم والشعوب، لذلك وجدنيا القوانين تسمي‬
‫بأسييم المييم والشعوب، فهناك القانون المريكييي والقانون الفرنسييي‬
                             ‫والقانون المصري والقانون السوري وغيرهم.‬
‫وإذا ثب يت انتس ياب القانون للم ية ثبت يت شرعيت يه وأهليت يه لحكمه يا،‬
  ‫ي‬        ‫ي‬         ‫ي‬        ‫ي‬      ‫ي‬               ‫ي‬       ‫ي‬
‫وطبقه الناس عن رضي نفس وطيب خاطر، لن المة في هذه الحالة‬
‫أنميا تحكيم نفسيها بنفسيها، وتخضيع لميا تديين بيه مين عقائد وقييم ومثيل‬
‫علييا، لذلك يحرص المقننون فيي كافية النظمية القانونيية الموجودة فيي‬

‫5 - القاضي الشهيد عبد القادر عودة، السلم وأوضاعنا القانونية، دار المختار السلمي، ص:‬
                                                                          ‫٥٢/١٢.‬
‫العالم علي تعدي يل القواني ين حال تطبيقه يا علي أم ية أخري غي ير أمته يا‬
 ‫ي‬       ‫ي‬          ‫ي‬         ‫ي‬             ‫ي‬          ‫ي‬
‫لتوافييق الميية الخيرة، لن إلزام أميية بتطييبيق قانون أميية أخري دون‬
‫مراعاة الفروق بينهمييا معناه إلزامهييا التخلي عيين عاداتهييا وتقاليدهييا‬
‫وآدابهييا ومميزاتهييا ونظمهييا وشرائعهييا، بييل يصييل الميير إلي مطالبتهييا‬
‫بالتخلي عين نظامهيا الجتماعيي والتفرييط فيي دينهيا، وهذا ميا حدث‬
     ‫ي‬         ‫ي‬      ‫ي‬   ‫ي‬         ‫ي‬         ‫ي‬       ‫ي‬
‫للدول الس ييلمية أبان فترة الحتلل، مم ييا أخرج هذه القواني يين ع يين‬
  ‫ي‬     ‫ي‬                    ‫ي‬                           ‫ي‬
            ‫أهدافها وغاياتها، وأدت إلي فساد وإفساد هذه المجتمعات.‬
‫لسين التشريعات والقوانيين أصيول وقواعيد عامية ومسيلمات يجيب‬
‫مراعاتهيا لنهيا أسياس النصيوص وأصيل المواد، حييث تدور وتقوم عليهيا‬
‫أغراضيه وأهدافيه السيابق بيانهيا، ولكين الحكام وأذيالهيم وأتباعهيم فيي‬
‫المجالس التشريعييية أفسييدوا هذه الصييول وشوهوهييا، واسييتبدلوها‬
‫بأخبث في نفوسهم وبما يحصنهم ويضمن لهم الستقرار علي كراسيهم‬
                                                               ‫حتى الممات.‬
‫والقانون يتكون من جسم وروح فل يمكن أن يحقق أهدافه إل إذا صيغ‬
‫في نصوص ومواد تحفظ المعاني القانونية الرفيعة من التحريف والنحراف‬
‫والنسيان، وهذا هو جسم القانون، وروح القانون تتمثل في سلطان القانون‬
‫علي الناس وتقاس صييلحية القانون بمدي تقبييل الفراد له وقوة سييلطانه‬
‫عليهم الذي يقوم علي عنصرين، عنصر روحي خالص)نفسي(، وهو الصلة‬
‫بيين القانون وقلوب الفراد ونفوسيهم، وتكمين فيي رضاء الفراد وقابليتهيم‬
‫لتطيبيق واحترام القانون، ول يتحقيق ذلك إل إذا قاميت نصيوص القانون علي‬
‫عقائد تؤمن بها الفراد أو دين يتبعونه أو مبادئ وتقاليد وقيم يحرصون علي‬
‫احترامهييا، وعنصيير اللزام وهييو الجزاء الذي يرتبييه القانون علي مخالفتييه‬
                   ‫كالعقوبة والتعويض والرد والفسخ والبطلن وغيرهم)6 (.‬


                    ‫- القاضي الشهيد عبد القادر عودة، المرجع السابق، ص: ٧٣/٦٣.‬   ‫6‬
‫إن القوانين الوضعية كانت قبل الثورة الفرنسية مزيجا من القواعد المرة‬
‫والناهية الموروثة عن الرومان وغيرهم إضافة إلي بعض المبادئ الخلقية‬
‫والعادات والتقاليد والسوابق القضائية ثم بعض القواعد الدينية التي تختلف‬
‫باختلف الديين والمذاهيب، وبعيد الثورة الفرنسيية ورفيع شعار )اشنقوا أخير‬
‫ملك بأمعاء أخير قسييس( تيم تجرييد القوانيين الوضعيية مين كيل ماله علقية‬
‫بالديين والعقائد والخلق والفضائل النسيانية، وأصيبحت هذه القوانيين تنظيم‬
‫علقات الفراد المادية وشئون المن ونظام الحكم، وذلك تحت زعم تحقيق‬
‫وتطيبيق الحريية والمسياواة والخاء بيين الفراد، ولكين أدي ذلك إلي فسياد‬
‫الخلق وانتشرت الفوضيى مميا أشاع روح التمرد والسيتهانة بالقانون وكثرت‬
                ‫الثورات وتعددت النقلبات، وغاب الطمئنان وأنعدم المن.‬
‫ول كن الشري عة السلمية حلت تلك المشكلة بب ساطة ومن طق‬
‫ح يث ساوت ب ين الفراد في ما هم مت ساوون ف يه وخال فت بين هم‬
                                           ‫فيما هم مختلفون فيه.‬
‫ظلت الشريعية السلمية تحكيم المجتمعات السلمية فيي الدول العربيية‬
‫والسيلمية منيذ أن دخلهيا السيلم إلي أن ابتلييت بالسيتعمار)السيتخراب(‬
                       ‫ي‬                     ‫ي‬         ‫ي‬
‫الغربي الصليبي، والغريب في المر أنهم أطلقوا علي الحتلل الغربي للدول‬
‫العربية والسلمية )استعمارا( زورا وبهتانا، لن أي كلمة تدخل عليها في اللغة‬
‫العربيية حروف)أسيت/أ/س/ت( يكون معناهيا طلب الشييء الذي دخلت علييه‬
‫مثيل)اسيتعلم( أي طلب العلم بشييء، ومصيطلح )اسيتعمار( مفادهيا طلب‬
‫العمران، فهيل كان الحتلل الغربيي الصيليبي للدول العربيية والسيلمية طلبيا‬
                                                             ‫للعمران؟ .‬
‫لذلك يجييب بداييية بيان معانييي ومفاهيييم مضمون المصييطلحات التييي‬
‫نستعملها، وتحريرها من الغزو الثقافي الغربي، وتعرية المصطلحات الغربية‬
‫وبيان مفاهيمهييا ومضمونهييا، وعدم اسييتعمالها واسييتعمال المصييطلحات‬
‫والمفاهييم السيلمية فيي كافية العلوم حتيى يتيم أسيلمة العلوم والثقافية‬
 ‫ي‬                            ‫ي‬                              ‫ي‬
      ‫والداب بل والحياة حتى يعود السلم ليحكم كافة تصرفاتنا وتحركاتنا.‬
‫لذلك نحين نري أن الحتلل الغربيي الصيليبي للدول العربيية‬
                          ‫والسلمية كان استخرابا وليس استعمارا.‬
‫أذن فق يد دخلت القواني ين الوضعي ية الدول العربي ية والس يلمية م يع هذا‬
     ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬               ‫ي‬         ‫ي‬               ‫ي‬
‫الستخراب الغربي الصليبي، وتمت تنحية وعزل السلم ليس كدين فقط بل‬
‫أيضييا كهوييية وتشريييع ومنهاج حياة وقانون وتييم عزلة عيين منصيية الحكييم‬
‫والتشريييع والقضاء، فييي الدول العربييية والسييلمية، واسييتبداله بالقوانييين‬
‫الوضعية تحت زعم الخذ بأسباب المدنية الوربية والتقدم الوربي والمدنية‬
‫الحديثة، كأنما التقدم الوربي والمدنية الحديثة مرجعة وسببه هذه القوانين‬
‫الوضعييية، رغييم تفاهيية تلك الحجيية الفارغيية فقييد وجدت عقول مهزوزه‬
‫ومهزومة فكريا صدقتها بل آمنت بها وقاتلت من أجل نشرها وتلقينها للنشء‬
                                                   ‫في كافة مراحل التعليم.‬
‫أن هذه القوانيين الوضعيية المسيتوردة والمفروضية هيي قوانيين الدولة‬
‫الرومانية عليها مسحة من النصرانية وأن هذه القوانين لم تمنع أبناء السلم‬
‫الوائل – الذين طبقوا السلم منهج حياة وتشريع وقضاء - من ليس هزيمة‬
‫الدولة الرومانيية فقيط بيل هدمهيا وانتهيت المبراطوريية الرومانيية مين علي‬
‫الوجود فييي أعوام قليلة ولم تمنييع هذه القوانييين هذه المبراطورييية ميين‬
‫الهزيمة ول من النهيار، كما أن هذه القوانين لم تمنع الهزيمة المنكرة الدول‬
                                               ‫الوربية في الحروب الصليبية.‬
‫أن تأخير المسيلمين لييس راجعيا للتشرييع والقوانيين السيلمية فالشريعية‬
‫السيلمية أفضيل وأسيمى مين أي قانون وضعيي وقيد شهيد بذلك كبار مين‬
‫علماء القانون في العالم الغربي، أنما يرجع تأخرهم لترك تعاليم السلم،‬
‫فتركييا ميع السلم خلفة عظيمية ودولة كيبري تهابهيا كيل الدول الغربيية فقيد‬
‫لقنت أوربا دروسا عظيمة وهزيمتها هزائم منكرة، وتركيا الن دولة تستجدي‬
‫الدخول ف يي التحاد الورب يي، ولو كان يت هذه الفري ية ص يادقة لكان يت الدول‬
       ‫ي‬          ‫ي‬    ‫ي‬            ‫ي‬           ‫ي‬               ‫ي‬
‫العربيية والسيلمية قيد بلغيت حالييا درجية كيبيرة فيي التقدم والرقيي وكانيت‬
‫تنافس أوربا حاليا في النهضة والتقدم العلمي ولكن العكس هو الذي حدث‬
                                ‫حيث أصبحت من دول العالم الثالث النامي.‬
‫يردد البعيض بأن الشريعية السيلمية )ل تصيلح للعصير الحاضير( وهيم‬
‫فريقان الول لم يدرس القانون ول الشريعة السلمية والثاني درس القانون‬
‫دون الشريع ية السيلمية، وكل الفريقي ين لي يس أهل للحك يم علي الشريع ية‬
 ‫ي‬             ‫ي‬           ‫ي ي‬                      ‫ي‬     ‫ي‬
‫السيلمية لجهله بأحكامهيا ومين جهيل شيئا عاداه، ويكون عدوا له وبالتالي ل‬
‫يصلح للحكم عليه لسببين الجهل والعداوة، وهم يبنون رأيهم الخاطئ علي‬
‫قياس خط يأ ولي يس علي دراس ية علمي ية منظم ية، لعتقاده يم أن القواني ين‬
 ‫ي‬             ‫ي‬           ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬           ‫ي ي‬
‫الوضعيية حالييا ل تميت بصيلة إلي القوانيين القديمية التيي كانيت مطبقية حتيى‬
‫أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وأن القوانين الوضعية‬
‫الحديثية قائمية علي نظريات فلسيفية واعتبارات اجتماعيية وإنسيانية لم تكين‬
‫موجودة في القوانين القديمة، وبالتالي فهم ل تصلح للعصر الحاضر لفقدانها‬
‫السس التيي تقوم عليهيا القوانيين الحديثية، ويبنون علي ذلك اسيتنتاج خاطيئ‬
‫باعتبار الشريعة السلمية من قوانين الماضي التي تفتقد السس والنظريات‬
‫والفلسيفيات، فهذا القياس فاسيد وخاطيئ لنه قياس بيين مختلفيين مين عدة‬
‫أوجه من حيث المصدر فالشريعة السلمية مصدرها ا – سبحانه وتعالي-‬
‫خالق الخلق، الذي ل يعترييه النقيص والنسييان، بخلف البشير الذيين فطروا‬
‫علي النقيص والطغيان والنسييان، ومين حييث الطبيعية فالشريعية السيلمية‬
‫إلهيية المصيدر أي عبادة وتشرييع وحياة، فل يجوز ول يصيح قياس ومقارنية‬
 ‫ي‬             ‫ي‬                      ‫ي‬                 ‫ي‬      ‫ي‬
‫الناس برب الناس، فالخلفات جوهري يية وعميق يية، فل تص ييح المقارن يية ول‬
     ‫ي‬           ‫ي‬          ‫ي‬         ‫ي‬
                                  ‫القياس فالمقارنة فاسدة والقياس باطل.‬
‫أن النشأة الولي للقوانيين الوضعيية بدأت ميع تكويين السيرة والقيبيلة فكلمية‬
‫رب السرة كانت قانون وكلمة شيخ القبيلة كانت قانون، وظل القانون يتطور‬
‫مع الجماعة حتى تكونت الدولة، ومع اختلف عادات السر فيما بينها وتقاليد‬
‫القبيلة مع غيرها من القبائل الخرى، فقد عمدت الدولة علي توحيد العادات‬
‫والتقاليد وجعلت منها قانونا ملزما لكافة الفراد والسر والقبائل الداخلين في‬
‫نطاقهيا، ولذلك كانيت لكيل دولة قانون يختلف عين غيرهيا مين الدول، وفيي‬
‫القرن الثامين عشير تطورت القوانيين علي هدي النظريات الفلسيفية والعلميية‬
‫والجتماعي ية أص يحبت قائم ية علي تلك النظريات الت يي أس يست علي العدالة‬
              ‫ي‬     ‫ي‬                       ‫ي‬         ‫ي‬     ‫ي‬
‫والمسياواة والرحمية والنسيانية، ونتيج عين ذلك وجود قوانيين متشابهية فيي‬
    ‫عدة دول ولكن بقي لكل دولة قانونها المختلف عن غيرها من القوانين.‬
‫أما الشريعة السلمية فهي تختلف من حيث النشأة مع القوانين الوضعية فلم‬
‫تكن قواعد قليلة ثم نمت وتطورت ول مبادئ متفرقة ثم تجمعت ول نظريات‬
‫أولية وتهذبت، ولم تتطور الشريعة السلمية مع تطور الجماعة البشرية، أنما‬
‫نشأت وولدت شابيية كاملة مكتملة شاملة ميين عنييد رب العالمييين –سييبحانه‬
                                    ‫وتعالي- فهي كاملة بكماله وخالدة بخلوده،‬
‫فهييي صييالحة لكييل زمان ومكان علي ميير العصييور وكيير الدهور للفراد‬
‫والجماعات والدول، فقيد جاءت الشريعية السيلمية مين يوم مولدهيا بأحدث‬
‫وأكمل النظريات التي منها ما وصلت إليه القوانين الوضعية أخيرا ومنها ما لم‬
‫تصل إليه القوانين الوضعية حتى الن، مما يعني عدم وجود مقارنة أو مماثلة‬
‫أو قياس فالختلفات أسييياسية وجوهرييية بييين الشريعيية السييلمية وبييين‬
                                                             ‫القوانين الوضعية)7(.‬


‫الختلفات الساسية بين الشريعة السلمية والقوانين الوضعية‬
     ‫تختلف الشريعة السلمية عن القوانين الوضعية من عدة وجوه:‬



 ‫7 - القاضي الشهيد/ عبد القادر عودة، التشريع الجنائي السلمي مقارنا بالشريعة السلمية،‬
           ‫الجزء الول، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة، ٦٨٩١م، ص: ٧١/٢١.‬
‫١ – الشريعية السلمية مين عنيد ا – سيبحانه وتعالي - والقوانيين الوضعيية‬
‫مين صينع البشير، ول يصيح ول يجيب ول يعقيل أن نعقيد مقارنية بيين الخالق –‬
‫سبحانه وتعالي - وبين المخلوق، وحيث أن الفعال والتصرفات تأخذ صفات‬
‫المصدر فأن الشريعة السلمية تكون كاملة مكتملة خالدة صالحة لكل زمان‬
‫ومكان علي مر الدهور وكر العصور، فهي كاملة بكماله – سبحانه وتعالي –‬
‫خالدة بخلوده، أميا القوانيين الوضعيية فهيي تحميل صيفات البشير وطبائعهيم‬
‫فهي ناقصة منقوصة بنقص النسان مؤقتة بحياته وظروفه ومحددة بقصر‬
                                                              ‫نظره وعصره.‬
‫٢ - القوانين الوضعية مؤقتة وضعت لمرحلة معينة وظروف معينة ومع تغير‬
‫الظروف والعلقات بييين الجماعات البشرييية، فالحياة متغيرة متطورة بينمييا‬
‫القواني ين الوضعي ية المفروض فيه يا الثبات، ولذلك فه يي ثابت ية تحك يم متغي ير‬
 ‫ي‬       ‫ي‬      ‫ي‬       ‫ي‬                   ‫ي‬              ‫ي‬         ‫ي‬
‫وبالتالي فهييي ل تسيياير التطورات والتغيرات فييي المجتمعات وبالتالي فهييي‬
‫مشوبة بالنقصان وغير مكتملة الركان، بينما الشريعة السلمية وضعها خالق‬
‫الزمان والمكان، الذي بيده مجريات الحداث والواقيييع والوقائع، فهيييي لذلك‬
‫تس ياير التغييرات والتطورات الت يي تحدث ف يي المجتمعات البشري ية كم يا أنه يا‬
 ‫ي ي‬          ‫ي‬                   ‫ي‬         ‫ي‬                            ‫ي‬
‫تسييتوعب المسييتجدات المسييتقبلية التييي يمكيين أن تحدث فييي المجتمعات‬
                                                                     ‫البشرية.‬
‫٢ - نصوص الشريعة السلمية تتصف بالمرونة والعموم بحيث تتسع لحاجات‬
‫الجماعة علي مر الدهور وكر العصور، وتستوعب التغييرات والتطور، كما أن‬
‫قواعد الشريعة السلمية ونصوصها من السمو والرتفاع بحيث أنها ل يمكن‬
   ‫أن تتأخر في أي مكان أو زمان أو تنخفض عن مستوي الجماعة البشرية.‬
‫٣ – أن الشريع ية وضع يت لتنظي يم وتوجي يه البش ير لذلك فه يي دي ين وقانون،‬
         ‫ي‬     ‫ي‬          ‫ي‬       ‫ي‬        ‫ي‬        ‫ي‬      ‫ي‬
‫فالجماعية البشريية خاضعية للشريعية السيلمية، بينميا القوانيين الوضعيية‬
 ‫ي‬        ‫ي‬         ‫ي‬                ‫ي‬        ‫ي‬      ‫ي‬        ‫ي‬
‫وضعيت لتنظييم الجماعية لذلك فالقانون الوضعيي تابيع للجماعية وخاضيع لهيا‬
                                                                  ‫ولتطوراتها.‬
‫٤ – الجزاء ف يي الشريع ية السيلمية ف يي الدني يا والخرة، بينم يا الجزاء ف يي‬
 ‫ي‬           ‫ي‬               ‫ي‬        ‫ي‬       ‫ي‬     ‫ي‬         ‫ي‬
‫القوانيين الوضعيية دنيوي فقيط، إن الشريعية السلمية تتصيل قوانينهيا بقانون‬
‫السييلوك النسيياني العام، وأحكامهييا تتفييق مييع قانون الخلق والفضيلة،‬
‫وعقابهييا دنيوي وأخروي فالفعال الظاهرة يعاقييب عليهييا بعقوبيية دنيوييية‬
‫والفعال غيير الظاهرة يكون عقابهيا أخروي أمام ا سيبحانه وتعالي، لذلك‬
‫اتصيلت الشريعية السيلمية بالضميير النسياني والوجدان، واتصيال الحكيم‬
 ‫ي‬       ‫ي‬                  ‫ي‬      ‫ي‬                 ‫ي‬         ‫ي‬
‫الدنيوي بالضميير الدينيي يشعير النسيان أنيه فيي رقابية مسيتمرة، مين ربيه‬
‫سبحانه وتعالي، وذلك يعد أهم مانع نفسي وروحي من الجرائم، مما جعل‬
‫مرتكب الجريمة سرا يذهب إلي الرسول صلي ا عليه وسلم ويطلب منه أن‬
‫ينفيذ علييه العقوبية ويقييم علييه الحيد بوازع من ضميره وحسيه اليمانيي الذي‬
‫خلقيه ونماه فييه الخالق سيبحلنه وتعالي)8( بخلف القوانيين الوضعيية فإن‬
     ‫ي‬        ‫ي‬                            ‫ي‬          ‫ي‬          ‫ي‬
‫المجرم إذا لم يكتشفيييه أحيييد أفلت مييين العقاب وأزداد ضراوة وإذا دخيييل‬
‫السيجن مدة طويلة أو قصييرة فأنيه يزداد خيبرة فيي الجرام، فالعقوبات فيي‬
                                            ‫القوانين الوضعية غير مانعة للجريمة.‬
‫فالعقوبات فيي الشريعية السيلمية تعميل علي منيع الجريمية بثلث طرق‬
                                                                                ‫هي:‬
‫١ - التهذييب النفسيي وتربيية الضميير، فقيد هذب السيلم النفيس النسيانية‬
‫بالعبادات مين صيلة وصيوم وزكاة وحيج لبييت ا الحرام، مميا يجعيل العبيد‬
‫المسيلم ألييف مؤتلف يري نفسيه مين وميع وإلي الجماعية التيي يعييش فيي‬
   ‫وسطها وكنفها وبالتالي فهو يعمل لصالحها وعلي حمايتها حتى من نفسه.‬
‫٢ – تكويين رأي عام فاضيل عماده وأسياسه الخلق الفاضلة الكريمية لذلك‬
‫دعيت الشريعية السيلمية إلي المير بالمعروف والنهيي عين المنكير، ويسيود‬
‫بذلك خلق الحياء فييي المجتمييع السييلمي والحياء إحسيياس قوي بالقيود‬

 ‫8 - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي الجزء الثاني )العقوبة(، دار‬
                                           ‫الفكر العربي، القاهرة، ٨٩٩١م، ص: ٧١/٤١.‬
‫النفسيية التيي تجعيل الجماعية وميا يرضيهيا مكانيا فيي النفيس النسيانية مميا‬
‫يجعل الشخص يحس بسلطان الرأي العام علي نفسه، ولذلك حث السلم‬
      ‫علي الحياء ودعا إليه النبي صلي ا عليه وسلم وأكثر من الدعوة إليه.‬
‫٣ – العقوبات الزاجرة والمانعيية الرادعيية فالعقوبيية رادعيية للمجرم زاجرة‬
‫لغيرة، فالغايية مين العقوبية فيي الشريعية السيلمية أمران حمايية الفضيلة‬
‫وحماية المجتمع من أن تتحكم فيه الرزيلة والثاني المنفعة العامة ومصلحة‬
‫الناس، فالفضيلة والمصيلحة وإن كانيا يبدو بينهميا خلف إل أنيه ظاهري بيل‬
 ‫ي‬         ‫ي‬           ‫ي‬            ‫ي‬           ‫ي‬
‫هميا متلزمان فل فضيلة بدون مصيلحة ول مصيلحة بدون فضيلة، بيل أن كثيير‬
‫من علماء الخلق يعتبرون مقياس الفضيلة أو الخير هو المصلحة الحقيقية‬
                                                               ‫بدون هوي.‬
‫٤ – العقوبة شفاء لغيظ المجني عليه وليست للنتقام فشفاء غيظ المجني‬
‫عليه وعلجه له أثره في تهدئة نفس المجني عليه فل يفكر في النتقام ول‬
‫يسرف في العتداء وبالتالي تنتشر الجريمة وتتفشي في المجتمع، بالضافة‬
‫إلي الحفاظ علي الكليات الخميس السيابق بيانهيا، ويعتيبر ميا سيلف خيير مانيع‬
                                                                  ‫للجريمة.‬
‫فالشريعية السلمية تتمييز عين القوانيين الوضعيية بالكمال والسيمو والمرونية‬
‫والدوام والثبات والستقرار، ويرجع ذلك إلي أنها منزلة من عن ا – سبحانه‬
                     ‫وتعالي- الذي يتصف بالكمال والسمو والقدرة والدوام.‬

                       ‫ثانيا: القصاص‬
‫ومن أهم السمات التي يتميز بها الشرع السلمي الحنيف عن القوانين‬
‫الوضعيية القصياص كعقوبية للجرائم، والقصياص فيي الشريعية السيلمية‬
‫ثابيت وأصييل وله سينده فيي القرآن والسينة والجماع، وهيو جوهير نظريية‬
‫العقوبيية فييي الشريعيية السييلمية وسييوف نوضحييه ميين حيييث المفهوم‬
                                    ‫والمضمون والنواع والحكام والنطاق.‬
‫١ - تعريف القصاص‬
‫تعددت التعريفات في الفقه السلمي للقصاص فل يوجد فقيه أو مذهب‬
‫فيي الفقيه السلمي إل وتعرض للقصاص بالبحيث والدراسية والتفصييل من‬
‫بدايتيه إلي نهايتيه، ورغيم ذلك فأنهيا متفقيه فيي المضمون وإن اختلفيت فيي‬
‫المبنيي اللفاظ، نورد هنيا بعيض منهيا، وللقصياص تعرييف لغوي وتعرييف‬
                                                                ‫شرعي )مصطلح(.‬
                                   ‫- التعريف اللغوي للقصاص:‬
‫القصياص لغية: المسياواة علي الطلق ومعناه أيضيا التتبيع ومنيه‬
‫قصص السابقين بمعني أخبارهم)9(، )والقصاص مأخوذ من قص الثر،‬
‫وهيو إتباعيه، ومنيه القاص لنيه يتبيع الثار، والخبار، وقيص الشعير أثره،‬
‫فكأن القاتل سلك طريقا من القتل فقص أثره فيها، ومشي علي سبيله‬
‫فيهيا، ومين ذلك قوله تعالي) فارتدا علي آثارهميا قصيصا()01( وقييل‬
‫القص القطع، يقال قصصت ما بينهما، ومنه أخذ القصاص، لنه يجرحه‬
‫مثيل جرحيه، أو يقتله بيه، ويقال أفيص الحاكيم فلنيا مين فلن، وأباده بيه‬
                                               ‫فأمتثل منه أي اقتص منه()11(.‬

                                ‫المعني الشرعي أو الصطلحي:‬                    ‫-‬

‫والمقصييود بالقصيياص فييي الشرع )أن يعاقييب المجرم بمثييل فعله‬
‫فيقتيل كميا قتيل ويجرح كميا جرح()21( وهيو )عقوبية مقدرة ثبيت أصيلها‬




    ‫9 - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي، الجزء الثاني، العقوبة،‬
                                                           ‫المرجع السابق، ص: ٢٥٢.‬
                                                          ‫01 - سورة الكهف الية:٤٦.‬
‫11 - عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه علي المذاهب الربعة، تحقيق وتعليق وتخريج ودراسة‬
     ‫أحمد فريد المزيدي ومحمد فؤاد رشاد، الجزء الخامس، الحدود، كتاب القصاص المكتبة‬
                                             ‫التوفيقية، القاهرة، بدون تاريخ، ص:١٣٢.‬
  ‫21 - القاضي الشهيد عبد القادر عودة، التشريع الجنائي السلمي مقارنا بالقانون الوضعي،‬
                                               ‫الجزء الول، المرجع السابق، ص:٣٦٦.‬
‫بالكتاب، وثبت تفصيلها بالسنة، وهو المساواة بين المساواة بين الجريمة‬
                                                          ‫والعقوبة()31(.‬
‫ويوجيد بيين المعنيي اللغوي والمعنيي الشرعيي تناسيب، لن القصياص‬
‫يتتبيع فييه الجانيي، فل يترك بدون عقاب، ول يترك المجنيي علييه مين دون‬
‫أن يشفيي غليله والقصياص هيو عقوبية الدماء بشكيل عام سيواء أكانيت‬
‫دماء موضوع العتداء فيه يا النف يس أم كان اعتداء موضوع يه طرف م ين‬
 ‫ي‬        ‫ي‬                      ‫ي‬       ‫ي‬
‫الطراف، أم كان اعتداء موضوعييه جرح ميين الجروح، وضمان المتلفات،‬
‫أي التعوييض بالمثيل فيي الموال والسواق، والقصياص موجود فيي كيل‬
‫العقوبات الس يلمية غييير الحدود، وهناك قصيياصا قدره الشارع بالنييص،‬
                                                     ‫ي‬
              ‫وقصاصا آخر لم يحدده الشارع، وترك تحديده لولي المر.‬
              ‫٢ - أنواع القصاص‬
‫وقد قسم الفقهاء القصاص إلي قسمين، قصاص صورة ومعني‬
‫وقصياص معنوي فقيط ، فالول مفاده أن ينزل بالجانيي مين العقوبية‬
‫المادية مثل ما أنزل بالمجني عليه، وهذا النوع هو الواضح والظاهر من‬
‫نصييوص القرآن الكريييم والسيينة النبوييية الشريفيية، وهييو الصييل فييي‬
‫القصياص، والثانيي قصياص المعنوي وهيو ديية ميا أتلف بالجنايية وأرش‬
‫الجناية، وهو عبارة عن العقوبة المالية علي العتداء علي الجسم بالجرح‬
‫والشج، وهذا القصاص المعنوي الذي يوجد في حالة عدم تعذر الوصول‬
‫إلي القصياص الصلي لنه غيير ممكين فيي ذاتيه كجرح ل يمكين المماثلة‬
‫فيه، وفي حالة عدم توافر شروط القصاص الحقيقي، وفي حالة وجود‬
‫شبهة تدرأ بها العقوبة، أي أنه في حالة سقوط القصاص الصلي الصورة‬
                                     ‫والمعني وجب القصاص المعنوي.‬
‫ومين حييث نوع الجريمية قسيم الفقهاء القصياص إلي نوعيين هميا:‬
       ‫١ - قصاص في النفس، أي قتل النفس، عمدا أو شبهة عمد.‬

                              ‫- المام محمد أبو زهرة، المرجع السابق، ص:٢٥٢.‬   ‫31‬
‫2 - قصاص فيما دون النفس، أي في الطراف والجروح.‬
‫مين التعريفات السيابقة للقصياص يتيبين لنيا أن القصياص جزاء وفاق‬
‫للجريمية فالجريمية اعتداء علي النفيس النسيانية، فمين العدالة أن يؤخيذ‬
‫المجرم بجريمتييه بمثييل فعله، وليييس ميين المعقول أن نفكيير بالرحميية‬
‫بالجاني ول نفكر في ألم المجني عليه وشفاء غيظه، فالقصاص يحمي‬
‫حياة الناس لن القاتيل إذا حرم أحيد مين الحياة فأنيه يحرم منهيا، وبالتالي‬
             ‫يحافظ علي حياته، لذلك فالقصاص حياة لنه يحافظ علي الحياة.‬

                  ‫٣ - الساس الشرعي للقصاص‬
‫القصاص ثابت في الشريعة السلمية بالنص عليه في القرآن الكريم‬
‫والسينة النبويية وفعيل الرسيول صيلي ا علييه وسيلم والخلفاء الراشدون‬
                    ‫ي‬    ‫ي‬        ‫ي‬    ‫ي‬      ‫ي‬     ‫ي‬         ‫ي‬
                                                            ‫والصحابة رضوان ا عليهم وإجماع المة:‬
                                   ‫١ – القصاص في القرآن الكريم:‬
                ‫ورد النص علي القصاص في القرآن الكريم في عدة آيات هي:‬
 ‫- في قوله تعالي )) ي َا أ َ ي ّ ه َا ا ل ّ ذ ِي ن َ آ م َ ن ُو ا ْ ك ُ ت ِ ب َ ع َ ل َ ي ْ ك ُ م ُ ا ل ْ ق ِ ص َا ص ُ‬
   ‫ف ِييي ا ل ْ ق َ ت ْ ل َى ا ل ْ ح ُ ر ّ ب ِا ل ْ ح ُ ر ّ و َا ل ْ ع َ ب ْ د ُ ب ِا ل ْ ع َ ب ْ د ِ و َا ل ُن ث َييى ب ِا ل ُن ث َييى‬
  ‫ف َ م َ ن ْ ع ُ ف ِ ي َ ل َ ه ُ م ِ ن ْ أ َ خ ِي ه ِ ش َ ي ْ ء ٌ ف َا ت ّ ب َا ع ٌ ب ِا ل ْ م َ ع ْ ر ُو ف ِ و َأ َ د َاء‬
‫إ ِ ل َ ي ْه ي ِ ب ِ إ ِ ح ْس ي َا ن ٍ ذ َ ل ِك ي َ ت َ خ ْ ف ِيف ي ٌ م ّن ي ر ّ ب ّ ك ُم ي ْ و َ ر َ ح ْ م َ ة ٌ ف َ م َن ي ِ‬
  ‫ا ع ْ ت َ د َى ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِكيي َ ف َ ل َهيي ُ ع َ ذ َابيي ٌ أ َ ل ِيميي ٌ } ٨٧١ { و َ ل َ ك ُميي ْ ف ِييي‬
‫ا ل ْ ق ِص ي َا ص ِ ح َ ي َا ة ٌ ي َ ا ْ أ ُ و ل ِي ي ْ ا ل َل ْ ب َاب ي ِ ل َ ع َ ل ّ ك ُم ي ْ ت َ ت ّ ق ُون ي َ } ٩٧١ {((‬
                                                                                                                               ‫)41(.‬
‫- وفي قوله تعالي:)) م ِ ن ْ أ َ ج ْ ل ِ ذ َ ل ِ ك َ ك َ ت َ ب ْن َا ع َ ل َى ب َن ِي إ ِ س ْ ر َا ئ ِي ل َ‬
 ‫أ َ ن ّه ي ُ م َ ين ق َ ت َ ل َ ن َ ف ْس ي ًا ب ِ غ َ ي ْ ر ِ ن َ ف ْس ي ٍ أ َ و ْ ف َس ي َا د ٍ ف ِ يي ا ل َر ْض ي ِ‬
                           ‫ي‬                                                                                     ‫ي‬
‫ف َ ك َ أ َ ن ّ م َيا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاس ي َ ج َ م ِي ع ًيا و َ م َن ي ْ أ َ ح ْ ي َا ه َيا ف َ ك َ أ َ ن ّ م َيا أ َ ح ْ ي َيا‬
‫ال ن ّاس ي َ ج َ م ِي ع ً يا و َ ل َ ق َ د ْ ج َاء ت ْ ه ُم ي ْ ر ُس ي ُ ل ُ ن َا ب ِال ب َ ي ّ ن َات ي ِ ث ُ م ّ ي إ ِ ن ّ ي‬
                                                                                                  ‫ي‬
                      ‫ك َ ث ِي ر ًا م ّ ن ْ ه ُم ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِ ك َ ف ِي ا ل َر ْ ض ِ ل َ م ُ س ْ ر ِ ف ُو ن َ (() (‬
                         ‫51‬




                                                                                  ‫41 - سورة البقرة الية: ٩٧١/٨٧١.‬
                                                                                       ‫51‬
                                                                                          ‫..سورة المائدة الية: ٢٣ -‬
‫- وف يي قوله تعالي)وَكَتَبْنَ يا عَلَيهِ يمْ فِيهَ يا أَنّ ي النّفْ يسَ بِالنفْ يسِ وَالعَيْ ينَ‬
        ‫ْ‬          ‫ّ‬                        ‫ي‬             ‫ْ‬      ‫ي‬                        ‫ي‬
‫بِالعَيْينِ وَالَنفي بِالَنفي وَالُذُينَ بِالُذُينِ وَالسينّ بِالسينّ وَالْجرُوحي قِيصَاصٌ‬
         ‫َ‬    ‫ُ‬        ‫ّ‬        ‫ّ‬                            ‫ِ‬        ‫َ‬               ‫ْ‬
‫فَم َن ت َصَدّقَ ب ِهِ فَهوَ كَفّارَةٌ ل ّهُ وَم َن ل ّمْ يَحْك ُم بِم َا أنزَلَ الل ّهُ فأُوْل َيئِكَ ه ُمُ‬
                  ‫َ‬                                                               ‫ُ‬
                                                                              ‫الظّالِمُونَ }٥٤{)61(.‬
‫- وفيي قوله تعالي:) @وَمَيا كَاني لِمُؤْمِينٍ أَن يَقْتلَ مؤْمِنًيا إِل ّ خَطَئًا وَمَين‬
                             ‫ُ ُ‬                       ‫َ‬
‫قَتلَ مؤْمِنًيييا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مّيييسَلّمَةٌ إِلَى أَهْلِيييهِ إِل ّ أَن‬
              ‫ي‬                       ‫ي‬                    ‫ّ‬                                 ‫َ ُ ي‬
‫يَيصّدقُواْ فإِن كَانيَ مِين قوْيمٍ عَدُوّ لّكُيمْ وَهُوَ مؤْمِينٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤْمِنَةٍ‬
        ‫ّ‬                             ‫ْ‬                            ‫َ‬                ‫َ‬      ‫ّ‬
‫وَإِن كَاني مِين قوْيمٍ بَيْنكُيمْ وَبَيْنَهُيمْ مّيثَاقي فَدِيَةٌ مّيسَلّمَةٌ إِلَى أَهْلِيهِ وَتَحْرِيرُ‬
                                                 ‫ٌ‬                           ‫َ‬          ‫َ‬      ‫َ‬
                                                                       ‫رَقَبَةٍ مؤْمِنَةً فَمَن لّمْ يَجِدْ‬
                                                                                                 ‫ّ‬
         ‫فصِيَامُ شَهرَيْنِ متَتَابِعَينِ تَوْبَةً مّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ()71(‬
                                                                       ‫ْ‬         ‫ُ‬       ‫ْ‬          ‫َ‬
    ‫-وفيي قوله تعالي: )وَل َ تَقْتُلُواْ النّفْيسَ الّتِيي حَرّيمَ اللّيهُ إِل ّ بِالحقّي‬
       ‫َ‬
    ‫وَمَين قتِلَ مَظْلُومًيا فَقَدْ جَعَلنَيا لوَلِيّيهِ سيُلْطَانًا فَل َ يُيسْرِف فّيي‬
                                             ‫ْ ِ‬                                ‫ُ‬
                                                           ‫الْقَتلِ إِنّهُ كَانَ مَنْصُورًا()81(‬
                                                                                          ‫ْ‬
                  ‫٢ - القصاص في السنة النبوية الشريفة:‬
‫وردت أحاديث في السنة النبوية الشريفة دعت إلي الخذ بالقصاص‬
‫وحثيت علييه أي فيي السينة القولييه، وهناك مين السينة الفعليية ميا أخيذ‬
                                          ‫بذلك بالفعل، ومن الحاديث النبوية ما يلي:‬
    ‫-قال رسييول ا صييلي ا عليييه وسييلم) مين قتيل قتلناه(‬
    ‫وقوله ص يلي ا علي يه وس يلم ) كتاب ا القصياص( وقوله‬
                              ‫ي‬     ‫ي‬         ‫ي‬
    ‫علييه الصيلة والسيلم) ل يحيل دم امرئ مسيلم يشهيد أن‬
    ‫ل إله إل ا وأ ني ر سول ا، إل بأحدي ثلث، الث يب‬




                                                                        ‫- سورة المائدة الية: ٥٤.‬          ‫61‬

                                                              ‫71‬
                                                                 ‫.سورة النساء الية ٢٩ -‬‫.‬
                                                                    ‫81‬
                                                                       ‫.١ – سورة السراء الية:٣٣‬
‫الزان ني، والنف نس بالنف نس، والتارك لدين نه المفارق‬
            ‫ن‬                ‫ن‬        ‫ن‬         ‫ن‬
                                      ‫للجماعة( متفق عليه)91(.‬
‫- وعين سيمرة رضيي ا عنيه قال: قال رسيول ا صيلي ا علييه‬
   ‫وسلم) م َن قتل عبده قتلناه و م َن جدع عبده جدعناه()02(‬
‫- وعين أنيس بين مالك رضيي أن جاريية وجيد رأسيها قيد رض بيين‬
‫حجريييين فسييألوها: مَيين صيينع بييك هذا؟ فلن حتييى ذكروا يهوديا‬
‫فأومأت برأسيها فأخيذ اليهودي فأقير فأمير رسيول ا صيلي ا علييه‬
                             ‫وسلم أن يرض رأسه بين حجريين)12(.‬
‫- وعين أنيس رضيي ا عنيه: أن الرّبَييع بنيت النضير عمتيه كسيّرت ثنيية‬
‫جاريية، فطلبوا إليهيا العفيو فأبوا، فعرضوا الرث فأبوا، فأتوا رسيول‬
‫ا صيلي ا علييه وسيلم ، فأبوا إل القصياص فأمير رسيول ا علييه‬
‫وسيلم بالقصياص، فقال أنيس بين النضير: ييا رسيول ا أتكسير ثنيية‬
‫الربيع؟ ل والذي بعثك بالحق ل تكسر ثنيتها. فقال رسول ا صلي‬
‫ا علييه وسيلم: ييا أنيس كتاب ا القصياص، فرضيي القوم فعفوا،‬
‫فقال رس يول ا ص يلي ا علي يه وس يلم: )إن م ين عباد ا مَ ين لو‬
    ‫ي‬            ‫ي‬          ‫ي‬     ‫ي‬                 ‫ي‬
                                          ‫أقسم على ا لبره()22(.‬



      ‫91 - رواه البخاري في كتاب الديات) ٨٧٨٦( ، ورواه مسلم في كتاب‬
   ‫القسامة) ٦٧٦١( ، وأبو داود في كتاب الحدود) ٣٥٣٤( باب الحكم فيمن‬
   ‫ارتد) ٤٢١/٤( والترمذي في كتاب الديات) ٢٠٤١( باب ما جاء ل يحل دم‬
‫امرئ مسلم إل بأحدي ثلث) ٩١/٤( ، والنسائي في كتاب تحريم الدم باب‬
 ‫الصلب) ٢٠١/٧( ، وابن ماجه في الحدود) ٤٣٥٢( باب ل يحل دم مسلم إل‬
‫بثلث) ٧٤٨/٢( وأحمد في مسنده) ٢٨٣/١( والبيهقي في السنن الكبرى) ٢/٨‬
                                                           ‫٤٨ ، ٣١٢(.‬
     ‫02 - رواه أحمد والربعة وحسنه الترمذي وهو من رواية والنسائي‬
         ‫بزيادة ) م َن خصي عبده خصيناه( وصحح الحاكم هذه الزيادة.‬
                                       ‫12‬
                                          ‫. متفق عليه وع لي لفظه -‬
                                 ‫22‬
                                    ‫.متفق عليه واللفظ للبخاري -‬
‫- وقيد روي عين الرسيول صيلي ا علييه وسيلم قال:) مين قتيل له‬
‫قتييل فهيو بخيير النظريين، إميا أن يفتدي وإميا أن يقتيل(‬
‫وقال أيضيا) مين أصييب بدم أو خبيل فهيو بالخيار بيين احدي‬
‫ثلث: إ ما أن يق تص، وإ ما أن يأ خذ الع قل، وإ ما أن يع فو،‬
                            ‫فأن أراد برابعة فخذوا علي يديه(.‬
                                                  ‫٣ – الجماع:‬
‫وعلي ييه إجماع الم يية والئم يية بل خلف، وعلي ييه إجماع الص ييحابة‬
     ‫ي‬             ‫ي‬                ‫ي‬         ‫ي‬             ‫ي‬
                                           ‫والتابعين وتابعي التابعين)32(.‬
                  ‫٤ - حكم القصاص‬
‫فرض السلم الق صاص حتى ل تنتشر الفوضى والضطرابات في‬
‫المجتمع، ولبطال ما كان عليه الجاهليون قبل السلم من حروب بين‬
‫القبائل يموت فيهيا البرياء الذيين ل ذنيب لهيم ول جرم، فجاء السيلم‬
  ‫ي‬                  ‫ي‬    ‫ي‬      ‫ي‬              ‫ي‬
‫وبيّين أن كيل إنسيان مسيئول عميا ارتكبيه مين جرائم، وأن علييه العقوبية‬
                                               ‫وحده، ل يتحملها عنه أحد.‬
‫يأخيذ القصياص فيي الشريعية السيلمية حكيم الفرض الثابيت فقيد‬
‫جاء فييي القرآن الكريييم) كت يب عليك يم القص ياص( فهييو فييي منزلة‬
                    ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬
‫الصييام والجهاد مين حييث الحكيم فقيد جاء فيي القرآن الكرييم ) كتيب‬
‫عليكيم الصييام()البقرة:٣٨١( و) كتيب عليكيم القتال( البقرة:)٦١٢(‬
‫وقال تعالي فيي سيورة النسياء اليية)٣٠١() إن الصيلة كانيت علي‬
                           ‫ي‬      ‫ي‬            ‫ي‬
                 ‫المؤمنين كتابا موقوتا( أي أنه من الفروض الثابتة.‬
‫تتضم ين الي ية)٩٧١( م ين س يورة البقرة)) ولكيم فيي القصياص‬
                              ‫ي‬    ‫ي‬         ‫ي‬      ‫ي‬
‫حياة يا أولي اللباب(( الحكمة من القصاص في معان بلغية هي:‬
‫١ – جعلت فائدة القصياص عامية تشميل المجتميع كله ولم تقصيره علي‬
‫ولي الدم وحده) المجن يييي علي يييه( بدلي يييل قوله تعالي ف يييي بداي ييية‬
   ‫ي‬         ‫ي‬                 ‫ي‬          ‫ي‬        ‫ي‬
   ‫٤ - أنظر الجماع لبن المنذر، ص:١٧، والمجموع للنووي)٦٦٢/٧٦٢/٠٢(والمغني لبن‬
  ‫32‬


                            ‫.)قدامه)٦٣٦/٥٣٦/٧(، وبداية المجتهد)٨٩٢/٧٩٢/٢‬
‫اليية) ول كم( فالقصياص لييس انتقاميا لفرد ولكين للمحافظية علي حياة‬
                                                                      ‫الجماعة والمجتمع المسلم كله.‬
‫٢ – أطلق لفيظ) القصياص(علي العقوبية فييه حكمية أبلغ مين العدالة‬
‫لن القصياص يتضمين المسياواة بيين الجريمية والعقوبية، مميا يعيد معيه‬
‫القصياص مانيع قوي وسيدا منيعيا للجريمية، وبذلك يحييا المجتميع حياة‬
‫هادئة هانئة مسيتقرة وتنعدم الجريمية فيي المجتميع، وهذه غايية لم‬
    ‫ي‬           ‫ي‬        ‫ي ي‬                    ‫ي‬
‫تصيل إليهيا النظيم القانونيية الوضعيية حتيى الن، فالسيياسة العقابيية فيي‬
                           ‫أي نظام قانوني تهدف للمساواة بين الجريمة والعقوبة.‬
‫٣ – يتيبين مين اليية أن حياة الجماعية فيي القصياص، لن عدم وجود‬
                          ‫ي‬                ‫ي‬           ‫ي‬
‫القصياص يؤدي إلي أهدار الدماء وكثرة القتيل فيي المجتميع، مميا يؤدي‬
      ‫إلي الفوضى في المجتمع، مما يهدد حياة الجماعة ويهددها بالفناء.‬
‫٤ – تشيير اليية أن الحياة التي تسيتحق أن يطلق عليها حياة هي الحياة‬
‫الهادئة المسيتقرة وهيي التيي تتحقيق بالقصياص، والدلييل علي ذلك أن‬
         ‫كلمة ) حياة( جاءت في الية نكرة والتنكير هنا للتفخيم والتعظيم.‬
‫٥ – أن هذه الحكمة البالغة والغاية العظيمة ل تدركها إل العقول النيرة‬
‫السليمة التي تعرف جيدا مصلحة الجماعة، فالخطاب في الية الكريمة‬
‫لولي اللباب فقال تعالي) يييا أولي اللباب( وهييم أصييحاب العقول‬
                                                  ‫التي خلصت وبرأت من الهواء والشهوات.‬
‫٦ – تعتييييبر هذه الييييية ردا بليغييييا علي دعاة إلغاء عقوبيييية العدام،‬
 ‫وتعضدهيا وتسياندها وتؤكدهيا اليية)٢٣( مين سيورة المائدة، لن إلغاء‬
‫هذه العقوبة يعني كثرة القتل في المجتمع وانتشار الفوضى مما يأتي‬
‫إلي انهيار هذه المجتمعات، فل خوف ميين الحرمان ميين الحياة وبذلك‬
                                  ‫تنتشر الجرائم الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع كله.‬
‫ننتقل إلي الية)٢٣( من سورة المائدة)):)) م ِ ن ْ أ َ ج ْ ل ِ ذ َ ل ِ ك َ ك َ ت َ ب ْن َا‬
‫ع َ ل َى ب َ ن ِ يي إ ِ س ي ْ ر َا ئ ِي ل َ أ َ ن ّه ي ُ م َ ين ق َ ت َ ل َ ن َ ف ْس ي ًا ب ِ غ َ ي ْ ر ِ ن َ ف ْس ي ٍ أ َ و ْ‬
                                                                ‫ي‬                                           ‫ي‬
‫ف َسيي َا د ٍ ف ِييي ا ل َر ْضيي ِ ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا و َ م َنيي ْ‬
‫أ َ ح ْ ي َاه َا ف َ ك َ أ َ ن ّم َا أ َ ح ْي َا ال ن ّا س َ ج َ م ِيع ًا و َ ل َ ق َ د ْ ج َاء ت ْ ه ُ م ْ ر ُ س ُ ل ُ ن َا‬
‫ب ِال ب َ ي ّ ن َاتيي ِ ث ُ م ّيي إ ِ ن ّيي ك َ ث ِي ر ًا م ّ ن ْ ه ُييم ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِكيي َ ف ِييي ا ل َر ْضيي ِ‬
‫هذه الية نزلت في حادثة قتل قابيل علي يد أخيه هابيل أبني آدم،‬
‫والعلقية بينهيا وبيين القصياص بيان الداء والعلج معيا فالداء هنيا فيي‬
‫حادثة القتل الحقد والحسد وفقد العواطف النسانية النبيلة عند القتل،‬
‫مميا يعنيي أن القاتيل قطيع كيل الروابيط التيي تربطيه بالجماعية بإقداميه‬
‫علي القتيل، مميا يجعله عنصير تدميير وفسياد فيي المجتميع، لذلك ينبغيي‬
‫أن يكون الدواء ميين جنييس الداء عيين طريييق إبعاده عيين المجتمييع‬
‫وحرمانييه الحياة كمييا حرم المقتول ميين الحياة، لذلك يجييب بتره ميين‬
                                                                                                            ‫المجتمع.‬
‫والي ية الكريم ية ت يبين أن العتداء علي النف يس ه يو الجريم ية بدون‬
      ‫ي‬         ‫ي‬    ‫ي‬                        ‫ي ي‬            ‫ي‬
‫تفضييل فيي النفيس سيواء أكانيت نفيس طفيل أو رجيل أو امرأة، كميا ل‬
‫يهيم اللون أو المكانية أو الوظيفية أو الحسيب والنسيب، فمناط الحمايية‬
‫في الية الكريمة هي النفس النسانية ذاتها، مما يدل علي أن الشريعة‬
‫السييلمية تحمييي النفييس النسييانية ول تهدرهييا بدون حييق أو سييبب،‬
‫وتأكيدا علي ذلك جعلت الي ية قت يل نف يس واحدة مس ياوية لقت يل الناس‬
       ‫ي‬         ‫ي‬           ‫ي‬     ‫ي‬     ‫ي‬
‫جميعييا فقال تعالي:) ا ل َر ْضيي ِ ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا (‬
‫التشيبيه هنيا يدل علي اهتمام السيلم بالنفيس النسيانية وعظيم جريمية‬
‫القتل، فحق الحياة مقدس وهو حق ثابت لكل فرد في المجتمع بقدر‬
‫متسياوي، لذلك عدت اليية قتيل نفيس بمثابية قتيل كيل النفيس وتعادل‬
                                        ‫قتل الناس جميعا لنه تعدي علي النسانية كلها.‬
‫وتأكيدا علي أن القصيياص حياة قال تعالي فييي هذه الييية) و َ م َن ي ْ‬
‫أ َ ح ْ ي َا ه َييا ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا أ َ ح ْ ي َييا ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا ( ويدل ذلك علي أن‬
‫القص ياص م ين القات يل يعن يي إحياء للحياة المجن يي علي يه باحترام دم يه‬
 ‫ي‬             ‫ي‬      ‫ي‬                     ‫ي‬      ‫ي‬        ‫ي‬     ‫ي‬
‫وعدم ضياعييه هدرا، وبالتالي تتحصيين حياة كييل نفييس فييي المجتمييع‬
‫وتحميي وتحييى، لن القصياص فييه ردعيا عام للمجتميع فمين عرف أنيه‬
‫إذا قتيل سيوف يقتيل فأنيه يحفيظ ويحافيظ علي حياتيه وحياة غيره، وقيد‬
‫أشارت هذه اليية إلي الغايية الحقيقيية مين القصياص وهيي المحافظية‬
              ‫علي حياة الفراد في المجتمع، هذا بشأن القصاص في القتل.‬
‫ولكين القصياص يوجيد أيضيا فيي الطراف ولييس فيي القتيل وحده،‬
‫وبين يييت ذلك ونص يييت علي يييه الي ييية)٥٤( م ييين س يييورة المائدة فقال‬
                  ‫ي‬      ‫ي‬          ‫ي‬        ‫ي‬        ‫ي‬            ‫ي‬
‫تعالي)) و َ ك َ ت َ ب ْ ن َيا ع َ ل َ ي ْ ه ِم ي ْ ف ِي ه َيا أ َ ن ّي ال ن ّ ف ْس ي َ ب ِال ن ّ ف ْس ي ِ و َا ل ْ ع َ ي ْن ي َ‬
‫ب ِا ل ْ ع َ ي ْن ي ِ و َا ل َنف ي َ ب ِا ل َنف ي ِ و َا ل ُذ ُن ي َ ب ِا ل ُذ ُن ي ِ و َالس ي ّ ن ّ ب ِالس ي ّ ن ّ‬
‫و َا ل ْ ج ُ ر ُوحيَ ق ِصيَا ص ٌ ف َ م َين ت َصيَ د ّ ق َ ب ِهيِ ف َ ه ُ و َ ك َ ف ّا ر َ ة ٌ ل ّهيُ و َ م َين‬

‫ل ّ م ْ ي َ ح ْ كأجمبييعَا أن ز َ ل َالس ّيه ُ ف َ مو ْ ل َي ئ ِ كييد الصيال ظ ّا ل ِ م ُو عص ير الئميية‬
         ‫وقييد ُم ِ م فقهاء ال ل يلم أ ُ ين عه َ ه ُ م ُ يحابة إلي ن َ ((.‬
         ‫ي‬                                         ‫ي‬
‫المجتهديين وبإجماع المية علي أن القصياص فرض فيميا دون النفيس‬
‫ومكتوب إذا أمكن، بدليل النص علييه في القرآن الكريم والسينة النبويية‬
‫الشريفييية، لن ميييا دون النفيييس)الطراف( يجيييب المحافظييية علييييه‬
‫والقصاص يحافظ عليه، والقصاص يجب في كل الطراف وليس في‬
‫الطراف المذكورة صيييراحة فيييي اليييية)٥٤( السيييالفة، بدلييييل قوله‬
                                                                         ‫تعالي) و َا ل ْ ج ُ ر ُو ح َ ق ِ ص َا ص ٌ(.‬
‫وقيد أخيذ بعيض القانونييين علي القصياص فيميا دون النفيس بعيض‬
                                                                                                   ‫النتقادات هي:‬
‫١ – يؤدي الخذ به إلي كثرة المشوهين في المجتمع، مما يعيق العمل‬
                                                     ‫وينقص من القدرة البشرية في المجتمع.‬
    ‫٢ – أنه ليس عقابا بل انتقاما، وغاية القوانين الصلح وليس النتقام.‬
‫٣ – ل يندر المسياواة فيي قطيع الطراف، حييث يمكين قطيع الييد القويية‬
                                                                                                     ‫باليد الضعيفة.‬
‫هذه النتقادات غير صحيحة بل هي مغرضة لما يأتي:‬
‫١ - أن القصياص فيي الطراف ل يكثير المشوهيين فيي المجتميع بيل‬
 ‫ي ي‬          ‫ي ي‬           ‫ي‬              ‫ي‬    ‫ي‬
‫العكيس هيو الذي يحدث، لن النسيان إذا عرف أنيه إذا أقدم علي قطيع‬
‫ييد أخير فأن يده سيتقطع، فأنيه لن يقدم علي هذا الفعيل، مميا يتحقيق‬
                       ‫معه منع الجريمة وليس زيادتها كما يدعي هؤلء.‬
   ‫٢- أن القصياص فيي الطراف لييس انتقاميا لن النتقام لييس فييه‬
         ‫ي‬                        ‫ي‬
‫مس ياواة بي ين الجريم ية والعقوب ية ب يل مس ياواة حقيقي ية بينهم يا كم يا أن‬
    ‫ي‬     ‫ي‬        ‫ي‬           ‫ي‬     ‫ي ي‬             ‫ي‬         ‫ي‬        ‫ي‬
‫النتقام يكون مين المجنيي علييه ولييس مين ولي المير)الحاكيم أو مين‬
         ‫ينوب عنه(، والقصاص يقوم به ولي المر وليس المجني عليه.‬
‫٣ – مناط الحمايية فيي القصياص فيميا دون النفيس أي فيي الطراف‬
        ‫ي‬      ‫ي‬          ‫ي‬      ‫ي‬      ‫ي ي‬
‫والجروح هيي سيلمة العضاء ولييس التسياوي فيي القوي الطبيعية، أي‬
‫قوتهيا، فقيد تكون ييد ضعيفية فيي نظير الناس ولكنهيا فيي نظير صياحبها‬
‫قوية تؤدي دورها في حياته كاملة كما هو الحال مع القوياء الصحاء،‬
‫لن أسيياس القصيياص المسيياواة فييي النفييس البشرييية لن الناس‬
                                             ‫متساوية أمام التشريع السلمي.‬
‫وعلي ذلك ل يجيب ول يصيح أن يكون هناك تفاوت بيين الناس فيي‬
‫القص يييياص، وق ييييد أك ييييد ذلك قول الرس ييييول ص ييييلي ا علي ييييه‬
    ‫ي‬            ‫ي‬        ‫ي‬                  ‫ي‬        ‫ي‬          ‫ي‬
‫وسيلم) المسيلمون تتكافيأ دماؤهيم ويسيعى بذمتهيم أدناهيم(‬
‫فالمس ياواة ف يي القص ياص تكون ف يي النف يس والعضاء والدماء، فل‬
                     ‫ي‬       ‫ي‬          ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬
‫تفرقة بين الناس في الوصاف سواء كانت أوصافا ذاتية فل فرق بين‬
‫لون ولون)42( فقيد قال رسيول ا صيلي ا علييه وسيلم) كلكيم لدم‬
‫وآدم مين تراب ل فضيل لعربيي علي أعجميي ول أبييض علي‬
‫أ سود إل بالتقوى والع مل ال صالح( وقال أيضا ) الناس سواسية‬
                                                            ‫كأسنان المشط(.‬

                        ‫42‬
                             ‫.المام محمد أبو زهرة، الجزء الثاني العقوبة، ٥٩٢/٤٦٢ -‬
                                                                                 ‫.‬
‫يلحييظ عنييد القصيياص فييي الطراف تحقيييق المماثلة‬
                    ‫وعدم العتداء أو النقص في أمور ثلثة ه ي:‬
‫١ – التقابيل بيين العضاء فالعضاء المتقابلة تقطيع، فالييد اليمنيي بالييد‬
    ‫اليمني والصحيحة بالصحيحة فل تقطع الصحيحة بالمريضة وهكذا.‬
‫٢ – ال تؤدي المقابلة إلي زيادة أو نقيييص، بمعنيييي أن يكون التماثيييل‬
‫ممكن يا ل يزي يد ع ين الجريم ية، فإن كان التماث يل غي ير ممك ين فل يوج يد‬
 ‫ي‬         ‫ي‬      ‫ي‬     ‫ي‬                  ‫ي‬         ‫ي ي‬           ‫ي‬
               ‫القصاص، التماثل في الوصف والتماثل في فقد المنافع.‬
‫٣ – أن تكون المنفعة التي فقدت تقابل المنفعة التي تزول بالقصاص.‬
‫4 - ل يقام القصاص إل بعيد أن يشفيي المجنيي علييه، فإن شفيي وعاد‬
‫يحدث نقصان فليس فيه قصاص، فإن كان هناك‬                        ‫لهيئته ولم‬
                                 ‫نقصان أقيم القصاص بحسب ما قطع,‬

         ‫5 - القصاص في غير القتل والقطع والجروح‬
‫يُشرع القص ياص ف يي اللطم ية والضرب ية والس يبة وغي ير ذلك بشرط‬
          ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬         ‫ي‬        ‫ي‬     ‫ي‬
‫المسياواة، ويشترط فيي القصياص فيي اللطمية والضربية أل تقيع فيي‬
       ‫العين، أو في أي عضو من الممكن أن يتلف نتيجة هذه الضربة.‬


‫الق صاص في ال سب: ويشترط في القصاص في السب أل يكون‬
‫السيب بميا هيو محرم، فلييس للنسيان أن يلعين مين لعين أباه، ول أن‬
‫يسب من سب أمه وهكذا، وليس له أن يكذب على من يكذب عليه، ول‬
                                            ‫أن يُكَفّر من كفّره.‬
‫القصيياص فييي إتلف المال: فميين أتلف مال غيره، كأن هدم له‬
‫داره أو غيييير ذلك، يقتيييص منيييه بأن يهدم داره وهكذا، وقال بعيييض‬
‫الفقهاء: إن هذا القصياص غيير جائز، وإن على المعتدى أن يدفيع مثيل‬
                                                     ‫ما أفسده أو قيمته .‬
‫القصياص يكون فيي العدوان المقصيود)العميد(، فالقصياص جزاء‬
‫العتداء، ول يتحق يق العدوان المقص يود ف يي القص ياص إل بهذه المور‬
                ‫ي‬       ‫ي‬     ‫ي‬                ‫ي‬
                                                              ‫الربعة:‬
‫١ – أن يكون المتهيم ممين يتحميل مسيئولية أفعاله، أي يجيب أن يكون‬
‫كاميل الهليية، ولييس مصياب بعاهية أو آفية فيي عقلة، وأن يكون حير‬
                         ‫الرادة وليس مكره لن الكراه يفسد الرادة.‬
‫٢ – أل يكون الفعيل بحيق، كأن يكون القتيل دفاعيا عين النفيس أو المال‬
‫أو العرض، أو يكون المال المسييروق ملك السييارق، أن يكون للفاعييل‬
‫حق فيما أقدم عليه قررته الشريعة السلمية وحمته من العدوان عليه،‬
‫أو يكون فييه شبهية الحيق، وشبهية الحيق تثبيت فيي أربعية أحوال: شبهية‬
‫الملك وشبهة الجزئية وشبة الزوجية وشبهة رضا المجني عليه بالجريمة.‬
‫٣ – وجود علقية السيببية بيين الفعيل والنتيجية، وتتحقيق السيببية بثلثية‬
                                                            ‫أمور هم:‬
                                     ‫) أ ( فعل ترتب عليه جريمة.‬
                    ‫)ب( وجود صلة بين الفعل والنتيجة الجرامية.‬
                    ‫)ج( قصد أحداث النتيجة الجرامية التي حدثت.‬
‫٤ – أن يتحقيق القصيد الذي أدي إلي وقوع الجريمية، ويكون ذلك بتعميد‬
‫أحداثهيا وقصيدها وإرادة حرة مختارة وعلم بالنهيي عنهيا، ففيي القتيل‬
                                              ‫تزهق الروح أي بالموت.‬

                 ‫٦ - موانع القصاص في القتل‬
‫توجيد موانيع للقصياص فيي القتيل وهيي علي تعددهيا مختلف فيهيا‬
                 ‫بين الئمة المجتهدين، وتتمثل هذه الموانع فيما يأتي:‬
‫١ – أن يكون القتييل جزءا مين القاتيل: يري ذلك ك يل م ين أب يي‬
 ‫ي‬     ‫ي‬    ‫ي‬
‫حنيفة والشافعي وأحمد، ويكون القتيل جزءا من القاتل إذا كان ولده،‬
‫فل يقتص من الب بالقتل لقول الرسول صلي ا عليه وسلم) ل يقاد‬
‫الوالد بولده( وقوله )أنيت مالك لبييك( والحدييث الول صيريح فيي منيع‬
‫القص ياص أم يا الثان يي ففي يه شبه ية تدرأ القص ياص وطبق يا لقاعدة)درء‬
            ‫ي‬        ‫ي‬            ‫ي‬      ‫ي‬      ‫ي‬        ‫ي‬      ‫ي‬
‫الحدود بالشبهات( الثابتية فيي الشريعية السيلمية، أميا الولد فيقتيص منيه‬
‫فييي والده فإذا قتييل ولد والده يقتييل، حكييم الم كالب)52(، ويخالف‬
                       ‫ي‬      ‫ي‬                ‫ي‬                ‫ي‬
‫المام مالك الفقهاء الثلثييية ويقول بالقصييياص هنيييا كلميييا انتفيييت‬
   ‫ي‬        ‫ي‬       ‫ي‬       ‫ي‬               ‫ي‬
                                                                    ‫الشبهات)62(.‬
‫٢ – عدم التكاف ييؤ بي يين المجن ييي علي ييه والجان ييي: يشترط مالك‬
‫والشافعيي وأحميد أن يكون المجنيي علييه مكافئا للجانيي، فإذا لم يكين‬
‫كذلك أمتنع القصاص، ويشترط التكافؤ في المجني عليه ل في الجاني،‬
‫ويعتبر المجني عليه مكافئا للجاني إذا تساويا في الحرية والسلم، فل‬
‫عيبرة بعيد ذلك فيميا بينهميا مين فروق أخري، فل يشترط التسياوي فيي‬
‫كمال الذات ول س يييلمة العضاء ول يشترط التس ييياوي ف يييي الشرف‬
         ‫ي‬        ‫ي‬                           ‫ي‬
‫والفضائل)72( ولكين أبيا حنيفية يخالفهيم فيي ذلك ويري القصياص بيين‬
                                                            ‫الحرار والعبيد)82(.‬
‫٣ – ال مر بالق تل: يفرق الفقهاء بيين المير بالقتيل والكراه، ويأخذون‬
‫بمنيع القصياص فيي القتيل فيي حالة الكراه، واختلفوا فيي حالة المير‬
‫بالقتل، حيث يري مالك والشافعي وأحمد القصاص في المر لنه هو‬
‫المتسبب في القتل وأن كان المأمور هو الذي قتل ولكنه هنا بمثابة آلة‬



 ‫52‬
    ‫١ - بدائل الصنائع، ص:٥٣٢، المهذب، الجزء الثاني، ص:٦٨١، والمغني، الجزء التاسع،‬
                                                             ‫.ص:٩٥٣ وما بعدها‬
‫62‬
   ‫٢- الشرح الكبير للدرير، الجزء الرابع، ص:٥١٢، المدونة، الجزء السادس، ص:٠١/٦٠١‬
                                                                                ‫.٨‬
 ‫72‬
    ‫٣- مواهب الجليل، الجزء السادس، ص:٦٣٢، المهذب، الجزء الثاني، ص: ٦٨١، المغني‬
                                                 ‫.لبن قدامه، الجزء التاسع، ص:٨٤٣‬
                                          ‫82٤ - بدائع الصنائع، الجزء السابع، ص:٥٣٢.‬
‫القتيل ولييس القاتيل، ول يري أبيو حنيفية القصياص مين المير لنيه تسيبب‬
                                                      ‫في القتل ولم يباشره)92(.‬
‫٤ – الكراه علي القتيي ل: الكراه يفسيييد الرادة، حييييث يري مالك‬
‫وأحميد والرأي الصيحيح عنيد الشافعيية القصياص علي المكره والمكره‬
‫لن الحامل المكره تسبب في القتل، ولن المباشر المكره قتل المجني‬
‫علييه ظلميا)03(، ولكين عنيد أبيي حنيفية ومحميد أن القصياص يجيب علي‬
‫الحاميل دون المباشير لقوله صيلي ا علييه وسيلم ) ر فع عن أم تي‬
                             ‫الخطأ والنسيان وما أستكرهوا عليه()13(.‬
‫5 - أن تكون الداة التيي اسيتعملت فيي القتيل مميا يقتيل بيه‬
‫غال ب ًيا : ويدخيل فيي ذلك الغراق فيي الماء والخنيق والحبيس واللقاء‬
‫مين شاهيق والحراق بالنار، والقتيل بالسيم، فقيد وضعيت يهوديية السيم‬
‫لرسول )في شاة، فأكل منها لقمة ثم لفظها، وأكل معه بشر بن البراء،‬
        ‫فعفا عنها النبي )ولم يعاقبها، فلما مات بشر بن البراء قتلها به)23(.‬
‫ول يقتيل القاتيل إل بعيد أن يؤخيذ رأى أهيل القتييل فييه، فإن طلبوا‬
‫قتله قتيل وكان القتيل كفارة له، وإن عفوا عنيه عفيي عنيه. وأخذت منيه‬
‫الدييية وهييى تقدر بحوالى )0524( جرامًييا ميين الذهييب تقريبًييا، وعليييه‬
‫الكفارة وه يى عت يق رقب ية مؤمن ية، فإن لم يج يد فعلي يه ص يوم شهري ين‬
 ‫ي‬        ‫ي‬    ‫ي‬       ‫ي‬             ‫ي‬       ‫ي‬      ‫ي‬     ‫ي‬
‫متتابعيين، قال تعالى)) يا أي ها الذ ين آمنوا ك تب علي كم الق صاص‬
‫فيي القتلى الحير بالحير والعبيد بالعبيد والنثيى بالنثيى فمين‬
‫عفييي له ميين أخيييه شيييء فأتباع بالمعروف وأداء إليييه‬


  ‫92‬
       ‫١ - الشرح الكبير للدرير، الجزء التاسع، ص:٢٤٣، والجزء الرابع، ص:٨١٢، والمهذب‬
                                                            ‫،الجزء الثاني، ص:٩٨١‬
        ‫03‬
           ‫٢ - الشرح الكبير للدرير، الجزء الرابع، ص:٦١٢، المغني، الجزء التاسع، ص:١٣٣،‬
                                                     ‫.المهذب، الجزء الثاني، ص:٩٨١‬
                                            ‫13‬
                                               ‫..بدائع الصنائع، الجزء الثاني، ص:٠٨١ -‬
                                                                      ‫23‬
                                                                         ‫.متفق عليه -‬
                                                                                    ‫.‬
‫بإح سان ذلك تخف يف من رب كم ورح مة ف من اعتدي ب عد ذلك‬
                                              ‫فله عذاب أليم(()33(.‬

              ‫7 - ما يثبت به القصاص وشروطه‬
‫يثبيت القصياص باعتراف القاتيل، أو بشهادة رجليين يعرف عنهميا‬
‫الصيلح والتقوى وعدم الكذب؛ يشهدان أنهميا قيد رأييا أو شاهدا القاتيل‬
‫وهو يقتل، ول تصح شهادة المرأة في القصاص، فل يشهد على القتل‬
‫رجييل وامرأة أو رجييل وامرأتان، وإنمييا ل بييد ميين أن يكون الشاهدان‬
‫رجليين، وهذا رأى جمهور الفقهاء، لكين يرى بعيض الفقهاء أنيه يصيح‬
‫الخذ بشهادة المرأة في القصاص، فإن ثبت القتل بالشهادة وجب حد‬
‫القصياص على القاتيل، فإن عفيا عنيه أولياء القتييل أو بعضهيم؛ ل يقام‬
                                          ‫عليه الحد، وعليه دفع الدية.‬
‫بناء علي ذلك ل يثب ييت القص يياص ف ييي القت ييل إل بتواف يير‬
  ‫ي‬            ‫ي‬        ‫ي‬      ‫ي‬        ‫ي‬
                                                     ‫الشروط التالي ة:‬
     ‫ل يثبت الحق لولياء المقتول في القصاص من القاتل إل ّ إذا تمّت‬
                                                         ‫الشروط التالية:‬

                                  ‫الول: أن يكون القتل بنحو العمد.‬

     ‫الثاني: التساوي في الحرية و العبودية، فيقتل الحر بالحر و العبد‬
       ‫بالعبد و ل يقتل الحر بالعبد، بل يغرم قيمته يوم قتله مع تعزيره‬
                                                        ‫بالضرب الشديد.‬

      ‫الثالث: التساوي في الدين، فل يقتل المسلم بالكافر ي و إن لزم‬
        ‫تعزيره فيما إذا لميكن القتل جائزا ي بل يغرم ديته لو كان ذميا.‬


                                             ‫33‬
                                                  ‫سورة البقرة الية: 871 -‬
‫الرابع: أن ل يكون القاتل أبا للمقتول، فل يقتل الب بقتله لبنه، بل‬
                                                    ‫يعزر و يلزم بالدية.‬

    ‫الخامس: أن يكون القاتل بالغا عاقل ً وإل ّ فل يقتل و تلزم العاقلة‬
                                                                ‫بالدية.‬

    ‫السادس: أن يكون المقتول محقون الدم، فل قصاص في القتل‬
          ‫السائغ، كقتل سابّ النبي صلياللهعليهوآلهوسلم أو أحد الئمة‬
                 ‫عليهمالسلم أو قتل المهاجم دفاعا و ما شاكل ذلك.‬

                   ‫8 - كيفية تنفيذ القصاص‬
   ‫يقتل القاتل بالطريقة التي قتل بها عند بعض الفقهاء؛ لقوله تعالى‬
     ‫}وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به{ )43 ( وقال بعض‬
                                ‫الفقهاء: بل يكون القصاص بالسيف.‬
    ‫ما ل يقام فيه قصاص وتحل الدية محله: تتمثل هذه‬
                                                     ‫الحالت في التي:‬
                           ‫1- قطع عضو أحد الناس خطأ دون تعمد.‬
                                ‫2- الجروح التي يستحيل فيها التماثل.‬
‫3- الجروح التي تقع بالرأس والوجه؛ وهى ما يسمى بي )الشجاج( إل إذا‬
                      ‫كشف الجرح عن العظم فعندئذ يقام القصاص.‬
  ‫4- اللسان وكسر العظم، فل قصاص فيهما لنه ل يمكن الستيفاء أو‬
                                                     ‫التماثل بغير ظلم.‬
              ‫9 - من ي ُن ف ّذ القصاص‬
    ‫القصاص ل يحق لحد إقامته إل الحاكم أو من ينوب عنه. فل‬
              ‫يحل لولى القتيل أن يقتل القاتل حتى ل تنتشر الفوضى.‬

                                          ‫43‬
                                               ‫.سورة النحل الية:621 -‬
                                                                    ‫.‬
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص
نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص

Mais conteúdo relacionado

Semelhante a نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص

The Aims of Punishment in the Islamic Sharia
The Aims of Punishment in the Islamic  ShariaThe Aims of Punishment in the Islamic  Sharia
The Aims of Punishment in the Islamic Shariajamal kelani
 
Dr maisa حقوق الانسان
Dr maisa حقوق الانسانDr maisa حقوق الانسان
Dr maisa حقوق الانسانHany Atef
 
Moral Law (Arabic).pptx
Moral Law (Arabic).pptxMoral Law (Arabic).pptx
Moral Law (Arabic).pptxMartin M Flynn
 
Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية Hany Atef
 
التشريعات السياحية والفندقية
 التشريعات السياحية والفندقية التشريعات السياحية والفندقية
التشريعات السياحية والفندقيةHany Atef
 
Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية  Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية Hany Atef
 
Bahrain online بحرين اون لاين (45)
Bahrain online   بحرين اون لاين (45)Bahrain online   بحرين اون لاين (45)
Bahrain online بحرين اون لاين (45)bahrainonline
 
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيق
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيقالكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيق
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيقJamil Salem
 
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنيةbenamor belgacem
 
حرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأيحرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأيAbdul Ghani
 
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرض
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرضالمسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرض
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرضwolfsniper01
 
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012fwid96
 
Projet de constitution Doustourna en langue arabe
Projet de constitution Doustourna en langue arabeProjet de constitution Doustourna en langue arabe
Projet de constitution Doustourna en langue arabeRéseau Doustourna
 
تاريخ العدالة الانتقالية
تاريخ العدالة الانتقاليةتاريخ العدالة الانتقالية
تاريخ العدالة الانتقاليةamorweslati
 
اساسيات حقوق انسان.pptx
اساسيات حقوق انسان.pptxاساسيات حقوق انسان.pptx
اساسيات حقوق انسان.pptxalisabih2
 
The nature of government by ayn rand arabic
The nature of government by ayn rand arabicThe nature of government by ayn rand arabic
The nature of government by ayn rand arabicAnochi.com.
 

Semelhante a نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص (20)

The Aims of Punishment in the Islamic Sharia
The Aims of Punishment in the Islamic  ShariaThe Aims of Punishment in the Islamic  Sharia
The Aims of Punishment in the Islamic Sharia
 
Dr maisa حقوق الانسان
Dr maisa حقوق الانسانDr maisa حقوق الانسان
Dr maisa حقوق الانسان
 
Moral Law (Arabic).pptx
Moral Law (Arabic).pptxMoral Law (Arabic).pptx
Moral Law (Arabic).pptx
 
Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية
 
التشريعات السياحية والفندقية
 التشريعات السياحية والفندقية التشريعات السياحية والفندقية
التشريعات السياحية والفندقية
 
Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية  Law التشريعات السياحية والفندقية
Law التشريعات السياحية والفندقية
 
Bahrain online بحرين اون لاين (45)
Bahrain online   بحرين اون لاين (45)Bahrain online   بحرين اون لاين (45)
Bahrain online بحرين اون لاين (45)
 
08 11
08 1108 11
08 11
 
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيق
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيقالكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيق
الكرامة الإنسانية في النظرية والتطبيق
 
al-sheruve
al-sheruveal-sheruve
al-sheruve
 
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
Benamor.belgacemافاق الدولة المدنية
 
حرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأيحرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأي
 
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرض
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرضالمسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرض
المسودة الأخيرة من الدستور المصرى قبل العرض
 
____
________
____
 
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
 
Projet de constitution Doustourna en langue arabe
Projet de constitution Doustourna en langue arabeProjet de constitution Doustourna en langue arabe
Projet de constitution Doustourna en langue arabe
 
تاريخ العدالة الانتقالية
تاريخ العدالة الانتقاليةتاريخ العدالة الانتقالية
تاريخ العدالة الانتقالية
 
اساسيات حقوق انسان.pptx
اساسيات حقوق انسان.pptxاساسيات حقوق انسان.pptx
اساسيات حقوق انسان.pptx
 
The nature of government by ayn rand arabic
The nature of government by ayn rand arabicThe nature of government by ayn rand arabic
The nature of government by ayn rand arabic
 
Ekonomi islam
Ekonomi islamEkonomi islam
Ekonomi islam
 

Mais de HishamBadawy

حصن المسلم
حصن المسلمحصن المسلم
حصن المسلمHishamBadawy
 
الباقيات الصالحات
الباقيات الصالحاتالباقيات الصالحات
الباقيات الصالحاتHishamBadawy
 
الشمائل المحمدية
الشمائل المحمديةالشمائل المحمدية
الشمائل المحمديةHishamBadawy
 
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969HishamBadawy
 
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقةإتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقةHishamBadawy
 
محكمة الجرائم الدولية في راوندة
محكمة الجرائم الدولية في راوندةمحكمة الجرائم الدولية في راوندة
محكمة الجرائم الدولية في راوندةHishamBadawy
 
فن التعامل مع الزملاء
فن التعامل مع الزملاءفن التعامل مع الزملاء
فن التعامل مع الزملاءHishamBadawy
 
الرقابة الادارية
الرقابة الاداريةالرقابة الادارية
الرقابة الاداريةHishamBadawy
 
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقل
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقلكتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقل
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقلHishamBadawy
 
كتاب كيف تخطط
كتاب كيف تخططكتاب كيف تخطط
كتاب كيف تخططHishamBadawy
 
كيف تقوي شخصيتك
كيف تقوي شخصيتككيف تقوي شخصيتك
كيف تقوي شخصيتكHishamBadawy
 

Mais de HishamBadawy (11)

حصن المسلم
حصن المسلمحصن المسلم
حصن المسلم
 
الباقيات الصالحات
الباقيات الصالحاتالباقيات الصالحات
الباقيات الصالحات
 
الشمائل المحمدية
الشمائل المحمديةالشمائل المحمدية
الشمائل المحمدية
 
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون المعاهدات 1969
 
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقةإتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة
إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة
 
محكمة الجرائم الدولية في راوندة
محكمة الجرائم الدولية في راوندةمحكمة الجرائم الدولية في راوندة
محكمة الجرائم الدولية في راوندة
 
فن التعامل مع الزملاء
فن التعامل مع الزملاءفن التعامل مع الزملاء
فن التعامل مع الزملاء
 
الرقابة الادارية
الرقابة الاداريةالرقابة الادارية
الرقابة الادارية
 
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقل
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقلكتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقل
كتاب كيف تنجز اكثر في وقت اقل
 
كتاب كيف تخطط
كتاب كيف تخططكتاب كيف تخطط
كتاب كيف تخطط
 
كيف تقوي شخصيتك
كيف تقوي شخصيتككيف تقوي شخصيتك
كيف تقوي شخصيتك
 

نظرية التشريع الجنائي الاسلامي في القصاص

  • 1. ‫نظرية التشريع الجنائي السلمي في‬ ‫القصاص‬ ‫تأليف‬ ‫الدكتور‬ ‫السيد مصطفي أحمد أبو الخير‬ ‫الخبير في القانون الدولي‬ ‫القصاص حياة‬ ‫مقدم ة:‬ ‫) القصاص حياة( جملة مفيدة معانيها نافذة ل تنفد ول تموت لنها‬ ‫حية وكلها حياة عمرها عمر السلم والنسان، وآية بكل ما تحمل هذه‬ ‫الكلمية مين مفهوم ومضمون، وهيي أيضيا حكمية تشريعيية تحميل بيين‬ ‫طياتهييا إعجازا تشريعيييا لم تصييل إليييه حتييى الن السييياسات الجنائييية‬ ‫والعقابية في كافة النظم القانونية الوضعية الموجودة في العالم، رغم‬ ‫أن ظاهرهييا التناقييض، فقييد يؤدي القصيياص بحياة النسييان فتصييل‬ ‫العقوبية إلي العدام، أي الموت، ولكين ميع ذلك فإن الموت هنيا حياة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للمجتمع.‬ ‫نتناول هذا الموضوع في بندين هما:‬ ‫أول: فلسفة التشريع الجنائي السلمي.‬ ‫ثانيا: القصاص.‬ ‫أول: فلسفة التشريع الجنائي السلمي‬ ‫أساس العقوبات السلمية) القصاص( فقال ا تعالي في سورة‬ ‫البقرة الية)٩٧١() ول كم في الق صاص حياة( أي التساوي بين الثم‬ ‫المرتكب والعقوبة الرادعة فقد عبر القرآن عن العقوبة بالمثلت فقال‬ ‫تعالي فييي عقابييه المييم السييابقة ) ويس يتعجلونك بالس ييئة قب يل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
  • 2. ‫الحسينة وقيد خلت مين قبلهيم المثلت()1( أي إن العقوبات مماثلة‬ ‫للذنوب والثام، فالعقوبات السييلمية عاميية تقوم علي المسيياواة بييين‬ ‫الجرم والعقوبة ولذلك تسمي) ق صاصا( وتلك غاية وهدف تسعي إليه‬ ‫كافية النظيم القانونيية الموجودة فيي العالم، ولم يصيل إليهيا إل النظام‬ ‫السلمي.‬ ‫وقال أهل العلم في تسمية الحدود حدودا لنها تفصل وتمنع‬ ‫وتحجز من الوقوع في الجريمة والثم الذي يضر صاحبه ول يقتصر‬ ‫ضرره عليه بل يتعداه إلى غيره، ومن هنا قالوا سميت الحدود حدودا‬ ‫لنها تمنع من القدام على ارتكاب المعاصي ولنها من جهة أخرى تمنع‬ ‫من ارتكب المعصية من العود إليها إذا أخذ عقوبته المكافأة الزاجرة‬ ‫وهذا من رحمة ا سبحانه وتعالى بالعباد وبأمة السلم أنه لم يجعل‬ ‫أمر العدوان على ثوابت استقرار المجتمعات أمرا يرجع إلى تقدير‬ ‫الخلق ومن ترك شرع ا سبحانه وتعالى تخبط.‬ ‫لذلك انتشرت الجرائم في تلك المجتمعات ووصلت معدلت‬ ‫الجريمة فيه أرقاما قياسية مخيفة تهدد بأفول نجم الحضارة الغربية،‬ ‫وقد بدأت صيحات التحذير من أفول هذه الحضارة في كل الدول‬ ‫الغربية ومن مضي علي نهجها)2(.‬ ‫الرحمة هي أساس السلم والعدل والرحمة متلزمان ول يفترقان‬ ‫أبدا أحدهما لزم للخر فالرحمة من لوازم العدل وثمرة من ثمراته فل‬ ‫توجيد الرحمية ميع الظلم، كميا ل يمكين أن يكون العدل مخالفيا للرحمية‬ ‫ويسيييتوي فيييي ذلك العدل بيييين الناس والعدل بيييين الدول فالعدالة‬ ‫1 - سورة الرعد الية)٦(‬ ‫2‬ ‫١- راجع في ذلك، مجموعة كتيبات الستاذ/ مصطفي فوزي غزال، أفول شمس الحضارة‬ ‫.الغربية، دار السلم للطباعة والنشر، القاهرة، ٨٨٩١م‬
  • 3. ‫الحقيقييية هييي الرحميية الحقيقييية، وهناك فرق بييين الرحميية والرأفيية‬ ‫فالولي أوسيع مين الثانيية وتكون فيي الخيير العام والعدالة، أميا الرأفية‬ ‫فإنها إحساس بالشفقة علي من يتألم سواء كان هذا اللم عدل أم غير‬ ‫عدل، ومنهيي عنهيا عندميا يكون اللم ناتيج عين إنزال عقوبية رادعية عين‬ ‫الشر ومانعا للثم)3(.‬ ‫ويهدف النظام الجنائي فيي السيلم لحفيظ الكليات الخميس التيي ل‬ ‫تقوم الحياة ول تسييتمر بدونهييا وهييم) حف يظ النفييس، وحفييظ الدييين،‬ ‫ي‬ ‫وحفيظ العقيل، وحفيظ النسيل، وحفيظ المال( وأي جريمية هيي اعتداء‬ ‫علي أحدي هذه الكليات السييابقة، فقييد شرعييت كافيية العقوبات فييي‬ ‫السلم للمحافظة عليها، ولقد أوضحها حجة السلم الغزالي في كتابه‬ ‫المسييتصفي فقال )) إن جلب المنفعيية ودفييع المضرة مقاصييد الخلق،‬ ‫وصلح الخلق في تحصيل مقاصدهم، لكنا نعني بالمصلحة المحافظة‬ ‫علي مقصود الشرع ومقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ‬ ‫عليهيم دينهيم، وأنفسيهم، وعقلهيم، ونسيلهم، ومالهيم، فكيل ميا يتضمين‬ ‫حفظ هذه الصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الصول،‬ ‫فهو مفسدة، ودفعها مصلحة، وهذه الصول الخمسة حفظها واقع في‬ ‫رتبية الضرورات، فهيي أقوي المراتيب فيي المصيالح، ومثاله قضاء الشرع‬ ‫بقتل الكافر المضل، وعقوبة المبتدع الداعي إلي بدعته، فإن هذا يفوت‬ ‫علي الخلق دينهييم، وقضاؤه بإيجاب القصيياص، إذ بييه حفييظ النفوس،‬ ‫وإيجاب حييد الشرب، إذ بييه حفييظ العقول التييي هييي ملك التكليييف،‬ ‫وإيجاب حييد الزنييي، إذ بييه حفييظ النسييب والنسيياب، وزجيير الغصيياب‬ ‫3٢ - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي، الجزء الول، الجريمة، دار‬ ‫الفكر العربي، القاهرة، ٨٩٩١م، ص ٩/٧..‬
  • 4. ‫والسيراق، إذ بيه يحصيل حفيظ الموال التيي هيي معاييش الخلق وهيم‬ ‫مضطرون إليها، وتحريم تفويت هذه المور الخمسة(()4(‬ ‫والمصالح المعتبرة وإن لم تكن دائما ذاتية ولكنها تعد من البدهيات،‬ ‫كميا إن المنافيع إضافيية فقيد تكون منافيع قوم فيهيا ضرر بآخريين وقيد‬ ‫تكون منفعية عاجلة تدفيع منفعية آجلة، ماديية أو معنويية لذلك يجيب عنيد‬ ‫تجريم الفعل أو إباحته النظر إلي منافعه ومضاره والتوازن بينهما، كما‬ ‫أن المصلحة المعتبرة من الشارع تختلف عن اللذة والشهوة، فالشهوات‬ ‫والهواء أمور شخصيية وقتيية وقيد تكون انحرافيا وأحيانيا تتعلق بأمور ل‬ ‫تنفع ول تجدي بل تضر، والهوى انحراف عن الفكر فيدفع للفساد ومن‬ ‫ثم للجريمة، وأغراض البشر وغاياتهم ليست دائما متجهة إلي المصالح‬ ‫التي يحميها السلم، أنما يحمي السلم الغراض والمنافع الشخصية‬ ‫المتفقية ميع المصيالح العامية التيي يحميهيا السيلم، لذلك تقرر إقامية‬ ‫العقاب علي أسيياس حماييية المصييالح النسييانية المتمثلة فييي حفييظ‬ ‫النفيس، وحفيظ الديين، وحفيظ العقيل، وحفيظ النسيل، وحفيظ المال،‬ ‫واعتبار العقوبة من العدالة، وظهرت منطقية وحيوية ومضمون ومفهوم‬ ‫الييية الكريميية ) ولك ييم ف ييي القص يياص حياة ي ييا أولي اللباب(‬ ‫والملحييظ أن الييية الكريميية اختتمييت بالنداء علي) أولي اللباب( أي‬ ‫أصييحاب العقول النيرة المفكرة وليسييت الضالة المظلميية وتلك إعجاز‬ ‫آخر.‬ ‫ورغيم أن كافية النظيم القانونيية الوضعيية الموجودة فيي العالم قيد‬ ‫جرميت العتداء علي أي مين هذه الصيول الخمسية، ولكنهيا فشلت فيي‬ ‫المحافظية عليهيا حتيى أن مجتمعات هذه النظيم منهيا مين انهار تحيت‬ ‫وطأة الجريم ية ومنه يا م ين ه يو ف يي س يبيله إلي ذلك النهيار، فمعدلت‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫4 - حجة السلم الغزالي، المستصفي الجزء الول، ص ٨٨٢/٧٨٢. نقل عن المام محمد أبو‬ ‫زهرة، المرجع السابق، ٠٣.‬
  • 5. ‫الجريميية بلغييت أرقام قياسييية مرعبيية تنذر بكارثيية محققيية فييي تلك‬ ‫المجتمعات، ولم ينجيييح فيميييا فشلت فييييه هذه النظيييم الوضعيييية إل‬ ‫الشريعية السيلمية خاصية فيي السيياسة الجنائيية مين حييث التجرييم‬ ‫والعقوبة والموائمة بينهما،‬ ‫إن القانون ضرورة ل مفير منهيا للجماعية ول غنيي عنهيا للبشير وهيو‬ ‫في حقيقته ليس إل أداة أوجدتها الجماعة لخدمتها وإسعادها، وتستمد‬ ‫القوانين وجودها وشرعيتها من حاجة الجماعة إليها، فوظيفة القوانين‬ ‫عامية هيي خدمية الجماعية وسيد حاجاتهيا وإسيعادها، فوظيفية القانون‬ ‫تتمث يل ف يي تنظي يم الجماع ية ومن يع المظالم وحف يظ الحقوق وتحقي يق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫العدالة وتوجي يه الشعوب نح يو الناف يع والمفي يد، لذلك فإن ك يل قانون ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تحقييق نصييوصه هذه الوظيفيية أو تخرج عليهييا يفقييد مييبررات وجوده‬ ‫ومسوغات مشروعيته، ويعد باطل ل يطاع ول يحترم ويجب نبذه وعدم‬ ‫تطبيقه)5(.‬ ‫تختلف القوانيين باختلف الميم والشعوب لن القانون مرآة صيادقة‬ ‫لماضيهيا وحاضرهيا فهيو يعيبر عين نشأتهيا وتطورهيا وأخلقهيا وتقاليدهيا‬ ‫وآدابهيا ونظمهيا ودينهيا ومعتقداهيا، فقانون أي أمية أو شعيب يتضمين‬ ‫القيم العليا السيائدة في المم والشعوب، لذلك وجدنيا القوانين تسمي‬ ‫بأسييم المييم والشعوب، فهناك القانون المريكييي والقانون الفرنسييي‬ ‫والقانون المصري والقانون السوري وغيرهم.‬ ‫وإذا ثب يت انتس ياب القانون للم ية ثبت يت شرعيت يه وأهليت يه لحكمه يا،‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وطبقه الناس عن رضي نفس وطيب خاطر، لن المة في هذه الحالة‬ ‫أنميا تحكيم نفسيها بنفسيها، وتخضيع لميا تديين بيه مين عقائد وقييم ومثيل‬ ‫علييا، لذلك يحرص المقننون فيي كافية النظمية القانونيية الموجودة فيي‬ ‫5 - القاضي الشهيد عبد القادر عودة، السلم وأوضاعنا القانونية، دار المختار السلمي، ص:‬ ‫٥٢/١٢.‬
  • 6. ‫العالم علي تعدي يل القواني ين حال تطبيقه يا علي أم ية أخري غي ير أمته يا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لتوافييق الميية الخيرة، لن إلزام أميية بتطييبيق قانون أميية أخري دون‬ ‫مراعاة الفروق بينهمييا معناه إلزامهييا التخلي عيين عاداتهييا وتقاليدهييا‬ ‫وآدابهييا ومميزاتهييا ونظمهييا وشرائعهييا، بييل يصييل الميير إلي مطالبتهييا‬ ‫بالتخلي عين نظامهيا الجتماعيي والتفرييط فيي دينهيا، وهذا ميا حدث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للدول الس ييلمية أبان فترة الحتلل، مم ييا أخرج هذه القواني يين ع يين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أهدافها وغاياتها، وأدت إلي فساد وإفساد هذه المجتمعات.‬ ‫لسين التشريعات والقوانيين أصيول وقواعيد عامية ومسيلمات يجيب‬ ‫مراعاتهيا لنهيا أسياس النصيوص وأصيل المواد، حييث تدور وتقوم عليهيا‬ ‫أغراضيه وأهدافيه السيابق بيانهيا، ولكين الحكام وأذيالهيم وأتباعهيم فيي‬ ‫المجالس التشريعييية أفسييدوا هذه الصييول وشوهوهييا، واسييتبدلوها‬ ‫بأخبث في نفوسهم وبما يحصنهم ويضمن لهم الستقرار علي كراسيهم‬ ‫حتى الممات.‬ ‫والقانون يتكون من جسم وروح فل يمكن أن يحقق أهدافه إل إذا صيغ‬ ‫في نصوص ومواد تحفظ المعاني القانونية الرفيعة من التحريف والنحراف‬ ‫والنسيان، وهذا هو جسم القانون، وروح القانون تتمثل في سلطان القانون‬ ‫علي الناس وتقاس صييلحية القانون بمدي تقبييل الفراد له وقوة سييلطانه‬ ‫عليهم الذي يقوم علي عنصرين، عنصر روحي خالص)نفسي(، وهو الصلة‬ ‫بيين القانون وقلوب الفراد ونفوسيهم، وتكمين فيي رضاء الفراد وقابليتهيم‬ ‫لتطيبيق واحترام القانون، ول يتحقيق ذلك إل إذا قاميت نصيوص القانون علي‬ ‫عقائد تؤمن بها الفراد أو دين يتبعونه أو مبادئ وتقاليد وقيم يحرصون علي‬ ‫احترامهييا، وعنصيير اللزام وهييو الجزاء الذي يرتبييه القانون علي مخالفتييه‬ ‫كالعقوبة والتعويض والرد والفسخ والبطلن وغيرهم)6 (.‬ ‫- القاضي الشهيد عبد القادر عودة، المرجع السابق، ص: ٧٣/٦٣.‬ ‫6‬
  • 7. ‫إن القوانين الوضعية كانت قبل الثورة الفرنسية مزيجا من القواعد المرة‬ ‫والناهية الموروثة عن الرومان وغيرهم إضافة إلي بعض المبادئ الخلقية‬ ‫والعادات والتقاليد والسوابق القضائية ثم بعض القواعد الدينية التي تختلف‬ ‫باختلف الديين والمذاهيب، وبعيد الثورة الفرنسيية ورفيع شعار )اشنقوا أخير‬ ‫ملك بأمعاء أخير قسييس( تيم تجرييد القوانيين الوضعيية مين كيل ماله علقية‬ ‫بالديين والعقائد والخلق والفضائل النسيانية، وأصيبحت هذه القوانيين تنظيم‬ ‫علقات الفراد المادية وشئون المن ونظام الحكم، وذلك تحت زعم تحقيق‬ ‫وتطيبيق الحريية والمسياواة والخاء بيين الفراد، ولكين أدي ذلك إلي فسياد‬ ‫الخلق وانتشرت الفوضيى مميا أشاع روح التمرد والسيتهانة بالقانون وكثرت‬ ‫الثورات وتعددت النقلبات، وغاب الطمئنان وأنعدم المن.‬ ‫ول كن الشري عة السلمية حلت تلك المشكلة بب ساطة ومن طق‬ ‫ح يث ساوت ب ين الفراد في ما هم مت ساوون ف يه وخال فت بين هم‬ ‫فيما هم مختلفون فيه.‬ ‫ظلت الشريعية السلمية تحكيم المجتمعات السلمية فيي الدول العربيية‬ ‫والسيلمية منيذ أن دخلهيا السيلم إلي أن ابتلييت بالسيتعمار)السيتخراب(‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الغربي الصليبي، والغريب في المر أنهم أطلقوا علي الحتلل الغربي للدول‬ ‫العربية والسلمية )استعمارا( زورا وبهتانا، لن أي كلمة تدخل عليها في اللغة‬ ‫العربيية حروف)أسيت/أ/س/ت( يكون معناهيا طلب الشييء الذي دخلت علييه‬ ‫مثيل)اسيتعلم( أي طلب العلم بشييء، ومصيطلح )اسيتعمار( مفادهيا طلب‬ ‫العمران، فهيل كان الحتلل الغربيي الصيليبي للدول العربيية والسيلمية طلبيا‬ ‫للعمران؟ .‬ ‫لذلك يجييب بداييية بيان معانييي ومفاهيييم مضمون المصييطلحات التييي‬ ‫نستعملها، وتحريرها من الغزو الثقافي الغربي، وتعرية المصطلحات الغربية‬ ‫وبيان مفاهيمهييا ومضمونهييا، وعدم اسييتعمالها واسييتعمال المصييطلحات‬
  • 8. ‫والمفاهييم السيلمية فيي كافية العلوم حتيى يتيم أسيلمة العلوم والثقافية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والداب بل والحياة حتى يعود السلم ليحكم كافة تصرفاتنا وتحركاتنا.‬ ‫لذلك نحين نري أن الحتلل الغربيي الصيليبي للدول العربيية‬ ‫والسلمية كان استخرابا وليس استعمارا.‬ ‫أذن فق يد دخلت القواني ين الوضعي ية الدول العربي ية والس يلمية م يع هذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الستخراب الغربي الصليبي، وتمت تنحية وعزل السلم ليس كدين فقط بل‬ ‫أيضييا كهوييية وتشريييع ومنهاج حياة وقانون وتييم عزلة عيين منصيية الحكييم‬ ‫والتشريييع والقضاء، فييي الدول العربييية والسييلمية، واسييتبداله بالقوانييين‬ ‫الوضعية تحت زعم الخذ بأسباب المدنية الوربية والتقدم الوربي والمدنية‬ ‫الحديثة، كأنما التقدم الوربي والمدنية الحديثة مرجعة وسببه هذه القوانين‬ ‫الوضعييية، رغييم تفاهيية تلك الحجيية الفارغيية فقييد وجدت عقول مهزوزه‬ ‫ومهزومة فكريا صدقتها بل آمنت بها وقاتلت من أجل نشرها وتلقينها للنشء‬ ‫في كافة مراحل التعليم.‬ ‫أن هذه القوانيين الوضعيية المسيتوردة والمفروضية هيي قوانيين الدولة‬ ‫الرومانية عليها مسحة من النصرانية وأن هذه القوانين لم تمنع أبناء السلم‬ ‫الوائل – الذين طبقوا السلم منهج حياة وتشريع وقضاء - من ليس هزيمة‬ ‫الدولة الرومانيية فقيط بيل هدمهيا وانتهيت المبراطوريية الرومانيية مين علي‬ ‫الوجود فييي أعوام قليلة ولم تمنييع هذه القوانييين هذه المبراطورييية ميين‬ ‫الهزيمة ول من النهيار، كما أن هذه القوانين لم تمنع الهزيمة المنكرة الدول‬ ‫الوربية في الحروب الصليبية.‬ ‫أن تأخير المسيلمين لييس راجعيا للتشرييع والقوانيين السيلمية فالشريعية‬ ‫السيلمية أفضيل وأسيمى مين أي قانون وضعيي وقيد شهيد بذلك كبار مين‬ ‫علماء القانون في العالم الغربي، أنما يرجع تأخرهم لترك تعاليم السلم،‬ ‫فتركييا ميع السلم خلفة عظيمية ودولة كيبري تهابهيا كيل الدول الغربيية فقيد‬ ‫لقنت أوربا دروسا عظيمة وهزيمتها هزائم منكرة، وتركيا الن دولة تستجدي‬
  • 9. ‫الدخول ف يي التحاد الورب يي، ولو كان يت هذه الفري ية ص يادقة لكان يت الدول‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العربيية والسيلمية قيد بلغيت حالييا درجية كيبيرة فيي التقدم والرقيي وكانيت‬ ‫تنافس أوربا حاليا في النهضة والتقدم العلمي ولكن العكس هو الذي حدث‬ ‫حيث أصبحت من دول العالم الثالث النامي.‬ ‫يردد البعيض بأن الشريعية السيلمية )ل تصيلح للعصير الحاضير( وهيم‬ ‫فريقان الول لم يدرس القانون ول الشريعة السلمية والثاني درس القانون‬ ‫دون الشريع ية السيلمية، وكل الفريقي ين لي يس أهل للحك يم علي الشريع ية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫السيلمية لجهله بأحكامهيا ومين جهيل شيئا عاداه، ويكون عدوا له وبالتالي ل‬ ‫يصلح للحكم عليه لسببين الجهل والعداوة، وهم يبنون رأيهم الخاطئ علي‬ ‫قياس خط يأ ولي يس علي دراس ية علمي ية منظم ية، لعتقاده يم أن القواني ين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫الوضعيية حالييا ل تميت بصيلة إلي القوانيين القديمية التيي كانيت مطبقية حتيى‬ ‫أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وأن القوانين الوضعية‬ ‫الحديثية قائمية علي نظريات فلسيفية واعتبارات اجتماعيية وإنسيانية لم تكين‬ ‫موجودة في القوانين القديمة، وبالتالي فهم ل تصلح للعصر الحاضر لفقدانها‬ ‫السس التيي تقوم عليهيا القوانيين الحديثية، ويبنون علي ذلك اسيتنتاج خاطيئ‬ ‫باعتبار الشريعة السلمية من قوانين الماضي التي تفتقد السس والنظريات‬ ‫والفلسيفيات، فهذا القياس فاسيد وخاطيئ لنه قياس بيين مختلفيين مين عدة‬ ‫أوجه من حيث المصدر فالشريعة السلمية مصدرها ا – سبحانه وتعالي-‬ ‫خالق الخلق، الذي ل يعترييه النقيص والنسييان، بخلف البشير الذيين فطروا‬ ‫علي النقيص والطغيان والنسييان، ومين حييث الطبيعية فالشريعية السيلمية‬ ‫إلهيية المصيدر أي عبادة وتشرييع وحياة، فل يجوز ول يصيح قياس ومقارنية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الناس برب الناس، فالخلفات جوهري يية وعميق يية، فل تص ييح المقارن يية ول‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القياس فالمقارنة فاسدة والقياس باطل.‬ ‫أن النشأة الولي للقوانيين الوضعيية بدأت ميع تكويين السيرة والقيبيلة فكلمية‬ ‫رب السرة كانت قانون وكلمة شيخ القبيلة كانت قانون، وظل القانون يتطور‬
  • 10. ‫مع الجماعة حتى تكونت الدولة، ومع اختلف عادات السر فيما بينها وتقاليد‬ ‫القبيلة مع غيرها من القبائل الخرى، فقد عمدت الدولة علي توحيد العادات‬ ‫والتقاليد وجعلت منها قانونا ملزما لكافة الفراد والسر والقبائل الداخلين في‬ ‫نطاقهيا، ولذلك كانيت لكيل دولة قانون يختلف عين غيرهيا مين الدول، وفيي‬ ‫القرن الثامين عشير تطورت القوانيين علي هدي النظريات الفلسيفية والعلميية‬ ‫والجتماعي ية أص يحبت قائم ية علي تلك النظريات الت يي أس يست علي العدالة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والمسياواة والرحمية والنسيانية، ونتيج عين ذلك وجود قوانيين متشابهية فيي‬ ‫عدة دول ولكن بقي لكل دولة قانونها المختلف عن غيرها من القوانين.‬ ‫أما الشريعة السلمية فهي تختلف من حيث النشأة مع القوانين الوضعية فلم‬ ‫تكن قواعد قليلة ثم نمت وتطورت ول مبادئ متفرقة ثم تجمعت ول نظريات‬ ‫أولية وتهذبت، ولم تتطور الشريعة السلمية مع تطور الجماعة البشرية، أنما‬ ‫نشأت وولدت شابيية كاملة مكتملة شاملة ميين عنييد رب العالمييين –سييبحانه‬ ‫وتعالي- فهي كاملة بكماله وخالدة بخلوده،‬ ‫فهييي صييالحة لكييل زمان ومكان علي ميير العصييور وكيير الدهور للفراد‬ ‫والجماعات والدول، فقيد جاءت الشريعية السيلمية مين يوم مولدهيا بأحدث‬ ‫وأكمل النظريات التي منها ما وصلت إليه القوانين الوضعية أخيرا ومنها ما لم‬ ‫تصل إليه القوانين الوضعية حتى الن، مما يعني عدم وجود مقارنة أو مماثلة‬ ‫أو قياس فالختلفات أسييياسية وجوهرييية بييين الشريعيية السييلمية وبييين‬ ‫القوانين الوضعية)7(.‬ ‫الختلفات الساسية بين الشريعة السلمية والقوانين الوضعية‬ ‫تختلف الشريعة السلمية عن القوانين الوضعية من عدة وجوه:‬ ‫7 - القاضي الشهيد/ عبد القادر عودة، التشريع الجنائي السلمي مقارنا بالشريعة السلمية،‬ ‫الجزء الول، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة، ٦٨٩١م، ص: ٧١/٢١.‬
  • 11. ‫١ – الشريعية السلمية مين عنيد ا – سيبحانه وتعالي - والقوانيين الوضعيية‬ ‫مين صينع البشير، ول يصيح ول يجيب ول يعقيل أن نعقيد مقارنية بيين الخالق –‬ ‫سبحانه وتعالي - وبين المخلوق، وحيث أن الفعال والتصرفات تأخذ صفات‬ ‫المصدر فأن الشريعة السلمية تكون كاملة مكتملة خالدة صالحة لكل زمان‬ ‫ومكان علي مر الدهور وكر العصور، فهي كاملة بكماله – سبحانه وتعالي –‬ ‫خالدة بخلوده، أميا القوانيين الوضعيية فهيي تحميل صيفات البشير وطبائعهيم‬ ‫فهي ناقصة منقوصة بنقص النسان مؤقتة بحياته وظروفه ومحددة بقصر‬ ‫نظره وعصره.‬ ‫٢ - القوانين الوضعية مؤقتة وضعت لمرحلة معينة وظروف معينة ومع تغير‬ ‫الظروف والعلقات بييين الجماعات البشرييية، فالحياة متغيرة متطورة بينمييا‬ ‫القواني ين الوضعي ية المفروض فيه يا الثبات، ولذلك فه يي ثابت ية تحك يم متغي ير‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وبالتالي فهييي ل تسيياير التطورات والتغيرات فييي المجتمعات وبالتالي فهييي‬ ‫مشوبة بالنقصان وغير مكتملة الركان، بينما الشريعة السلمية وضعها خالق‬ ‫الزمان والمكان، الذي بيده مجريات الحداث والواقيييع والوقائع، فهيييي لذلك‬ ‫تس ياير التغييرات والتطورات الت يي تحدث ف يي المجتمعات البشري ية كم يا أنه يا‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تسييتوعب المسييتجدات المسييتقبلية التييي يمكيين أن تحدث فييي المجتمعات‬ ‫البشرية.‬ ‫٢ - نصوص الشريعة السلمية تتصف بالمرونة والعموم بحيث تتسع لحاجات‬ ‫الجماعة علي مر الدهور وكر العصور، وتستوعب التغييرات والتطور، كما أن‬ ‫قواعد الشريعة السلمية ونصوصها من السمو والرتفاع بحيث أنها ل يمكن‬ ‫أن تتأخر في أي مكان أو زمان أو تنخفض عن مستوي الجماعة البشرية.‬ ‫٣ – أن الشريع ية وضع يت لتنظي يم وتوجي يه البش ير لذلك فه يي دي ين وقانون،‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فالجماعية البشريية خاضعية للشريعية السيلمية، بينميا القوانيين الوضعيية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وضعيت لتنظييم الجماعية لذلك فالقانون الوضعيي تابيع للجماعية وخاضيع لهيا‬ ‫ولتطوراتها.‬
  • 12. ‫٤ – الجزاء ف يي الشريع ية السيلمية ف يي الدني يا والخرة، بينم يا الجزاء ف يي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القوانيين الوضعيية دنيوي فقيط، إن الشريعية السلمية تتصيل قوانينهيا بقانون‬ ‫السييلوك النسيياني العام، وأحكامهييا تتفييق مييع قانون الخلق والفضيلة،‬ ‫وعقابهييا دنيوي وأخروي فالفعال الظاهرة يعاقييب عليهييا بعقوبيية دنيوييية‬ ‫والفعال غيير الظاهرة يكون عقابهيا أخروي أمام ا سيبحانه وتعالي، لذلك‬ ‫اتصيلت الشريعية السيلمية بالضميير النسياني والوجدان، واتصيال الحكيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الدنيوي بالضميير الدينيي يشعير النسيان أنيه فيي رقابية مسيتمرة، مين ربيه‬ ‫سبحانه وتعالي، وذلك يعد أهم مانع نفسي وروحي من الجرائم، مما جعل‬ ‫مرتكب الجريمة سرا يذهب إلي الرسول صلي ا عليه وسلم ويطلب منه أن‬ ‫ينفيذ علييه العقوبية ويقييم علييه الحيد بوازع من ضميره وحسيه اليمانيي الذي‬ ‫خلقيه ونماه فييه الخالق سيبحلنه وتعالي)8( بخلف القوانيين الوضعيية فإن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المجرم إذا لم يكتشفيييه أحيييد أفلت مييين العقاب وأزداد ضراوة وإذا دخيييل‬ ‫السيجن مدة طويلة أو قصييرة فأنيه يزداد خيبرة فيي الجرام، فالعقوبات فيي‬ ‫القوانين الوضعية غير مانعة للجريمة.‬ ‫فالعقوبات فيي الشريعية السيلمية تعميل علي منيع الجريمية بثلث طرق‬ ‫هي:‬ ‫١ - التهذييب النفسيي وتربيية الضميير، فقيد هذب السيلم النفيس النسيانية‬ ‫بالعبادات مين صيلة وصيوم وزكاة وحيج لبييت ا الحرام، مميا يجعيل العبيد‬ ‫المسيلم ألييف مؤتلف يري نفسيه مين وميع وإلي الجماعية التيي يعييش فيي‬ ‫وسطها وكنفها وبالتالي فهو يعمل لصالحها وعلي حمايتها حتى من نفسه.‬ ‫٢ – تكويين رأي عام فاضيل عماده وأسياسه الخلق الفاضلة الكريمية لذلك‬ ‫دعيت الشريعية السيلمية إلي المير بالمعروف والنهيي عين المنكير، ويسيود‬ ‫بذلك خلق الحياء فييي المجتمييع السييلمي والحياء إحسيياس قوي بالقيود‬ ‫8 - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي الجزء الثاني )العقوبة(، دار‬ ‫الفكر العربي، القاهرة، ٨٩٩١م، ص: ٧١/٤١.‬
  • 13. ‫النفسيية التيي تجعيل الجماعية وميا يرضيهيا مكانيا فيي النفيس النسيانية مميا‬ ‫يجعل الشخص يحس بسلطان الرأي العام علي نفسه، ولذلك حث السلم‬ ‫علي الحياء ودعا إليه النبي صلي ا عليه وسلم وأكثر من الدعوة إليه.‬ ‫٣ – العقوبات الزاجرة والمانعيية الرادعيية فالعقوبيية رادعيية للمجرم زاجرة‬ ‫لغيرة، فالغايية مين العقوبية فيي الشريعية السيلمية أمران حمايية الفضيلة‬ ‫وحماية المجتمع من أن تتحكم فيه الرزيلة والثاني المنفعة العامة ومصلحة‬ ‫الناس، فالفضيلة والمصيلحة وإن كانيا يبدو بينهميا خلف إل أنيه ظاهري بيل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫هميا متلزمان فل فضيلة بدون مصيلحة ول مصيلحة بدون فضيلة، بيل أن كثيير‬ ‫من علماء الخلق يعتبرون مقياس الفضيلة أو الخير هو المصلحة الحقيقية‬ ‫بدون هوي.‬ ‫٤ – العقوبة شفاء لغيظ المجني عليه وليست للنتقام فشفاء غيظ المجني‬ ‫عليه وعلجه له أثره في تهدئة نفس المجني عليه فل يفكر في النتقام ول‬ ‫يسرف في العتداء وبالتالي تنتشر الجريمة وتتفشي في المجتمع، بالضافة‬ ‫إلي الحفاظ علي الكليات الخميس السيابق بيانهيا، ويعتيبر ميا سيلف خيير مانيع‬ ‫للجريمة.‬ ‫فالشريعية السلمية تتمييز عين القوانيين الوضعيية بالكمال والسيمو والمرونية‬ ‫والدوام والثبات والستقرار، ويرجع ذلك إلي أنها منزلة من عن ا – سبحانه‬ ‫وتعالي- الذي يتصف بالكمال والسمو والقدرة والدوام.‬ ‫ثانيا: القصاص‬ ‫ومن أهم السمات التي يتميز بها الشرع السلمي الحنيف عن القوانين‬ ‫الوضعيية القصياص كعقوبية للجرائم، والقصياص فيي الشريعية السيلمية‬ ‫ثابيت وأصييل وله سينده فيي القرآن والسينة والجماع، وهيو جوهير نظريية‬ ‫العقوبيية فييي الشريعيية السييلمية وسييوف نوضحييه ميين حيييث المفهوم‬ ‫والمضمون والنواع والحكام والنطاق.‬
  • 14. ‫١ - تعريف القصاص‬ ‫تعددت التعريفات في الفقه السلمي للقصاص فل يوجد فقيه أو مذهب‬ ‫فيي الفقيه السلمي إل وتعرض للقصاص بالبحيث والدراسية والتفصييل من‬ ‫بدايتيه إلي نهايتيه، ورغيم ذلك فأنهيا متفقيه فيي المضمون وإن اختلفيت فيي‬ ‫المبنيي اللفاظ، نورد هنيا بعيض منهيا، وللقصياص تعرييف لغوي وتعرييف‬ ‫شرعي )مصطلح(.‬ ‫- التعريف اللغوي للقصاص:‬ ‫القصياص لغية: المسياواة علي الطلق ومعناه أيضيا التتبيع ومنيه‬ ‫قصص السابقين بمعني أخبارهم)9(، )والقصاص مأخوذ من قص الثر،‬ ‫وهيو إتباعيه، ومنيه القاص لنيه يتبيع الثار، والخبار، وقيص الشعير أثره،‬ ‫فكأن القاتل سلك طريقا من القتل فقص أثره فيها، ومشي علي سبيله‬ ‫فيهيا، ومين ذلك قوله تعالي) فارتدا علي آثارهميا قصيصا()01( وقييل‬ ‫القص القطع، يقال قصصت ما بينهما، ومنه أخذ القصاص، لنه يجرحه‬ ‫مثيل جرحيه، أو يقتله بيه، ويقال أفيص الحاكيم فلنيا مين فلن، وأباده بيه‬ ‫فأمتثل منه أي اقتص منه()11(.‬ ‫المعني الشرعي أو الصطلحي:‬ ‫-‬ ‫والمقصييود بالقصيياص فييي الشرع )أن يعاقييب المجرم بمثييل فعله‬ ‫فيقتيل كميا قتيل ويجرح كميا جرح()21( وهيو )عقوبية مقدرة ثبيت أصيلها‬ ‫9 - المام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه السلمي، الجزء الثاني، العقوبة،‬ ‫المرجع السابق، ص: ٢٥٢.‬ ‫01 - سورة الكهف الية:٤٦.‬ ‫11 - عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه علي المذاهب الربعة، تحقيق وتعليق وتخريج ودراسة‬ ‫أحمد فريد المزيدي ومحمد فؤاد رشاد، الجزء الخامس، الحدود، كتاب القصاص المكتبة‬ ‫التوفيقية، القاهرة، بدون تاريخ، ص:١٣٢.‬ ‫21 - القاضي الشهيد عبد القادر عودة، التشريع الجنائي السلمي مقارنا بالقانون الوضعي،‬ ‫الجزء الول، المرجع السابق، ص:٣٦٦.‬
  • 15. ‫بالكتاب، وثبت تفصيلها بالسنة، وهو المساواة بين المساواة بين الجريمة‬ ‫والعقوبة()31(.‬ ‫ويوجيد بيين المعنيي اللغوي والمعنيي الشرعيي تناسيب، لن القصياص‬ ‫يتتبيع فييه الجانيي، فل يترك بدون عقاب، ول يترك المجنيي علييه مين دون‬ ‫أن يشفيي غليله والقصياص هيو عقوبية الدماء بشكيل عام سيواء أكانيت‬ ‫دماء موضوع العتداء فيه يا النف يس أم كان اعتداء موضوع يه طرف م ين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الطراف، أم كان اعتداء موضوعييه جرح ميين الجروح، وضمان المتلفات،‬ ‫أي التعوييض بالمثيل فيي الموال والسواق، والقصياص موجود فيي كيل‬ ‫العقوبات الس يلمية غييير الحدود، وهناك قصيياصا قدره الشارع بالنييص،‬ ‫ي‬ ‫وقصاصا آخر لم يحدده الشارع، وترك تحديده لولي المر.‬ ‫٢ - أنواع القصاص‬ ‫وقد قسم الفقهاء القصاص إلي قسمين، قصاص صورة ومعني‬ ‫وقصياص معنوي فقيط ، فالول مفاده أن ينزل بالجانيي مين العقوبية‬ ‫المادية مثل ما أنزل بالمجني عليه، وهذا النوع هو الواضح والظاهر من‬ ‫نصييوص القرآن الكريييم والسيينة النبوييية الشريفيية، وهييو الصييل فييي‬ ‫القصياص، والثانيي قصياص المعنوي وهيو ديية ميا أتلف بالجنايية وأرش‬ ‫الجناية، وهو عبارة عن العقوبة المالية علي العتداء علي الجسم بالجرح‬ ‫والشج، وهذا القصاص المعنوي الذي يوجد في حالة عدم تعذر الوصول‬ ‫إلي القصياص الصلي لنه غيير ممكين فيي ذاتيه كجرح ل يمكين المماثلة‬ ‫فيه، وفي حالة عدم توافر شروط القصاص الحقيقي، وفي حالة وجود‬ ‫شبهة تدرأ بها العقوبة، أي أنه في حالة سقوط القصاص الصلي الصورة‬ ‫والمعني وجب القصاص المعنوي.‬ ‫ومين حييث نوع الجريمية قسيم الفقهاء القصياص إلي نوعيين هميا:‬ ‫١ - قصاص في النفس، أي قتل النفس، عمدا أو شبهة عمد.‬ ‫- المام محمد أبو زهرة، المرجع السابق، ص:٢٥٢.‬ ‫31‬
  • 16. ‫2 - قصاص فيما دون النفس، أي في الطراف والجروح.‬ ‫مين التعريفات السيابقة للقصياص يتيبين لنيا أن القصياص جزاء وفاق‬ ‫للجريمية فالجريمية اعتداء علي النفيس النسيانية، فمين العدالة أن يؤخيذ‬ ‫المجرم بجريمتييه بمثييل فعله، وليييس ميين المعقول أن نفكيير بالرحميية‬ ‫بالجاني ول نفكر في ألم المجني عليه وشفاء غيظه، فالقصاص يحمي‬ ‫حياة الناس لن القاتيل إذا حرم أحيد مين الحياة فأنيه يحرم منهيا، وبالتالي‬ ‫يحافظ علي حياته، لذلك فالقصاص حياة لنه يحافظ علي الحياة.‬ ‫٣ - الساس الشرعي للقصاص‬ ‫القصاص ثابت في الشريعة السلمية بالنص عليه في القرآن الكريم‬ ‫والسينة النبويية وفعيل الرسيول صيلي ا علييه وسيلم والخلفاء الراشدون‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والصحابة رضوان ا عليهم وإجماع المة:‬ ‫١ – القصاص في القرآن الكريم:‬ ‫ورد النص علي القصاص في القرآن الكريم في عدة آيات هي:‬ ‫- في قوله تعالي )) ي َا أ َ ي ّ ه َا ا ل ّ ذ ِي ن َ آ م َ ن ُو ا ْ ك ُ ت ِ ب َ ع َ ل َ ي ْ ك ُ م ُ ا ل ْ ق ِ ص َا ص ُ‬ ‫ف ِييي ا ل ْ ق َ ت ْ ل َى ا ل ْ ح ُ ر ّ ب ِا ل ْ ح ُ ر ّ و َا ل ْ ع َ ب ْ د ُ ب ِا ل ْ ع َ ب ْ د ِ و َا ل ُن ث َييى ب ِا ل ُن ث َييى‬ ‫ف َ م َ ن ْ ع ُ ف ِ ي َ ل َ ه ُ م ِ ن ْ أ َ خ ِي ه ِ ش َ ي ْ ء ٌ ف َا ت ّ ب َا ع ٌ ب ِا ل ْ م َ ع ْ ر ُو ف ِ و َأ َ د َاء‬ ‫إ ِ ل َ ي ْه ي ِ ب ِ إ ِ ح ْس ي َا ن ٍ ذ َ ل ِك ي َ ت َ خ ْ ف ِيف ي ٌ م ّن ي ر ّ ب ّ ك ُم ي ْ و َ ر َ ح ْ م َ ة ٌ ف َ م َن ي ِ‬ ‫ا ع ْ ت َ د َى ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِكيي َ ف َ ل َهيي ُ ع َ ذ َابيي ٌ أ َ ل ِيميي ٌ } ٨٧١ { و َ ل َ ك ُميي ْ ف ِييي‬ ‫ا ل ْ ق ِص ي َا ص ِ ح َ ي َا ة ٌ ي َ ا ْ أ ُ و ل ِي ي ْ ا ل َل ْ ب َاب ي ِ ل َ ع َ ل ّ ك ُم ي ْ ت َ ت ّ ق ُون ي َ } ٩٧١ {((‬ ‫)41(.‬ ‫- وفي قوله تعالي:)) م ِ ن ْ أ َ ج ْ ل ِ ذ َ ل ِ ك َ ك َ ت َ ب ْن َا ع َ ل َى ب َن ِي إ ِ س ْ ر َا ئ ِي ل َ‬ ‫أ َ ن ّه ي ُ م َ ين ق َ ت َ ل َ ن َ ف ْس ي ًا ب ِ غ َ ي ْ ر ِ ن َ ف ْس ي ٍ أ َ و ْ ف َس ي َا د ٍ ف ِ يي ا ل َر ْض ي ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف َ ك َ أ َ ن ّ م َيا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاس ي َ ج َ م ِي ع ًيا و َ م َن ي ْ أ َ ح ْ ي َا ه َيا ف َ ك َ أ َ ن ّ م َيا أ َ ح ْ ي َيا‬ ‫ال ن ّاس ي َ ج َ م ِي ع ً يا و َ ل َ ق َ د ْ ج َاء ت ْ ه ُم ي ْ ر ُس ي ُ ل ُ ن َا ب ِال ب َ ي ّ ن َات ي ِ ث ُ م ّ ي إ ِ ن ّ ي‬ ‫ي‬ ‫ك َ ث ِي ر ًا م ّ ن ْ ه ُم ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِ ك َ ف ِي ا ل َر ْ ض ِ ل َ م ُ س ْ ر ِ ف ُو ن َ (() (‬ ‫51‬ ‫41 - سورة البقرة الية: ٩٧١/٨٧١.‬ ‫51‬ ‫..سورة المائدة الية: ٢٣ -‬
  • 17. ‫- وف يي قوله تعالي)وَكَتَبْنَ يا عَلَيهِ يمْ فِيهَ يا أَنّ ي النّفْ يسَ بِالنفْ يسِ وَالعَيْ ينَ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بِالعَيْينِ وَالَنفي بِالَنفي وَالُذُينَ بِالُذُينِ وَالسينّ بِالسينّ وَالْجرُوحي قِيصَاصٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فَم َن ت َصَدّقَ ب ِهِ فَهوَ كَفّارَةٌ ل ّهُ وَم َن ل ّمْ يَحْك ُم بِم َا أنزَلَ الل ّهُ فأُوْل َيئِكَ ه ُمُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الظّالِمُونَ }٥٤{)61(.‬ ‫- وفيي قوله تعالي:) @وَمَيا كَاني لِمُؤْمِينٍ أَن يَقْتلَ مؤْمِنًيا إِل ّ خَطَئًا وَمَين‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫قَتلَ مؤْمِنًيييا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مّيييسَلّمَةٌ إِلَى أَهْلِيييهِ إِل ّ أَن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ي‬ ‫يَيصّدقُواْ فإِن كَانيَ مِين قوْيمٍ عَدُوّ لّكُيمْ وَهُوَ مؤْمِينٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤْمِنَةٍ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وَإِن كَاني مِين قوْيمٍ بَيْنكُيمْ وَبَيْنَهُيمْ مّيثَاقي فَدِيَةٌ مّيسَلّمَةٌ إِلَى أَهْلِيهِ وَتَحْرِيرُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رَقَبَةٍ مؤْمِنَةً فَمَن لّمْ يَجِدْ‬ ‫ّ‬ ‫فصِيَامُ شَهرَيْنِ متَتَابِعَينِ تَوْبَةً مّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ()71(‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫-وفيي قوله تعالي: )وَل َ تَقْتُلُواْ النّفْيسَ الّتِيي حَرّيمَ اللّيهُ إِل ّ بِالحقّي‬ ‫َ‬ ‫وَمَين قتِلَ مَظْلُومًيا فَقَدْ جَعَلنَيا لوَلِيّيهِ سيُلْطَانًا فَل َ يُيسْرِف فّيي‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الْقَتلِ إِنّهُ كَانَ مَنْصُورًا()81(‬ ‫ْ‬ ‫٢ - القصاص في السنة النبوية الشريفة:‬ ‫وردت أحاديث في السنة النبوية الشريفة دعت إلي الخذ بالقصاص‬ ‫وحثيت علييه أي فيي السينة القولييه، وهناك مين السينة الفعليية ميا أخيذ‬ ‫بذلك بالفعل، ومن الحاديث النبوية ما يلي:‬ ‫-قال رسييول ا صييلي ا عليييه وسييلم) مين قتيل قتلناه(‬ ‫وقوله ص يلي ا علي يه وس يلم ) كتاب ا القصياص( وقوله‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫علييه الصيلة والسيلم) ل يحيل دم امرئ مسيلم يشهيد أن‬ ‫ل إله إل ا وأ ني ر سول ا، إل بأحدي ثلث، الث يب‬ ‫- سورة المائدة الية: ٥٤.‬ ‫61‬ ‫71‬ ‫.سورة النساء الية ٢٩ -‬‫.‬ ‫81‬ ‫.١ – سورة السراء الية:٣٣‬
  • 18. ‫الزان ني، والنف نس بالنف نس، والتارك لدين نه المفارق‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫للجماعة( متفق عليه)91(.‬ ‫- وعين سيمرة رضيي ا عنيه قال: قال رسيول ا صيلي ا علييه‬ ‫وسلم) م َن قتل عبده قتلناه و م َن جدع عبده جدعناه()02(‬ ‫- وعين أنيس بين مالك رضيي أن جاريية وجيد رأسيها قيد رض بيين‬ ‫حجريييين فسييألوها: مَيين صيينع بييك هذا؟ فلن حتييى ذكروا يهوديا‬ ‫فأومأت برأسيها فأخيذ اليهودي فأقير فأمير رسيول ا صيلي ا علييه‬ ‫وسلم أن يرض رأسه بين حجريين)12(.‬ ‫- وعين أنيس رضيي ا عنيه: أن الرّبَييع بنيت النضير عمتيه كسيّرت ثنيية‬ ‫جاريية، فطلبوا إليهيا العفيو فأبوا، فعرضوا الرث فأبوا، فأتوا رسيول‬ ‫ا صيلي ا علييه وسيلم ، فأبوا إل القصياص فأمير رسيول ا علييه‬ ‫وسيلم بالقصياص، فقال أنيس بين النضير: ييا رسيول ا أتكسير ثنيية‬ ‫الربيع؟ ل والذي بعثك بالحق ل تكسر ثنيتها. فقال رسول ا صلي‬ ‫ا علييه وسيلم: ييا أنيس كتاب ا القصياص، فرضيي القوم فعفوا،‬ ‫فقال رس يول ا ص يلي ا علي يه وس يلم: )إن م ين عباد ا مَ ين لو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أقسم على ا لبره()22(.‬ ‫91 - رواه البخاري في كتاب الديات) ٨٧٨٦( ، ورواه مسلم في كتاب‬ ‫القسامة) ٦٧٦١( ، وأبو داود في كتاب الحدود) ٣٥٣٤( باب الحكم فيمن‬ ‫ارتد) ٤٢١/٤( والترمذي في كتاب الديات) ٢٠٤١( باب ما جاء ل يحل دم‬ ‫امرئ مسلم إل بأحدي ثلث) ٩١/٤( ، والنسائي في كتاب تحريم الدم باب‬ ‫الصلب) ٢٠١/٧( ، وابن ماجه في الحدود) ٤٣٥٢( باب ل يحل دم مسلم إل‬ ‫بثلث) ٧٤٨/٢( وأحمد في مسنده) ٢٨٣/١( والبيهقي في السنن الكبرى) ٢/٨‬ ‫٤٨ ، ٣١٢(.‬ ‫02 - رواه أحمد والربعة وحسنه الترمذي وهو من رواية والنسائي‬ ‫بزيادة ) م َن خصي عبده خصيناه( وصحح الحاكم هذه الزيادة.‬ ‫12‬ ‫. متفق عليه وع لي لفظه -‬ ‫22‬ ‫.متفق عليه واللفظ للبخاري -‬
  • 19. ‫- وقيد روي عين الرسيول صيلي ا علييه وسيلم قال:) مين قتيل له‬ ‫قتييل فهيو بخيير النظريين، إميا أن يفتدي وإميا أن يقتيل(‬ ‫وقال أيضيا) مين أصييب بدم أو خبيل فهيو بالخيار بيين احدي‬ ‫ثلث: إ ما أن يق تص، وإ ما أن يأ خذ الع قل، وإ ما أن يع فو،‬ ‫فأن أراد برابعة فخذوا علي يديه(.‬ ‫٣ – الجماع:‬ ‫وعلي ييه إجماع الم يية والئم يية بل خلف، وعلي ييه إجماع الص ييحابة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والتابعين وتابعي التابعين)32(.‬ ‫٤ - حكم القصاص‬ ‫فرض السلم الق صاص حتى ل تنتشر الفوضى والضطرابات في‬ ‫المجتمع، ولبطال ما كان عليه الجاهليون قبل السلم من حروب بين‬ ‫القبائل يموت فيهيا البرياء الذيين ل ذنيب لهيم ول جرم، فجاء السيلم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وبيّين أن كيل إنسيان مسيئول عميا ارتكبيه مين جرائم، وأن علييه العقوبية‬ ‫وحده، ل يتحملها عنه أحد.‬ ‫يأخيذ القصياص فيي الشريعية السيلمية حكيم الفرض الثابيت فقيد‬ ‫جاء فييي القرآن الكريييم) كت يب عليك يم القص ياص( فهييو فييي منزلة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الصييام والجهاد مين حييث الحكيم فقيد جاء فيي القرآن الكرييم ) كتيب‬ ‫عليكيم الصييام()البقرة:٣٨١( و) كتيب عليكيم القتال( البقرة:)٦١٢(‬ ‫وقال تعالي فيي سيورة النسياء اليية)٣٠١() إن الصيلة كانيت علي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المؤمنين كتابا موقوتا( أي أنه من الفروض الثابتة.‬ ‫تتضم ين الي ية)٩٧١( م ين س يورة البقرة)) ولكيم فيي القصياص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حياة يا أولي اللباب(( الحكمة من القصاص في معان بلغية هي:‬ ‫١ – جعلت فائدة القصياص عامية تشميل المجتميع كله ولم تقصيره علي‬ ‫ولي الدم وحده) المجن يييي علي يييه( بدلي يييل قوله تعالي ف يييي بداي ييية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫٤ - أنظر الجماع لبن المنذر، ص:١٧، والمجموع للنووي)٦٦٢/٧٦٢/٠٢(والمغني لبن‬ ‫32‬ ‫.)قدامه)٦٣٦/٥٣٦/٧(، وبداية المجتهد)٨٩٢/٧٩٢/٢‬
  • 20. ‫اليية) ول كم( فالقصياص لييس انتقاميا لفرد ولكين للمحافظية علي حياة‬ ‫الجماعة والمجتمع المسلم كله.‬ ‫٢ – أطلق لفيظ) القصياص(علي العقوبية فييه حكمية أبلغ مين العدالة‬ ‫لن القصياص يتضمين المسياواة بيين الجريمية والعقوبية، مميا يعيد معيه‬ ‫القصياص مانيع قوي وسيدا منيعيا للجريمية، وبذلك يحييا المجتميع حياة‬ ‫هادئة هانئة مسيتقرة وتنعدم الجريمية فيي المجتميع، وهذه غايية لم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫تصيل إليهيا النظيم القانونيية الوضعيية حتيى الن، فالسيياسة العقابيية فيي‬ ‫أي نظام قانوني تهدف للمساواة بين الجريمة والعقوبة.‬ ‫٣ – يتيبين مين اليية أن حياة الجماعية فيي القصياص، لن عدم وجود‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫القصياص يؤدي إلي أهدار الدماء وكثرة القتيل فيي المجتميع، مميا يؤدي‬ ‫إلي الفوضى في المجتمع، مما يهدد حياة الجماعة ويهددها بالفناء.‬ ‫٤ – تشيير اليية أن الحياة التي تسيتحق أن يطلق عليها حياة هي الحياة‬ ‫الهادئة المسيتقرة وهيي التيي تتحقيق بالقصياص، والدلييل علي ذلك أن‬ ‫كلمة ) حياة( جاءت في الية نكرة والتنكير هنا للتفخيم والتعظيم.‬ ‫٥ – أن هذه الحكمة البالغة والغاية العظيمة ل تدركها إل العقول النيرة‬ ‫السليمة التي تعرف جيدا مصلحة الجماعة، فالخطاب في الية الكريمة‬ ‫لولي اللباب فقال تعالي) يييا أولي اللباب( وهييم أصييحاب العقول‬ ‫التي خلصت وبرأت من الهواء والشهوات.‬ ‫٦ – تعتييييبر هذه الييييية ردا بليغييييا علي دعاة إلغاء عقوبيييية العدام،‬ ‫وتعضدهيا وتسياندها وتؤكدهيا اليية)٢٣( مين سيورة المائدة، لن إلغاء‬ ‫هذه العقوبة يعني كثرة القتل في المجتمع وانتشار الفوضى مما يأتي‬ ‫إلي انهيار هذه المجتمعات، فل خوف ميين الحرمان ميين الحياة وبذلك‬ ‫تنتشر الجرائم الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع كله.‬ ‫ننتقل إلي الية)٢٣( من سورة المائدة)):)) م ِ ن ْ أ َ ج ْ ل ِ ذ َ ل ِ ك َ ك َ ت َ ب ْن َا‬ ‫ع َ ل َى ب َ ن ِ يي إ ِ س ي ْ ر َا ئ ِي ل َ أ َ ن ّه ي ُ م َ ين ق َ ت َ ل َ ن َ ف ْس ي ًا ب ِ غ َ ي ْ ر ِ ن َ ف ْس ي ٍ أ َ و ْ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
  • 21. ‫ف َسيي َا د ٍ ف ِييي ا ل َر ْضيي ِ ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا و َ م َنيي ْ‬ ‫أ َ ح ْ ي َاه َا ف َ ك َ أ َ ن ّم َا أ َ ح ْي َا ال ن ّا س َ ج َ م ِيع ًا و َ ل َ ق َ د ْ ج َاء ت ْ ه ُ م ْ ر ُ س ُ ل ُ ن َا‬ ‫ب ِال ب َ ي ّ ن َاتيي ِ ث ُ م ّيي إ ِ ن ّيي ك َ ث ِي ر ًا م ّ ن ْ ه ُييم ب َ ع ْ د َ ذ َ ل ِكيي َ ف ِييي ا ل َر ْضيي ِ‬ ‫هذه الية نزلت في حادثة قتل قابيل علي يد أخيه هابيل أبني آدم،‬ ‫والعلقية بينهيا وبيين القصياص بيان الداء والعلج معيا فالداء هنيا فيي‬ ‫حادثة القتل الحقد والحسد وفقد العواطف النسانية النبيلة عند القتل،‬ ‫مميا يعنيي أن القاتيل قطيع كيل الروابيط التيي تربطيه بالجماعية بإقداميه‬ ‫علي القتيل، مميا يجعله عنصير تدميير وفسياد فيي المجتميع، لذلك ينبغيي‬ ‫أن يكون الدواء ميين جنييس الداء عيين طريييق إبعاده عيين المجتمييع‬ ‫وحرمانييه الحياة كمييا حرم المقتول ميين الحياة، لذلك يجييب بتره ميين‬ ‫المجتمع.‬ ‫والي ية الكريم ية ت يبين أن العتداء علي النف يس ه يو الجريم ية بدون‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫تفضييل فيي النفيس سيواء أكانيت نفيس طفيل أو رجيل أو امرأة، كميا ل‬ ‫يهيم اللون أو المكانية أو الوظيفية أو الحسيب والنسيب، فمناط الحمايية‬ ‫في الية الكريمة هي النفس النسانية ذاتها، مما يدل علي أن الشريعة‬ ‫السييلمية تحمييي النفييس النسييانية ول تهدرهييا بدون حييق أو سييبب،‬ ‫وتأكيدا علي ذلك جعلت الي ية قت يل نف يس واحدة مس ياوية لقت يل الناس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جميعييا فقال تعالي:) ا ل َر ْضيي ِ ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا ق َ ت َ ل َ ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا (‬ ‫التشيبيه هنيا يدل علي اهتمام السيلم بالنفيس النسيانية وعظيم جريمية‬ ‫القتل، فحق الحياة مقدس وهو حق ثابت لكل فرد في المجتمع بقدر‬ ‫متسياوي، لذلك عدت اليية قتيل نفيس بمثابية قتيل كيل النفيس وتعادل‬ ‫قتل الناس جميعا لنه تعدي علي النسانية كلها.‬ ‫وتأكيدا علي أن القصيياص حياة قال تعالي فييي هذه الييية) و َ م َن ي ْ‬ ‫أ َ ح ْ ي َا ه َييا ف َ ك َ أ َ ن ّ م َييا أ َ ح ْ ي َييا ال ن ّاسيي َ ج َ م ِي ع ًييا ( ويدل ذلك علي أن‬ ‫القص ياص م ين القات يل يعن يي إحياء للحياة المجن يي علي يه باحترام دم يه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
  • 22. ‫وعدم ضياعييه هدرا، وبالتالي تتحصيين حياة كييل نفييس فييي المجتمييع‬ ‫وتحميي وتحييى، لن القصياص فييه ردعيا عام للمجتميع فمين عرف أنيه‬ ‫إذا قتيل سيوف يقتيل فأنيه يحفيظ ويحافيظ علي حياتيه وحياة غيره، وقيد‬ ‫أشارت هذه اليية إلي الغايية الحقيقيية مين القصياص وهيي المحافظية‬ ‫علي حياة الفراد في المجتمع، هذا بشأن القصاص في القتل.‬ ‫ولكين القصياص يوجيد أيضيا فيي الطراف ولييس فيي القتيل وحده،‬ ‫وبين يييت ذلك ونص يييت علي يييه الي ييية)٥٤( م ييين س يييورة المائدة فقال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تعالي)) و َ ك َ ت َ ب ْ ن َيا ع َ ل َ ي ْ ه ِم ي ْ ف ِي ه َيا أ َ ن ّي ال ن ّ ف ْس ي َ ب ِال ن ّ ف ْس ي ِ و َا ل ْ ع َ ي ْن ي َ‬ ‫ب ِا ل ْ ع َ ي ْن ي ِ و َا ل َنف ي َ ب ِا ل َنف ي ِ و َا ل ُذ ُن ي َ ب ِا ل ُذ ُن ي ِ و َالس ي ّ ن ّ ب ِالس ي ّ ن ّ‬ ‫و َا ل ْ ج ُ ر ُوحيَ ق ِصيَا ص ٌ ف َ م َين ت َصيَ د ّ ق َ ب ِهيِ ف َ ه ُ و َ ك َ ف ّا ر َ ة ٌ ل ّهيُ و َ م َين‬ ‫ل ّ م ْ ي َ ح ْ كأجمبييعَا أن ز َ ل َالس ّيه ُ ف َ مو ْ ل َي ئ ِ كييد الصيال ظ ّا ل ِ م ُو عص ير الئميية‬ ‫وقييد ُم ِ م فقهاء ال ل يلم أ ُ ين عه َ ه ُ م ُ يحابة إلي ن َ ((.‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المجتهديين وبإجماع المية علي أن القصياص فرض فيميا دون النفيس‬ ‫ومكتوب إذا أمكن، بدليل النص علييه في القرآن الكريم والسينة النبويية‬ ‫الشريفييية، لن ميييا دون النفيييس)الطراف( يجيييب المحافظييية علييييه‬ ‫والقصاص يحافظ عليه، والقصاص يجب في كل الطراف وليس في‬ ‫الطراف المذكورة صيييراحة فيييي اليييية)٥٤( السيييالفة، بدلييييل قوله‬ ‫تعالي) و َا ل ْ ج ُ ر ُو ح َ ق ِ ص َا ص ٌ(.‬ ‫وقيد أخيذ بعيض القانونييين علي القصياص فيميا دون النفيس بعيض‬ ‫النتقادات هي:‬ ‫١ – يؤدي الخذ به إلي كثرة المشوهين في المجتمع، مما يعيق العمل‬ ‫وينقص من القدرة البشرية في المجتمع.‬ ‫٢ – أنه ليس عقابا بل انتقاما، وغاية القوانين الصلح وليس النتقام.‬ ‫٣ – ل يندر المسياواة فيي قطيع الطراف، حييث يمكين قطيع الييد القويية‬ ‫باليد الضعيفة.‬
  • 23. ‫هذه النتقادات غير صحيحة بل هي مغرضة لما يأتي:‬ ‫١ - أن القصياص فيي الطراف ل يكثير المشوهيين فيي المجتميع بيل‬ ‫ي ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العكيس هيو الذي يحدث، لن النسيان إذا عرف أنيه إذا أقدم علي قطيع‬ ‫ييد أخير فأن يده سيتقطع، فأنيه لن يقدم علي هذا الفعيل، مميا يتحقيق‬ ‫معه منع الجريمة وليس زيادتها كما يدعي هؤلء.‬ ‫٢- أن القصياص فيي الطراف لييس انتقاميا لن النتقام لييس فييه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مس ياواة بي ين الجريم ية والعقوب ية ب يل مس ياواة حقيقي ية بينهم يا كم يا أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النتقام يكون مين المجنيي علييه ولييس مين ولي المير)الحاكيم أو مين‬ ‫ينوب عنه(، والقصاص يقوم به ولي المر وليس المجني عليه.‬ ‫٣ – مناط الحمايية فيي القصياص فيميا دون النفيس أي فيي الطراف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫والجروح هيي سيلمة العضاء ولييس التسياوي فيي القوي الطبيعية، أي‬ ‫قوتهيا، فقيد تكون ييد ضعيفية فيي نظير الناس ولكنهيا فيي نظير صياحبها‬ ‫قوية تؤدي دورها في حياته كاملة كما هو الحال مع القوياء الصحاء،‬ ‫لن أسيياس القصيياص المسيياواة فييي النفييس البشرييية لن الناس‬ ‫متساوية أمام التشريع السلمي.‬ ‫وعلي ذلك ل يجيب ول يصيح أن يكون هناك تفاوت بيين الناس فيي‬ ‫القص يييياص، وق ييييد أك ييييد ذلك قول الرس ييييول ص ييييلي ا علي ييييه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وسيلم) المسيلمون تتكافيأ دماؤهيم ويسيعى بذمتهيم أدناهيم(‬ ‫فالمس ياواة ف يي القص ياص تكون ف يي النف يس والعضاء والدماء، فل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تفرقة بين الناس في الوصاف سواء كانت أوصافا ذاتية فل فرق بين‬ ‫لون ولون)42( فقيد قال رسيول ا صيلي ا علييه وسيلم) كلكيم لدم‬ ‫وآدم مين تراب ل فضيل لعربيي علي أعجميي ول أبييض علي‬ ‫أ سود إل بالتقوى والع مل ال صالح( وقال أيضا ) الناس سواسية‬ ‫كأسنان المشط(.‬ ‫42‬ ‫.المام محمد أبو زهرة، الجزء الثاني العقوبة، ٥٩٢/٤٦٢ -‬ ‫.‬
  • 24. ‫يلحييظ عنييد القصيياص فييي الطراف تحقيييق المماثلة‬ ‫وعدم العتداء أو النقص في أمور ثلثة ه ي:‬ ‫١ – التقابيل بيين العضاء فالعضاء المتقابلة تقطيع، فالييد اليمنيي بالييد‬ ‫اليمني والصحيحة بالصحيحة فل تقطع الصحيحة بالمريضة وهكذا.‬ ‫٢ – ال تؤدي المقابلة إلي زيادة أو نقيييص، بمعنيييي أن يكون التماثيييل‬ ‫ممكن يا ل يزي يد ع ين الجريم ية، فإن كان التماث يل غي ير ممك ين فل يوج يد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫القصاص، التماثل في الوصف والتماثل في فقد المنافع.‬ ‫٣ – أن تكون المنفعة التي فقدت تقابل المنفعة التي تزول بالقصاص.‬ ‫4 - ل يقام القصاص إل بعيد أن يشفيي المجنيي علييه، فإن شفيي وعاد‬ ‫يحدث نقصان فليس فيه قصاص، فإن كان هناك‬ ‫لهيئته ولم‬ ‫نقصان أقيم القصاص بحسب ما قطع,‬ ‫5 - القصاص في غير القتل والقطع والجروح‬ ‫يُشرع القص ياص ف يي اللطم ية والضرب ية والس يبة وغي ير ذلك بشرط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المسياواة، ويشترط فيي القصياص فيي اللطمية والضربية أل تقيع فيي‬ ‫العين، أو في أي عضو من الممكن أن يتلف نتيجة هذه الضربة.‬ ‫الق صاص في ال سب: ويشترط في القصاص في السب أل يكون‬ ‫السيب بميا هيو محرم، فلييس للنسيان أن يلعين مين لعين أباه، ول أن‬ ‫يسب من سب أمه وهكذا، وليس له أن يكذب على من يكذب عليه، ول‬ ‫أن يُكَفّر من كفّره.‬ ‫القصيياص فييي إتلف المال: فميين أتلف مال غيره، كأن هدم له‬ ‫داره أو غيييير ذلك، يقتيييص منيييه بأن يهدم داره وهكذا، وقال بعيييض‬ ‫الفقهاء: إن هذا القصياص غيير جائز، وإن على المعتدى أن يدفيع مثيل‬ ‫ما أفسده أو قيمته .‬
  • 25. ‫القصياص يكون فيي العدوان المقصيود)العميد(، فالقصياص جزاء‬ ‫العتداء، ول يتحق يق العدوان المقص يود ف يي القص ياص إل بهذه المور‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الربعة:‬ ‫١ – أن يكون المتهيم ممين يتحميل مسيئولية أفعاله، أي يجيب أن يكون‬ ‫كاميل الهليية، ولييس مصياب بعاهية أو آفية فيي عقلة، وأن يكون حير‬ ‫الرادة وليس مكره لن الكراه يفسد الرادة.‬ ‫٢ – أل يكون الفعيل بحيق، كأن يكون القتيل دفاعيا عين النفيس أو المال‬ ‫أو العرض، أو يكون المال المسييروق ملك السييارق، أن يكون للفاعييل‬ ‫حق فيما أقدم عليه قررته الشريعة السلمية وحمته من العدوان عليه،‬ ‫أو يكون فييه شبهية الحيق، وشبهية الحيق تثبيت فيي أربعية أحوال: شبهية‬ ‫الملك وشبهة الجزئية وشبة الزوجية وشبهة رضا المجني عليه بالجريمة.‬ ‫٣ – وجود علقية السيببية بيين الفعيل والنتيجية، وتتحقيق السيببية بثلثية‬ ‫أمور هم:‬ ‫) أ ( فعل ترتب عليه جريمة.‬ ‫)ب( وجود صلة بين الفعل والنتيجة الجرامية.‬ ‫)ج( قصد أحداث النتيجة الجرامية التي حدثت.‬ ‫٤ – أن يتحقيق القصيد الذي أدي إلي وقوع الجريمية، ويكون ذلك بتعميد‬ ‫أحداثهيا وقصيدها وإرادة حرة مختارة وعلم بالنهيي عنهيا، ففيي القتيل‬ ‫تزهق الروح أي بالموت.‬ ‫٦ - موانع القصاص في القتل‬ ‫توجيد موانيع للقصياص فيي القتيل وهيي علي تعددهيا مختلف فيهيا‬ ‫بين الئمة المجتهدين، وتتمثل هذه الموانع فيما يأتي:‬ ‫١ – أن يكون القتييل جزءا مين القاتيل: يري ذلك ك يل م ين أب يي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حنيفة والشافعي وأحمد، ويكون القتيل جزءا من القاتل إذا كان ولده،‬
  • 26. ‫فل يقتص من الب بالقتل لقول الرسول صلي ا عليه وسلم) ل يقاد‬ ‫الوالد بولده( وقوله )أنيت مالك لبييك( والحدييث الول صيريح فيي منيع‬ ‫القص ياص أم يا الثان يي ففي يه شبه ية تدرأ القص ياص وطبق يا لقاعدة)درء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحدود بالشبهات( الثابتية فيي الشريعية السيلمية، أميا الولد فيقتيص منيه‬ ‫فييي والده فإذا قتييل ولد والده يقتييل، حكييم الم كالب)52(، ويخالف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المام مالك الفقهاء الثلثييية ويقول بالقصييياص هنيييا كلميييا انتفيييت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشبهات)62(.‬ ‫٢ – عدم التكاف ييؤ بي يين المجن ييي علي ييه والجان ييي: يشترط مالك‬ ‫والشافعيي وأحميد أن يكون المجنيي علييه مكافئا للجانيي، فإذا لم يكين‬ ‫كذلك أمتنع القصاص، ويشترط التكافؤ في المجني عليه ل في الجاني،‬ ‫ويعتبر المجني عليه مكافئا للجاني إذا تساويا في الحرية والسلم، فل‬ ‫عيبرة بعيد ذلك فيميا بينهميا مين فروق أخري، فل يشترط التسياوي فيي‬ ‫كمال الذات ول س يييلمة العضاء ول يشترط التس ييياوي ف يييي الشرف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والفضائل)72( ولكين أبيا حنيفية يخالفهيم فيي ذلك ويري القصياص بيين‬ ‫الحرار والعبيد)82(.‬ ‫٣ – ال مر بالق تل: يفرق الفقهاء بيين المير بالقتيل والكراه، ويأخذون‬ ‫بمنيع القصياص فيي القتيل فيي حالة الكراه، واختلفوا فيي حالة المير‬ ‫بالقتل، حيث يري مالك والشافعي وأحمد القصاص في المر لنه هو‬ ‫المتسبب في القتل وأن كان المأمور هو الذي قتل ولكنه هنا بمثابة آلة‬ ‫52‬ ‫١ - بدائل الصنائع، ص:٥٣٢، المهذب، الجزء الثاني، ص:٦٨١، والمغني، الجزء التاسع،‬ ‫.ص:٩٥٣ وما بعدها‬ ‫62‬ ‫٢- الشرح الكبير للدرير، الجزء الرابع، ص:٥١٢، المدونة، الجزء السادس، ص:٠١/٦٠١‬ ‫.٨‬ ‫72‬ ‫٣- مواهب الجليل، الجزء السادس، ص:٦٣٢، المهذب، الجزء الثاني، ص: ٦٨١، المغني‬ ‫.لبن قدامه، الجزء التاسع، ص:٨٤٣‬ ‫82٤ - بدائع الصنائع، الجزء السابع، ص:٥٣٢.‬
  • 27. ‫القتيل ولييس القاتيل، ول يري أبيو حنيفية القصياص مين المير لنيه تسيبب‬ ‫في القتل ولم يباشره)92(.‬ ‫٤ – الكراه علي القتيي ل: الكراه يفسيييد الرادة، حييييث يري مالك‬ ‫وأحميد والرأي الصيحيح عنيد الشافعيية القصياص علي المكره والمكره‬ ‫لن الحامل المكره تسبب في القتل، ولن المباشر المكره قتل المجني‬ ‫علييه ظلميا)03(، ولكين عنيد أبيي حنيفية ومحميد أن القصياص يجيب علي‬ ‫الحاميل دون المباشير لقوله صيلي ا علييه وسيلم ) ر فع عن أم تي‬ ‫الخطأ والنسيان وما أستكرهوا عليه()13(.‬ ‫5 - أن تكون الداة التيي اسيتعملت فيي القتيل مميا يقتيل بيه‬ ‫غال ب ًيا : ويدخيل فيي ذلك الغراق فيي الماء والخنيق والحبيس واللقاء‬ ‫مين شاهيق والحراق بالنار، والقتيل بالسيم، فقيد وضعيت يهوديية السيم‬ ‫لرسول )في شاة، فأكل منها لقمة ثم لفظها، وأكل معه بشر بن البراء،‬ ‫فعفا عنها النبي )ولم يعاقبها، فلما مات بشر بن البراء قتلها به)23(.‬ ‫ول يقتيل القاتيل إل بعيد أن يؤخيذ رأى أهيل القتييل فييه، فإن طلبوا‬ ‫قتله قتيل وكان القتيل كفارة له، وإن عفوا عنيه عفيي عنيه. وأخذت منيه‬ ‫الدييية وهييى تقدر بحوالى )0524( جرامًييا ميين الذهييب تقريبًييا، وعليييه‬ ‫الكفارة وه يى عت يق رقب ية مؤمن ية، فإن لم يج يد فعلي يه ص يوم شهري ين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫متتابعيين، قال تعالى)) يا أي ها الذ ين آمنوا ك تب علي كم الق صاص‬ ‫فيي القتلى الحير بالحير والعبيد بالعبيد والنثيى بالنثيى فمين‬ ‫عفييي له ميين أخيييه شيييء فأتباع بالمعروف وأداء إليييه‬ ‫92‬ ‫١ - الشرح الكبير للدرير، الجزء التاسع، ص:٢٤٣، والجزء الرابع، ص:٨١٢، والمهذب‬ ‫،الجزء الثاني، ص:٩٨١‬ ‫03‬ ‫٢ - الشرح الكبير للدرير، الجزء الرابع، ص:٦١٢، المغني، الجزء التاسع، ص:١٣٣،‬ ‫.المهذب، الجزء الثاني، ص:٩٨١‬ ‫13‬ ‫..بدائع الصنائع، الجزء الثاني، ص:٠٨١ -‬ ‫23‬ ‫.متفق عليه -‬ ‫.‬
  • 28. ‫بإح سان ذلك تخف يف من رب كم ورح مة ف من اعتدي ب عد ذلك‬ ‫فله عذاب أليم(()33(.‬ ‫7 - ما يثبت به القصاص وشروطه‬ ‫يثبيت القصياص باعتراف القاتيل، أو بشهادة رجليين يعرف عنهميا‬ ‫الصيلح والتقوى وعدم الكذب؛ يشهدان أنهميا قيد رأييا أو شاهدا القاتيل‬ ‫وهو يقتل، ول تصح شهادة المرأة في القصاص، فل يشهد على القتل‬ ‫رجييل وامرأة أو رجييل وامرأتان، وإنمييا ل بييد ميين أن يكون الشاهدان‬ ‫رجليين، وهذا رأى جمهور الفقهاء، لكين يرى بعيض الفقهاء أنيه يصيح‬ ‫الخذ بشهادة المرأة في القصاص، فإن ثبت القتل بالشهادة وجب حد‬ ‫القصياص على القاتيل، فإن عفيا عنيه أولياء القتييل أو بعضهيم؛ ل يقام‬ ‫عليه الحد، وعليه دفع الدية.‬ ‫بناء علي ذلك ل يثب ييت القص يياص ف ييي القت ييل إل بتواف يير‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشروط التالي ة:‬ ‫ل يثبت الحق لولياء المقتول في القصاص من القاتل إل ّ إذا تمّت‬ ‫الشروط التالية:‬ ‫الول: أن يكون القتل بنحو العمد.‬ ‫الثاني: التساوي في الحرية و العبودية، فيقتل الحر بالحر و العبد‬ ‫بالعبد و ل يقتل الحر بالعبد، بل يغرم قيمته يوم قتله مع تعزيره‬ ‫بالضرب الشديد.‬ ‫الثالث: التساوي في الدين، فل يقتل المسلم بالكافر ي و إن لزم‬ ‫تعزيره فيما إذا لميكن القتل جائزا ي بل يغرم ديته لو كان ذميا.‬ ‫33‬ ‫سورة البقرة الية: 871 -‬
  • 29. ‫الرابع: أن ل يكون القاتل أبا للمقتول، فل يقتل الب بقتله لبنه، بل‬ ‫يعزر و يلزم بالدية.‬ ‫الخامس: أن يكون القاتل بالغا عاقل ً وإل ّ فل يقتل و تلزم العاقلة‬ ‫بالدية.‬ ‫السادس: أن يكون المقتول محقون الدم، فل قصاص في القتل‬ ‫السائغ، كقتل سابّ النبي صلياللهعليهوآلهوسلم أو أحد الئمة‬ ‫عليهمالسلم أو قتل المهاجم دفاعا و ما شاكل ذلك.‬ ‫8 - كيفية تنفيذ القصاص‬ ‫يقتل القاتل بالطريقة التي قتل بها عند بعض الفقهاء؛ لقوله تعالى‬ ‫}وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به{ )43 ( وقال بعض‬ ‫الفقهاء: بل يكون القصاص بالسيف.‬ ‫ما ل يقام فيه قصاص وتحل الدية محله: تتمثل هذه‬ ‫الحالت في التي:‬ ‫1- قطع عضو أحد الناس خطأ دون تعمد.‬ ‫2- الجروح التي يستحيل فيها التماثل.‬ ‫3- الجروح التي تقع بالرأس والوجه؛ وهى ما يسمى بي )الشجاج( إل إذا‬ ‫كشف الجرح عن العظم فعندئذ يقام القصاص.‬ ‫4- اللسان وكسر العظم، فل قصاص فيهما لنه ل يمكن الستيفاء أو‬ ‫التماثل بغير ظلم.‬ ‫9 - من ي ُن ف ّذ القصاص‬ ‫القصاص ل يحق لحد إقامته إل الحاكم أو من ينوب عنه. فل‬ ‫يحل لولى القتيل أن يقتل القاتل حتى ل تنتشر الفوضى.‬ ‫43‬ ‫.سورة النحل الية:621 -‬ ‫.‬